البُسطاء 
في كل مُجتمع من المُجتمعات يُوجد افراد بُسطاء في التفكير او السلوك, قد نستطيع ان نُعبر عنهم بأنهم افراد على نياتهم.
تجد عقليته بسيطه وتفكيره بسيط, قد يكون ذلك منذ ولادته او بسبب ظروف التربية والحياة او بسبب امر تعرض له.
هذه الفئة تتصرف وتتكلم بعفوية, وقد تتكلم معك وتُناقشك في امور قد تكون بديهية بالنسبة لك, ولكنهم لبساطتهم يرونها غير مفهومة. وهذه الفئة تُحب الكلام والإبتسامة وتتكلم من غير تكلف, ويدخل السرور قلبها حين تجد من يتكلم ويتفاعل معها ويُعطيها جُزء من وقته.
قد لا يطلبوا منك شيء, إلا التفاعل معهم والكلام والإستماع وقضاء جزء من الوقت.
ولكن لدى بعض الفئات في المُجتمع سلوك سيء تجاه هؤلاء الناس.
نظراً لبساطتهم فإنهم يتخذونهم اداة للسُخرية والإستهزاء والضحك, فهم ينظرون لهم بأنهم اغبياء.
فتجدهم يضحكون عليهم وحين يكونوا معهم في مجلس, فإنهم يتخذونهم فاكهة المجلس بالضحك والسخرية والإستهزاء على كلامهم وافكارهم. ويستغلون بساطتهم التي قد تكون مصدر ضعف شخصية لديهم في بعض الأحيان وذلك بالصراخ عليهم او ضربهم, فيتفرعن عليهم. هذا السلوك امر غير اسلامي وغير اخلاقي وغير انساني بحق هذه الفئة,
فهل لأنهم افراد بسيطين وقلوبهم طيبة تتعاملون معهم بهذه الطريقة ؟! احمدوا ربكم على النعمة, وتذكروا بأن هؤلاء الناس قد يكونوا عند الله خيراً منكم ﻷنهم لم يُسببوا الآذى ﻷي احد. والأمر الآخر تخيل ان احد والديك مع تقدم السن, او تُرزق بأحد الأبناء لديهم نفس النوع من البساطة والطيبة وتجد فئات من المُجتمع تتعامل معهم بنفس الطريقة, فهل سوف ترضى بذلك ؟! بأن يكون احد والديك محل للسخرية والضحك والإستهزاء, او احد ابنائك يكون محل للضحك والسخرية والإستهزاء ويزيده المُجتمع عُقد وانزواء وقهر من الداخل ؟! عيب على كل شخص يتعامل بهذه الطريقة مع هؤلاء الأفراد البُسطاء الطيبين. هذا السلوك يُسبب لهم الألم وكثير من الأحيان لا يستطيعون الرد. هذا السلوك يُسبب لهم العزلة ﻷنه يُشعرهم بالإحراج. هذا السلوك يُسبب لهم الخوف من الكلام والنقاش خوفاً من ردة الفعل. فهل رأيت كم ذنب سوف تحمل على ظهرك بسبب تصرفك معهم بهذه الطريقة ؟! وهُناك افراد على العكس تماماً, تجده يتفاعل مع هذا الشخص البسيط والطيب ويضحك معه ويتناقش ويُعطيه جزء من وقته ويُكرمه, وفي نفس الوقت يستمع له ويُصحح جزء من افكاره الخاطئة و يُحاول ان يُوجهه للطريق الصحيح.
هذا النوع من الناس, لم يُقلل من شأن هذا الإنسان البسيط بل كرمه ورفع شأنه وقدره, لوجه الله تعالى وﻷنه يعلم بأن هذا الإنسان لايُوجد به اي عيب عقلي, ولكن بحكم الظروف او طبيعة عقليته يُعتبر نمط تفكيره ابسط ممن هُم حوله. هذا الشخص البسيط قد يملك اطيب قلب لايعرف الحقد, ولكنه في نفس الوقت يكون انسان حساس وسريع التأثر من ردة فعل الآخرين,
ويشعر بمقدار كبير من السعادة إذا كرمه الآخرين وتفاعلوا معه واعطوه جُزء من وقتهم. فهل التعامل بالطريقة الحُسنى والأخلاق الإسلامية والسلوك الإنساني وتقدير مشاعر الآخرين يُسبب خسارة لك ؟! بل على العكس سوف تُدخل السرور على قلب الشخص المُقابل لك وتحصد الأجر والثواب. لذلك كُن حكيماً وواعياً وإذا كُنت تتعامل بذلك السلوك السيء فاتركه عنك, وتعامل بالسلوك الإسلامي الإنساني. لكي تكون قريباً من الله وقريباً من قلوب الآخرين. وتذكر بأنك لن تخسر شيء حين ترسم الإبتسامة على وجوه هؤلاء الناس وتُدخل السرور لقلوبهم وتكسب مودتهم ودُعائهم لك, فلا تدري فقد يكونوا قريبين جداً من الله ومُستجابين الدعاء لديه.قال تعالى (فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ)[سورة الزمر 17 - 18]
اللهم صلِ على محمد وآلِ محمد
