أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

الحب في قلعة اشور

عبدالله الجميلي

Well-Known Member
إنضم
30 يونيو 2017
المشاركات
1,835
مستوى التفاعل
934
النقاط
115
الحب في قلعة اشور
في قلب صيف حار، كانت قلعة آشور، الواقعة على هضبة مطلة على نهر دجلة، شاهدة على الكثير من الحكايات القديمة التي حملتها الرياح عبر الزمن. قلعة شامخة، تجسد تاريخًا طويلًا من الصراعات، الغزوات، والأسرار المدفونة في جدرانها المتهالكة. ولكن اليوم، كان هناك شيء مختلف في الأجواء، شيء غير تقليدي على شموخ هذه القلعة.

سارة، الشابة اليافعة القادمة من بغداد، كانت قد قررت زيارة قلعة آشور بعد سماع الكثير من الحكايات عن جمالها. كانت مفتونة بالتاريخ، ولكن ما جذبها حقًا كان روح المكان الغامضة التي تخفي وراءها ذكريات من عصور ماضية. زارت القلعة في يوم مشمس، حيث كانت الأجواء تعكس هدوءًا غريبًا.

بينما كانت تسير على ممرات القلعة الحجرية، مستمتعة بصوت الرياح الذي يعبث بين الأعمدة المتداعية، وقع نظرها على شاب يقف في زاوية مظلمة من القلعة. كان علي، شابًا ذو ملامح حادة ونظرة حائرة. كان يحمل بين يديه كاميرا قديمة، وهو يوثق الأماكن التاريخية بتفاصيل دقيقة.

عندما اقتربت سارة، التقت عيناه بعينيها في لحظة من التواصل غير المتوقع. تردد قليلًا، ثم ابتسم قائلاً:
"أنتِ هنا لمجرد الجمال، أم لأنكِ تريدين أن تكتشفي ما وراء هذه الجدران؟"

ابتسمت سارة بدهشة، ثم ردت:
"ربما أنا هنا للاثنين معًا، أو ربما لأجد شيئًا آخر لا أستطيع تفسيره."

كانت تلك هي البداية. بينهما تآلف غير معلن، فقد كانت سارة تجد في عيني علي هدوءًا غريبًا، فيما كان هو يجد في حديثها بريقًا مختلفًا عن أي شخص آخر.

قضيا الساعات التالية معًا في أروقة القلعة، يتنقلان بين الممرات المظلمة، ويتسلقان الأبراج العالية لمشاهدة المناظر الطبيعية التي تطل على وادي دجلة. تحدثا عن كل شيء؛ عن الماضي، عن التاريخ، عن أحلامهما وآمالهما التي لم تتحقق بعد. كان حديثهما يغمر المكان بالدفء، مثلما كانت الشمس تلامس أطراف الجدران المتهالكة.

وفي لحظة هادئة، عندما جلسا على حافة جدار القلعة، كان الهواء يلفهما برفق، ويشعران بهدوء عميق. اقتربت سارة منه قليلًا، بينما كانت نظراته تلمح شيئًا لا يُقال. تملكه الشعور بأن ما بينهما كان أكثر من مجرد لقاء عابر في مكان تاريخي. كانت قلعة آشور، بكل ما تحمله من أسرار، تشهد على ولادة قصة رومانسية غير متوقعة.

قال علي بصوت خافت:
"أعتقد أن القلعة تحمل أكثر من مجرد تاريخ... ربما هناك قصة جديدة تبدأ بين جدرانها."

ابتسمت سارة وهي تنظر إلى الأفق، حيث كان غروب الشمس يضفي على السماء ألوانًا ذهبية ورمادية في تناغم ساحر. شعرت بأن ما عاشته في هذا المكان قد يكون بداية لشيء جديد، شيء لم يكن بالحسبان.

في تلك اللحظة، تلامست يديهما بلطف، وكأنهما قد تعرفتا على سر القلعة القديمة. كان اللقاء بينهما عفويًا، ولكنه كان مليئًا بالصدق والعفوية، تمامًا كما كان صوت الرياح الذي يمر بين الحجارة القديمة. ولم يعد هناك شك في أن قلعة آشور، بكل ما تحمله من تاريخ طويل، قد أضافت إليها فصلاً جديدًا، قصة رومانسية بدأت في يوم صيفي تحت سماء عراقية صافية.
بقلم محمد الخضيري الجميلي
 

عبد الرحمن

Well-Known Member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
314,269
مستوى التفاعل
2,246
النقاط
113
يعطيك العافيه
اخي المووقر
طرح جميل سلمت
يدااك لاخلا ولاعدم
اخ عبد الله
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )