ابو مناف البصري
المالكي
الإمام المهدي سيَّد العوالم
_____________________
إن الإمام المهدي هو الحاضر في كل عالم من العوالم السابقة فقد قال تعالىٰ في محكم كتابه : {إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ} الآية ١٧٢ من سورة الإعراف
إن الإمام المهدي أرواحنا فداه هو الميثاق وفق ما جاء في زيارة آل ياسين : { اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ميثاقَ اللهِ الَّذي اَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ }
كتاب بحار الأنوار - ج ٩٩ - ص ٨١
إن الإمام هو ممثل الله في تلك العوالم وهو السيد علىٰ كل تلك المخلوقات في تلك العوالم.
وقد بايعه الأنبياء في عالم ما قبل الناسوت وهذا مصداقاً لقوله تعالىٰ : {إِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۖ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا}
سورة الأحزاب الآية ٧
فما هو الميثاق الغليظ الذي أخذ غير ولاية صاحب الزمان عليه السلام وقد أمر الأنبياء بالتمهيد لدولة الحق فقد قال تعالىٰ في الآية ٥ من سورة إبراهيم :
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَىٰ بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}
وفي تفسير هذه الآية روي عن مثنىٰ الحناط قال : سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: ( ايام الله عز وجل ثلاثة : يوم يقوم القائم عليه السلام ، ويوم الكرة ، ويوم القيامة )
الخصال - ص ١٠٨
جاء الأمر الإلهي للنبي موسىٰ بالتذكير في يوم قيامة الإمام المهدي. بل إن المهدي هو مكلم موسىٰ ففي خطبتهِ المعروفة بالتطنجية قال أمير المؤمنين : ( فتوقعوا ظهور مكلَّم موسى من الشجرة على الطور ، فيظهر هذا ظاهر مكشوف ، ومعاين موصوف )
معجم أحاديث الإمام المهدي ج ٣ ص ٢٦
مشارق أنوار اليقين ص ١٦٦
وبما إن معلَّم موسىٰ ورفيق سفره البحري وهو العبد الصالح أو الخضر سلام الله عليه فهو خادم عند الإمام المهدي ففي حديث عن علي بن موسىٰ الرضا سلام الله عليه إنه قال : ( وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته و يصل به وحدته )
بحار الأنوار - ج ٥٢ - ص ١٥٢
ولعل هذا هو الأمر الذي لا يطيقه الخضر فقد ورد في قوله لموسىٰ : إني وكلتُ بأمر لا تطيقه ، ووكلتَ بأمر لا أطيقه.
تفسير القمي - ج ٢ - ص ٣٨
إن كل هذهِ العظمة التي يتمتع بها أولياء الله وعباده الصالحين ألا أنهم يتوسلون بالإمام المهدي أرواحنا فداه.