التقطت صور جوية في السعودية العديد اعتقدها بأنها عبارة عن ثلوج أو حبيبات برد نتجت من الأجواء الشتوية التي طغت على المملكة في الآونة الأخيرة، ولكنها في الحقيقة ليست كذلك.
وفي الحقيقة، تُظهر هذه الأعمال الفوتوغرافية سبخات ملحية شمال المملكة، وصادفها المصور السعودي ومؤسس نادي بيشة الفوتوغرافي، سياف محمد دشن الشهراني، خلال رحلة قام بها لشمال المملكة، في محافظة العلا بالتحديد، وفقاً لما قاله في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
وأثناء عبوره طريقاً يبعد عن محافظة الطائف حوالي 200 كيلومتر، قال الشهراني: "شاهدت هذه السبخات، وأنا أتتبع طريقي بواسطة برنامج خرائط غوغل".
ولم تكن هذه الزيارة مخطط لها، بل كانت "محض الصدفة"، ولذلك، كانت الخريطة بمثابة مرشد له في تلك الرحلة إلى محافظة العلا، بحسب تعبيره.
وعند الوصول إلى تلك المنطقة، سيرى المرء أرضاً منبسطة على مد البصر، وفيها، يمكن رؤية "بعض اللمعان، أو الإنعكاس لضوء الشمس يميل إلى اللون الأبيض المُصفَر"، وفقاً لما وصفه.
ومن المؤكد أن هذه المشاهد الساحرة الأشبه بملاءات بيضاء ستذكرك بالمشاهد الثلجية التي احتضنتها السعودية مؤخراً، إذ ذكر الموقع الرسمي لوكالة الأنباء السعودية "واس" في فبراير/شباط على سبيل المثال عن قدوم "الزائر الأبيض" لمناطق مثل الأجزاء الشمالية من منطقة نيوم نتيجة موجة قطبية.
وقال المصور: "في بداية نشري للصور، ومشاهدة الأهل والأصدقاء لها، توقعوا أنه البَرَد الذي يتساقط مع الأمطار".
وفي النهاية، أوضح الشهراني أنها في الحقيقة عبارة عن صور تُظهر السبخات الملحية.
ورغم أن رحلة الوصول إلى السبخات لم تكن صعبة، لوجود طريق مُعبد يقطع عبرها، إلا أنه يُتوقع أن التوجه إليها في فترة هطول الأمطار سيكون مخاطرة، لأنها ستتحول الى "وحل يصعب الخروج منه بالمركبة"، بحسب ما ذكره.
وتتنوع تضاريس المملكة نظراً لاتساع مساحتها، وتنتشر السبخات الملحية على سواحل البحر الأحمر، والخليج، وتتواجد السبخات الداخلية في المنطقة الشمالية، والقصيم، والربع الخالي وغيرها من المناطق، وفقاً للوكالة.
وعادةً ما يستخدم المصور طائرته أثناء تصويره للطبيعة، ولتوثيق رحلاته.
وعند النظر إلى أعمال الشهراني، سيشعر المرء أنه ينظر إلى لوحة فنية تجريدية، فهو يحرص على التقاط الطبيعة بشكل فريد من نوعه.
