عبدالله الجميلي
Well-Known Member
- إنضم
- 30 يونيو 2017
- المشاركات
- 1,835
- مستوى التفاعل
- 934
- النقاط
- 115
الام هي الحياة
في أحد الأيام، كان هناك شاب يُدعى سامي، وفتاة تُدعى ليلى. تزوجا حديثًا بعد قصة حب طويلة، وكان لديهما منزل صغير ولكنه مليء بالحب والسعادة. كانوا يعيشان في ذلك البيت البسيط الذي يعبق بالذكريات الجميلة، كل زاوية فيه تحكي قصة لحظات مشتركة بين سامي وليلى. كان كل شيء في حياتهم يسير على ما يرام، يملؤهم الأمل والطموح في بناء حياتهم معًا.
لكن كما هو الحال في بعض الأحيان، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. في أحد الأيام، وقع خلاف كبير بين والد سامي ووالدته. كان الجدال يدور حول مسائل قديمة، مما أدى إلى تصاعد الأمور بسرعة. في لحظة غضب، طرد الأب زوجته من المنزل. لم يكن أمامها خيار سوى أن تلجأ إلى بيت ابنها سامي، فانتقلت إلى منزله مع كل آلامها وحزنها.
بالرغم من أن سامي شعر بالحزن والضيق لرؤية والدته في هذه الحالة، إلا أنه قرر أن يقف إلى جانبها ويوفر لها الراحة والأمان في بيته. ولكن ليلى، زوجته، كانت في وضع صعب. لم يكن الأمر سهلاً عليها أن تحتمل وجود والدة زوجها في المنزل، خاصة بعد أن كانت حياتها الزوجية الخاصة قد بدأت للتو، وكان المكان الصغير لا يتسع لثلاثة.
في إحدى الليالي، وبعد يوم طويل من التوتر، قالت ليلى لزوجها سامي بصوت خافت: "أرجوك، قل لأمك أن تذهب إلى بيت أختها. هي ابنتها، وبالتأكيد ستشعر براحة أكبر هناك."
كانت كلمات ليلى قاسية، لكنها لم تكن لتقولها إلا بعد الكثير من التفكير في كيفية تحسين الوضع. شعرت بالذنب لكنها كانت تشعر أيضًا بأنها لا تستطيع تحمل الضغط الإضافي. سامي كان في موقف صعب بين أمه وزوجته، وكلما فكر أكثر في الحلول، ازدادت معاناته.
عاش الزوجان أيامًا مليئة بالقلق والصمت، حتى جاء اليوم الذي قرر فيه سامي التحدث مع والدته. قال لها برفق: "أمي، أنا أحبك، ولكن ليلى أيضًا زوجتي ويجب أن نكون نحن الإثنين في هذا المنزل. أعلم أنني لم أكن أستطيع أن أكون قويًا بما فيه الكفاية، لكنني أريد الأفضل لكلينا."
والدته، التي كانت دائمًا مصدر القوة له، نظر إليها بحزن وفهمت أن ابنها كان في مأزق حقيقي. بعد تفكير طويل، قررت العودة إلى بيتها الأصلي، حيث كانت تشعر بأن الأمور ستكون أفضل بالنسبة لها. قالت له: "أنت أولويتي يا سامي، ولكن يجب عليك أن تمنح حياتك الزوجية الفرصة للنمو."
مرت الأيام وهدأت الأمور تدريجيًا. سامي وليلى تعلموا دروسًا قاسية عن التفاهم والاحترام، وكانوا أكثر قدرة على التعامل مع صعوبات الحياة. وتعلموا أن الحب لا يعني فقط التفاهم بين الزوجين، بل يشمل أيضًا التقدير والاحترام لجميع من حولهم.
مرت أسابيع بعد أن رحلت والدة سامي، وعادت الأمور تدريجيًا إلى مجراها الطبيعي في منزل الزوجين. ولكن، على الرغم من أن الوضع أصبح أكثر هدوءًا، لم يستطع سامي التخلص من شعور الذنب. كان يشعر بأنه خذل والدته في لحظة كانت هي في أمس الحاجة إليه، كما شعر بأن ليلى قد تأثرت أيضًا بما حدث. كانت علاقتهم قد تأثرت، وحتى وإن كانت الأمور قد هدأت، كانت هناك بعض الفجوات التي بدأوا يشعرون بها.
ذات يوم، قرر سامي أن يذهب إلى والدته لزيارتها في منزلها، ليعبر لها عن أسفه ويتحدث معها عن كل ما مر به. وعندما وصل إلى منزلها، وجدها تجلس في حديقة صغيرة بجانب المنزل، وكأنها كانت تنتظر قدومه.
قال سامي بألم: "أمي، أنا آسف. لم أكن قويًا بما فيه الكفاية، ولم أتمكن من مساعدة كليكما في تلك اللحظة. كنت بين المطرقة والسندان."
ابتسمت والدته بحزن، ثم قالت: "يا ولدي، نحن لا نعيش في عالم مثالي. أحيانًا نضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة. لا تشعر بالذنب. أعلم أنك كنت تحاول أن تجد التوازن بيننا، ولكن الحياة ليست دائمًا عادلة. لقد اتخذت قرارًا لصالحي، وأنت يجب أن تكون مع زوجتك، فهي شريكك في هذه الحياة."
كان كلامها عميقًا وملهمًا، فأدرك سامي أنه قد تعلم درسًا مهمًا. ليس دائمًا من السهل الجمع بين مسؤوليات الأسرة والحياة الزوجية، ولكن يجب أن يكون هناك مكان للحب والاحترام في كل علاقة.
عاد سامي إلى منزله في تلك الليلة، وعيناه مليئة بالتفكير. دخل إلى غرفة المعيشة حيث كانت ليلى تجلس، وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يقترب منها. قال: "ليلى، أريدك أن تعرفي أنني أعتذر. لقد كنت في موقف صعب، وأعلم أن ما حدث كان مؤلمًا لكِ. لكن أنا أحبك، وأريدكِ أن تكوني دائمًا أولويتي. دعينا نعمل معًا على بناء حياة مليئة بالسلام والاحترام."
ليلى، التي كانت تحمل في قلبها الكثير من التوتر، نظرت إليه بعينين مليئتين بالدموع. ثم قالت: "أعلم يا سامي. وأنا أيضًا أعتذر. لقد كنت قاسية في تصرفي. لم أكن أفكر بشكل صحيح حينها. أريدك أن تعرف أنني أحبك، وأريدك أن تكون سعيدًا، وأريدنا أن نعيش حياة مليئة بالسلام."
ابتسم سامي، وعانقها بحنان، وأحس بأن الحب بينهما قد عاد أقوى من قبل. كانا قد مروا بتجربة صعبة، لكنهما أدركا أن أي علاقة، مهما كانت معقدة، تحتاج إلى التواصل والفهم المتبادل.
مرت الأيام، وعاد سامي وليلى إلى حياتهم الزوجية كما كانا من قبل، لكن مع درس كبير تعلموه: الحب ليس مجرد كلمات جميلة، بل هو أيضًا القدرة على التفاهم، والتضحية، والنمو معًا، مهما كانت التحديات. وكلما مر الزمن، كلما أصبحوا أقوى، وأدركوا أن العائلة والاحترام المتبادل هما أساس بناء حياة سعيدة
بقلم محمد الخضيري الجميلي
في أحد الأيام، كان هناك شاب يُدعى سامي، وفتاة تُدعى ليلى. تزوجا حديثًا بعد قصة حب طويلة، وكان لديهما منزل صغير ولكنه مليء بالحب والسعادة. كانوا يعيشان في ذلك البيت البسيط الذي يعبق بالذكريات الجميلة، كل زاوية فيه تحكي قصة لحظات مشتركة بين سامي وليلى. كان كل شيء في حياتهم يسير على ما يرام، يملؤهم الأمل والطموح في بناء حياتهم معًا.
لكن كما هو الحال في بعض الأحيان، تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن. في أحد الأيام، وقع خلاف كبير بين والد سامي ووالدته. كان الجدال يدور حول مسائل قديمة، مما أدى إلى تصاعد الأمور بسرعة. في لحظة غضب، طرد الأب زوجته من المنزل. لم يكن أمامها خيار سوى أن تلجأ إلى بيت ابنها سامي، فانتقلت إلى منزله مع كل آلامها وحزنها.
بالرغم من أن سامي شعر بالحزن والضيق لرؤية والدته في هذه الحالة، إلا أنه قرر أن يقف إلى جانبها ويوفر لها الراحة والأمان في بيته. ولكن ليلى، زوجته، كانت في وضع صعب. لم يكن الأمر سهلاً عليها أن تحتمل وجود والدة زوجها في المنزل، خاصة بعد أن كانت حياتها الزوجية الخاصة قد بدأت للتو، وكان المكان الصغير لا يتسع لثلاثة.
في إحدى الليالي، وبعد يوم طويل من التوتر، قالت ليلى لزوجها سامي بصوت خافت: "أرجوك، قل لأمك أن تذهب إلى بيت أختها. هي ابنتها، وبالتأكيد ستشعر براحة أكبر هناك."
كانت كلمات ليلى قاسية، لكنها لم تكن لتقولها إلا بعد الكثير من التفكير في كيفية تحسين الوضع. شعرت بالذنب لكنها كانت تشعر أيضًا بأنها لا تستطيع تحمل الضغط الإضافي. سامي كان في موقف صعب بين أمه وزوجته، وكلما فكر أكثر في الحلول، ازدادت معاناته.
عاش الزوجان أيامًا مليئة بالقلق والصمت، حتى جاء اليوم الذي قرر فيه سامي التحدث مع والدته. قال لها برفق: "أمي، أنا أحبك، ولكن ليلى أيضًا زوجتي ويجب أن نكون نحن الإثنين في هذا المنزل. أعلم أنني لم أكن أستطيع أن أكون قويًا بما فيه الكفاية، لكنني أريد الأفضل لكلينا."
والدته، التي كانت دائمًا مصدر القوة له، نظر إليها بحزن وفهمت أن ابنها كان في مأزق حقيقي. بعد تفكير طويل، قررت العودة إلى بيتها الأصلي، حيث كانت تشعر بأن الأمور ستكون أفضل بالنسبة لها. قالت له: "أنت أولويتي يا سامي، ولكن يجب عليك أن تمنح حياتك الزوجية الفرصة للنمو."
مرت الأيام وهدأت الأمور تدريجيًا. سامي وليلى تعلموا دروسًا قاسية عن التفاهم والاحترام، وكانوا أكثر قدرة على التعامل مع صعوبات الحياة. وتعلموا أن الحب لا يعني فقط التفاهم بين الزوجين، بل يشمل أيضًا التقدير والاحترام لجميع من حولهم.
مرت أسابيع بعد أن رحلت والدة سامي، وعادت الأمور تدريجيًا إلى مجراها الطبيعي في منزل الزوجين. ولكن، على الرغم من أن الوضع أصبح أكثر هدوءًا، لم يستطع سامي التخلص من شعور الذنب. كان يشعر بأنه خذل والدته في لحظة كانت هي في أمس الحاجة إليه، كما شعر بأن ليلى قد تأثرت أيضًا بما حدث. كانت علاقتهم قد تأثرت، وحتى وإن كانت الأمور قد هدأت، كانت هناك بعض الفجوات التي بدأوا يشعرون بها.
ذات يوم، قرر سامي أن يذهب إلى والدته لزيارتها في منزلها، ليعبر لها عن أسفه ويتحدث معها عن كل ما مر به. وعندما وصل إلى منزلها، وجدها تجلس في حديقة صغيرة بجانب المنزل، وكأنها كانت تنتظر قدومه.
قال سامي بألم: "أمي، أنا آسف. لم أكن قويًا بما فيه الكفاية، ولم أتمكن من مساعدة كليكما في تلك اللحظة. كنت بين المطرقة والسندان."
ابتسمت والدته بحزن، ثم قالت: "يا ولدي، نحن لا نعيش في عالم مثالي. أحيانًا نضطر إلى اتخاذ قرارات صعبة. لا تشعر بالذنب. أعلم أنك كنت تحاول أن تجد التوازن بيننا، ولكن الحياة ليست دائمًا عادلة. لقد اتخذت قرارًا لصالحي، وأنت يجب أن تكون مع زوجتك، فهي شريكك في هذه الحياة."
كان كلامها عميقًا وملهمًا، فأدرك سامي أنه قد تعلم درسًا مهمًا. ليس دائمًا من السهل الجمع بين مسؤوليات الأسرة والحياة الزوجية، ولكن يجب أن يكون هناك مكان للحب والاحترام في كل علاقة.
عاد سامي إلى منزله في تلك الليلة، وعيناه مليئة بالتفكير. دخل إلى غرفة المعيشة حيث كانت ليلى تجلس، وأخذ نفسًا عميقًا قبل أن يقترب منها. قال: "ليلى، أريدك أن تعرفي أنني أعتذر. لقد كنت في موقف صعب، وأعلم أن ما حدث كان مؤلمًا لكِ. لكن أنا أحبك، وأريدكِ أن تكوني دائمًا أولويتي. دعينا نعمل معًا على بناء حياة مليئة بالسلام والاحترام."
ليلى، التي كانت تحمل في قلبها الكثير من التوتر، نظرت إليه بعينين مليئتين بالدموع. ثم قالت: "أعلم يا سامي. وأنا أيضًا أعتذر. لقد كنت قاسية في تصرفي. لم أكن أفكر بشكل صحيح حينها. أريدك أن تعرف أنني أحبك، وأريدك أن تكون سعيدًا، وأريدنا أن نعيش حياة مليئة بالسلام."
ابتسم سامي، وعانقها بحنان، وأحس بأن الحب بينهما قد عاد أقوى من قبل. كانا قد مروا بتجربة صعبة، لكنهما أدركا أن أي علاقة، مهما كانت معقدة، تحتاج إلى التواصل والفهم المتبادل.
مرت الأيام، وعاد سامي وليلى إلى حياتهم الزوجية كما كانا من قبل، لكن مع درس كبير تعلموه: الحب ليس مجرد كلمات جميلة، بل هو أيضًا القدرة على التفاهم، والتضحية، والنمو معًا، مهما كانت التحديات. وكلما مر الزمن، كلما أصبحوا أقوى، وأدركوا أن العائلة والاحترام المتبادل هما أساس بناء حياة سعيدة
بقلم محمد الخضيري الجميلي