أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

البابا اوربان الثاني أو [أوربانوس] الثاني

MS.Shaghaf

مشرفه عامه و مسووله المسابقات
إنضم
8 سبتمبر 2013
المشاركات
247,192
مستوى التفاعل
998
النقاط
113
الإقامة
سليمانية
من هو البابا اوربان الثاني

البابا اوربان الثاني (ح.103529 يوليو1099) فرنسيّ انتخب لمنصب البابوية في روما عام 1088م. كان أوربان إصلاحيًا متشددًا مثل من سبقوه من البابوات، حيث عقد سلسلة من المجالس لحفز الإصلاح الأخلاقي والتنظيمي للكنيسة. عقد أوربان عام1095م، مجلسا حافلاً في مدينةكلرمونت بفرنسا. وبالرغم مما أصدره هذا المجلس من قرارات إصلاحية مهمة، فإن أكثر مايشتهر به هذا المجلس هو إطلاق الدعوة لما أصبح يُعرف بعد ذلك بالحملة الصليبية الأولى.
كان أوربان رجلاً ذكيًّا سياسيًّا لبقًا، وكان خطيبًا مفوَّهًا، وكان أيضًا جريئًا حاسمًا، وكان مطلعًا على أحوال العالم المعاصر له، وفوق كل ذلك كان يُكِنُّ حقدًا كبيرًا على المسلمين، سواء في بلاد المشرق حيث يحكمون أرض المسيح. ثم إنه كان رجلاً ذا طموح كبير، وأحلام واسعة بأن يكون هو الزعيم الأكبر والأوحد للمسيحيين جميعًا في العالم، وذلك بتوحيد الكنيستين الغربية والشرقية؛ استكمالاً لجهود البابا الذي سبقه وهو جريجوري السابع
واجه أوربان معارضة عاصفة ومستمرة من الإمبراطور هنري الرابع الألماني. وتعين على أوربان طوال عهد البابوية أن ينازع خصوم البابا الذين كانوا ينكرون عليه الهيمنة الكاملة على روما. ومع ذلك كان أوربان دبلوماسيًا بارعًا. وقد منعت سياسته تجاه شمال إيطاليا كلا من الإمبراطور الألماني وخصوم البابا الآخرين من تركيز اهتمامهم ضده.

الإمبراطور البيزنطي يستنجد بأوربان الثاني

الإمبراطور البيزنطي طلب المساعدة قبل ذلك من جريجوري السابع لنصرته ضد السلاجقة المسلمين، ولكن حركة جريجوري السابع لم تكن بالقوة المناسبة، ومن ثَمَّ فلم يكن هناك تحرك يُذكر لمساعدة البيزنطيين.
غير أن الإمبراطور البيزنطي كرَّر المحاولة مرة ثانية، وأرسل وفدًا جديدًا إلى إيطاليا في مارس سنة (487هـ) 1095م لمقابلة البابا أوربان الثاني، وتجديد طلب المساعدة منه


أوربان الثاني واستغلال الفرصة

فكر البابا أوربان الثاني في الأمر، ووجد أنه لو استغل هذه الفرصة واستجاب لطلب الإمبراطور البيزنطي، وعلى نطاق واسع، فسوف يحقِّق عدة أهداف في غاية الأهمية، وفي ضربة واحدة.
فهو أولاً: سيعيد إبراز دور الكنيسة في حياة الأوربيين، حيث سيحمل البابا من جديد دعوة تهمُّ كل الشعوب الأوربية، وهي دعوة ستحمل بين طياتها الغفران الذي يبحث عنه الناس آنذاك بين يدي البابا
وثانيًا: سيقوم البابا بحملة عسكرية تشمل التنسيق بين ممالك وإمارات أوربا المختلفة، وسيحتفظ بالقيادة في يده، فهو بذلك سيستعيد سلطان الكنيسة العسكري والسياسي على كامل أوربا؛ وحيث إن القضية ذات طابع ديني، فالذي سيرفض قد يعاقب بالحرمان، وسحب الثقة، وقد يؤدِّي ذلك إلى زلزلة عرشه، وبالتالي يصبح البابا هو الشخصية الأولى في أوربا سياسيًّا كما هو دينيًّا.
وثالثًا: لن يتحسن وضع البابا دينيًّا وسياسيًّا فقط، بل سيتحسن اقتصاديًّا أيضًا، فالبلاد التي ستفتح ستدر أموالاً كثيرة، والأوربيون الذين لن يستطيعوا المشاركة سيدفعون للكنيسة الأموال؛ تكفيرًا عن امتناعهم عن الذهاب لفلسطين.
ورابعًا: الثروات التي ستأتي من فلسطين والشام، ستحل المشاكل الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها أوربا؛ وبذلك ستستقر الأوضاع المضطربة في أوربا
وخامسًا: ستنصرف طاقات أوربا العسكرية إلى حرب خارجية يُبرِزون فيها قدراتهم ويستنزفون فيها رغباتهم العنيفة، وذلك بدلاً من التصارع الداخلي بين الإمارات والإقطاعيات.
سادسًا: ستشن أوربا الصليبية حربًا على العدو التقليدي لهم وهم المسلمون، وهي حرب في نظر البابا لا نهاية لها، ولن يرضى من المسلمين بشيء إلا بتغيير الدين.
سابعًا: سيقوم البابا بذلك بنجدة آلاف الفقراء الذين يموتون في أوربا سنويًّا نتيجة الجوع والمرض والبرد، وسيشعر الجميع بذلك بالرضا نحوه.
وثامنًا: ستتاح للبابا الكاثوليكي الفرصة الذهبية ليضم الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية إلى كنيسته الكاثوليكية، وذلك تحت سيطرته هو، فهو الذي جاء من أقصى البلاد لينقذ النصارى الشرقيين من المسلمين.
وتاسعًا: سيحقِّق حُلمًا عاطفيًّا دينيًّا قديمًا، بالسيطرة على الأرض التي وُلد فيها المسيح وعاش
وعاشرًا وأخيرًا: قد لا تتكرر بعدُ ذلك الفرصة المناسبة التي تبرر للشعوب هذه الحروب الضخمة والتضحيات الهائلة، فالآن النصارى الشرقيون يستغيثون، ومن ثَمَّ فهناك مسوّغ أن تنفق الأموال، وتُزهَق الأرواح لنجدتهم، وستصبح صورة الحرب نبيلة، وستسكت الشعوب الأوربية عن مساءلة البابا عن الثمن الباهظ الذي سيدفعه في هذه الحروب، بينما لو كان المبرر للقتال ليس واضحًا فقد يَفْقد البابا عرشه إذا خسرت أوربا كثيرًا في حربها، وذلك مثلما حدث مع رومانوس الرابع إمبراطور الدولة البيزنطية، الذي خُلع من منصبه بعد الهزيمة الساحقة من السلاجقة في موقعة ملاذكرد
فالبابا سيحقق كل المكاسب باستغلال هذه الفرصة، ولن يخسر شيئًا لو حدث مكروه للجيوش؛ لأنه في النهاية يحارب من أجل أهداف نبيلة فيما يبدو للناس.
فتلك عشرة كاملة!!
ومن هنا فإن البابا تحمَّس كثيرًا للطلب الذي طلبه الوفد البيزنطي الأرثوذكسي، بل إنه جعل الوفد يقابل المجمع الكنسي المجتمع في إيطاليا آنذاك؛ ليعرض صورة الوضع في الشرق، وذلك يكون أبلغ في التأثير في القساوسة، وينفي عن البابا شبهة التخطيط المنفرد للحملة ودون سبب واضح. وقد تحمس الحضور للفكرة، وتكلم البابا مؤيدًا لكلام الوفد البيزنطي، وقرر أن يُعِدَّ العدة لأخذ التدابير اللازمة لغزو الشرق الإسلامي.



ماذا فعل البابا؟ وأين عقد المؤتمر الكنسي الكبير؟



لقد قرَّر أن يعقد مجلسًا كنسيًّا كبيرًا يضم القساوسة من أطراف أوربا الغربية، وذلك لبحث أحوال الكنيسة المتردية، ثم في نهاية هذا المجلس الكنسي يعقد مؤتمرًا موسعًا يدعو إليه أمراء الإقطاعيات المختلفة، وكذلك الملوك إن أمكن، بل ويدعو إليه عامَّة الشعب؛ ليصبح مؤتمرًا جماهيريًّا مؤثرًا، وفي هذا المؤتمر سيدعو إلى التوجُّه عسكريًّا إلى فلسطين.
ولكن بقي السؤال: أين سيعقد هذا المؤتمر الكبير؟
كان البابا على خلاف مع معظم ملوك أوربا، وخاصةً هنري الرابع ملك ألمانيا، ولكنه كان على علاقة طيبة مع أمراء الإقطاعيات، وخاصةً في فرنسا؛ ولذلك قرر البابا أن يستفيد من علاقاته هذه مع الأمراء في فرنسا فيعقد المؤتمر هناك، وخاصةً أن الكثافة السكانية في فرنسا كبيرة، إضافةً إلى المجاعة الكبيرة التي ضربت شمال فرنسا وشرقه في السنوات العشر الأخيرة، مما أثَّر في الظروف الاقتصادية، وبالتالي سيكون قبولهم لفكرة الحروب ضد الشرق الإسلامي فكرة مقبولة لإخراجهم من أزماتهم الكثيرة.
ومن ثَمَّ قرر البابا أن يعقد مؤتمره الجامع في مدينة كليرمون الفرنسية وذلك في (488هـ) 27 من نوفمبر سنة 1095م، وقد آثر أن يكون الوقت متأخرًا نسبيًّا؛ ليكون هناك فرصة لتبليغ الدعوة في أطراف فرنسا، وليحضر أكبر عدد من الفرنسيين. كما آثر ألا يكون المؤتمر في باريس؛ لكي لا يصطدم مع فيليب الأول ملك فرنسا، الذي كان على خلاف مع البابا، وأيضًا على خلاف مع أمراء الإقطاعيات الذين يعتمد عليهم البابا في مهمته.



اشهار الحروب الصليبية: خطبة كليرمونت، 26 نوفمبر 1095


من مدينة كليرمونت في الجنوب الشرقي من فرنسا، وفي اليوم السادس والعشرين من شهر نونبر عام 1095 ميلادية. نحن الآن في مدينة كليرمونت، نستمع إلى أعظم خطبة في تاريخ الإنسانية، خطبة يلقيها رجل من رجال الدين لا ليدعو الناس إلى السلام، ولا ليدلهم على الطريق إلى الله، ولكن ليعلن بها رسميا مولد حرب عالمية عاتية، تستمر مائة وستا وتسعين سنة، من سنة 1095 إلى سنة 1291.
ذلك الرجل هو البابا أربانوس أو [أوربانوس] الثاني، وهؤلاء القوم المحيطون به، يستمعون إلى خطبته، فيصمتون أحيانا كأنما على رؤوسهم الطير، ويتشنج بعضهم بالبكاء، ويغلي حماس بعضهم الآخر، فيرفع عقيرته بالهتاف والوعيد والإنذار، هؤلاء القوم هم خليط من السوقة، والأشراف، والأمراء الإقطاعيين، يحلم بعضهم بالمغفرة، ويحلم بعضهم بالغنى والفتح، ويحلم بعضهم الآخر بمغامرات ينسى فيها بؤسه وفقره ومشاكله، فلنستمع مع هذا الخليط إلى البابا أربانوس :
أيها الجند المسيحيون، لقد كنتم دائما تحاولون من غير جدوى إثارة نيران الحروب والفتن فيما بينكم، أفيقوا فقد وجدتم اليوم داعيا حقيقيا للحرب. لقد كنتم سبب انزعاج مواطنيكم وقتا ما، فاذهبوا الآن وأزعجوا البرابرة، اذهبوا وخلصوا البلاد المقدسة من أيدي الكفار.
أيها الجند، أنتم الذين كنتم سلع الشرور والفتن، ألا هبوا وقدموا قواكم وسواعدكم ثمنا لإيمانكم. إنكم إن انتصرتم على عدوكم كانت لكم ممالك الشرق ميراثا، وإن أنتم خذلتم فستموتون حيث مات اليسوع، فلا ينساكم الرب رحمته، فيحلكم محل أوليائه. هذا هو الوقت الذي تبرهنون فيه على أن فيكم قوة وعزما وبطشا وشجاعة، هذا هو الوقت الذي تظهرون فيه شجاعتكم التي طالما أظهرتموها في وقت السلم، فإذا كان من المحتم أن تثأروا لأنفسكم، فاذهبوا الآن واغسلوا أيديكم بدماء أولئك الكفار.
يا قوم إذا دعاكم الرب اليسوع إلى مساعدته، فلا تتواروا في بيوتكم متقاعدين، ولا تفكروا في شيء إلا فيما وقع فيه إخوانكم المسيحيون من الذل والهوان والمسكنة، ولا تستمعوا إلا إلى القدس وزفراته، واذكروا جيدا ما قاله لكم المسيح: ليس مني من يحب أباه وأمه أكثر من محبته إياي، أما الذي يترك بيته ووطنه وأمه وأباه وزوجه وأولاده وممتلكاته ومقتنياته حبا في، ومن أجلي، فسيخلد في النعيم، وسيجزيه الله الجزاء الأوفى.

هذه فقرات من الخطبة التي وصفها غير واحد من المؤرخين، بأنها كانت أعظم خطبة في تاريخ الإنسانية، ولعلنا لا نجد في ذلك مبالغة إذا أدخلنا في اعتبارنا النتائج الهائلة التي نتجت عنها.
لقد كانت هذه الخطبة إعلانا رسميا للحروب المعروفة في التاريخ باسم الحروب الصليبية، لأن المشاركين فيها من المسيحيين كانوا يحملون على أذرعهم صلبيب، وقد استمرت هذه الحروب قرنين من الزمان، كانت تتخللها فترات من الهدوء والهدنة، لكنها لم تكن في الحقيقة إلا فترات استجمام واستعداد، يشحذ فيها كل فريق سلاحه، ويدبر أمره، ويهيئ نفسه للمعركة المقبلة.
وبقطع النظر عن المعنى الحقيقي الكبير لهذه الحروب، وعن عدد الضحايا الذين سقطوا فيها من المعسكرين، وعن عدد الدول التي اشتركت فيها، فقد كانت لها إلى جانب كل ذلك نتائج لا تقل أهمية، لقد كانت أكبر احتكاك تاريخي بين الشرق المسلم والغرب المسيحي، وكانت طريقا من الطرق الرئيسية، إن لم تكن أكبرها جميعا، لنقل حضارة الشرق وعلومه ومعارفه إلى الغرب.
فهل كانت هذه الحروب دينية، كما يضفي عليها ذلك اسمها الذي عرفت به في التاريخ، وكما يضفيه عليها أيضا كون دعاتها كانوا هم رجال الكنيسة، وأن الأساس الذي كانوا يستندون عليه في إثارة حماس الجماهير، هو الرغبة في تخليص قبر السيد المسيح من أيدي الكفار والبرابرة ؟؟ نحن لا نستطيع أن ننكر العامل الديني في هذه الحروب، ولا نستطيع أن ننكر أيضا أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمره، في إحدى نزواته التي لم يسلم منها المسلمون ولا النصارى ولا اليهود على السواء، قد أقدم فيما أقدم عليه، على هدم كنيسة القيامة، وقد ألحق بعض الأضرار بالحجاج النصارى الذين كانوا يقصدون قبر السيد المسيح عليه السلام، ومع ذلك، أي ومع اعتبار السيد المسيح عليه السلام، ومع ذلك، أي ومع اعتبارنا للعامل الديني في هذه الحروب، فإننا لا نستطيع أن ننظر إليه في ضوء الحقائق التاريخية، إلا على أنه عامل ثانوي أحسن استغلاله، أما الحروب الصليبية فلم تكن في الحقيقة - كما يقول المؤرخ الإنجليزي استيفن سن - إلا حملات عسكرية لتأسيس إمارات لاتينية في سورية وفلسطين. أي أنها كانت حربا استعمارية، لا تختلف في بواعثها ولا في أهدافها عن الحملات العسكرية الغربية التي جردت في أواخر القرن الماضي وأوائل القرن الحالي على مصر وسورية والعراق وبلاد المغرب العربي.
كانت حربا استعمارية توسعية، تحمل معها منذ البداية بذور انحلالها وانهزامها، فبالرغم من الظفر المؤقت الذي أحرزته، لم يكد يستتب الأمر للأمراء اللاتينيين في الشرق، وتتم لهم الغلبة، حتى شرعوا يتطاحنون فيما بينهم على العروش والتيجان والممالك والمستعمرات ويكيد بعضهم لبعض، ويخون بعضهم بعضا، بل يستعين عليه بالتحالف مع الأمراء المسلمين. وهذا مؤرخ آخر، هو الدكتور فليب حتي، يذهب إلى أبعد من ذلك فيقول: "إذا نظرنا إلى الحروب الصليبية في وضعها الصحيح وجدناها فصلا متوسطا بين فصول تلك القصة الطويلة، قصة التفاعل بين الشرق والغرب، مبتدئة بحروب طروادة وفارس في الأزمنة الغابرة، ومنتهية بالتوسع الاستعماري الأوربي في عصرنا هذا".
ومالنا نذهب بعيدا، وهذا الجنرال أللنبي الذي كان مفوضا ساميا لإنجلترا في مصر، والمعروف بقيادته لحملة الحلفاء على فلسطين في الحرب العالمية الأولى، يؤثر عنه أنه قال عند استيلائه على بيت المقدس كلمته التاريخية المشهورة: "الآن فقط انتهت الحروب الصليبية".
نحن لا نستطيع أن نؤكد أن الجنرال أللنبي كان مسيحيا مؤمنا إلى الحد الذي توحي به كلمته هذه، ولكن الذي نستطيع أن نؤكده منها أنه يعتبر انتصاره على الأتراك في فلسطين خاتمة للحروب الصليبية، فإذا كان ذلك صحيحا فقد كانت الحروب الصليبية، في فهم الجنرال اللنبي نفسه، حربا استعمارية توسعية مائة في المائة، لا تشوبها شائبة من قريب ولا بعيد، وذلك لأن خاتمتها التي هي انتصار الجنرال أللنبي في فلسطين لم تكن دينية، ولا ما يشبه أن يجعلها دينية، وإنما كانت توسعية استعمارية كما لا يستطيع هو نفسه ولا غيره من الناس أن ينكر.
لقد كان على الجنرال ألنبي - لكي يعبر عن حقيقة شعوره - أن يقول: الآن فقط انتهت الحروب التوسعية التي أعلنت في مدينة كليرمونت بفرنسا عام 1095. لكن تعبيره على ما هو عليه كان أجود، وإن لم يكن أصح، وهو الذي أعطى لكلمته تلك النصاعة التي ضمنت لها أن يحفظها التاريخ، وأن يرددها الناس.
نحن إذن، أمام حرب استعمارية توسعية، لا أمام حرب دينية كما يوحي بذلك لفظ الصليب الذي نسبت إليه، أما كون الدعاة إليها كانوا هم رجال الكنيسة، فإنما كان ذلك، لأن غيرهم لم يكن يملك في ذلك الوقت أن يدعو إلى حرب عالمية كهذه، فقد كانوا هم وحدهم أصحاب السلطة الدينية والمدنية، يطردون من شاؤوا من رحمة الله، ويحكمون عليه باللعنة، نعم كان يوجد إلى جانب رجال الكنيسة بعض الأمراء الإقطاعيين، لكن سلطتهم كانت محدودة جدا، وكانت تستمد وجودها إلى حد كبير من تأييد الكنيسة المعنوي، وكان على الأمير الإقطاعي لكي يضمن وجوده واستمراره أن يعيش دائما تحت السلاح، يقاتل غيره من الأمراء، أو يدافع عن نفسه ضدهم، كانت أوربا تعيش في حرب دائمة، وكان لابد من تصدير هذا الاستعداد الحربي إلى الخارج حتى يمكن أن يستعمل استعمالا يدعم نفوذ الكنيسة من جهة، ويحقق أطماع الأمراء جميعا من جهة أخرى، ويصرفهم عن إهدار استعدادهم للحرب في قتال بعضهم لبعض، ولعل كل ذلك واضح من نص الفقرات التي أوردناها من خطاب البابا أربانوس الثاني في صدر هذا الكلام.


مجهودي الشخصي
ولا احلل النقل
تحياتي
 

ღ اسيل الفلسطينية ღ

((فراشة فلسطين))
إنضم
15 أغسطس 2013
المشاركات
10,316
مستوى التفاعل
24
النقاط
38
رد: البابا اوربان الثاني أو [أوربانوس] الثاني

كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
 

سمر الليالي

Well-Known Member
إنضم
2 أغسطس 2013
المشاركات
225
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
رد: البابا اوربان الثاني أو [أوربانوس] الثاني

عاااشت ايدج
موضوع يستحق القراءه
تحياتي ونجومي
 

MS.Shaghaf

مشرفه عامه و مسووله المسابقات
إنضم
8 سبتمبر 2013
المشاركات
247,192
مستوى التفاعل
998
النقاط
113
الإقامة
سليمانية
رد: البابا اوربان الثاني أو [أوربانوس] الثاني

كل الشكر لهذا الإبداع,والتميز
لك مني كل التقدير ...!!
almosafr_7ac9dff6f1.gif
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )