عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
اكثر نبى غلا فيه اتباعه ورفعوه فوق مكانته
اكثر نبى غلا فيه اتباعه ورفعوه فوق مكانته
نبي الله عيسى بن مريم -عليه السلام-أرسل الله -تعالى- نبيه عيسى بن مريم -عليه السلام- إلى بني إسرائيل لهدايتهم إلى طريق الحق المبين، طريق الله الذي لا إله إلا هو الواحد الأحد، الفرد الصمد، فكان نبي الله مؤمناً بأحكام التوراة والإنجيل، داعياً إلى عبادة الله وحده، وترك جميع أنواع الشرك والكفر.
فما كان من بني إسرائيل إلا أن جادلوه وكذبوه وقالوا ما هذا إلا سحر مبين، يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز:” وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقاً لما بين يدي من التوراة و مبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين” سورة الصف – الآية رقم: 6.
وبعد أن كرمه الله وأنعم عليه بمعجزاته العظيمة التي تتجلى فيها عظمة الخالق، فتبعث في نفس من يتأملها الإيمان والسكينة، وتحثه على العمل لليوم الآخر؛ غلا قومه وأتباعه فيه ورفعوه فوق مكانته، وظنوا به الظنون ليضعوه موضع باطل لا حق، فمنهم من اتخذه إلهاً وقال عنه هو الله، ومنهم من قال أنه ثالث ثلاثة، وغيرهم قالوا أنه ابن الله -حاشا لله-، وما هو إلا بشر نبي من عند لله يأكل ويشرب ويفعل كما يفعلون عدا الشرك بالله الواحد.
ونرى أن الله -سبحانه- يقول في القرآن الكريم: “يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّـهِ وَكِيلًا* لَّن يَسْتَنكِفَ الْمَسِيحُ أَن يَكُونَ عَبْدًا لِّلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَن يَسْتَنكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا” سورة النساء – الآيتين رقم: 171-172.
ويقول كذلك في كتابه العزيز: “أمَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ” سورة المائدة – الآية رقم: 75، وكذلك قال في سورة الزخرف: “وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ*وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ*إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلًا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ” سورة الزخرف – الآيات رقم: 57-59.
آيات نفي ألوهية النبي عيسى
قد نفى الله -عز وجل ألوهية نبيه عيسى -عليه السلام- فقال في القرآن الكريم: “وَقالَتِ اليَهودُ عُزَيرٌ ابنُ اللَّـهِ وَقالَتِ النَّصارَى المَسيحُ ابنُ اللَّـهِ ذلِكَ قَولُهُم بِأَفواهِهِم يُضاهِئونَ قَولَ الَّذينَ كَفَروا مِن قَبلُ قاتَلَهُمُ اللَّـهُ أَنّى يُؤفَكونَ” سورة التوبة، آية رقم: 30، وقال كذلك: “ذلِكَ عيسَى ابنُ مَريَمَ قَولَ الحَقِّ الَّذي فيهِ يَمتَرونَ*ما كانَ لِلَّـهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبحانَهُ إِذا قَضى أَمرًا فَإِنَّما يَقولُ لَهُ كُن فَيَكونُ*وَإِنَّ اللَّـهَ رَبّي وَرَبُّكُم فَاعبُدوهُ هـذا صِراطٌ مُستَقيمٌ” سورة مريم – الآيات رقم: 34-36.ونجد في نفس السورة الآيات الآتية: “وقالوا اتخذ الرحمن ولداً – لقد جئتم شيئاً إداً – تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً – أن دعوا للرحمن ولداً – وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً – إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً” الآيات رقم 88- 93.
بالطبع من أوضح وأفجر صور الكفر هو الإيمان بغير لله -تعالى-، فكيف لأتباع نبي أتى لهدايتهم أن يتخذوه إلهاً، وقد أوضح الله تعالى هذا الأمر فقال عنه في الكتاب العزيز: “لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم” سورة المائدة – الآية رقم 72، وقد خص الله بالذكر من أطلقوا على نبيه أنه ثالث ثلاثة فقال عنهم في الآية التالية من نفس السورة موضحاً جزاءهم في الآخرة “لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم”. [1][2]
معجزات نبي الله عيسى
- معجزة ميلاده.
- التكلم في المهد.
- تشكيل الطيرمن الطين بإذن لله.
- إرجاع بصر من يولد أعمى بإذن لله.
- علاج مريض البرص بإذن لله.
- إحياء الموتى بإذن لله عن طريق الدعاء.
- التنبؤ بما يأكل ويدخر قومه.
- رفعه حياً إلى السماء وعدم موته.
- نزوله إلى الأرض في آخر الزمان.
إذ يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز: “وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا *” سورة مريم – الآيات رقم 16 – 21.
التكلم في المهد: عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة، وذكر منهم عيسى بن مريم”، ويقول الله تعالى في كتابه العزيز: ” فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا” سورة مريم الآية رقم 29،
وهنا أقر نبي الله عيسى بعبوديته لله -تعالى- في كلمات موجزة كانت أول ما خرجت من فمه فقال: ” إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا” سورة مريم الآيات رقم 30 – 32.
تشكيل الطيرمن الطين بإذن لله: يقول الله -تعالى- في كتابه العزيز: ” وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ” سورة آل عمران: 49.
التنبؤ بما يأكل ويدخر قومه: طلب بنو إسرائيل من نبي الله عيسى -عليه السلام- معجزات أخرى، وكأنهم لم يكتفوا بكل ما رأوه من تجلي لعظمة الخالق في المعجزات السابق ذكرها، لهذا طلبوا منه أن يخبرهم بما في بيوتهم من مأكل ومدخر من المال كدليل على نبوته، وبالفعل أخبرهم نبي الله بما أرادوا، ولكنهم لم يتعظوا لما سمعوه، فإن الله يهدي من يشاء.
رفعه حياً إلى السماء وعدم موته: قال الله -تعالى- في كتابه: ” إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ” سورة آل عمران الآية رقم 55، وطبقاً لتفسير بن كثير فإن لفظة “إني متوفيك” تُعني “النوم”، ويقول الطبري في تفسيره لما حدث حينها أن “أنهم صلبوا شخصاً شبيهاً لعيسى -عليه السلام- ظناً منهم أنه إياه، وأن الله -تعالى- قد رفعه إليه حياً في عمر 34 عاماً”.
نزوله إلى الأرض في آخر الزمان: هناك أدلة كثيرة على نزول سيدنا عيسى إلى الأرض مرة أخرى منها في القرآن الكريم ومنها في السنة، فيقول الله -تعالى- في كتابه: “وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ” سورة النساء: 159، ومعنى الآية أن بعض قومه سيؤمنون به قبل موته على الأرض في آخر الزمان، ويقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ” إني لأرجو إن طال بي عمر أن ألقى عيسى ابن مريم، فإن عجل بي موت، فمن لقيه منكم فليقرئه مني السلام”. [3]