ابو مناف البصري
المالكي
استقبال السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ل تيودور هرتزل :
يذكرون أن تيودور هرتزل *مؤسس الصهيونية* عرض على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني دفع كل ديون السلطنة العثمانية الخارجية مقابل تقديم فلسطين لليهود ليقيموا عليها دولة لهم ، ويذكرون أنّ السلطان ردّ بحزم : *لا أستطيع بيع حتى ولو شبر واحد من هذه الأرض ، لأنّ هذه الأرض ليست ملك يميني ؛ بل هي ملكٌ للدولة العثمانية ، نحن ما أخذنا هذه الأراضي إلا بسكب الدماء والقوة ، ولن نسلّمها لأحد إلا بسكب الدماء والقوة . والله لئن قطّعتم جسدي قطعة قطعة لن أتخلّى عن شبرٍ واحد من فلسطين*.
ثم يربطون كل ذلك بسقوط السلطان وسيطرة جمعية الاتحاد والترقي على الحكم ، مفسّرين ذلك بأنه انتقام الصهاينة من عبد الحميد لعدم قبوله ببيع فلسطين .
لكن الحقيقة تقول :
أنَّه في 27 حزيران 1896 حصل هرتزل على الوسام المجيدي العثماني ، من الدرجة الثالثة . ولنا أن نتساءل عن السبب الذي حدا بالسلطان لتقديم وسام كهذا إلى من يسعى لتقسيم بلاده !!.
وليس هذا هو الوسام الوحيد الذي حصل عليه هرتزل من السلطان عبد الحميد ، ففي 18 أو 19 أيار 1901 (29 محرم 1319) حصل هرتزل على الوسام المجيدي من الدرجة الأولى هذه المرة . وذلك بعد يوم واحد على اللقاء الذي جمع الرجلين في اسطنبول ، والذي حرص فيه السلطان العثماني على تأكيد محبته واحترامه لليهود ، وسماحه لهم بالهجرة إلى حيث يشاؤون في بلاده، وقال :
*لقد كنت صديق اليهود دوماً ، وسأبقى كذلك . فعلاً أنا لا أستند إلا على المسلمين واليهود ، فلا يمكنني القول إني أشعر بنفس الثقة تجاه بقية رعيتي* وأضاف :
*إن حدود الإمبراطورية العثمانية مفتوحة لليهود المظلومين ليقيموا حيث يشاؤون فيها*
وكان هذا أول إقرار صريح من السلطان العثماني بالسماح بالهجرة اليهودية إلى فلسطين .
وجاء هذا الموقف بعد تحركات قام بها الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني إلى القدس في 29 تشرين الثاني 1898، إذ إنّ الإمبراطور عرّج على اسطنبول قبل زيارة القدس ، وخلال وجوده هناك حضر هرتزل لزيارته ، ليشرح له أهمية إسكان اليهود في فلسطين حسب زعمه . فطلب منه الإمبراطور تقديم اقتراح عملي . فأجاب هرتزل بعبارة واحدة : *شركة عقارية تحت الحماية الألمانية*.
وفي تشرين الثاني 1901 أهدى هرتزل إلى السلطان آلة كاتبة مصنوعة خصيصاً له بالأبجدية العثمانية القديمة أي الأبجدية العربية . وبعدها بشهر أرسل له بصفته رئيس المؤتمر الصهيوني الخامس برقية يؤكد فيها على ولاء الصهاينة له وشكره
وتقول الصحيفة إن السلطان عبد الحميد مارس نفوذه لتقوية وضع هرتزل في المؤتمر ، مستندةً إلى تصريحات المشاركين .
والسؤال للمرة الثانية عن سبب دعم السلطان لشخص يريد أن يقسّم دولته !!.
وفي شباط 1902، استدعي قصر يلدز هرتزل بشكل عاجل إلى اسطنبول ، وعرض عليه إسكان اليهود في الأناضول وسوريا وميزوبوتاميا وسوريا عدا فلسطين .
وانتهى الاجتماع سلبياً ، لكن بعد بضعة أيام انتزع هرتزل موافقة على بناء جامعة عبرية في فلسطين ، انطلقت عام 1918 باسم جامعة حيفا التقنية .
وفي حزيران 1902 استدعى السلطان عبد الحميد هرتزل إليه مرة ثانية ، وعرض الأخير أن يتم إسكان اليهود في فلسطين مقابل ثلاثين مليون جنيه استرليني .
وبدأ التفاوض الجدّيّ على أراضي فلسطين بين أبو الصهيونية والسلطان المحبوب جداً من أتباع تيار الإخوان اليوم .
لكن عرضاً فرنسياً كان أعلى من العرض الصهيوني ، وبينما كان هرتزل يحزم حقائبه ليغادر اسطنبول قال له مسؤول التشريفات في قصر يلدز إبراهيم بيك العبارة التالية :
*إنّ معاليه يكنّ لك الكثير من المحبة والاحترام . إنّ ما تقوم به من أجل قومك أمر أصيل ، وإنّ الصهيونية أصيلة بالأساس*. حول ذلك يقول السلطان عبد الحميد :
*كان عرضه أن يتمّ تحمّل كامل الديون العمومية، وهذا أمرٌ حسنٌ، لأنَّه إن أتى يومٌ لا نكون فيه قادرين على سداد ديوننا سيجعلنا هذا تحت المراقبة والتحكم*.
الفيديو المرفق نادر جداً للحظة استقبال ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية من قِبَل خليفة المسلمين عبد الحميد الثاني
و تقليده الوسام المجيدي من الدرجة الأولى في
"أيار عام 1901".
يذكرون أن تيودور هرتزل *مؤسس الصهيونية* عرض على السلطان العثماني عبد الحميد الثاني دفع كل ديون السلطنة العثمانية الخارجية مقابل تقديم فلسطين لليهود ليقيموا عليها دولة لهم ، ويذكرون أنّ السلطان ردّ بحزم : *لا أستطيع بيع حتى ولو شبر واحد من هذه الأرض ، لأنّ هذه الأرض ليست ملك يميني ؛ بل هي ملكٌ للدولة العثمانية ، نحن ما أخذنا هذه الأراضي إلا بسكب الدماء والقوة ، ولن نسلّمها لأحد إلا بسكب الدماء والقوة . والله لئن قطّعتم جسدي قطعة قطعة لن أتخلّى عن شبرٍ واحد من فلسطين*.
ثم يربطون كل ذلك بسقوط السلطان وسيطرة جمعية الاتحاد والترقي على الحكم ، مفسّرين ذلك بأنه انتقام الصهاينة من عبد الحميد لعدم قبوله ببيع فلسطين .
لكن الحقيقة تقول :
أنَّه في 27 حزيران 1896 حصل هرتزل على الوسام المجيدي العثماني ، من الدرجة الثالثة . ولنا أن نتساءل عن السبب الذي حدا بالسلطان لتقديم وسام كهذا إلى من يسعى لتقسيم بلاده !!.
وليس هذا هو الوسام الوحيد الذي حصل عليه هرتزل من السلطان عبد الحميد ، ففي 18 أو 19 أيار 1901 (29 محرم 1319) حصل هرتزل على الوسام المجيدي من الدرجة الأولى هذه المرة . وذلك بعد يوم واحد على اللقاء الذي جمع الرجلين في اسطنبول ، والذي حرص فيه السلطان العثماني على تأكيد محبته واحترامه لليهود ، وسماحه لهم بالهجرة إلى حيث يشاؤون في بلاده، وقال :
*لقد كنت صديق اليهود دوماً ، وسأبقى كذلك . فعلاً أنا لا أستند إلا على المسلمين واليهود ، فلا يمكنني القول إني أشعر بنفس الثقة تجاه بقية رعيتي* وأضاف :
*إن حدود الإمبراطورية العثمانية مفتوحة لليهود المظلومين ليقيموا حيث يشاؤون فيها*
وكان هذا أول إقرار صريح من السلطان العثماني بالسماح بالهجرة اليهودية إلى فلسطين .
وجاء هذا الموقف بعد تحركات قام بها الإمبراطور الألماني فيلهلم الثاني إلى القدس في 29 تشرين الثاني 1898، إذ إنّ الإمبراطور عرّج على اسطنبول قبل زيارة القدس ، وخلال وجوده هناك حضر هرتزل لزيارته ، ليشرح له أهمية إسكان اليهود في فلسطين حسب زعمه . فطلب منه الإمبراطور تقديم اقتراح عملي . فأجاب هرتزل بعبارة واحدة : *شركة عقارية تحت الحماية الألمانية*.
وفي تشرين الثاني 1901 أهدى هرتزل إلى السلطان آلة كاتبة مصنوعة خصيصاً له بالأبجدية العثمانية القديمة أي الأبجدية العربية . وبعدها بشهر أرسل له بصفته رئيس المؤتمر الصهيوني الخامس برقية يؤكد فيها على ولاء الصهاينة له وشكره
وتقول الصحيفة إن السلطان عبد الحميد مارس نفوذه لتقوية وضع هرتزل في المؤتمر ، مستندةً إلى تصريحات المشاركين .
والسؤال للمرة الثانية عن سبب دعم السلطان لشخص يريد أن يقسّم دولته !!.
وفي شباط 1902، استدعي قصر يلدز هرتزل بشكل عاجل إلى اسطنبول ، وعرض عليه إسكان اليهود في الأناضول وسوريا وميزوبوتاميا وسوريا عدا فلسطين .
وانتهى الاجتماع سلبياً ، لكن بعد بضعة أيام انتزع هرتزل موافقة على بناء جامعة عبرية في فلسطين ، انطلقت عام 1918 باسم جامعة حيفا التقنية .
وفي حزيران 1902 استدعى السلطان عبد الحميد هرتزل إليه مرة ثانية ، وعرض الأخير أن يتم إسكان اليهود في فلسطين مقابل ثلاثين مليون جنيه استرليني .
وبدأ التفاوض الجدّيّ على أراضي فلسطين بين أبو الصهيونية والسلطان المحبوب جداً من أتباع تيار الإخوان اليوم .
لكن عرضاً فرنسياً كان أعلى من العرض الصهيوني ، وبينما كان هرتزل يحزم حقائبه ليغادر اسطنبول قال له مسؤول التشريفات في قصر يلدز إبراهيم بيك العبارة التالية :
*إنّ معاليه يكنّ لك الكثير من المحبة والاحترام . إنّ ما تقوم به من أجل قومك أمر أصيل ، وإنّ الصهيونية أصيلة بالأساس*. حول ذلك يقول السلطان عبد الحميد :
*كان عرضه أن يتمّ تحمّل كامل الديون العمومية، وهذا أمرٌ حسنٌ، لأنَّه إن أتى يومٌ لا نكون فيه قادرين على سداد ديوننا سيجعلنا هذا تحت المراقبة والتحكم*.
الفيديو المرفق نادر جداً للحظة استقبال ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية العالمية من قِبَل خليفة المسلمين عبد الحميد الثاني
و تقليده الوسام المجيدي من الدرجة الأولى في
"أيار عام 1901".