صمتٍ موجع
وبين نطقتين وشارحة
تنمو كل الحكايات
يضج الاسى والحنين معا
مرةً يغني
واخرى يأنُ
يُهدي وردتهِ
ويلقى سهاماً
يمشي بخطاهُ واثقاً
تهتزُ بوجههِ كل الآثام
يتركُ راحاتُ كفهِ
مفتوحةٍ
يملأها الرمل الكاذب
وظناً منه ستأخذها
يُسكن داخله نشيجاً
لو تفرى عن جانبيهِ
أهمل الليل كل مدامعهِ
ها إني هنا ياليل
انتظرك ، لما لم تأتي
..؟
وقفة..
فرشت بضاعتي هنا من يشتري
احلاماً مجروحةً بالخجلِ
اشواقاً ملفوفة ببعض الملل
شباكاً ملؤه أغاريدٍ ميته
وجهاً تفترسه الحيرةِ
صدقاً اتعبه الدجل
قصاصاتِ شعرٍ لم تغنى
بعض الاوهام المتعبة
ساعات انتظار لم تبقى
ليالٍ ملطخةٍ بماء النهرِ
عطري الذي اخفيته
عن مذاق كل الاناث
مدفئةٍ في ركام الثلج
قفص لطير الحبِ
بلا طيرٍ
عشعشت فيه ذكرياتٍ
حملتها الريح
بعض الصورِ
لشامةٍ
وبحرٍ
ونهرٍ
وخصرٍ
وأنوثةٍ
..
هناك في الجهة الاخرى
بيتي
فيه طفولتي واليفاعةِ
فيه جنوني وطيبي
فيه ذكرياتي
حلوةً كانت أم لا اعرف
لكنها ذكرياتي
ابيعها من يشتري
احكي لكم عن طفولتي
كيف تعلمت ان اغني بلا
حزنٍ او صوت
وكيف تعلمت أن ارسم
بلا وجهٍ او فرشاة
وكيف أتزوج بأحلامي
بلا بيتٍ او عمل
احكي لكم عن جنوني
وبعض الافراح العابرة
نعم عابرة
لاني حين تعرفت على
من يفرحني كان جثةً
توهمتُ بيه كثيرا
لأحكي لكم عن
صمتي ورهبتي وقوتي
صمت يضج بآخر الليل
بلا صوتٍ
ورهبتي حين يموت الكلام
ويبقى طنين مزعج
وقوتي ، أه صحيح قوتي
قوتي حين أجمع رأسي
بين ركبتي..
واترك الدمع سفافاً
أنت لا تجلس هنا
هنا كنت أنتظر كثيراً
وحين جاءت
جاء معها الغياب
ترك وحشته تملأ غرفتي
آه صحيح
تذكرت حقيبتها السوداء
التي فيها بطاقتها
وبعض الاشياء المُجملة لها
لكنها لا تحتاج الحقيبة
فقط كي تزعج احلامي
وتذهبُ بقاربٍ ليس له ميناء
وأنا اتممتُ العمر بلا مجذاف
احملُ صبري وجنوني
في لبة القلب..
والعقل بعته مذ كنت صبيا..
19/04/2015
العــــراقي
