Al_Ramadi Angel
:: ضيف شرف ::
- إنضم
- 29 أكتوبر 2012
- المشاركات
- 900
- مستوى التفاعل
- 7
- النقاط
- 18
- الإقامة
- العراق / الرمادي
- الموقع الالكتروني
- www.sunnti.com
*:. الأحنف بن قيس التميمي : السيد الحليم ، والإمام الكريم .:*
|| نسبه ||
هو الأحنف بن قيس ابن معاوية بن حصين.. الأمير الكبير، العالم النبيل، أبو بحر التميمي.
اسمه ضحاك وقيل صخر، وشهر بالأحنف لحنف رجليه، وهو العوج والميل، قال سليمان بن أبي شيخ: كان أحنف الرجلين جميعا، واسمه صخر بن قيس، أحد بني سعد، وأمه باهلية، فكانت ترقصه وتقول:
والله لولا حنف برجله
وقلة أخافها من نسله
ما كان في فتيانكم من مثله
|| فضله ||
كان سيد تميم، أسلم في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - ووفد على عمر.
حدث عن عمر وعلي وأبي ذر والعباس وابن مسعود وعثمان بن عفان وعدة، وعنه عمرو بن جاوان والحسن البصري وعروة بن الزبير وطلق ابن حبيب وعبد الله بن عميرة ويزيد بن الشخير وخليد العصري وآخرون وهو قليل الرواية.
قال ابن سعد: كان ثقة مأمونا قليل الحديث وكان صديقا لمصعب ابن الزبير فوفد عليه إلى الكوفة فمات عنده بالكوفة.
قال أبو أحمد الحاكم هو الذي فتح مدينة مرو الروذ وكان الحسن وابن سيرين في جيشه ذاك.
وروي عن الأحنف بن قيس قال: بينا أنا أطوف بالبيت في زمن عثمان إذ لقيني رجل من بني ليث فأخذ بيدي، فقال: ألا أبشرك؟ قلت: بلى، قال: أما تذكر إذ بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى قومك بني سعد أدعوهم إلى الإسلام فجعلت أخبرهم وأعرض عليهم، فقلت: إنه يدعو إلى خير وما أسمع إلا حسنا، فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم – فقال: ((اللهم اغفر للأحنف)) فكان الأحنف يقول: فما شيء أرجى عندي من ذلك" رواه أحمد في مسنده.
وروي عن الأحنف أيضا أنه قدم على عمر بفتح تستر فقال قد فتح الله عليكم تستر وهي من أرض البصرة فقال رجل من المهاجرين يا أمير المؤمنين إن هذا يعني الأحنف الذي كف عنا بني مرة حين بعثنا رسول الله في صدقاتهم وقد كانوا هموا بنا قال الأحنف فحبسني عمر عنده سنة يأتيني في كل يوم وليلة فلا يأتيه عني إلا ما يحب ثم دعاني فقال يا أحنف هل تدري لم حبستك عندي قلت: لا يا أمير المؤمنين، قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حذرنا كل منافق عليم فخشيت أن تكون منهم فاحمد الله يا أحنف".
قال خليفة: توجه ابن عامر إلى خراسان وعلى مقدمته الأحنف فلقي أهل هراة فهزمهم فافتتح ابن عامر أبرشهر صلحا، ويقال عنوة، وبعث الأحنف في أربعة آلاف فتجمعوا له مع طوقان شاة، فاقتتلوا قتالا شديدا فهزم الله المشركين.
قال ابن سيرين: كان الأحنف يحمل ويقول:
"إن على كل رئيس حقا *** أن يخضب القناة أو تندقا"
وقيل سار الأحنف إلى بلخ فصالحوه على أربع مائة ألف ثم أتى خوارزم فلم يطقها فرجع.
وعن ابن إسحاق أن ابن عامر خرج من خراسان معتمرا قد أحرم منها وخلف على خراسان الأحنف وجمع أهل خراسان جمعا كبيرا وتجمعوا بمرو فالتقاهم الأحنف فهزمهم، وكان ذلك الجمع لم يسمع بمثله.
قال ابن المبارك: قيل للأحنف بم سودوك؟ قال: لو عاب الناس الماء لم أشربه.
وقال خالد بن صفوان: كان الأحنف يفر من الشرف والشرف يتبعه. وقيل للأحنف: إنك كبير والصوم يضعفك. قال: إني أعده لسفر طويل.
وقيل: كانت عامة صلاة الأحنف بالليل، وكان يضع أصبعه على المصباح ثم يقول: حس. ويقول: ما حملك يا أحنف على أن صنعت كذا يوم كذا.
وروي أبو الأصفر أن الأحنف استعمل على خراسان فأجنب في ليلة باردة، فلم يوقظ غلمانه وكسر ثلجا واغتسل.
وقال عبد الله بن بكر المزني عن مروان الأصفر سمع الأحنف يقول: اللهم إن تغفر لي فأنت أهل ذاك، وإن تعذبني فأنا أهل ذاك.
قال مغيرة ذهبت عين الأحنف فقال: ذهبت من أربعين سنة ما شكوتها إلى أحد.
قال الحسن: ذكروا عن معاوية شيئا فتكلموا، والأحنف ساكت. فقال: يا أبا بحر! مالك لا تتكلم؟ قال: أخشى الله إن كذبت، وأخشاكم إن صدقت.
وعن الأحنف: عجبت لمن يجري في مجرى البول مرتين كيف يتكبر.
|| حلم الأحنف ||
قيل عاشت بنو تميم بحلم الأحنف أربعين سنة، وفيه قال الشاعر:
إذا الأبصار أبصرت ابن قيس *** ظللن مهابة منه خشوعا
قال سليمان التيمي: قال الأحنف: ثلاث فيّ ما أذكرهن إلا لمعتبر: ما أتيت باب سلطان إلا أن أدعى، ولا دخلت بين اثنين حتى يدخلاني بينهما، وما أذكر أحدا بعد أن يقوم من عندي إلا بخير.
وقال: ما نازعني أحد إلا أخذت أمري بأمور: إن كان فوقي عرفت له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان مثلي تفضلت عليه، وقال لست بحليم ولكني أتحالم.
وقيل: إن رجلا خاصم الأحنف، وقال: لئن قلت واحدة لتسمعن عشرا. فقال: لكنك إن قلت عشرا لم تسمع واحدة.
وقيل: إن رجلا، قال للأحنف: بم سدت؟ وأراد أن يعيبه، قال الأحنف: بتركي ما لا يعنيني، كما عناك من أمري ما لا يعنيك.
وروي عن ذي الرمة قال: شهدت الأحنف بن قيس وقد جاء إلى قوم في دم، فتكلم فيه، وقال: احتكموا قالوا نحتكم ديتين، قال: ذاك لكم فلما سكتوا، قال: أنا أعطيكم ما سألتم. فاسمعوا: إن الله قضى بدية واحدة، وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قضى بدية واحدة، وإن العرب تعاطى بينها دية واحدة، وأنتم اليوم تطالبون وأخشى أن تكونوا غدا مطلوبين فلا ترضى الناس منكم إلا بمثل ما سننتم. قالوا: ردها إلى دية.
|| من كلمات الأحنف ||
عن الأحنف قال: ثلاثة لا ينتصفون من ثلاثة: شريف من دنيء، وبر من فاجر، وحليم من أحمق.
وقال: من أسرع إلى الناس بما يكرهون قالوا فيه ما لا يعلمون.
وسئل ما المروءة؟ قال: كتمان السر، والبعد عن الشر.. والكامل من عدت سقطاته.
وعنه قال: رأس الأدب آلة المنطق، لا خير في قول بلا فعل، ولا في منظر بلا مخبر، ولا في مال بلا جود، ولا في صديق بلا وفاء، ولا في فقه بلا ورع، ولا في صدقة إلا بنية، ولا في حياة إلا بصحة وأمن، والعتاب مفتاح التقالي، والعتاب خير من الحقد.
ورأى الأحنف في يد رجل درهما، فقال: لمن هذا؟ قال لي. قال: ليس هو لك حتى تخرجه في أجر أو اكتساب شكر.. وتمثل:
أنت للمال إذا أمسكته *** فإذا أنفقته فالمال لك
وقيل: كان الأحنف إذا أتاه رجل وسع له، فإن لم يكن له سعة أراه كأنه يوسع له.
وقيل: إنه كلم مصعبا في محبوسين قال: أصلح الله الأمير! إن كانوا حبسوا في باطل فالعدل يسعهم، وإن كانوا حبسوا في الحق فالعفو يسعهم.
وعنه قال: لا ينبغي للأمير الغضب لأن الغضب في القدرة مفتاح السيف والندامة.
وعنه قال: لا يتم أمر السلطان إلا بالوزراء والأعوان، ولا ينفع الوزراء والأعوان إلا بالمودة والنصيحة، ولا تنفع المودة والنصيحة إلا بالرأي والعفة.
|| مواقف من حياته ||
عن أيوب عن محمد قال: نبئت أن عمر ذكر بني تميم فذمهم؛ فقام الأحنف فقال: يا أمير المؤمنين ائذن لي. قال تكلم. قال: إنك ذكرت بني تميم فعممتهم بالذم، وإنما هم من الناس فيهم الصالح والطالح. فقال: صدقت.. فقام الحتات وكان يناوئه، فقال: يا أمير المؤمنين! ائذن لي فأتكلم قال: اجلس فقد كفاكم سيدكم الأحنف.
قال الشعبي: وفد أبو موسى الأشعري وفدا من البصرة إلى عمر منهم الأحنف بن قيس فتكلم كل رجل في خاصة نفسه.
وكان الأحنف في آخر القوم فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد يا أمير المؤمنين.. فإن أهل مصر نزلوا منازل فرعون وأصحابه، وإن أهل الشام نزلوا منازل قيصر وأصحابه، وإن أهل الكوفة نزلوا منازل كسرى ومصانعه في الأنهار والجنان، وفي مثل عين البعير وكالحوار في السلى تأتيهم ثمارهم قبل أن تبلغ، وإن أهل البصرة نزلوا في أرض سبخة زعقة نشاشة لا يجف ترابها ولا ينبت مرعاها وطرفها في بحر أجاج وطرف في فلاة لا يأتينا شيء إلا في مثل مريء النعامة؛ فارفع خسيستنا، وأنعش وكيستنا، وزد في عيالنا عيالا، وفي رجالنا رجالا، وصغر درهمنا، وكبر قفيزنا، ومر لنا بنهر نستعذب منه. فقال عمر: عجزتم أن تكونوا مثل هذا، هذا والله السيد. قال: فما زلت أسمعها بعد.
|| وفاته ||
مات الأحنف سنة 67هـ. وقيل: مات في إمرة مصعب بن الزبير على العراق - رحمه الله -.