كمال انمار
Active Member
ان الأخلاق ليست كلها بنطاق الطبيعة مفردة،او التطبع مفردا.كلا انها عملية قد تكون معقدة جدا،تبعا لما يواجهه الفرد المتخلق من ظروف و احوال،اي احوال المجتمع و ظروف الأفراد فيه،وكيفية التعامل و التجانس معهم.وطبعا ان الأخلاق،ترجع بالأساس الى متخلقها كما أسلفنا.ولكن ذلك لا يعني ان هذه الأخلاق لا تتاثر بالعوامل الاجتماعية والنفسية والسياسية ايضا.و لابد لنا ان نعرف اولا ان الفرد الذي يعيش في مجتمع ما،هو نتاج مآل مجتمعه،فالفرد بهذا المفهوم ياخذ الأخلاق الموازية لما يراه مقبولا في مجتمعه ومحيطه.ولا أقول ان تلك النتيجة هي عامة،كلا بل هناك من يتخذ لنفسه اخلاقا قد تختلف عن اخلاق اقرانه،لكنها تبقى في سياقات معينة مقبولة،لا تتعدى الحدود المرسومة طبعا.وبما ان مجتمعنا مليء بالقيود وجب على المتخلق اتباعها شاء ام ابى.لان من يتخلق بخلق لا أساس له في المجتمع،فسيحسبه الناس، اما مجنونا او كافرا،او لا أهمية له على الأقل .وهذا طبعا ما نلاحظه في مجتمعنا،فما ان نرى احدا قد اخذ مبدأ او قيمة معينة لا تمت لمجتمعنا او اخلاقنا بصلة نقول انه قد فقد عقله،او اصبح كافرا ملحدا لعنه الله!
يمكننا مما سبق ان نخرج بصيغة اخلاقية قد لا تخلو من صواب الا وهي " إن الأخلاق انما هي كالفرد تتاثر بما يحيط بها وبما يحيط بمن اتخذها قيما له،ولا تبتعد كثيرا عن الثوابت السائدة في المجتمع الا ما قل وندر،ومن يخرج عن القيد والقاعدة المرسومة،سيكون سبيله،لا يخلو من صعوبة،ووعورة،لانه بخروجه عن القيد المرسوم،قد بدا يحارب بقية القيود،وبذلك ينتهك ما يراه البعض شيء مقدسا،لا يمكن ان يحارب،تاركين الاقوال والاحاديث المختلقة عن الشخص الذي يتخذ قيما و يتخلق بها،بما فيها الكفر والالحاد،والتي أصبحت تهم تقليدية جدا،وشعبية لدرجة كبيرة".
نتيجة تبدو منطقية،وفيها ايضا من الواقعية شيئا وان كان قليلا.وما يهمنا هنا الطبيعة الاخلاقية،و كيف انها تتاثر بما يتاثر به المجتمع و المتخلق بها كما اسلفنا آنفا.قد تكون نتيجة قولي هذا قديمة معروفة لدى من هم اهل للمعرفة لكنها على اية حال غير ماخوذة بنظر الاعتبار لدى الأوساط الشعبية والطبقات الاجتماعية المختلفة .
فالأخلاق قد تنبع طبيعيا في الفرد بالدرجة الاولى،اي بالطبيعة حينا،و قد تتاثر هذه الأخلاق الطبيعية بالتطبع الاجتماعي السائد حينا اخر.وما هي الأخلاق الا قيم إنسانية ومبادى فيها من الرحمة واللطف والاحترام و التقدير الشيء كثير،ولا ننسى ان اهم ركن في الأخلاق هو الحب.الحب الذي يودي بِنَا الى ان نزرع في هذا العالم نبات لا يموت،و ثمرا لا ينفذ،و طاقة لا تنضب،و ايمان لا يهتز.اوليس الحب خلقا،ام انه ماذا،وان لم يكن كذلك فاني أضعه خلقا اساسا في اساسيات الأخلاق.
بقي علينا ان نوضح مسالة قد تكون مهمة ونافعة.وهي ان الدين والاخلاق ان اجتمعا في شخص سوي مقتدر،فسيكون الامر لربما جيدا.لكن ذلك لا يعني ان الدين منبعا الأخلاق.كلا،فإنني في بداية حديثي قلت ان هناك شقين للاخلاق،احداهما طبيعي لا دخل للإنسان في نشأتها،وبذلك يكون الدين عن هذا الشق من الأخلاق بعيدا جدا،وكل المؤثرات الاخرى ايضا.والاخر متطبع قد يكون للدين تأثير فيه ،وقد يكون ذلك التأثير سلبيا او إيجابيا،فذلك يتبع المتخلق طبعا.
ويمكننا ان ندعوا الشق الاول من التأثير الديني في اخلاق الطبقات الاجتماعية "بالاخلاق الدينيةالمتطبعة ذات السلوك السلبي" وهذه تتمثل بالتكفير المذهبي والديني ،ويختفي خلفها التعصب بدرجة كبيرة،وايضاً التشدد في الفرائض والشكليات المفروضة،والالتزام بالحدود،و في والقشور.
اضافة الى الاٍرهاب الديني الذي يصنف بانه من ابشع الجرائم الإرهابية وأشدها خطورة.ولا يخفى علينا ما هي الجرائم الدينية في التاريخ فهي احداث كثيرة و ووفيرة،ويمكن لاي احد ان يطلع قليلا على تاريخ اي دين قديم او حديث،سيجد هنا وهناك القتل والتكفير.هذا جانب من الجوانب السلبية،و هذه لا أصنفها على الجميع ،فهذا لا يحوز طبعا،لكنني أقول انها موجودة،وتاخذ حيزا كبيرا من الاخلاق الدينية.
اما الجانب الاخر للاخلاق الدينية،التي يمكننا ان "نسميها بالاخلاق الدينية المتطبعة اجتماعيا "اي تلك الأخلاق التي تجاري المجتمع، وتاخذ ما تراه مقبولا من السائد والشائع المجتمع ولكن بحدود وبرقابة دينية،وهذه طبعا اقل وطأة في التشدد والتعصب. ويمكننا ان نصف ان هذه الفئة من الاخلاق الدينية كفئة مسايرة و مسايسة للاوضاع وان كان بعضها يخالفها ،و لا تاخذ هذه الفئة التعصب منهجا لها.
ولكن قولنا هذا لا يعني انه لا وجود للتعصب في معتنقي هذه الفئة من الأخلاق الدينية ابدا ،لكننا نقول ان هذا التعصب لا يكون ظاهرا بينا كما في حالة "الاخلاق الدينية المتطبعة السلبية" والمعاكسة للتيار الاجتماعي المتطور.
وهناك نوع الاخر من الاخلاق الدينية المتطبعة والتي سأطلق عليها مصطلح"الاخلاق الدينية السوية"واقصد بها تلك التي ترشد الى قيم الصواب في الدين،و اخذه بالطرق المعتدلة البعيدة عن جنون التعصب والتزمت الديني.هذا النوع من الاخلاق الدينية افضل من البقية،كونه لا ياخذ بقيم التطرّف و لا يُؤْمِن بالتعصب.ويتخذ متخلقو هذه الاخلاق،شعار قد يبدو لنا مفيدا حقا،الا وهو " الدين متجدد و متطور بتطور العصور،والقران والسنة ايضا يوضعان في سلم التطور،والتدرج التجديدي للأحوال كافة". شعار جميل حقا،لكن هناك أقلية من المتدينين يأخذوه منهجا و مبدئا لهم في التعامل مع المجتمع والعالم،يبدو ان هذه الفئة،قد اخذت تنمو وتتطور في السنوات الاخيرة،واعتقد ان هناك الكثير من المثقفين و المدرسين،يتخذون هذه الاخلاق كقيم لهم ،كونها تقف على مسافة واحدة من الجميع،اي انها فئة كما اسلفت معتدلة.ولكن للاسف انتشارها ليس بالصورة الواسعة،واذا قارنا انتشار هذه الفئة من المتخلقين بالفئات الاخرى،سنجد انها لا شيء حقا امام( تيارات وأحزاب و رابطات)الفئات
الدينية المتطرفة والمتعصبة،والتي اصطلحنا على تسمية ما تتخذه من اخلاق وقيم"بالاخلاق الدينية المتطبعة دات السلوك السلبي"،والتي نلاحظ وبسهولة ان انتشارها واسع جدا في الكثير من البلدان العربية(كمصر و العراق و السعودية وإيران و سوريا)،لدرجة ان احد قيادات الأحزاب المتطرفة،قد اصبح رئيسا منتخبا من قبل الشعب.وهذا مثال يقرب لنا مدى شعبية هذه الحركات لدى الطبقات العامة من المجتمعات العربية،نعم ان لهم ثقل كبير جدا،في إدارة المؤسسات الحكومية،و الدبلوماسيات الخارجية.نعم يحتلون كل هذه المراكز المهمة في الدولة،و يملكون نفوذا قويا لدى القيادات الحاكمة.وكل ما سلف هو انعكاس لمدى تفاقم الشعبية للحركات المتخلقة بالاخلاق السلبية،أصبحوا يملكون الشيء الكثير من المهام و المناصب،لدرجة انهم يؤثرون احيانا على القرارات السياسية كونهم هم جزءا من السياسة،وجزء من الدين، وجزء من المجتمع.جميل جدا هذا النفوذ الديني السلبي،لكنه في الوقت نفسه،لا يخدم الا مصالح معينة، لا تمت احيانا للدين او الدولة او الشعب بأية صلة ،انها مصالح شخصية او جماعية محددة ليست الا.
وخلاصة ما أردنا بيانه، هو ان الاخلاق جزء من منظومة كبيرة جدا تتبع المجتمع احيانا، وتتبع طبيعتها احيانا اخرى،وقلنا انها كالفرد الذي له طبائع ومطبوعات في شخصيته.و بيننا ان الاخلاق ان لم تنم على نشر الحب والمعاملة الانسانية انما هي ناقصة.ثم تحدثنا عن الاتجاه الاخلاقي المعاكس للتقاليد الموروثة و القيود التي يضعها المجتمع،ووجدنا ان السيبل المعاكس لتلك التقليد انما يعني حرب و سجال،يلتقي سالكه الشيء الكثير من الخطورة و العنصرية ايضا.و رأى القارى اللبيب،و التمس في كلامنا عن الدين والخلاق،اننا أردنا توضيح مسالة معينة الا وهي " ان الاخلاق الدينية متعددة الانواع،و شرحنا كل على حدة ولو باختصار.
و اخيراً ليس لي قول اخر،سوى ان نرى ما نحن عليه ما عليه العالم،الى اي نقطة وصلنا،والى اي نقطة وصل اليها العالم،لقد اصبح كل شيء حولنا متطورا يتبع التكنولوجيا،ونحن للاسف ما زلنا على بعض العادات التي لا تنفع و لا تغني من جوع،هذه العادات التي بقيت تلاحقنا منذ قرون عديدة،هذه العادات لابد من ان نجد علاجا لها،لاننا و برغم مل المصاعب التي مر بها المجتمع العربي،فقد استطاع كتاب كبار إبراز وتشخيص تلك العادات وتحليلها،لكن بقى العلاج الذي يبدأ من أنفسنا اولا.هذا العلاج لابد ان يكون للسياسة دور فيه،لان الامور التي لا يمكن للسياسة التدخل بها انما هي أمور قد تكون فاشلة في نهاية المطاف.
ختاما،بعد ان اطلت وأثقلت،أقول ان الحل الثقافي ينضج حين يجد اهتمام وتوجيه سياسي ،ودعم حكوميا.
يمكننا مما سبق ان نخرج بصيغة اخلاقية قد لا تخلو من صواب الا وهي " إن الأخلاق انما هي كالفرد تتاثر بما يحيط بها وبما يحيط بمن اتخذها قيما له،ولا تبتعد كثيرا عن الثوابت السائدة في المجتمع الا ما قل وندر،ومن يخرج عن القيد والقاعدة المرسومة،سيكون سبيله،لا يخلو من صعوبة،ووعورة،لانه بخروجه عن القيد المرسوم،قد بدا يحارب بقية القيود،وبذلك ينتهك ما يراه البعض شيء مقدسا،لا يمكن ان يحارب،تاركين الاقوال والاحاديث المختلقة عن الشخص الذي يتخذ قيما و يتخلق بها،بما فيها الكفر والالحاد،والتي أصبحت تهم تقليدية جدا،وشعبية لدرجة كبيرة".
نتيجة تبدو منطقية،وفيها ايضا من الواقعية شيئا وان كان قليلا.وما يهمنا هنا الطبيعة الاخلاقية،و كيف انها تتاثر بما يتاثر به المجتمع و المتخلق بها كما اسلفنا آنفا.قد تكون نتيجة قولي هذا قديمة معروفة لدى من هم اهل للمعرفة لكنها على اية حال غير ماخوذة بنظر الاعتبار لدى الأوساط الشعبية والطبقات الاجتماعية المختلفة .
فالأخلاق قد تنبع طبيعيا في الفرد بالدرجة الاولى،اي بالطبيعة حينا،و قد تتاثر هذه الأخلاق الطبيعية بالتطبع الاجتماعي السائد حينا اخر.وما هي الأخلاق الا قيم إنسانية ومبادى فيها من الرحمة واللطف والاحترام و التقدير الشيء كثير،ولا ننسى ان اهم ركن في الأخلاق هو الحب.الحب الذي يودي بِنَا الى ان نزرع في هذا العالم نبات لا يموت،و ثمرا لا ينفذ،و طاقة لا تنضب،و ايمان لا يهتز.اوليس الحب خلقا،ام انه ماذا،وان لم يكن كذلك فاني أضعه خلقا اساسا في اساسيات الأخلاق.
بقي علينا ان نوضح مسالة قد تكون مهمة ونافعة.وهي ان الدين والاخلاق ان اجتمعا في شخص سوي مقتدر،فسيكون الامر لربما جيدا.لكن ذلك لا يعني ان الدين منبعا الأخلاق.كلا،فإنني في بداية حديثي قلت ان هناك شقين للاخلاق،احداهما طبيعي لا دخل للإنسان في نشأتها،وبذلك يكون الدين عن هذا الشق من الأخلاق بعيدا جدا،وكل المؤثرات الاخرى ايضا.والاخر متطبع قد يكون للدين تأثير فيه ،وقد يكون ذلك التأثير سلبيا او إيجابيا،فذلك يتبع المتخلق طبعا.
ويمكننا ان ندعوا الشق الاول من التأثير الديني في اخلاق الطبقات الاجتماعية "بالاخلاق الدينيةالمتطبعة ذات السلوك السلبي" وهذه تتمثل بالتكفير المذهبي والديني ،ويختفي خلفها التعصب بدرجة كبيرة،وايضاً التشدد في الفرائض والشكليات المفروضة،والالتزام بالحدود،و في والقشور.
اضافة الى الاٍرهاب الديني الذي يصنف بانه من ابشع الجرائم الإرهابية وأشدها خطورة.ولا يخفى علينا ما هي الجرائم الدينية في التاريخ فهي احداث كثيرة و ووفيرة،ويمكن لاي احد ان يطلع قليلا على تاريخ اي دين قديم او حديث،سيجد هنا وهناك القتل والتكفير.هذا جانب من الجوانب السلبية،و هذه لا أصنفها على الجميع ،فهذا لا يحوز طبعا،لكنني أقول انها موجودة،وتاخذ حيزا كبيرا من الاخلاق الدينية.
اما الجانب الاخر للاخلاق الدينية،التي يمكننا ان "نسميها بالاخلاق الدينية المتطبعة اجتماعيا "اي تلك الأخلاق التي تجاري المجتمع، وتاخذ ما تراه مقبولا من السائد والشائع المجتمع ولكن بحدود وبرقابة دينية،وهذه طبعا اقل وطأة في التشدد والتعصب. ويمكننا ان نصف ان هذه الفئة من الاخلاق الدينية كفئة مسايرة و مسايسة للاوضاع وان كان بعضها يخالفها ،و لا تاخذ هذه الفئة التعصب منهجا لها.
ولكن قولنا هذا لا يعني انه لا وجود للتعصب في معتنقي هذه الفئة من الأخلاق الدينية ابدا ،لكننا نقول ان هذا التعصب لا يكون ظاهرا بينا كما في حالة "الاخلاق الدينية المتطبعة السلبية" والمعاكسة للتيار الاجتماعي المتطور.
وهناك نوع الاخر من الاخلاق الدينية المتطبعة والتي سأطلق عليها مصطلح"الاخلاق الدينية السوية"واقصد بها تلك التي ترشد الى قيم الصواب في الدين،و اخذه بالطرق المعتدلة البعيدة عن جنون التعصب والتزمت الديني.هذا النوع من الاخلاق الدينية افضل من البقية،كونه لا ياخذ بقيم التطرّف و لا يُؤْمِن بالتعصب.ويتخذ متخلقو هذه الاخلاق،شعار قد يبدو لنا مفيدا حقا،الا وهو " الدين متجدد و متطور بتطور العصور،والقران والسنة ايضا يوضعان في سلم التطور،والتدرج التجديدي للأحوال كافة". شعار جميل حقا،لكن هناك أقلية من المتدينين يأخذوه منهجا و مبدئا لهم في التعامل مع المجتمع والعالم،يبدو ان هذه الفئة،قد اخذت تنمو وتتطور في السنوات الاخيرة،واعتقد ان هناك الكثير من المثقفين و المدرسين،يتخذون هذه الاخلاق كقيم لهم ،كونها تقف على مسافة واحدة من الجميع،اي انها فئة كما اسلفت معتدلة.ولكن للاسف انتشارها ليس بالصورة الواسعة،واذا قارنا انتشار هذه الفئة من المتخلقين بالفئات الاخرى،سنجد انها لا شيء حقا امام( تيارات وأحزاب و رابطات)الفئات
الدينية المتطرفة والمتعصبة،والتي اصطلحنا على تسمية ما تتخذه من اخلاق وقيم"بالاخلاق الدينية المتطبعة دات السلوك السلبي"،والتي نلاحظ وبسهولة ان انتشارها واسع جدا في الكثير من البلدان العربية(كمصر و العراق و السعودية وإيران و سوريا)،لدرجة ان احد قيادات الأحزاب المتطرفة،قد اصبح رئيسا منتخبا من قبل الشعب.وهذا مثال يقرب لنا مدى شعبية هذه الحركات لدى الطبقات العامة من المجتمعات العربية،نعم ان لهم ثقل كبير جدا،في إدارة المؤسسات الحكومية،و الدبلوماسيات الخارجية.نعم يحتلون كل هذه المراكز المهمة في الدولة،و يملكون نفوذا قويا لدى القيادات الحاكمة.وكل ما سلف هو انعكاس لمدى تفاقم الشعبية للحركات المتخلقة بالاخلاق السلبية،أصبحوا يملكون الشيء الكثير من المهام و المناصب،لدرجة انهم يؤثرون احيانا على القرارات السياسية كونهم هم جزءا من السياسة،وجزء من الدين، وجزء من المجتمع.جميل جدا هذا النفوذ الديني السلبي،لكنه في الوقت نفسه،لا يخدم الا مصالح معينة، لا تمت احيانا للدين او الدولة او الشعب بأية صلة ،انها مصالح شخصية او جماعية محددة ليست الا.
وخلاصة ما أردنا بيانه، هو ان الاخلاق جزء من منظومة كبيرة جدا تتبع المجتمع احيانا، وتتبع طبيعتها احيانا اخرى،وقلنا انها كالفرد الذي له طبائع ومطبوعات في شخصيته.و بيننا ان الاخلاق ان لم تنم على نشر الحب والمعاملة الانسانية انما هي ناقصة.ثم تحدثنا عن الاتجاه الاخلاقي المعاكس للتقاليد الموروثة و القيود التي يضعها المجتمع،ووجدنا ان السيبل المعاكس لتلك التقليد انما يعني حرب و سجال،يلتقي سالكه الشيء الكثير من الخطورة و العنصرية ايضا.و رأى القارى اللبيب،و التمس في كلامنا عن الدين والخلاق،اننا أردنا توضيح مسالة معينة الا وهي " ان الاخلاق الدينية متعددة الانواع،و شرحنا كل على حدة ولو باختصار.
و اخيراً ليس لي قول اخر،سوى ان نرى ما نحن عليه ما عليه العالم،الى اي نقطة وصلنا،والى اي نقطة وصل اليها العالم،لقد اصبح كل شيء حولنا متطورا يتبع التكنولوجيا،ونحن للاسف ما زلنا على بعض العادات التي لا تنفع و لا تغني من جوع،هذه العادات التي بقيت تلاحقنا منذ قرون عديدة،هذه العادات لابد من ان نجد علاجا لها،لاننا و برغم مل المصاعب التي مر بها المجتمع العربي،فقد استطاع كتاب كبار إبراز وتشخيص تلك العادات وتحليلها،لكن بقى العلاج الذي يبدأ من أنفسنا اولا.هذا العلاج لابد ان يكون للسياسة دور فيه،لان الامور التي لا يمكن للسياسة التدخل بها انما هي أمور قد تكون فاشلة في نهاية المطاف.
ختاما،بعد ان اطلت وأثقلت،أقول ان الحل الثقافي ينضج حين يجد اهتمام وتوجيه سياسي ،ودعم حكوميا.