عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,766
- النقاط
- 113
البراكين الطينية في جزيرة جاوة الإندونيسية – بفعل الطبيعة أم بفعل الإنسان؟
استطاع العلماء في الآونة الأخيرة تحديد واستكشاف أكبر مصدرٍ للانفجار الطيني في العالم، ولكن اختلف الباحثون في سبب حدوث هذا البركان الطيني حيث تباينت الآراء ما بين كونه نتاجًا لزلزالٍ حدث على بُعد العديد من الكيلومترات أو كونه ناتجًا عن فعل الإنسان.
البراكين الطينية
يمكن تعريف البراكين الطينية على أنها مجموعةٌ من التراكيب الجيولوجية الناتجة عن العمليات تحت السطحية والتي تتميّز بانبعاث كمّياتٍ كبيرة من الرواسب الطينية والسوائل على سطح الأرض أو قاع البحر، ويُشار إليها مجتمعةً باسم “البراكين الرسوبية”، كما يشار إلى البركان الطيني على أنه تصريفٌ سطحي من الطين والماء والغاز وأحيانًا النفط، بغض النظر عن العمليات الجيولوجية التي تقود وتتحكم في مظهر السائل الناتج وإجباره على العبور عبر فتحات ضيقة أو شقوق في قشرة الأرض إلى السطح.
بركان جزيرة جاوة الطيني
في (29) مايو من عام (2006)، بدأ الطين في الانفجار من عدّة مواقع في جزيرة جاوة الإندونيسية، حيث تدفَّق الطين والماء والصخر والغاز من فتحاتٍ تمّ إنشاؤها حديثًا في الأرض، مما أدّى إلى دفن بلداتٍ بأكملها وإجبار العديد من الإندونيسيين على الفرار، ثم في سبتمبر (2006)، وصل الانفجار إلى ذروته حيث تدفق طين يكفي لملء (72) حوض سباحة أوليمبي بشكلٍ يومي.
قام الإندونيسيون ببناء سدودٍ لاحتواء الطين وإنقاذ المستوطنات المحيطة وحقول الأرز من تغطيتها بالطين، وذلك بعد أن دَفن هذا البحر الطيني المعروف باسم (لوسي) بعض القرى التي يبلغ عمقها (40) مترًا (حوالي 130 قدمًا)، كما أجبر حوالي (60) ألف شخص على الفرار من منازلهم، وتُقدّر الخسائر بأكثر من (2.7) مليار دولار أمريكي.
ضحايا بركان لوسي يشاهدون الطين المتدفِّق بعد ما يقارب العام على اندلاع البركان للمرة الأولى والذي مازال يتدفع حتى يومنا هذا.
سبب بركان جزيرة جاوة
بعد مرور أكثر من 12 عامًا على اندلاع البركان للمرة الأولى، يعتقد الباحثون بأنهم قد توصّلوا إلى سبب عدم توقف التدفّقات الطينية، حيث يرتبط البركان لوسي بقناة تزوده بالطين من غرف الصهارة في نظامٍ بركاني على بعد (6) كيلومترات تقريبًا، وبهذا الصّدد اقترح الباحثون بأن زلزالًا بلغت قوّته (6.3) درجة قد ضرب مدينة جاوة قبل يومين من بدء تدفّق الطين مما تسبب في انفجار البركان لوسي.
على صعيدٍ آخر، أجرت جامعة أديلايد مجموعة من الأبحاث وذلك أملًا في إنهاء النقاش القائم حول ما إذا كان بركان لوسي قد نجم نتيجة زلزالٍ أو أنّه من صنع الإنسان.
يقول البروفيسور المساعد تينغاي من جامعة أديلايد:
«إن بعض الباحثين يناقشون ما إذا كان البركان من صنع الإنسان ونجم عن حادث حفرٍ (انفجار) في بئر غازٍ قريب، بينما جادل آخرون بأنه كان حدثًا طبيعيًا نشأ عن بُعدٍ بسبب زلزالٍ كبير وقع قبل يومين على بعد 250 كيلومترًا».
كما أضاف أنّ الأبحاث الجديدة التي قدموها تدحض جميع النماذج التي تقترح تأثير الزلزال على انفجار البركان.
نظرية الزلزال
تقترح هذه النظرية أنّ هذا الزلزالَ قد تسبب في حدوث تمييعٍ لطبقة طينٍ موجودة في موقع الحادث مما أدّى إلى إطلاق الغاز على نطاقٍ واسع، وهذا الإطلاق هو ما ساعد على تدفق الطين لأعلى واندفاعه إلى السطح، ولكنّ الدراسات التي قامت بها جامعة أديلايد تكشف أنه لم يحدث إطلاقٌ للغاز بعد الزلزال، كما أثبتت أنّ سوائل الانفجارات تمّ الحصول عليها من تكوينٍ جيولوجيّ عميق والذي يؤيّد بشكلٍ كبير نظرية الانفجار الذي حدث بفعل الإنسان .