أعہشہقہ أنہفہاسہكہ
Well-Known Member
الحمد لله الذي قصم بالموت رقاب الجبابرة و كسر به ظهور الأكاسرة و قصر به آمال القياصرة الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة فنقلوا من القصور إلى القبور و من أنس العشرة إلى وحشة الوحدة و من المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل فانظر هل وجدوا من الموت حصنا و عزا و اتخذوا من دونه حجابا و سترا و انظرهل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا فسبحان من انفرد بالقهر و الاستيلاء واستأثر باستحقاق البقاء جعل الموت مخلصا للأتقياء و موعدا في حقهم للقاء و جعل القبر سجنا للأشقياء وحبسا ضيقا عليهم إلى يوم الفصل والقضاء فله الإنعام بالنعم المتظاهرة و له الانتقام بالنقم القاهرة و له الشكر في السموات والأرض و له الحمد في الأولى و الآخرة و الصلاة و السلام على الرسول المرتضى و النبي المجتبى و على آله وصحبه و التابعين
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمد ابن عبد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الطائف كان مولد الحجاج بن يوسف الثقفي في سنة 661 ونشأ بين أسرة كريمة من بيوت ثقيف وكان أبوه رجلا تقيّا على جانب من العلم والفضل وقضى معظم حياته في الطائف يعلم أبناءها القرآن الكريم دون أن يتخذ ذلك حرفة أو يأخذ عليه أجرا.حفظ الحجاج القرآن على يد أبيه ثم تردد على حلقات أئمة العلم من الصحابة والتابعين مثل عبد الله بن عباس وأنس بن مالك وسعيد بن المسيب وغيرهم ثم اشتغل وهو في بداية حياته بتعليم الصبيان شأنه في ذلك شأن أبيه.وكان لنشأة الحجاج في الطائف أثر بالغ في فصاحته حيث كان على اتصال بقبيلة هذيل أفصح العرب فشب خطيبا حتى قال عنه أبو عمرو بن العلاء ما رأيت أفصح من الحسن البصري ومن الحجاج وتشهد خطبه بمقدرة فائقة في البلاغة والبيان.لفت الحجاج أنظار الخليفة عبد الملك بن مروان ورأى فيه شدة وحزما وقدرة وكفاءة وكان في حاجة إليه حتى ينهي الصراع الدائر بينه وبين عبد الله بن الزبير الذي كان قد أعلن نفسه خليفة سنة 683 بعد وفاة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ودان له بالولاء معظم أنحاء العالم الإسلامي ولم يبق سوى الأردن التي ظلت على ولائها للأمويين وبايعت مروان بن الحكم بالخلافة فنجح في استعادة مصر من قبضة ابن الزبير ثم توفي تاركا لابنه عبد الملك استكمال المهمة فانتزع العراق ولم يبق في يد عبد الله بن الزبير سوى الحجاز فجهز عبد الملك حملة بقيادة الحجاج للقضاء على دولته تماما.حاصر الحجاج مكة المشرفة وضيّق الخناق على ابن الزبير المحتمي بالبيت وكان أصحابه قد تفرقوا عنه وخذلوه ولم يبق سوى قلة صابرة لم تغنِ عنه شيئا ولم تستطع الدفاع عن المدينة المقدسة التي يضربها الحجاج بالمنجنيق دون مراعاة لحرمتها وقداستها؛ حتى تهدمت بعض أجزاء من الكعبة، وانتهى القتال باستشهاد ابن الزبير والقضاء على دولته وعودة الوحدة للأمة الإسلامية التي أصبحت في ذلك العام 693 تدين بالطاعة لخليفة واحد وهو عبد الملك بن مروان.
وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه وكانت تضم مكة والمدينة والطائف ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز فأعاد بناء الكعبة وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة وحفر الآبار وشيد ال
وكان من أثر هذا الظفر أن أسند الخليفة إلى الحجاج ولاية الحجاز مكافأة له على نجاحه وكانت تضم مكة والمدينة والطائف ثم أضاف إليه اليمن واليمامة فكان عند حسن ظن الخليفة وأظهر حزما وعزما في إدارته؛ حتى تحسنت أحوال الحجاز فأعاد بناء الكعبة وبنى مسجد ابن سلمة بالمدينة المنورة وحفر الآبار وشيد ال