فتنةة العصر
رئيسة اقسام الصور 🌹شيخة البنات 🌹
- إنضم
- 7 أغسطس 2015
- المشاركات
- 1,313,451
- مستوى التفاعل
- 175,169
- النقاط
- 113
- الإقامة
- السعودية _ الأحساء ♥️
كتب أهل الكوفة إلى الحسين عليه السلام يقولون: ليس علينا إمام، فاقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق. وتوالت الكتب تحمل التوقيعات تدعوه إلى المجيئ لاستلام البيعة وقيادة الأمة في حركتها للحركة الحسينية، وهي:
ص 94
أ - وجود قيادة شرعية تمثل التصور الحقيقي للإسلام، وهي قيادة أبي عبد الله الحسين. ب - وجود الظروف الداعية إلى حمل لواء التغيير، وتتمثل في تمادي الفساد الأموي ورغبته في مصادرة إرادة الأمة مرة واحدة وإلى الأبد في شكل مبايعة يزيد القرود . ج - وجود إرادة جماهيرية تطلب التغيير وتستحث الإمام الحسين للمبادرة إلى قيادة الحركة وكان موقع هذه الإرادة في الكوفة، تمثلت في رسائل البيعة القادمة من أهلها. وهكذا لم يكن بوسع أبي عبد الله الحسين أن يقف من هذه الأمور كلها موقف المتفرج الهارب بنفسه من ساحة الوغى أو الفار بدينه إلى ساحات الاعتزال والانعزال، وهي جميعها الشكال مختلفة من الهروب والتهرب من تحمل المسؤولية، وهو مسلك فضلا عن ضرره البليغ على الواقع الراهن في تلك اللحظة يعطي المبرر لكل من تعرض لهذه الظروف أو ما شابهها أن يهرب بنفسه وينجو بشحمه ولحمه حتى يستوفي الأجل المحتوم، ويبقى في وجدان الأمة رمزا من رموز الكهنوت الهارب من مواجهة الشيطان في أرض الواقع واللائذ بالنصوص والتبريرات. كان يوسع الحسين عليه السلام: أن يفعل مثلما فعل ابن عمر فيبايع بيعة المضطر ليزيد، ونضيف إلى لائحة الروايات التبريرية التي رواها الرجل على لسانه أو على لسان النبي الأكرم عدة نصوص أخرى ربما كانت تحتل مكانا أبرز من نصوص ابن عمرو كان البخاري ومسلم
ص 95
سيحتفلان بها، فها هو ابن الرسول وعلي وفاطمة يوجب السمع والطاعة ليزيد القرود ويدعو إلى توحيد الجماعة صفا واحدا خلف حفيد آكلة الأكباد وحفيد أبي سفيان عدو الله ورسوله حتى آخر نفس. ولو كان فعل هذا - وحاشاه - لاستشهد به الأفاقون والمنافقون والمخادعون في كل موقف يرون فيه ضرورة إسناد حزب الشيطان ومنعه من الإنهيار، ولما قال أحد: ثأر الحسين رافضا الظلم واستشهد في سبيل الله، ولماتت هذه الأمة إلى نهاية الدهر.
6 - الهجرة الثانية
من مكة إلى الكوفة جاءت الرسل إلى أبي عبد الله تدعوه إلى المجيئ، وأجاب الإمام بإرسال مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وكان من أمره رضوان الله عليه ما كان، حيث استشهد حميدا سعيدا وأرسل الإمام الرسل إلى أهل البصرة والكوفة يدعوهم إلى الاجتماع معه وإلى تأييده، ثم خرج عليه السلام من مكة باتجاه العراق. وحاولت السلطة الأموية الغاصبة منعه وإبقائه في مكة، فامتنع الحسين وصحبه ومضى على وجهه ونادوه يا حسين ألا تتقي الله؟ تخرج من الجماعة وتفرق بين هذه الأمة؟، فتلا عليه السلام قوله تعالى: (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون) (يونس / 41) (1) ثم خطب خطبة بليغة تبين أنه، عليه السلام، كان متيقنا من قدره،
ص 94
أ - وجود قيادة شرعية تمثل التصور الحقيقي للإسلام، وهي قيادة أبي عبد الله الحسين. ب - وجود الظروف الداعية إلى حمل لواء التغيير، وتتمثل في تمادي الفساد الأموي ورغبته في مصادرة إرادة الأمة مرة واحدة وإلى الأبد في شكل مبايعة يزيد القرود . ج - وجود إرادة جماهيرية تطلب التغيير وتستحث الإمام الحسين للمبادرة إلى قيادة الحركة وكان موقع هذه الإرادة في الكوفة، تمثلت في رسائل البيعة القادمة من أهلها. وهكذا لم يكن بوسع أبي عبد الله الحسين أن يقف من هذه الأمور كلها موقف المتفرج الهارب بنفسه من ساحة الوغى أو الفار بدينه إلى ساحات الاعتزال والانعزال، وهي جميعها الشكال مختلفة من الهروب والتهرب من تحمل المسؤولية، وهو مسلك فضلا عن ضرره البليغ على الواقع الراهن في تلك اللحظة يعطي المبرر لكل من تعرض لهذه الظروف أو ما شابهها أن يهرب بنفسه وينجو بشحمه ولحمه حتى يستوفي الأجل المحتوم، ويبقى في وجدان الأمة رمزا من رموز الكهنوت الهارب من مواجهة الشيطان في أرض الواقع واللائذ بالنصوص والتبريرات. كان يوسع الحسين عليه السلام: أن يفعل مثلما فعل ابن عمر فيبايع بيعة المضطر ليزيد، ونضيف إلى لائحة الروايات التبريرية التي رواها الرجل على لسانه أو على لسان النبي الأكرم عدة نصوص أخرى ربما كانت تحتل مكانا أبرز من نصوص ابن عمرو كان البخاري ومسلم
ص 95
سيحتفلان بها، فها هو ابن الرسول وعلي وفاطمة يوجب السمع والطاعة ليزيد القرود ويدعو إلى توحيد الجماعة صفا واحدا خلف حفيد آكلة الأكباد وحفيد أبي سفيان عدو الله ورسوله حتى آخر نفس. ولو كان فعل هذا - وحاشاه - لاستشهد به الأفاقون والمنافقون والمخادعون في كل موقف يرون فيه ضرورة إسناد حزب الشيطان ومنعه من الإنهيار، ولما قال أحد: ثأر الحسين رافضا الظلم واستشهد في سبيل الله، ولماتت هذه الأمة إلى نهاية الدهر.
6 - الهجرة الثانية
من مكة إلى الكوفة جاءت الرسل إلى أبي عبد الله تدعوه إلى المجيئ، وأجاب الإمام بإرسال مسلم بن عقيل بن أبي طالب، وكان من أمره رضوان الله عليه ما كان، حيث استشهد حميدا سعيدا وأرسل الإمام الرسل إلى أهل البصرة والكوفة يدعوهم إلى الاجتماع معه وإلى تأييده، ثم خرج عليه السلام من مكة باتجاه العراق. وحاولت السلطة الأموية الغاصبة منعه وإبقائه في مكة، فامتنع الحسين وصحبه ومضى على وجهه ونادوه يا حسين ألا تتقي الله؟ تخرج من الجماعة وتفرق بين هذه الأمة؟، فتلا عليه السلام قوله تعالى: (وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم أنتم بريئون مما أعمل وأنا برئ مما تعملون) (يونس / 41) (1) ثم خطب خطبة بليغة تبين أنه، عليه السلام، كان متيقنا من قدره،