ننۈڜـِـِـِهہ . . . =$‘
Nona qaisi
- إنضم
- 11 يونيو 2012
- المشاركات
- 2,875
- مستوى التفاعل
- 55
- النقاط
- 48
- العمر
- 27
تنتمي اسطورة "ليليث" إلى أصول تاريخية قديمة جداً، فهي تتصل ببابل القديمة، حيث كان الساميون القدماء يتبنون مجموعة من المعتقدات الخاصة بأجدادهم السومريين، كما ترتبط بأكبر أساطير الخلق. هناك روابط متينة تلصقها بالثعبان، إنها بقايا ذكريات طقس قديم جداً كرّم أكبر إلهة سميت كذلك بـ"الثعبان الأكبر" و"التنين"، القوة الكونية للخلود الأنثوي، والتي عُبدت من خلال هذه الأسماء: "عشتروت Astarté، أو عشتار Istar ou Ishtar، ميليتا Mylitta، إنيني أو إينانا Innini ou Innana"(1).
وقد اكتشفت نقوش في الآثار البابلية (مكتبة آشور بانيبال)، وضّحت أصول "ليليث"، البغي المقدسة لإنانا، والآلهة الأم الكبرى، التي أرسلت من قبل هذه الأخيرة كي تغوي الرجال في الطريق، وتقودهم إلى معبد الإلهة، حيث كانت تقام هناك الاحتفالات المقدسة للخصوبة. كان الاضطراب واقعاً بين "ليليث" المسماة "يد إنانا"، والإلهة التي تمثلها، والتي كانت هي نفسها توسم أحياناً بهذا اللقب "البغي المقدسة".
لاسم "ليليث" جذور في الفصيلة السامية والهندو أوروبية. الاسم السومري "ليل Lil" الذي نجده ممثلاً في اسم إله الهواء "أنليل"(2) يدلّ على: "الريح" و"الهواء" و"العاصفة". إنه هذا الريح الحار الذي ـ حسب المعتقد الشعبي ـ يعطي الحرارة للنساء أثناء الولادة، ويقتلهن مع أطفالهن. عُدّت "ليليث" في البداية باعتبارها من أكبر القوى المعادية للطبيعة تتصدر مجموعة مكوّنة من ثلاثة آلهة: أحدهم ذكر والاثنتان أنثيان: "ليلو Lilû"، و"الليليتو La Lilitû"، و"أردات ليلي L'Ardat Lili، واعتبرت هذه الأخيرة زوجة سارق النور أو السارق الأنثوي للنور.
يوجد كذلك تشابه بين كلمة "ليليث" والكلمتين السومريتين التاليتين: ليلتي "الشهوة" ووليلو" الفسق". تستخدم ليليث إغراءها (المرأة الجميلة ذات الشعر الطويل) وشهوانيتها (الأكثر حيوانية) في نهايات تدميرية. على الأرجح وقع هذا أثناء سبي بابل(3) حيث حاول اليهود أن يتعرفوا على هذا الإله الذي يَنْشط خاصة في الليل؛ وعليه حاولوا أن يربطوا بين اسم (ليليث) والكلمة العبرانية ليل (الليل)، ولكن عدّ الربط احتمالاً غير ممكن الوقوع. وهكذا رُسمت صورة لليليث من خلال ملامح طائر الليل، البومة أو طائر الشؤم.
سيمكّن صوت باحثين آخرين من استكمال وصف ليليث من خلال العلاقات الممكنة التي تُقرّب اسمها من الجذر الهندو أوروبي (ل، La) بمعنى (الخلق ـ الغناء) من جهة، ومن الكلمة اليونانية من جهة أخرى. وتتفرع من الجذور (ل، La) الكلمة السنسكريتية (ليك، Lik) أي (لعق)، وكذلك عدد كبير من الكلمات التي لها علاقة باللسان والشفتين: نجد كلمة (lippe) في الألمانية والفرنسية، وكلمة (Labium) اللاتينية؛ تلتهم ليليث الأطفال، وتتجلى شفتاها وفمها دائماً في الأعمال الأدبية التالية.
للكلمة اليونانية علاقة مع الكلمات التالية: (Lux) اللاتينية و(Luz) الإسبانية وكلمة (Light) في الإنجليزية و(licht) في الألمانية، وتُعَبّر كل هذه الكلمات عن فكرة الضوء، أو أكثر تدقيقاً "النظر من خلال رؤية ثاقبة"، "النظر ليلا"، التحرّر من الظلام الدامس"، (أنظر "جاك بريل" Jacque Bril ليليث أو أم الظلام، "رسائل فلسفية")؛ لكن بعض النصوص الأدبية سوف تستحضر "ليليث" في مغامرة بحث مختلفة يدفعها إليها البطل.
النصوص المؤسسة:
ذُكرت "ليليث" في العهد القديم، كتاب الرسل، إشعيا (34/14)، سفر الرؤيا في نهاية أدوم التي تتحول، بفعل غضب يهوه، إلى كتلة نارية من الزفت والكبريت(4) وقبل أن تصبح مكاناً قفراً لا يستطيع أحد اجتيازه إلا البجع والقنفذ وطائر البوم والغراب، وكلها ستتخذ من هذا الخواء مأوى لها و"هنا كذلك تستقر ليليث، كي تجد الهدوء برفقة القطط المتوحشة، والضباع، والساتير، والحية السامة، والنسور".
إنه الاقتراب من هذا الممر (منفى ليليث) ومن قصتين من قصص خلق الرجل والمرأة من قبل يهوه (الإصحاح الأول والثاني من التكوين)(5) حيث ستولداسطورة ليليثفي العصور الحديثة: المرأة الأولى المخلوقة، التي تنطق بالـ"اسم غير المُعَبَّر عنه" والذي يزودها بأجنحة تمكّنها من الهروب من جنّة عدن، حيث ستفارق آدم، ولم تكن تتوقع أن تقتفي أثرها ثلاثة ملائكة: ـ (Samengeloff, Sinsinoï, Sinoï) ـ يجدونها عند البحر الأحمر، ويطلبون منها العودة، ويصبح هذا الهروب وضعاً على انفراد، منذ ذلك اليوم في إجابة عن تهديد الملائكة الثلاثة (رؤية ملايين الأطفال الذين يُقتلون يومياً)، ورغبة في المواجهة والغيرة فيما يتعلّق بحوّاء التي خلقت بعدها كي تعوضها ـ ليس من الطين، موازاة بآدم وليليث، وهذا هو الدليل الذي قُدِّم باعتباره سبب سوء التفاهم بين ليليث وآدم، ولكن هذه المرة من ضلع هذا الأخير ـ تعود ليليث إلى عالم الرجال، وتُسقط آدم وحواء، كي تسبب لهم الأذى والضرر.
النصوص الأولى المعروفة التي حاولت إعادة الاعتبار لليليث هي نصوص وُضعت أساساً ضد شيطانية ليليث، والتي منحت التضرعات والطرائق من أجل حمايتها، وخاصة من أجل إبعادها عن الأطفال والنساء الحوامل: وصية سليمان (القرن الثالث قبل الميلاد)، التلمود (القرن الخامس قبل الميلاد)، حيث تظهر كذلك في المرتبة الثالثة للشياطين في شكل إنساني تحمل أجنحة الـ(ليلان Lilins) في أبجدية بن سيرا (Ben Sira L'A;phabet de)، في (القرن السابع قبل الميلاد) حيث دوّن المقطع الأكثر شعبية والأكثر نقاء في الأسطورة، و"الزهار LaZohar" في (القرن العاشر قبل الميلاد) الذي أعطى الرواية الأكثر خفاء، و"الكابال La Kabbale" (1600 قبل الميلاد) حيث نرى ليليث تتحد مع إسماعيل.
ليليث المتمردة:
اهتمّ الأدب على وجه الخصوص بليليث المتمردة، والتي تضيع ـ هي نفسها ـ في تأكيدها على حقّها في الحرية واللذة، والمساواة مع الرجل، وكذلك كلّ اللواتي يلتقين بها، امرأة شهوانية ومدمّرة؛ إنها تطمح كذلك إلى التفوّق وإلى القدرة. يتجلى هذا في دراما ألمانية مؤرخة سنة 1565: "جيتا Jutta"، التي تأخذ بعين الاعتبار وجود ليليث من خلال سرد حكاية الطفلة الصغيرة "جيتا أو جوانا Johanna " المرأة الوحيدة التي تعرف بأنها سوف تصبح بابوية(6). وقد أعيدت هذه القصة في القرن العشرين من طرف "لورانس دورال Lawrence Durrell في رواية: "البابوية جان La Papesse Jeanne"، ومن قبل "أوديل إيريت Odile Ehret" في مسرحية مُثّلت في مصنع الذخيرة فانسان بباريس سنة 1983م: "البابوية أو حكاية البابوية جان ومرافقتها بارتوليا" (La Papesse ou La Légende de La Papesse Jeanne et de sa compagne Bartoléa). وفي الفترة نفسها استلهم "كلود باستور C.Pasteur" رواية عنونها بـ"البابوية" (1983م).
أشار "ملتون Milton" في الفردوس المفقود إلى ليليث في 1667 مستخدماً اسم "الحية الساحرة". البطلة اليائسة بالنسبة إلى الرومانسيين، وُصفت باعتبارها امرأة جميلة وشهوانية، بشعر طويل، تقود الآخرين معها في دوامة من الآلام، ومن النكبات والموت. استدعى "فكتور هيجو VictorHugo" مظهرها البشع كمصاصة دماء، وحاول أن يمزج بينها وبين إيزيس في "نهاية الشيطان La Fin de Satan"(1886):
).
وقد اكتشفت نقوش في الآثار البابلية (مكتبة آشور بانيبال)، وضّحت أصول "ليليث"، البغي المقدسة لإنانا، والآلهة الأم الكبرى، التي أرسلت من قبل هذه الأخيرة كي تغوي الرجال في الطريق، وتقودهم إلى معبد الإلهة، حيث كانت تقام هناك الاحتفالات المقدسة للخصوبة. كان الاضطراب واقعاً بين "ليليث" المسماة "يد إنانا"، والإلهة التي تمثلها، والتي كانت هي نفسها توسم أحياناً بهذا اللقب "البغي المقدسة".
لاسم "ليليث" جذور في الفصيلة السامية والهندو أوروبية. الاسم السومري "ليل Lil" الذي نجده ممثلاً في اسم إله الهواء "أنليل"(2) يدلّ على: "الريح" و"الهواء" و"العاصفة". إنه هذا الريح الحار الذي ـ حسب المعتقد الشعبي ـ يعطي الحرارة للنساء أثناء الولادة، ويقتلهن مع أطفالهن. عُدّت "ليليث" في البداية باعتبارها من أكبر القوى المعادية للطبيعة تتصدر مجموعة مكوّنة من ثلاثة آلهة: أحدهم ذكر والاثنتان أنثيان: "ليلو Lilû"، و"الليليتو La Lilitû"، و"أردات ليلي L'Ardat Lili، واعتبرت هذه الأخيرة زوجة سارق النور أو السارق الأنثوي للنور.
يوجد كذلك تشابه بين كلمة "ليليث" والكلمتين السومريتين التاليتين: ليلتي "الشهوة" ووليلو" الفسق". تستخدم ليليث إغراءها (المرأة الجميلة ذات الشعر الطويل) وشهوانيتها (الأكثر حيوانية) في نهايات تدميرية. على الأرجح وقع هذا أثناء سبي بابل(3) حيث حاول اليهود أن يتعرفوا على هذا الإله الذي يَنْشط خاصة في الليل؛ وعليه حاولوا أن يربطوا بين اسم (ليليث) والكلمة العبرانية ليل (الليل)، ولكن عدّ الربط احتمالاً غير ممكن الوقوع. وهكذا رُسمت صورة لليليث من خلال ملامح طائر الليل، البومة أو طائر الشؤم.
سيمكّن صوت باحثين آخرين من استكمال وصف ليليث من خلال العلاقات الممكنة التي تُقرّب اسمها من الجذر الهندو أوروبي (ل، La) بمعنى (الخلق ـ الغناء) من جهة، ومن الكلمة اليونانية من جهة أخرى. وتتفرع من الجذور (ل، La) الكلمة السنسكريتية (ليك، Lik) أي (لعق)، وكذلك عدد كبير من الكلمات التي لها علاقة باللسان والشفتين: نجد كلمة (lippe) في الألمانية والفرنسية، وكلمة (Labium) اللاتينية؛ تلتهم ليليث الأطفال، وتتجلى شفتاها وفمها دائماً في الأعمال الأدبية التالية.
للكلمة اليونانية علاقة مع الكلمات التالية: (Lux) اللاتينية و(Luz) الإسبانية وكلمة (Light) في الإنجليزية و(licht) في الألمانية، وتُعَبّر كل هذه الكلمات عن فكرة الضوء، أو أكثر تدقيقاً "النظر من خلال رؤية ثاقبة"، "النظر ليلا"، التحرّر من الظلام الدامس"، (أنظر "جاك بريل" Jacque Bril ليليث أو أم الظلام، "رسائل فلسفية")؛ لكن بعض النصوص الأدبية سوف تستحضر "ليليث" في مغامرة بحث مختلفة يدفعها إليها البطل.
النصوص المؤسسة:
ذُكرت "ليليث" في العهد القديم، كتاب الرسل، إشعيا (34/14)، سفر الرؤيا في نهاية أدوم التي تتحول، بفعل غضب يهوه، إلى كتلة نارية من الزفت والكبريت(4) وقبل أن تصبح مكاناً قفراً لا يستطيع أحد اجتيازه إلا البجع والقنفذ وطائر البوم والغراب، وكلها ستتخذ من هذا الخواء مأوى لها و"هنا كذلك تستقر ليليث، كي تجد الهدوء برفقة القطط المتوحشة، والضباع، والساتير، والحية السامة، والنسور".
إنه الاقتراب من هذا الممر (منفى ليليث) ومن قصتين من قصص خلق الرجل والمرأة من قبل يهوه (الإصحاح الأول والثاني من التكوين)(5) حيث ستولداسطورة ليليثفي العصور الحديثة: المرأة الأولى المخلوقة، التي تنطق بالـ"اسم غير المُعَبَّر عنه" والذي يزودها بأجنحة تمكّنها من الهروب من جنّة عدن، حيث ستفارق آدم، ولم تكن تتوقع أن تقتفي أثرها ثلاثة ملائكة: ـ (Samengeloff, Sinsinoï, Sinoï) ـ يجدونها عند البحر الأحمر، ويطلبون منها العودة، ويصبح هذا الهروب وضعاً على انفراد، منذ ذلك اليوم في إجابة عن تهديد الملائكة الثلاثة (رؤية ملايين الأطفال الذين يُقتلون يومياً)، ورغبة في المواجهة والغيرة فيما يتعلّق بحوّاء التي خلقت بعدها كي تعوضها ـ ليس من الطين، موازاة بآدم وليليث، وهذا هو الدليل الذي قُدِّم باعتباره سبب سوء التفاهم بين ليليث وآدم، ولكن هذه المرة من ضلع هذا الأخير ـ تعود ليليث إلى عالم الرجال، وتُسقط آدم وحواء، كي تسبب لهم الأذى والضرر.
النصوص الأولى المعروفة التي حاولت إعادة الاعتبار لليليث هي نصوص وُضعت أساساً ضد شيطانية ليليث، والتي منحت التضرعات والطرائق من أجل حمايتها، وخاصة من أجل إبعادها عن الأطفال والنساء الحوامل: وصية سليمان (القرن الثالث قبل الميلاد)، التلمود (القرن الخامس قبل الميلاد)، حيث تظهر كذلك في المرتبة الثالثة للشياطين في شكل إنساني تحمل أجنحة الـ(ليلان Lilins) في أبجدية بن سيرا (Ben Sira L'A;phabet de)، في (القرن السابع قبل الميلاد) حيث دوّن المقطع الأكثر شعبية والأكثر نقاء في الأسطورة، و"الزهار LaZohar" في (القرن العاشر قبل الميلاد) الذي أعطى الرواية الأكثر خفاء، و"الكابال La Kabbale" (1600 قبل الميلاد) حيث نرى ليليث تتحد مع إسماعيل.
ليليث المتمردة:
اهتمّ الأدب على وجه الخصوص بليليث المتمردة، والتي تضيع ـ هي نفسها ـ في تأكيدها على حقّها في الحرية واللذة، والمساواة مع الرجل، وكذلك كلّ اللواتي يلتقين بها، امرأة شهوانية ومدمّرة؛ إنها تطمح كذلك إلى التفوّق وإلى القدرة. يتجلى هذا في دراما ألمانية مؤرخة سنة 1565: "جيتا Jutta"، التي تأخذ بعين الاعتبار وجود ليليث من خلال سرد حكاية الطفلة الصغيرة "جيتا أو جوانا Johanna " المرأة الوحيدة التي تعرف بأنها سوف تصبح بابوية(6). وقد أعيدت هذه القصة في القرن العشرين من طرف "لورانس دورال Lawrence Durrell في رواية: "البابوية جان La Papesse Jeanne"، ومن قبل "أوديل إيريت Odile Ehret" في مسرحية مُثّلت في مصنع الذخيرة فانسان بباريس سنة 1983م: "البابوية أو حكاية البابوية جان ومرافقتها بارتوليا" (La Papesse ou La Légende de La Papesse Jeanne et de sa compagne Bartoléa). وفي الفترة نفسها استلهم "كلود باستور C.Pasteur" رواية عنونها بـ"البابوية" (1983م).
أشار "ملتون Milton" في الفردوس المفقود إلى ليليث في 1667 مستخدماً اسم "الحية الساحرة". البطلة اليائسة بالنسبة إلى الرومانسيين، وُصفت باعتبارها امرأة جميلة وشهوانية، بشعر طويل، تقود الآخرين معها في دوامة من الآلام، ومن النكبات والموت. استدعى "فكتور هيجو VictorHugo" مظهرها البشع كمصاصة دماء، وحاول أن يمزج بينها وبين إيزيس في "نهاية الشيطان La Fin de Satan"(1886):
).