الشيخ عباس محمد
Banned
- إنضم
- 8 نوفمبر 2015
- المشاركات
- 222
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 18
التحولات الإجتماعية
يميل الشخاص في سني ما قبل البلوغ الى الحياة الإجتماعية والى التالف والإنسجام مع الآخرين وقضاء الأوقات بجانبهم . ويزداد الميل الى حياة الجماعة عند أعضاء هذه الفئة في سني 10 ـ 13 عاما ، ويسعون للإنفتاح على قرناء السن والإرتباط بمن يجدون أن هناك مشتركات بينه وبينهم في الذوق والسلوك وطريقة التفكير.
كما ويسعى هؤلاء في هذه الأثناء الى التعرف على كيفية الإرتباط بالآخرين ، وعلى أصول الضيافة . وعلى أساليب كسب الأصدقاء وطرائق تعزيز العلاقة بهم والإحتفاظ بها وما الى ذلك.
لكنه في الوقت ذاته ، لابد من معرفة أن سن 9 ـ 13 عاما تعد واحدة من أصعب مراحل الحياة ، حيث يتميز سلوك الأحداث فيها بالمشاكسة والتمرد والعصيان وعدم الإكتراث يتوجيهات الكبار.
الميل الى الإستقلال
يستجد لدى الأحداث ، مع مطالع سن المراهقة ، ميل الى الحرية والإستقلال بشؤونهم فيسعون لأن يتصرفوا في حياتهم وفق ما يتعقلونه ويرونه صالحا دون وصاية وإشراف الآخرين ، وهي بادرة صحية من الناحية المبدئية ومن شأنها أن تنمي قابليات الخش وتنضجها إذا ما رافقتها عملية توجيه وإرشاد غير مباشر من قبل أولياء الأمور والمربين.
ويشتد الميل نحو تحمل المسؤوليات لدى الفتيات بشكل خاص خلال
هذه المرحلة حيث يسعين فضلا عن أداء الواجبات الخاصة بهن ، الى القيام بأعمال ونشاطات أخرى في البيت أيضا ، وحتى لقد يبلغ الحماس ببعض الفتيات في هذا المجال درجة يصررن فيها على تجاوز الأم والقيام ببعض الأعمال رغم إرادتها . وبالطبع فإنه يمكن ترشيد هذه الحالة وتنميتها بشكل إيجابي من خلال إيكال بعض الأعمال اليهن بما يناسب سنهن وتشجيعهن على أدائها.
الميل الى النشاط
إبتداء من السني الأولى للمراهقة وحتى قبل ذلك بقليل ، يتولد لدى الفتاة دافعا نفسيا نحو النشاط والمسؤولية ، وكأنه يثقل عليها أن تأكل وتشرب وتبقى عاطلة تتفرج ، مثلا ، على الأم والأخوات الكبر سنا وهن يتحملن لوحدهن مسؤولية إنجاز الأعمال في البيت دون أن تشاركهن هي بشء من هذه الأعمال والمسؤوليات.
إن الفتاة في هذه السن تنمو من الناحية الذهنية وتميل الى النظر للأشياء بواقعية أكثر ، وعلى الوالدين أن يأخذوا هذه القضية بنظر الإعتبار في تعاملهم معها . ونضيف أيضا هذه المئالة التي يؤكد عليها علماء التربية وهي ام الميول والرغبات لدى الفتاة ، في هذه السن ، متنوعة ومتغيرة ، لكنها تستقر على حال ولون معينين بمرور الزمن بشكل تدريجي.
تقييم الأسرة
تكتسب الفتيات عند دخولهن سن المراهقة نوعا من الحساسية تجاه ظروفهن الحياتية في داخل الأسرة ، ولأنهن يعتبرن السرة الوسط الذي ينمين فيه كياناتهن ويبرزن فيه شخصياتهن ، لذا فإنهن يبادرن أولا الى تقييم ظروف الحياة داخل الأسرة.
وبسبب من التطورات والتبدلات النفسية والعضوية التي يمررن بها خلال هذه المرحلة من العمر ، والتي تؤدي بطبيعتها الى تغييرات نفسية وعاطفية عميقة لديهن ، لذا فإن تقييماتهن تكون سلبية في غالب الأحيان حول ظروف حياة الأسرة ، خصوصا فيما يتعلق منها بطبيعة سلوك وحياة الأم ، ويسعين الى أن تكون حياتهن مختلفة عن حياة الأم.
وقد تتطور هذه النظرة السلبية لدى بعض الفتيات تجاه أمهاتهن الى حد يصل في بعض الحالات درجة الكراهية وتدهور علاقاتهن بهن بشكل خطير . إن كل شيء في حياة الوالدين يصبح في نظر مثل هذه الفتيات داعيا الى الرفض والإستهجان ، خصوصا الأم ، سلوكهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بالآخرين، ونوع وطريقة تفكيرهم وآرائهم تجاه مختلف القضايا.
إن أغلب الفتيات في مثل هذه السن لا يجدن الظروف مؤاتية للتعبير عن آرائهن بشأن الأجواء السائدة في البيت أو تجاه الوالدين فيحتفظن بها لأنفسهن ، وذلك أما حياءً أو خوفا من المحاسبة والعقاب ، لكننا لا نعدم في الوقت ذاته وجود حالات تقف فيها الفتيات بوجوه أمهاتهن بتصور أنهن ضعيفات ولا حول لهن ولا قوة.
التمرد والعصيان
في أوائل سن المراهقة تكون الفتاة مطيعة ومسلّمة قيادها للوالدين الى حد ما وتحاول الظهور بمظهر الهادئة والمنسجمة مع الأوضاع بحيائها وخجلها المعهود ، لكن هذه الحالة تتغير لديها ويحل محلها نوع من العصيان والتمرد على الأوامر والتوجيهات في المقاطع البعدية من المراهقة حيث الإقتراب من البلوغ والنضوج الجنسي.
كما أن حالة التمرد والعصيان تكتسب في بداية الأمر منحنى شفهيا ، فتحاول الفتاة التعبير عن تمردها ورفضها للقضايا التي لا تنسجم مع رغباتها وميولها من خلال الكلام وإبداء الإنزعاج فقط، لكنها تتحول فيما بعد الى مواقف عملية تبرز من خلال الأفعال والتصرفات.
وأحيانا يكون التمرد والعصيان نوع من المقاومة الطفولية ، بمعنى إن الفتاة تعبر بذلك عن رغبتها في أن تبقى طفلة تتمتع بمزايا الطفولة ، والماقع أنها تكون في هذه الحالة حائرة بين عالمين ، عالم الطفولة الذي إبتعدت عنه قليلا من جهة ، وعالم الكبار الذي وضعت أقدامها الأولى فيه من جهة أخرى.
الصداقات
فمع البدايات الأولى لسن المراهقة ، تتجه الفتيات الى الإهتمام بحياة الجماعة وبناء علاقات الصداقة فيما بينهن ، ويبلغ ميل وإندفاع أعضاء هذه الفئة بهذا الإتجاه حدا دفع البعض الى وصف هذه الفترة بفترة اللهو والصداقات. وبالطبع فإن هذه العلاقات هي علاقات مؤقتة وغير دائمية . فالعلاقات التي تتحول الى صداقات دائمية تأتي في مراحل لاحقة وتتعزز بمرور الزمن.
إن التعرف على قرينات السن والإنفتاح عليهن يكتسب أهمية متزايدة للفتيات في مثل هذه السن ، ويكمل شخصياتهن في بعض الموارد ، لأن الصفة الإيجابية في إحداهن تنتقل من خلال العلاقة الى الأخريات ايضا .كما ومن شأن مثل هذه العلاقات أن تخفف من حدة كثير من التوترات والإحتقانات النفسية لدى أعضاء هذه الفئة ، لأن البوح بما يجيش في النفس من إهتمامات للصديقات يعد بذاته عاملا من عوامل تسكين النفس.
على أية حال ، فإن الفتيات في هذه السن ، يعطين أهمية متزايدة لأمر
الصداقة والإرتابط بزميلاتهن ، كما وقد يبادرن الى أقامة علاقات صداقة حتى مع الذكور ، غير أن هذه الحالة نادرا ما تشوبها دوافع جنسية ، وإن كانت سرعان ما ستأخذ صبغة جنسية في حال إستمرارها.
إن الإرتباط بعلاقات الصداقة بالنسبة للفتيات هو وسيلة ينقلن عن طريقها ما يجيش في صدورهن من مشاعر وأحاسيس الى الأخريات من جهة ، وليستفدن من وجهات نظرهن ومن تجاربهن في الوقت ذاته أيضا في حياتهن من جهة أخرى.
الأنس والنفور
تمر صداقات مرحلة المراهقة بفترات مد وجزر ، وهي في الغالب علاقات غير ثابتة ومتبدلة ، كما وهي بحاجة من طرف واحد ، أي أن الطرف المبادر اليها لا يأخذ مصلحة الطرف الآخر فيها بنظر الإعتبار . وبعبارة أوضح إن الإنفصال عن مرحلة ما قبل البلوغ يولد نوع من القلق والإضطراب لا يمكنه تسكينه الا بالإتصال بقرناء السن وهي حالة تزول بزوال دواعي القلق بعد إجتياز هذه السن .
ومن صور الميل الى الصداقات والزمالات في هذه السن ، يمكن الإشارة الى سعي الفتيات لتشكيل الفرق والمجاميع والإتحادات وما الى ذلك من الفعاليات الجماعية ، لكنه ليس معلوما دائما ماإذا كانت مثل هذه النشاطات سليمة ، حيث قد تجر في بعض الحالات الى الوقوع في الإنحراف والرذيلة.
تتولد لدى بعض الفتيات في هذه السنين بعض الميول والرغبات التي تأخذ طابعا ساديا فتنعكس على سلوكهن وتصرفاتهن مع الأخريات ، ومن تمظهرات الإدبار عن علاقات الصداقة والتالف مع الزميلات وحتى إضمار الكراهية نحوهن ومحاولة الحاق الأذى بهن غير أن هذه الحالة تتجه في الغالب نحو التحسن
لوخدها فيما بعد ، وتعود أوضاعهن بالتدريج الى حالتها الطبيعية في نهاية المطاف.
الالفة والإنسجام
لكن أغلب الفتيات يملن الى التالف والإنسجام مع صديقاتهن ويحرصن على الإحتفاظ بعلاقاتهن فيما بينهن بشتى الوسائل ، كما وتسعى بعض الفتيات ، في سبيل الإحتفاظ بمثل هذه العلاقات وتعزيزها الى تقليد شخصيات بعضهن ومحاكاتها في نوع الملبس وطريقة الكلام وفي الحركة والتصرف وما الى ذلك من المكونات الشخصية.
إن الميل الى محاكات الصديقات والزميلات ومحاولة تقليد شخصياتهن في التصرف والسلوك تتوقف إيجابيته وفائدته أو سلبيته ومضاره على نوع العلاقات التي تربط الفتاة بالأخريات وعلى الخلفيات التربوية لللأخيرات ، وهنا يأتي دور أولياء الأمور ، وخصوصا الأمهات ، في ترشيد وتوجيه هذا الميل بالإتجاه الذي يخدم مصلحة الفتاة وينضج شخصيتها.
يميل الشخاص في سني ما قبل البلوغ الى الحياة الإجتماعية والى التالف والإنسجام مع الآخرين وقضاء الأوقات بجانبهم . ويزداد الميل الى حياة الجماعة عند أعضاء هذه الفئة في سني 10 ـ 13 عاما ، ويسعون للإنفتاح على قرناء السن والإرتباط بمن يجدون أن هناك مشتركات بينه وبينهم في الذوق والسلوك وطريقة التفكير.
كما ويسعى هؤلاء في هذه الأثناء الى التعرف على كيفية الإرتباط بالآخرين ، وعلى أصول الضيافة . وعلى أساليب كسب الأصدقاء وطرائق تعزيز العلاقة بهم والإحتفاظ بها وما الى ذلك.
لكنه في الوقت ذاته ، لابد من معرفة أن سن 9 ـ 13 عاما تعد واحدة من أصعب مراحل الحياة ، حيث يتميز سلوك الأحداث فيها بالمشاكسة والتمرد والعصيان وعدم الإكتراث يتوجيهات الكبار.
الميل الى الإستقلال
يستجد لدى الأحداث ، مع مطالع سن المراهقة ، ميل الى الحرية والإستقلال بشؤونهم فيسعون لأن يتصرفوا في حياتهم وفق ما يتعقلونه ويرونه صالحا دون وصاية وإشراف الآخرين ، وهي بادرة صحية من الناحية المبدئية ومن شأنها أن تنمي قابليات الخش وتنضجها إذا ما رافقتها عملية توجيه وإرشاد غير مباشر من قبل أولياء الأمور والمربين.
ويشتد الميل نحو تحمل المسؤوليات لدى الفتيات بشكل خاص خلال
هذه المرحلة حيث يسعين فضلا عن أداء الواجبات الخاصة بهن ، الى القيام بأعمال ونشاطات أخرى في البيت أيضا ، وحتى لقد يبلغ الحماس ببعض الفتيات في هذا المجال درجة يصررن فيها على تجاوز الأم والقيام ببعض الأعمال رغم إرادتها . وبالطبع فإنه يمكن ترشيد هذه الحالة وتنميتها بشكل إيجابي من خلال إيكال بعض الأعمال اليهن بما يناسب سنهن وتشجيعهن على أدائها.
الميل الى النشاط
إبتداء من السني الأولى للمراهقة وحتى قبل ذلك بقليل ، يتولد لدى الفتاة دافعا نفسيا نحو النشاط والمسؤولية ، وكأنه يثقل عليها أن تأكل وتشرب وتبقى عاطلة تتفرج ، مثلا ، على الأم والأخوات الكبر سنا وهن يتحملن لوحدهن مسؤولية إنجاز الأعمال في البيت دون أن تشاركهن هي بشء من هذه الأعمال والمسؤوليات.
إن الفتاة في هذه السن تنمو من الناحية الذهنية وتميل الى النظر للأشياء بواقعية أكثر ، وعلى الوالدين أن يأخذوا هذه القضية بنظر الإعتبار في تعاملهم معها . ونضيف أيضا هذه المئالة التي يؤكد عليها علماء التربية وهي ام الميول والرغبات لدى الفتاة ، في هذه السن ، متنوعة ومتغيرة ، لكنها تستقر على حال ولون معينين بمرور الزمن بشكل تدريجي.
تقييم الأسرة
تكتسب الفتيات عند دخولهن سن المراهقة نوعا من الحساسية تجاه ظروفهن الحياتية في داخل الأسرة ، ولأنهن يعتبرن السرة الوسط الذي ينمين فيه كياناتهن ويبرزن فيه شخصياتهن ، لذا فإنهن يبادرن أولا الى تقييم ظروف الحياة داخل الأسرة.
وبسبب من التطورات والتبدلات النفسية والعضوية التي يمررن بها خلال هذه المرحلة من العمر ، والتي تؤدي بطبيعتها الى تغييرات نفسية وعاطفية عميقة لديهن ، لذا فإن تقييماتهن تكون سلبية في غالب الأحيان حول ظروف حياة الأسرة ، خصوصا فيما يتعلق منها بطبيعة سلوك وحياة الأم ، ويسعين الى أن تكون حياتهن مختلفة عن حياة الأم.
وقد تتطور هذه النظرة السلبية لدى بعض الفتيات تجاه أمهاتهن الى حد يصل في بعض الحالات درجة الكراهية وتدهور علاقاتهن بهن بشكل خطير . إن كل شيء في حياة الوالدين يصبح في نظر مثل هذه الفتيات داعيا الى الرفض والإستهجان ، خصوصا الأم ، سلوكهم وتصرفاتهم وعلاقاتهم بالآخرين، ونوع وطريقة تفكيرهم وآرائهم تجاه مختلف القضايا.
إن أغلب الفتيات في مثل هذه السن لا يجدن الظروف مؤاتية للتعبير عن آرائهن بشأن الأجواء السائدة في البيت أو تجاه الوالدين فيحتفظن بها لأنفسهن ، وذلك أما حياءً أو خوفا من المحاسبة والعقاب ، لكننا لا نعدم في الوقت ذاته وجود حالات تقف فيها الفتيات بوجوه أمهاتهن بتصور أنهن ضعيفات ولا حول لهن ولا قوة.
التمرد والعصيان
في أوائل سن المراهقة تكون الفتاة مطيعة ومسلّمة قيادها للوالدين الى حد ما وتحاول الظهور بمظهر الهادئة والمنسجمة مع الأوضاع بحيائها وخجلها المعهود ، لكن هذه الحالة تتغير لديها ويحل محلها نوع من العصيان والتمرد على الأوامر والتوجيهات في المقاطع البعدية من المراهقة حيث الإقتراب من البلوغ والنضوج الجنسي.
كما أن حالة التمرد والعصيان تكتسب في بداية الأمر منحنى شفهيا ، فتحاول الفتاة التعبير عن تمردها ورفضها للقضايا التي لا تنسجم مع رغباتها وميولها من خلال الكلام وإبداء الإنزعاج فقط، لكنها تتحول فيما بعد الى مواقف عملية تبرز من خلال الأفعال والتصرفات.
وأحيانا يكون التمرد والعصيان نوع من المقاومة الطفولية ، بمعنى إن الفتاة تعبر بذلك عن رغبتها في أن تبقى طفلة تتمتع بمزايا الطفولة ، والماقع أنها تكون في هذه الحالة حائرة بين عالمين ، عالم الطفولة الذي إبتعدت عنه قليلا من جهة ، وعالم الكبار الذي وضعت أقدامها الأولى فيه من جهة أخرى.
الصداقات
فمع البدايات الأولى لسن المراهقة ، تتجه الفتيات الى الإهتمام بحياة الجماعة وبناء علاقات الصداقة فيما بينهن ، ويبلغ ميل وإندفاع أعضاء هذه الفئة بهذا الإتجاه حدا دفع البعض الى وصف هذه الفترة بفترة اللهو والصداقات. وبالطبع فإن هذه العلاقات هي علاقات مؤقتة وغير دائمية . فالعلاقات التي تتحول الى صداقات دائمية تأتي في مراحل لاحقة وتتعزز بمرور الزمن.
إن التعرف على قرينات السن والإنفتاح عليهن يكتسب أهمية متزايدة للفتيات في مثل هذه السن ، ويكمل شخصياتهن في بعض الموارد ، لأن الصفة الإيجابية في إحداهن تنتقل من خلال العلاقة الى الأخريات ايضا .كما ومن شأن مثل هذه العلاقات أن تخفف من حدة كثير من التوترات والإحتقانات النفسية لدى أعضاء هذه الفئة ، لأن البوح بما يجيش في النفس من إهتمامات للصديقات يعد بذاته عاملا من عوامل تسكين النفس.
على أية حال ، فإن الفتيات في هذه السن ، يعطين أهمية متزايدة لأمر
الصداقة والإرتابط بزميلاتهن ، كما وقد يبادرن الى أقامة علاقات صداقة حتى مع الذكور ، غير أن هذه الحالة نادرا ما تشوبها دوافع جنسية ، وإن كانت سرعان ما ستأخذ صبغة جنسية في حال إستمرارها.
إن الإرتباط بعلاقات الصداقة بالنسبة للفتيات هو وسيلة ينقلن عن طريقها ما يجيش في صدورهن من مشاعر وأحاسيس الى الأخريات من جهة ، وليستفدن من وجهات نظرهن ومن تجاربهن في الوقت ذاته أيضا في حياتهن من جهة أخرى.
الأنس والنفور
تمر صداقات مرحلة المراهقة بفترات مد وجزر ، وهي في الغالب علاقات غير ثابتة ومتبدلة ، كما وهي بحاجة من طرف واحد ، أي أن الطرف المبادر اليها لا يأخذ مصلحة الطرف الآخر فيها بنظر الإعتبار . وبعبارة أوضح إن الإنفصال عن مرحلة ما قبل البلوغ يولد نوع من القلق والإضطراب لا يمكنه تسكينه الا بالإتصال بقرناء السن وهي حالة تزول بزوال دواعي القلق بعد إجتياز هذه السن .
ومن صور الميل الى الصداقات والزمالات في هذه السن ، يمكن الإشارة الى سعي الفتيات لتشكيل الفرق والمجاميع والإتحادات وما الى ذلك من الفعاليات الجماعية ، لكنه ليس معلوما دائما ماإذا كانت مثل هذه النشاطات سليمة ، حيث قد تجر في بعض الحالات الى الوقوع في الإنحراف والرذيلة.
تتولد لدى بعض الفتيات في هذه السنين بعض الميول والرغبات التي تأخذ طابعا ساديا فتنعكس على سلوكهن وتصرفاتهن مع الأخريات ، ومن تمظهرات الإدبار عن علاقات الصداقة والتالف مع الزميلات وحتى إضمار الكراهية نحوهن ومحاولة الحاق الأذى بهن غير أن هذه الحالة تتجه في الغالب نحو التحسن
لوخدها فيما بعد ، وتعود أوضاعهن بالتدريج الى حالتها الطبيعية في نهاية المطاف.
الالفة والإنسجام
لكن أغلب الفتيات يملن الى التالف والإنسجام مع صديقاتهن ويحرصن على الإحتفاظ بعلاقاتهن فيما بينهن بشتى الوسائل ، كما وتسعى بعض الفتيات ، في سبيل الإحتفاظ بمثل هذه العلاقات وتعزيزها الى تقليد شخصيات بعضهن ومحاكاتها في نوع الملبس وطريقة الكلام وفي الحركة والتصرف وما الى ذلك من المكونات الشخصية.
إن الميل الى محاكات الصديقات والزميلات ومحاولة تقليد شخصياتهن في التصرف والسلوك تتوقف إيجابيته وفائدته أو سلبيته ومضاره على نوع العلاقات التي تربط الفتاة بالأخريات وعلى الخلفيات التربوية لللأخيرات ، وهنا يأتي دور أولياء الأمور ، وخصوصا الأمهات ، في ترشيد وتوجيه هذا الميل بالإتجاه الذي يخدم مصلحة الفتاة وينضج شخصيتها.