سما العراق
Well-Known Member
- إنضم
- 28 يونيو 2020
- المشاركات
- 13,633
- مستوى التفاعل
- 52
- النقاط
- 48
السلام عليكم ورحمة الله
الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) هو الإمام السادس من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام). تتميَّز حياته (عليه السلام) بأنّها كانت رائعة في عطائها، حيث استطاع الإمام (عليه السلام) أن يغطِّي كلّ الواقع الإسلامي بالمسائل الفكرية العقيدية والفقهية، بل كان يتحرّك في التنوّعات التي عاشها الناس في المفاهيم المتصلة بحركة الإنسان وبالحياة، حتى إنّ هناك علوماً لم تكن متعارفةً، أو لم يكن متعارفاً أن يثيرها أمثال الإمام الصادق (عليه السلام)، ومنها «علم الكيمياء»، الذي ينقل عنه تلميذه «جابر بن حيان» أنّه هو الذي ألهمه ذلك، وما زالت كُتُب «جابر بن حيان» في الكيمياء تدرَّس في جامعات الغرب كنظريات كيميائية متقدّمة حتى الآن.
لا نستطيع أن نلمَّ بهذه الثروة الموسوعية التي أغنت العالم الإسلامي، الذي لو انفتح الإنسان عليه، لاستطاع أن يجد جواباً عن كلِّ سؤال يتّصل بالحياة الإنسانية، حتى إنّنا نجد الكثير من الأجوبة عن مفهوم الحرّية، وعن مفهوم العزّة في كلِّ أبعادها السياسية والاجتماعية في حركة الإنسان في الحياة أمام التحدّيات. حتى إنّ الذين رووا الحديث عنه وأخذوا العلم عنه، يبلغون أربعة آلاف شخص، كلٌّ يمثّل أستاذاً، ولقد دخل شخص إلى مسجد الكوفة، وكان آنذاك ككلِّ المساجد، يجلس فيه الأساتذة ليستقبلوا طلابهم في حلقات متعدّدة، فدخل هذا الرجل ورأى فيه (900 شيخاً)، وكلٌّ يقول: «حدّثني جعفر الصادق بن محمّد».
كانت مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) تستقبل كلَّ الناس بحسب تنوّعاتهم المذهبية، ونحن نعلم أنّ «أبا حنيفة» صاحب المذهب الحنفي، كان من تلامذة هذه المدرسة، وهو الذي يقول: «لولا السّنتان ـ اللّتان تتلمذ فيهما على يد الإمام الصادق (عليه السلام) ـ لهلك النعمان». وقد سُئِل: مَن أفقه الناس في عصره؟ فكان يشير إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وكان يستدلُّ على ذلك، أنّ أفقه الناس هو أعرف الناس في عصره، وهو أعرف الناس باختلاف الناس، وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يعرف كلّ الاختلافات الموجودة في الواقع الإسلامي. وينقل عن «مالك بن أنس»، إمام المذهب المالكي، أنّه قال: «ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمّد فضلاً وعلماً وورعاً»، وهكذا نجد أنّ بعض قُضاة المذهب الحنفي، وهو «ابن أبي ليلى»، يقول: «لا يمكن أن أتنازل عن أيِّ رأي من آرائي وأفتي للغير، إلّا إذا كانت الفتوى لجعفر بن محمّد الصادق، فإنّي أتنازل عنها وأفتي بها». ولذلك كان الإمام الصادق (عليه السلام) منفتحاً على الواقع الإسلامي في مدرسته، وكان يجيب الناس بكلّ رحابة صدر، يجيبهم في الصغير والكبير.
ولذلك، فإنّنا إذا درسنا أحاديث الإمام الصادق (عليه السلام)، نجد أنّها تشمل كلّ المفردات الإسلامية، كما أنّها كانت منفتحةً على القضايا التي كانت تُثار في ذلك الوقت في الواقع الإسلامي، بحيث إنّه كان يعيش قضايا عصره، ولم يكن معزولاً عن الواقع. وعندما كانت القضايا تُثار في علم الكلام أو في علم الفقه أو في القضايا العامّة، كان الإمام (عليه السلام) يعطي من علمه ما يحلّ هذه المشكلة، وما يلقي الضوء على هذا المفهوم أو تلك المسألة.. حيث كان موسوعياً في كلّ ما يواجهه.
والإمام الصادق (عليه السلام)، في الوقت الذي كان يؤكّد مفاهيمه التي تمثّل خطّ أهل البيت (عليهم السلام) في وعي أتباعه وتلامذته ووجدانهم، كان يؤكِّد أن ينطلق الإنسان المسلم في فكره في داخل المجتمع الإسلامي كلّه.. وهذا ما نتعلّمه من الإمام الصادق (عليه السلام)، وما نتعلّمه منه هو الكثير الكثير؛ نتعلّم رحابة صدره، وسعة أفقه، وإحساسه بالمسؤولية. وهكذا ما ينبغي لنا أن نتعلَّمه من الإمام الصادق (عليه السلام)، ومن آبائه وأبنائه، ممّا يغني حركتنا الثقافية كما يغني حركتنا الروحية.. المهمّ أن نبدأ الخطوة في اتجاه أن نتعلَّم جيِّداً كيف نختلف جيِّداً إذا لم نستطع أن نتعلَّم كيف نلتقي.
منقوووول
الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) هو الإمام السادس من أئمّة أهل البيت (عليهم السلام). تتميَّز حياته (عليه السلام) بأنّها كانت رائعة في عطائها، حيث استطاع الإمام (عليه السلام) أن يغطِّي كلّ الواقع الإسلامي بالمسائل الفكرية العقيدية والفقهية، بل كان يتحرّك في التنوّعات التي عاشها الناس في المفاهيم المتصلة بحركة الإنسان وبالحياة، حتى إنّ هناك علوماً لم تكن متعارفةً، أو لم يكن متعارفاً أن يثيرها أمثال الإمام الصادق (عليه السلام)، ومنها «علم الكيمياء»، الذي ينقل عنه تلميذه «جابر بن حيان» أنّه هو الذي ألهمه ذلك، وما زالت كُتُب «جابر بن حيان» في الكيمياء تدرَّس في جامعات الغرب كنظريات كيميائية متقدّمة حتى الآن.
لا نستطيع أن نلمَّ بهذه الثروة الموسوعية التي أغنت العالم الإسلامي، الذي لو انفتح الإنسان عليه، لاستطاع أن يجد جواباً عن كلِّ سؤال يتّصل بالحياة الإنسانية، حتى إنّنا نجد الكثير من الأجوبة عن مفهوم الحرّية، وعن مفهوم العزّة في كلِّ أبعادها السياسية والاجتماعية في حركة الإنسان في الحياة أمام التحدّيات. حتى إنّ الذين رووا الحديث عنه وأخذوا العلم عنه، يبلغون أربعة آلاف شخص، كلٌّ يمثّل أستاذاً، ولقد دخل شخص إلى مسجد الكوفة، وكان آنذاك ككلِّ المساجد، يجلس فيه الأساتذة ليستقبلوا طلابهم في حلقات متعدّدة، فدخل هذا الرجل ورأى فيه (900 شيخاً)، وكلٌّ يقول: «حدّثني جعفر الصادق بن محمّد».
كانت مدرسة الإمام الصادق (عليه السلام) تستقبل كلَّ الناس بحسب تنوّعاتهم المذهبية، ونحن نعلم أنّ «أبا حنيفة» صاحب المذهب الحنفي، كان من تلامذة هذه المدرسة، وهو الذي يقول: «لولا السّنتان ـ اللّتان تتلمذ فيهما على يد الإمام الصادق (عليه السلام) ـ لهلك النعمان». وقد سُئِل: مَن أفقه الناس في عصره؟ فكان يشير إلى الإمام جعفر الصادق (عليه السلام)، وكان يستدلُّ على ذلك، أنّ أفقه الناس هو أعرف الناس في عصره، وهو أعرف الناس باختلاف الناس، وكان الإمام الصادق (عليه السلام) يعرف كلّ الاختلافات الموجودة في الواقع الإسلامي. وينقل عن «مالك بن أنس»، إمام المذهب المالكي، أنّه قال: «ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمّد فضلاً وعلماً وورعاً»، وهكذا نجد أنّ بعض قُضاة المذهب الحنفي، وهو «ابن أبي ليلى»، يقول: «لا يمكن أن أتنازل عن أيِّ رأي من آرائي وأفتي للغير، إلّا إذا كانت الفتوى لجعفر بن محمّد الصادق، فإنّي أتنازل عنها وأفتي بها». ولذلك كان الإمام الصادق (عليه السلام) منفتحاً على الواقع الإسلامي في مدرسته، وكان يجيب الناس بكلّ رحابة صدر، يجيبهم في الصغير والكبير.
ولذلك، فإنّنا إذا درسنا أحاديث الإمام الصادق (عليه السلام)، نجد أنّها تشمل كلّ المفردات الإسلامية، كما أنّها كانت منفتحةً على القضايا التي كانت تُثار في ذلك الوقت في الواقع الإسلامي، بحيث إنّه كان يعيش قضايا عصره، ولم يكن معزولاً عن الواقع. وعندما كانت القضايا تُثار في علم الكلام أو في علم الفقه أو في القضايا العامّة، كان الإمام (عليه السلام) يعطي من علمه ما يحلّ هذه المشكلة، وما يلقي الضوء على هذا المفهوم أو تلك المسألة.. حيث كان موسوعياً في كلّ ما يواجهه.
والإمام الصادق (عليه السلام)، في الوقت الذي كان يؤكّد مفاهيمه التي تمثّل خطّ أهل البيت (عليهم السلام) في وعي أتباعه وتلامذته ووجدانهم، كان يؤكِّد أن ينطلق الإنسان المسلم في فكره في داخل المجتمع الإسلامي كلّه.. وهذا ما نتعلّمه من الإمام الصادق (عليه السلام)، وما نتعلّمه منه هو الكثير الكثير؛ نتعلّم رحابة صدره، وسعة أفقه، وإحساسه بالمسؤولية. وهكذا ما ينبغي لنا أن نتعلَّمه من الإمام الصادق (عليه السلام)، ومن آبائه وأبنائه، ممّا يغني حركتنا الثقافية كما يغني حركتنا الروحية.. المهمّ أن نبدأ الخطوة في اتجاه أن نتعلَّم جيِّداً كيف نختلف جيِّداً إذا لم نستطع أن نتعلَّم كيف نلتقي.
منقوووول