ابو مناف البصري
المالكي
«اعتقادنا في الجنة أنها دار البقاء و دار السلامة لا موت فیها و لا هرم و لا سقم و لا مرض و لا آفة و لا زمانة و لا غم و لا هم و لا حاجة و لا فقر و إنها دار الغناء و السعادة و دار المقامة و الکرامة لا یمس أهلها فیها نصب و لا لغوب لهم فیها ما تشتهي الأنفس و تلذ الأعین و هم فیها خالدون و إنها دار أهلها جیران الله و أولیاؤه و أحباؤه و أهل کرامته و هم أنواع علی مراتب منهم المتنعمون بتقدیس الله و تسبیحه و تکبیره فی جملة ملائکته و منهم المتنعمون بأنواع المآکل و المشارب و الفواکه و الأرائك و حور العین و استخدام الولدان المخلدین و الجلوس علی النمارق و الزرابي و لباس السندس و الحریر کل منهم إنما یتلذذ بما یشتهي و یرید حسب ما تعلقت علیه همته و یُعطی ما عبد الله من أجله، و اعتقادنا في الجنة و النار أنهما مخلوقتان و إن النبي صلی الله علیه و آله قد دخل الجنة و رأی النار حین عرج به و اعتقادنا أنه لا یخرج أحد من الدنیا حتی یری مکانه من الجنة أو من النار و إن المؤمن لا یخرج من الدنیا حتی ترفع له الدنیا کأحسن ما رآها و یرفع مکانه فی الآخرة ثم یخیر فیختار الآخرة فحینئذ یقبض روحه و في العادة أن یقال فلان یجود بنفسه و لا یجود الإنسان بشيء إلا عن طیبة نفس غیر مقهور و لا مجبور و لا مکره.»
•بحار الأنوار، ج٨، ص١٩٩