الشيخ عباس محمد
Banned
- إنضم
- 8 نوفمبر 2015
- المشاركات
- 222
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 18
البلوغ المبكر
هناك الكثير من المشاكل والصعوبات يتعرض لها الأشخاص ، في مراحل النمو العضوي والنفسي ، وتسبب متاعب كبيرة لأولياء الأمور والمربين ،وأحد هذه المشاكل مسالة البلوغ المبكر . وبعبارة أوضح ، يحصل في بعض الحالات أن يتقدم البلوغ الجنسي لدى أبنائنا عن موعده المعتاد مما ينتج عنه إنفعالات عصبية وفقدان التوازن النفسي ، وضعف الإرادة ، والإدبار عن الدراسة ، وحتى الجنوح والإنحراف أحيانا .
إن البلوغ المبكر هو عبارة عن شروع الغدد الجنسية بإفراز الهرمونات الخاصة في الجسم وبلوغ الطفل جنسيا قبل أن يكون قد طوى المراحل الطبيعية للنمو وإستعد لذلك . وهذه الحالة غير قليلة في عصرنا الحاضر وذات أسباب مرضية في غالب الأحوال.
السن الطبيعي للبلوغ
فمع الأخذ بنظر الإعتبار حقيقة إنسرعة البلوغ قد تقدم منذ مطالع القرن الحالي والى الان بمقدار 1 ـ 3 أعوام ومع حساب تقدمه من 4 ـ 5 اشهر أيضا خلال الخمسة والعشرين عاما الأخيرة ، فإن البلوغ الطبيعي بالنسبة للفتيات يفترض أن يكون في حدود سن الرابعة عشر ، وللفتيان في حدود سن السادسة عشر . فطبقا لأحد البحوث التحقيقية في هذا المجال ، فإن متوسط سن البلوغ الجنسي لدى الذكور والإناث في عام 1950 ،كان حوالي 3 /14 ، وفي عام 1962 كان في حدود 1 /12 . وكذلك فقد تنازل سن الحيض ، في السنوات
الفاصلة بين عام 1850 الى 1950 ، من ستة عشر عاما الى ثلاثة عشر عاما .
ورغم أنه من الصعب جدا تشخيص عمر دقيق للبلوغ ، لكننا نشير الى أن الفتيات ، الى ما قبل حوالي 25 عاما مضت ، كان ينزل عليهن دم الحيض لأول مرة في سن 13 عاما . في حين تختلف هذه الحالة في الوقت الحاضر ، حيث يتراوح سن البلوغ لدى معظم الفتيات بين 9 ـ 18 عاما ، تصل نسبة اللاتي يدخلن مرحلة البلوغ في سن 9 أعوام 1 % من مجموعة قريناتهن في السن ، وتزداد هذه النسبة الى 10 % في سن 11 عاما ، فيما تصل الى 38 % في سن 12 عاما (1).
قرن الشباب
لقد اطلق البعض على هذا القرن ، نتيجة هذه الطفرة ي سن البلوغ ، تسمية قرن الشباب ، فإن تصل 38 % من الفتيات البلوغ الجنسي في سن 12 عاما ، يعني إن اعدادا هائلة من الفتيات في العالم تروادهن أحلام وتمنيات الشباب . كما أنه غير قليلات أولئك اللاتي يصلن البلوغ الجنسي في السنوات الأدنى كسن 7 أو 8 أعوام وحتى أبكر من ذلك .
ففي المدن الكبيرة يتقدم سن البلوغ من 1 ـ 3 أعوام عن موعده المعتاد ، وبعبارة أخرى يمكن القول أنه تحصل طفرة جنسية في هذا المجال ، ويعود السبب في ذلك الى جودةالتغذية ، وكثرة المؤسسات الإجتماعية ، وطبيعة حياة المدن الكبيرة التي تتسم بالإختلاط وبالعلاقات الإجتماعية الواسعة.
وفي دراسة أخرى ، تبين أن سن البلوغ في النرويج تنازل خلال الفترة الفاصلة بين 1840 ـ 1950 من سن 17 عاما الى سن 5 /13 عاما ، وفي امريكا من 14 عاما وشهران الى 12 عاما وتسعة أشهر خلال الفترة الفاصلة بين 1905
(1) علم النفس أسبرلينج ، ص 175 .
الى 1955 م . وطيقا لتحقيق أجرته كلية الطب في جامعة الشهيد بهشتي ، تبين إن البلوغ لدى فتيات شرق طهران أبكر من الفتايت البريطانيات بسنة في أقل التقادير .
أسباب البلوغ المبكر
فيما يخص أسباب وبواعث البلوغ المبكر ، فقد طرحت آراء كثيرة ومختلفة في هذا المجال . ومن الصعب تحديد السبب أو الأسباب الكامنة وراء ذلك بشكل دقيق ، حيث إن هناك عوامل عديدة تساهم في تسريع بروز الميول الجنسية . ومن المناسب الإشارة مسبقا الى أن هناك فرق بين البلوغ الجنسي المبكر والميل الجنسي المبكر. فالثاني ينتج عن الخبرات والإيحاءات البيئية والإجتماعية الخاطئة ، في حين يكون الأول نتاج التغيرات النفسية والإفرازات الهرمونية من الغدد الجنسية.
ومن بين الاراء الكثيرة المطروحة حول بواعث البلوغ المبكر ، يمكن الإشارة الى بعض أهم العوامل المعقولة وهي كما يلي :
1 ـ عامل الجنسي : والتي هي قضية مسلمة في هذا الإتجاه ، حيث شاء البارئ تعالى أن يخلق الأنثى بالشكل الذي تبلغ فيه سن النضوج الجنسي بوقت أبكر من الذكر . وعادة تتقدم الأناث على الذكور في البلوغ بسنتين تقريبا.
2 ـ عامل المرض : هناك مجموعة من الأمراض تتسبب في تسريع البلوغ ، فمثلا طبقا لأحد البحوث فإن العمى يسرع بروز علائم البلوغ . ويمكن الإشارة في هذا المجال أيضا الى الإختلال في القسم القشري للغدد فوق الكيلوية ، والإختلال في الجهاز التناسلي ، والإختلال في عمل الغدد التناسبية ...
3 ـ عامل البيئة : أعني البيئة الإجتماعية والثقافية فمثلا الشخص القروي
أسرع في البلوغ من إبن المدينة . ومن المسائل المؤثرة فيهذا المجال : طبيعة العلاقات الإجتماعية والإثارات المباشرة وغير المباشرة ، والتعرف على القضايا الجنسية قبل أوانها ، ومتابعة برامج وسائل الإتصال الجمعي ، ومطالعة الكتب والمجلات التي تحتوي على صور وإيحاءات جنسية مهيجة.
4 ـ عامل الأقتصاد : وخصوصا عامل جودة نوعية التغذية الذي يعد من الأسباب الموجبة للبلوغ المبكر . ومن المسائل الخرى المؤثرة في هذا الإتجاه يمكن الإشارة الى تناول المواد التي تحتوي على كميات كبيرة من البروتينات ، وبعض الأكلات التي تحتوي على نسبة عالية من الدسومة والحلاء أو الحموضة . وبشكل عام فإن الفتيات المرفهات الغنيات أسرع في البلوغ من الفتيات المعدمات الفقيرات .
5 ـ عامل الجغرافيا : إن للموقع الجغرافي ولطبيعة المناخ دور جد مؤثر في سرعة أو بطء البلوغ فالفتيات اللاتي يعشن في المناطق الحارة ينضجن من الناحية الجنسية مبكرا . وكذلك هو الحال في المناطق ذات المناخ المعتدل أيضا . ولابد من الإشارة هنا الى أن بعض العلماء يخالفون هذا الرأي ولا يعتبرون حرارة الجو عاملا مؤثرا في هذا المجال ، ويذهبون الى القول بأن مبعث مثل هذا التصور يعود الى ضعف المقاومة أمام الطاقة الجنسية في الأجواء الحارة.
العوامل الأخرى
لقد أشار العلماء الى مسائل أخرى أيضا في هذا المجال بوصفها عوامل مساعدة في إثارة الغريزة الجنسية ، لم نر بدا من أخذها بنظر الإعتبار . ومن أهمها يمكن الإشارة الى ما يلي :
ــ العوامل النفسية الناتجة عن قراءة الكتب ومشاهدة الصور واللقطات
الجنسية المثيرة التي تساهم في تسريع البلوغ قبل أوانه الطبيعي (1).
ــ حالات المعانقة وتبادل القبلات والإحتكاكات الجسمية.
ــ العوامل الوراثية بحسب الأوضاع العائلية حيث ذهب بعض العلماء الى إعتبار العامل الجيني مؤثرا في هذا المجال (2).
ــ تأثير عامل العرق في هذا المجال . فمثلا أبناء العرق الأحمر (الهنود الحمر) في أمريكا ينضجون من الناحية الجنسية أبكر من ابناء العرق الأبيض (3).
مضاعفات البلوغ المبكر
للعلماء آراء عديدة حول البلوغ المبكر ، وبعضها يتقاطع مع البعض الآخر الى حد التناقض . وأكثر العلماء ينظرون الى هذه المسالة بإعتبارها حالة سلبية وغير طبيعية ، فيما يعتبرها آخرون ، وهم قليلون ، حالة إيجابية وليس فيها ما هو غير طبيعي . ويمكن تقسيممضاعفات هذه الحالة على النحو الآتي :
ــ المضاعفات البيولوجية : مثل توقف نمو العظام الذي ينتج عنه قصر القامة ، وإضطراب معامل الأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية ، وزيادة الوزن .
ــ المضاعفات العقلية : مثل السفاهة ، وتأخر نمو القدرات العقلية بحسب علماء النفس.
ــ المضاعفات الأخلاقية : التي تظهر على شكل الخضوع للجنوح والإنحراف سواء بفعل طلب الآخرين أو السعي الذاتي بهذا الإتجاه.
(1) البلوغ ، موريس دبس ، ص 30 .
(2) البلوغ ، ص 37 .
(3) البلوغ ، ص 30 .
ــ المضاعفات السلوكية : التي تبرز على شكل الفوضى في التصرفات والحركات ، وفي العلاقات مع الغير ، وفي حالات الفضول المرضي.
ــ المضاعفات النفسية : التي تتجلى عند بعض الفتيات على شكل الإنطواء على النفس والإبتعاد عن قريناتهن في السن ، لشعورها أنها الوحيدة الناضجة جنسيا من بينهن ، وإستصعابها ملاءمة نفسها مع أجوائهن ، والتفكير بضرورة تركهن ومعاشرة الفئات الأكبر سنا.
لعل من أخطر أنواع مضاعفات البلوغ المبكر هو ما يتصل بالجانب الأخلاقي والسلوكي الذي قد تحمل نتائجه متاعب كثيرة للفتاة ولأسرتها في آن واحد .
فالفتاة في حالة البلوغ المبكر تنفصل عن مرحلة الطفولة بشكل مفاجئ الأمر الذي يترك في نفسها آثارا سلبية ومضرة ، اللهم الا إذا بادر أولياء الأمور والمربين الى تطويق مثل هذه الآثار من خلال الرعاية والإرشاد اللازمين .
يمكن ضبط ومعالجة البلوغ المبكر بطريقين ، الأول بواسطة الحقن والعقاقير الطبية ، والثاني من خلال العلاج النفسي والسعي الى إبعاد الفتاة عن الإثارات الجنسية بأشغالها في الفعاليات الفكرية والنشاطات الرياضية المختلفة.
هناك الكثير من المشاكل والصعوبات يتعرض لها الأشخاص ، في مراحل النمو العضوي والنفسي ، وتسبب متاعب كبيرة لأولياء الأمور والمربين ،وأحد هذه المشاكل مسالة البلوغ المبكر . وبعبارة أوضح ، يحصل في بعض الحالات أن يتقدم البلوغ الجنسي لدى أبنائنا عن موعده المعتاد مما ينتج عنه إنفعالات عصبية وفقدان التوازن النفسي ، وضعف الإرادة ، والإدبار عن الدراسة ، وحتى الجنوح والإنحراف أحيانا .
إن البلوغ المبكر هو عبارة عن شروع الغدد الجنسية بإفراز الهرمونات الخاصة في الجسم وبلوغ الطفل جنسيا قبل أن يكون قد طوى المراحل الطبيعية للنمو وإستعد لذلك . وهذه الحالة غير قليلة في عصرنا الحاضر وذات أسباب مرضية في غالب الأحوال.
السن الطبيعي للبلوغ
فمع الأخذ بنظر الإعتبار حقيقة إنسرعة البلوغ قد تقدم منذ مطالع القرن الحالي والى الان بمقدار 1 ـ 3 أعوام ومع حساب تقدمه من 4 ـ 5 اشهر أيضا خلال الخمسة والعشرين عاما الأخيرة ، فإن البلوغ الطبيعي بالنسبة للفتيات يفترض أن يكون في حدود سن الرابعة عشر ، وللفتيان في حدود سن السادسة عشر . فطبقا لأحد البحوث التحقيقية في هذا المجال ، فإن متوسط سن البلوغ الجنسي لدى الذكور والإناث في عام 1950 ،كان حوالي 3 /14 ، وفي عام 1962 كان في حدود 1 /12 . وكذلك فقد تنازل سن الحيض ، في السنوات
الفاصلة بين عام 1850 الى 1950 ، من ستة عشر عاما الى ثلاثة عشر عاما .
ورغم أنه من الصعب جدا تشخيص عمر دقيق للبلوغ ، لكننا نشير الى أن الفتيات ، الى ما قبل حوالي 25 عاما مضت ، كان ينزل عليهن دم الحيض لأول مرة في سن 13 عاما . في حين تختلف هذه الحالة في الوقت الحاضر ، حيث يتراوح سن البلوغ لدى معظم الفتيات بين 9 ـ 18 عاما ، تصل نسبة اللاتي يدخلن مرحلة البلوغ في سن 9 أعوام 1 % من مجموعة قريناتهن في السن ، وتزداد هذه النسبة الى 10 % في سن 11 عاما ، فيما تصل الى 38 % في سن 12 عاما (1).
قرن الشباب
لقد اطلق البعض على هذا القرن ، نتيجة هذه الطفرة ي سن البلوغ ، تسمية قرن الشباب ، فإن تصل 38 % من الفتيات البلوغ الجنسي في سن 12 عاما ، يعني إن اعدادا هائلة من الفتيات في العالم تروادهن أحلام وتمنيات الشباب . كما أنه غير قليلات أولئك اللاتي يصلن البلوغ الجنسي في السنوات الأدنى كسن 7 أو 8 أعوام وحتى أبكر من ذلك .
ففي المدن الكبيرة يتقدم سن البلوغ من 1 ـ 3 أعوام عن موعده المعتاد ، وبعبارة أخرى يمكن القول أنه تحصل طفرة جنسية في هذا المجال ، ويعود السبب في ذلك الى جودةالتغذية ، وكثرة المؤسسات الإجتماعية ، وطبيعة حياة المدن الكبيرة التي تتسم بالإختلاط وبالعلاقات الإجتماعية الواسعة.
وفي دراسة أخرى ، تبين أن سن البلوغ في النرويج تنازل خلال الفترة الفاصلة بين 1840 ـ 1950 من سن 17 عاما الى سن 5 /13 عاما ، وفي امريكا من 14 عاما وشهران الى 12 عاما وتسعة أشهر خلال الفترة الفاصلة بين 1905
(1) علم النفس أسبرلينج ، ص 175 .
الى 1955 م . وطيقا لتحقيق أجرته كلية الطب في جامعة الشهيد بهشتي ، تبين إن البلوغ لدى فتيات شرق طهران أبكر من الفتايت البريطانيات بسنة في أقل التقادير .
أسباب البلوغ المبكر
فيما يخص أسباب وبواعث البلوغ المبكر ، فقد طرحت آراء كثيرة ومختلفة في هذا المجال . ومن الصعب تحديد السبب أو الأسباب الكامنة وراء ذلك بشكل دقيق ، حيث إن هناك عوامل عديدة تساهم في تسريع بروز الميول الجنسية . ومن المناسب الإشارة مسبقا الى أن هناك فرق بين البلوغ الجنسي المبكر والميل الجنسي المبكر. فالثاني ينتج عن الخبرات والإيحاءات البيئية والإجتماعية الخاطئة ، في حين يكون الأول نتاج التغيرات النفسية والإفرازات الهرمونية من الغدد الجنسية.
ومن بين الاراء الكثيرة المطروحة حول بواعث البلوغ المبكر ، يمكن الإشارة الى بعض أهم العوامل المعقولة وهي كما يلي :
1 ـ عامل الجنسي : والتي هي قضية مسلمة في هذا الإتجاه ، حيث شاء البارئ تعالى أن يخلق الأنثى بالشكل الذي تبلغ فيه سن النضوج الجنسي بوقت أبكر من الذكر . وعادة تتقدم الأناث على الذكور في البلوغ بسنتين تقريبا.
2 ـ عامل المرض : هناك مجموعة من الأمراض تتسبب في تسريع البلوغ ، فمثلا طبقا لأحد البحوث فإن العمى يسرع بروز علائم البلوغ . ويمكن الإشارة في هذا المجال أيضا الى الإختلال في القسم القشري للغدد فوق الكيلوية ، والإختلال في الجهاز التناسلي ، والإختلال في عمل الغدد التناسبية ...
3 ـ عامل البيئة : أعني البيئة الإجتماعية والثقافية فمثلا الشخص القروي
أسرع في البلوغ من إبن المدينة . ومن المسائل المؤثرة فيهذا المجال : طبيعة العلاقات الإجتماعية والإثارات المباشرة وغير المباشرة ، والتعرف على القضايا الجنسية قبل أوانها ، ومتابعة برامج وسائل الإتصال الجمعي ، ومطالعة الكتب والمجلات التي تحتوي على صور وإيحاءات جنسية مهيجة.
4 ـ عامل الأقتصاد : وخصوصا عامل جودة نوعية التغذية الذي يعد من الأسباب الموجبة للبلوغ المبكر . ومن المسائل الخرى المؤثرة في هذا الإتجاه يمكن الإشارة الى تناول المواد التي تحتوي على كميات كبيرة من البروتينات ، وبعض الأكلات التي تحتوي على نسبة عالية من الدسومة والحلاء أو الحموضة . وبشكل عام فإن الفتيات المرفهات الغنيات أسرع في البلوغ من الفتيات المعدمات الفقيرات .
5 ـ عامل الجغرافيا : إن للموقع الجغرافي ولطبيعة المناخ دور جد مؤثر في سرعة أو بطء البلوغ فالفتيات اللاتي يعشن في المناطق الحارة ينضجن من الناحية الجنسية مبكرا . وكذلك هو الحال في المناطق ذات المناخ المعتدل أيضا . ولابد من الإشارة هنا الى أن بعض العلماء يخالفون هذا الرأي ولا يعتبرون حرارة الجو عاملا مؤثرا في هذا المجال ، ويذهبون الى القول بأن مبعث مثل هذا التصور يعود الى ضعف المقاومة أمام الطاقة الجنسية في الأجواء الحارة.
العوامل الأخرى
لقد أشار العلماء الى مسائل أخرى أيضا في هذا المجال بوصفها عوامل مساعدة في إثارة الغريزة الجنسية ، لم نر بدا من أخذها بنظر الإعتبار . ومن أهمها يمكن الإشارة الى ما يلي :
ــ العوامل النفسية الناتجة عن قراءة الكتب ومشاهدة الصور واللقطات
الجنسية المثيرة التي تساهم في تسريع البلوغ قبل أوانه الطبيعي (1).
ــ حالات المعانقة وتبادل القبلات والإحتكاكات الجسمية.
ــ العوامل الوراثية بحسب الأوضاع العائلية حيث ذهب بعض العلماء الى إعتبار العامل الجيني مؤثرا في هذا المجال (2).
ــ تأثير عامل العرق في هذا المجال . فمثلا أبناء العرق الأحمر (الهنود الحمر) في أمريكا ينضجون من الناحية الجنسية أبكر من ابناء العرق الأبيض (3).
مضاعفات البلوغ المبكر
للعلماء آراء عديدة حول البلوغ المبكر ، وبعضها يتقاطع مع البعض الآخر الى حد التناقض . وأكثر العلماء ينظرون الى هذه المسالة بإعتبارها حالة سلبية وغير طبيعية ، فيما يعتبرها آخرون ، وهم قليلون ، حالة إيجابية وليس فيها ما هو غير طبيعي . ويمكن تقسيممضاعفات هذه الحالة على النحو الآتي :
ــ المضاعفات البيولوجية : مثل توقف نمو العظام الذي ينتج عنه قصر القامة ، وإضطراب معامل الأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية ، وزيادة الوزن .
ــ المضاعفات العقلية : مثل السفاهة ، وتأخر نمو القدرات العقلية بحسب علماء النفس.
ــ المضاعفات الأخلاقية : التي تظهر على شكل الخضوع للجنوح والإنحراف سواء بفعل طلب الآخرين أو السعي الذاتي بهذا الإتجاه.
(1) البلوغ ، موريس دبس ، ص 30 .
(2) البلوغ ، ص 37 .
(3) البلوغ ، ص 30 .
ــ المضاعفات السلوكية : التي تبرز على شكل الفوضى في التصرفات والحركات ، وفي العلاقات مع الغير ، وفي حالات الفضول المرضي.
ــ المضاعفات النفسية : التي تتجلى عند بعض الفتيات على شكل الإنطواء على النفس والإبتعاد عن قريناتهن في السن ، لشعورها أنها الوحيدة الناضجة جنسيا من بينهن ، وإستصعابها ملاءمة نفسها مع أجوائهن ، والتفكير بضرورة تركهن ومعاشرة الفئات الأكبر سنا.
لعل من أخطر أنواع مضاعفات البلوغ المبكر هو ما يتصل بالجانب الأخلاقي والسلوكي الذي قد تحمل نتائجه متاعب كثيرة للفتاة ولأسرتها في آن واحد .
فالفتاة في حالة البلوغ المبكر تنفصل عن مرحلة الطفولة بشكل مفاجئ الأمر الذي يترك في نفسها آثارا سلبية ومضرة ، اللهم الا إذا بادر أولياء الأمور والمربين الى تطويق مثل هذه الآثار من خلال الرعاية والإرشاد اللازمين .
يمكن ضبط ومعالجة البلوغ المبكر بطريقين ، الأول بواسطة الحقن والعقاقير الطبية ، والثاني من خلال العلاج النفسي والسعي الى إبعاد الفتاة عن الإثارات الجنسية بأشغالها في الفعاليات الفكرية والنشاطات الرياضية المختلفة.