عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,740
- مستوى التفاعل
- 2,758
- النقاط
- 113
نبراس الذاكرة
التنانير الطينية من الصناعات الشعبية التي تعود الى عدة عقود في محافظة بابل اذ تزدهر ببعض المناطق الريفية وخاصة في مناطق القاسم والشوملي والطليعة والكفل أذ مازالت الكثير من الاسر العراقية في تلك المناطق تتمسك بتناول رغيف الخبز المصنوع عبر تلك التنانير الطينية رغم ان افران الصمون الاوتوماتيكية تنتشر في مناطقهم وحاراتهم ويرى بعض الباحثين ان اسباب ذلك التمسك يعود الى طبيعة المجتمع الريفي وعاداته وتقاليده التي ترى في رغيف الخبز على مائدة الطعام جزء من كرمها الحاتمي .يقول الحاج مهدي عبد السادة من ناحية الكفل ان وضع الصمون على سفرة الطعام المقدمة للضيف يعد مساساً بكرامة صاحب الدار لانها تؤكد للضيف عدة جوانب منها خلو الدار من ربت البيت المتميزة وهذه ظاهرة معيبة في الريف او ان هناك سيطرة للمرأة في ادارة شؤون البيت وبذلك تمنع نفسها من ممارسة اعمالها ومن ضمنها تحضير الخبز, اضافة الى ان نار التنور دليل على كرمنا وضيافتنا كونها (تهلي وتمرحب بالخطار). اما عن نوعية التنور المستخدم فان تنور الطين له ميزة خاصة لدينا اذ نشعر ان هناك رائحة طيبة يبعثها رغيف الخبز المصنوع بواسطة الحطب .مشيرا ان هناك لايزال يستخدم التنور في المدينة كونه لايشعر بتذوق الطعام من دون الخبز المذكور.
صناعة التنانير
وتعتبر الحاجة ام هيثم التي امضت اكثر من اربعين عاما في صناعة التنانير في قضاء الهاشمية ان التنور نعمة من نعم الله تعالى يحمل من خلال ناره بركة الخالق عز وجل من خلال تحضير رغيف الخبز المادة المهمة جدا على مائدة العائلة العراقية ومن هنا كان هناك رفض في التجاوز على التنور من خلال البسق بداخله او هدمه بشكل جزئي , اضافة الى ابعاده عن زريبة الحيوانات . وقالت امضيت قرابة اربعين عاما في صناعة التنانير حيث ورثت هذه الصناعة من والدتي رحمها الله واتذكر ان اول تنور عملته قدمته هدية لشقيقتي مناسبة زواجها اما أول تنور بعته كان مقابل (حلانة)تمر خستاوي واليوم اصبح سعر التنور عشرة آلاف دينار والتنور الدرجة الاولى المصنوع من الطين الحر يصل سعره الى خمسة عشر الف دينار . واكدت ان هناك تجار بدأوا في طلب كميات من التنانير من اجل بيعها في بعض مراكز المحافظات.
طريقة التحضير
وعن طريقة تحضير المواد الاولية الداخلة في صناعة التنانير قالت :إن صناعة التنور تحتاج الى مادتين رئيستين الاولى الطين والثانية بقايا الاسمدة الحيوانية او ما يسمى شعبيا (الدمن)حيث يتم خلط المادتين من خلال الماء وتأخذ وقتها الكافي بالتجانس عبر القدمين (الدوف) فاذا كان وقت التحضير صباحا يتم استخدام الخلطة في المساء والعكس صحيح ايضا , واوضحت ان
عملية التصنيع تتم من خلال تحضير ارتفاع بقرابة 6 سم ويترك التنور
حتى تنشف المادة الطينية ومن ثم نضع عليها ما يسمى بالطابق الثاني الى ان يتم اكمال التنور الذي يكون بارتفاع 80 سم بقاعدة اعرض من الراس.
دور مهم
ويرى طاهر محمد علي معلم في تربية بابل ان التنور لعب دورا كبيرا في حياة الاسرة العراقية واسهم بشكل مؤثر في رفع همومها في الحصول على لقمة العيش وخاصة في ظل العقوبات الاقتصادية في العقد التسعيني سواء في ارتفاع قنينة الغاز الى اسعار غير معقولة او اختفائها نهائيا . واكد ان المواطن استخدم تنور الطين الذي لا يحتاج سوى الى حطب او مواد قابلة للاحتراق ,لكن لابد من القول ان تحضير الخبز بهذه الطريقة يحتاج الى عناية ونظافة طالما ان التنانير تصنع من الطين المعرض الى التلوث البيئي.هناك بعض ربات البيوت ممن يرفضن تحضير الخبز عبر تنانير الغاز .وقالت (ام بتول) من ناحية الطليعة ان تنور الغاز يثير الرعب في الدار كونه يعرضنا للحريق وكم من امرأة ماتت بسبب هذا التنور .اما تنور الطين فانه سهل وامين ولا يحتاج الى جهود اضافة الى انه اقتصادي لان قليل من الحطب تحضر لك خبزا لمدة يومين فيما نحتاج كل ثلاثة ايام الى قنينة غاز بست آلاف دينار اذا كانت متوفرة.
الحلة - محمد عجيل
التنانير الطينية من الصناعات الشعبية التي تعود الى عدة عقود في محافظة بابل اذ تزدهر ببعض المناطق الريفية وخاصة في مناطق القاسم والشوملي والطليعة والكفل أذ مازالت الكثير من الاسر العراقية في تلك المناطق تتمسك بتناول رغيف الخبز المصنوع عبر تلك التنانير الطينية رغم ان افران الصمون الاوتوماتيكية تنتشر في مناطقهم وحاراتهم ويرى بعض الباحثين ان اسباب ذلك التمسك يعود الى طبيعة المجتمع الريفي وعاداته وتقاليده التي ترى في رغيف الخبز على مائدة الطعام جزء من كرمها الحاتمي .يقول الحاج مهدي عبد السادة من ناحية الكفل ان وضع الصمون على سفرة الطعام المقدمة للضيف يعد مساساً بكرامة صاحب الدار لانها تؤكد للضيف عدة جوانب منها خلو الدار من ربت البيت المتميزة وهذه ظاهرة معيبة في الريف او ان هناك سيطرة للمرأة في ادارة شؤون البيت وبذلك تمنع نفسها من ممارسة اعمالها ومن ضمنها تحضير الخبز, اضافة الى ان نار التنور دليل على كرمنا وضيافتنا كونها (تهلي وتمرحب بالخطار). اما عن نوعية التنور المستخدم فان تنور الطين له ميزة خاصة لدينا اذ نشعر ان هناك رائحة طيبة يبعثها رغيف الخبز المصنوع بواسطة الحطب .مشيرا ان هناك لايزال يستخدم التنور في المدينة كونه لايشعر بتذوق الطعام من دون الخبز المذكور.
صناعة التنانير
وتعتبر الحاجة ام هيثم التي امضت اكثر من اربعين عاما في صناعة التنانير في قضاء الهاشمية ان التنور نعمة من نعم الله تعالى يحمل من خلال ناره بركة الخالق عز وجل من خلال تحضير رغيف الخبز المادة المهمة جدا على مائدة العائلة العراقية ومن هنا كان هناك رفض في التجاوز على التنور من خلال البسق بداخله او هدمه بشكل جزئي , اضافة الى ابعاده عن زريبة الحيوانات . وقالت امضيت قرابة اربعين عاما في صناعة التنانير حيث ورثت هذه الصناعة من والدتي رحمها الله واتذكر ان اول تنور عملته قدمته هدية لشقيقتي مناسبة زواجها اما أول تنور بعته كان مقابل (حلانة)تمر خستاوي واليوم اصبح سعر التنور عشرة آلاف دينار والتنور الدرجة الاولى المصنوع من الطين الحر يصل سعره الى خمسة عشر الف دينار . واكدت ان هناك تجار بدأوا في طلب كميات من التنانير من اجل بيعها في بعض مراكز المحافظات.
طريقة التحضير
وعن طريقة تحضير المواد الاولية الداخلة في صناعة التنانير قالت :إن صناعة التنور تحتاج الى مادتين رئيستين الاولى الطين والثانية بقايا الاسمدة الحيوانية او ما يسمى شعبيا (الدمن)حيث يتم خلط المادتين من خلال الماء وتأخذ وقتها الكافي بالتجانس عبر القدمين (الدوف) فاذا كان وقت التحضير صباحا يتم استخدام الخلطة في المساء والعكس صحيح ايضا , واوضحت ان
عملية التصنيع تتم من خلال تحضير ارتفاع بقرابة 6 سم ويترك التنور
حتى تنشف المادة الطينية ومن ثم نضع عليها ما يسمى بالطابق الثاني الى ان يتم اكمال التنور الذي يكون بارتفاع 80 سم بقاعدة اعرض من الراس.
دور مهم
ويرى طاهر محمد علي معلم في تربية بابل ان التنور لعب دورا كبيرا في حياة الاسرة العراقية واسهم بشكل مؤثر في رفع همومها في الحصول على لقمة العيش وخاصة في ظل العقوبات الاقتصادية في العقد التسعيني سواء في ارتفاع قنينة الغاز الى اسعار غير معقولة او اختفائها نهائيا . واكد ان المواطن استخدم تنور الطين الذي لا يحتاج سوى الى حطب او مواد قابلة للاحتراق ,لكن لابد من القول ان تحضير الخبز بهذه الطريقة يحتاج الى عناية ونظافة طالما ان التنانير تصنع من الطين المعرض الى التلوث البيئي.هناك بعض ربات البيوت ممن يرفضن تحضير الخبز عبر تنانير الغاز .وقالت (ام بتول) من ناحية الطليعة ان تنور الغاز يثير الرعب في الدار كونه يعرضنا للحريق وكم من امرأة ماتت بسبب هذا التنور .اما تنور الطين فانه سهل وامين ولا يحتاج الى جهود اضافة الى انه اقتصادي لان قليل من الحطب تحضر لك خبزا لمدة يومين فيما نحتاج كل ثلاثة ايام الى قنينة غاز بست آلاف دينار اذا كانت متوفرة.
الحلة - محمد عجيل