عطري وجودك
Well-Known Member
- إنضم
- 5 أغسطس 2019
- المشاركات
- 81,739
- مستوى التفاعل
- 2,771
- النقاط
- 113
الحرف اليدوية في العراق .. بقايا الزمن الجميل
"الظروف التي مر بها العراق، والحصار الاقتصادي في تسعينات القرن الماضي، أدى كل ذلك إلى انحسار القطاع السياحي؛ الأمر الذي أجبر أصحاب المهن الحرفية إلى ترك العمل في هذه المهن المتوارثة من الأجداد"، هكذا عبر الأمين العام لمجلس الوزراء الأسبق حامد خلف، عن حال المهن والحرف اليدوية في العراق.
في أبريل( نيسان) الماضي، أقيم في مدينة أربيل، مهرجان خاص بالأعمال اليدوية، بمشاركة الفتيات والنساء، وكان من بينهن عدد من المعتقلات، عرضن خلاله منتجات عدة تخص مجالات التزيين، وصناعة الحلويات، وشارك في المعرض ثلاث وزارات وهي "الصناعة والتجارة والثقافة".
وتعد الصناعات الفلكلورية واليدوية، من أهم الصناعات التي تُظهر حضارة وثقافة الشعوب، تنتشر في المناطق السياحية؛ كونها تجد إقبالاً من قبل السائحين الذين يسعون لاقتناء ذكرى لزيارتهم من تلك البلاد. كما تعد الصناعات والحرف اليدوية، أحد أهم السبل لدعم محدودي الدخل.
وفي العراق، يتميز أهله بالكثير من الصناعات اليدوية الحرفية، ولعل من أبرزها مهن مثل "الندافة والحدادة والخراطة والسجاد اليدوي والنجارة وصياغة الذهب والفضة وصناعة الجلود، وغير ذلك".
وعلى رغم التاريخ المميز للعراقيين في الصناعات اليدوية إلا أن السنوات الماضية كانت كفيلة لاندثار أغلب تلك الحرف، بسبب الحروب والنزاعات الداخلية، ما أدى لغياب السائح والذي يعتمد عليه بالدرجة الأولى لتسويق تلك المنتجات.
محاولات للنجاة
في العام 2015، قامت الحكومة العراقية، في محاولة منها لدعم تلك المهن، بتنظيم معرض للصناعات اليدوية والفلكلورية، تحت شعار "الموروث الشعبي نتاج حضارة وأصالة"، وطالبت الحكومة من خلاله بالاهتمام الإعلامي بالمنتوجات الحرفية، والعمل بين الإعلام والتجارة من أجل النهوض بتلك المهن، وتسويقها في الداخل والخارج.
عضو لجنة السياحة والآثار في البرلمان العراقي عبدالهادي موحان، أرجع سبب انقراض الأسواق المقدمة للحرف والمهن اليدوية، إلى تهاون وزارتي الصناعة والتجارة، ورأى أنه على وزارة الصناعة تقديم قروض مجزية وميسرة لأصحاب المهن اليدوية التراثية؛ من أجل استمرارها في عملها.
وطالب وزارة التجارة، بوقف نزيف استيراد البضائع المنتجة الشبيهة بالصناعات اليدوية، أو عبر إخضاعها لمعايير جهاز السيطرة النوعية؛ من أجل أن تكون منافستها للمنتج المحلي عادلة، وتنصفه من المقارنة غير العادلة في الأسعار نتيجة سوء تصنيع المنتج المستورد. كما طالب بأن تقوم مؤسسات الدولة بشراء بعض تلك المنتوجات، وإقامة المعارض الخاصة بها داخل العراق وخارجه من أجل الترويج لها.
العودة إلى الماضي
أرامل ويتامى، تركتهم الحروب المتعاقبة في العراق، بالإضافة إلى أوضاع اقتصادية متدنية، جعلت أسر عديدة بدون دخل مادي يعينهم على المعيشة، حتى ظهرت مؤسسات تساعدهم وتدربهم على الحرف اليدوية، من بينها منظمة حرية المرأة في العراق، وهي منظمة غير حكومية تأسست في العام 2015، لتعطي عدداً من النساء الفرصة للتدريب على الحرف اليدوية، لمساعدتهن على تجاوز الصعوبات، حيث تقوم المنظمة بتدريبهم.
وفي منطقة الجبايش العراقية، تسعى إحدى المنظمات للاستفادة من التاريخ الثري للصناعات اليدوية بالمنطقة، من خلال تعليم 12 رجلًا وامرأة، استخدام التقنيات التقليدية الخاصة بتلك الصناعات.
وتسعى منظمة "الطبيعة العراقية" للحفاظ على الصناعات المحلية، بتقديم دورة تدريبية لمدة عام بتمويل من السفارة الأميركية في بغداد. ويقوم بالتدريب محترفون يعملون في المجتمع المحلي، لإبداع منتجات مثل المهفة وهي "مروحة يدوية"، والأبسطة والسلات وغيرها، والتي تتكون من سعف النخيل.
"الهدف من المشروع، هو الخوف من اندثار الصناعات اليدوية، مثل المهفة وصناعة السجاد وصناعة كواريك الأطفال وبعض الصناعات التقليدية الأخرى"، وذلك وفقاً لعضو منظمة الطبيعة العراقية مهدى طالب.
وتباع المنتجات التي تصنع أثناء الدورة التدريبية، في الأسواق المحلية، ويتم تسويقها للسائحين، و يتم شراؤها في الغالب كتذكار. ويتراوح سعر القطعة بين خمسة دولارات إلى 300 دولار.
مهن من الماضي
وتعد مهنة الندافة، وهي صناعة مفروشات النوم، إحدى المهن القديمة، ومعظم مزاوليها ورثوا إجادتها عن الأباء والأجداد. أيضا مهنة الحدادة، إحدى الحرف التي لا زالت رائجة، حيث لا يخلو حي سكني من محل للحدادة، ويشكو صناعها من قلة الدعم الحكومي للمواد الأولية للحدادة، وغلاء أسعار المستورد منها.
مهنة صناعة السجاد اليدوي، ارتبطت بالأكراد منذ آلاف السنين، لتوفر موادها الأولية من جلود الحيوانات الجبلية، وأيضاً لمتانتها وكسوتها والتي تحمي سكان تلك المناطق من برد الجبال ومن الثلوج. والسجاد المحلي ما زال يُنتج حتى الآن بصورة يدوية في معظم مناطق إقليم كردستان العراق.
الخياطة، تلك المهنة التي كانت ترتبط سابقًا بوجهاء وأغنياء البلد، شهدت انحدارًا كبيرا خلال العقود الأخيرة، بدخول الملابس المستوردة الأجنبية ذات المناشئ الأسيوية، والتي غزت الأسواق، وبأسعار زهيدة جداً مقارنة بالمصنع محلياً.
وتعتبر صناعة الأدوات الخشبية التقليدية، من الصناعات المهمة والمنتشرة في جميع أنحاء البلاد. وكذلك مهنة الصفارين، تلك المهنة التي انتشرت في المدن الكبيرة، وتوارثها صناع المهنة لعدة أجيال، أصبحت من الماضي، لا أحد أصبح يمارسها، واقتصر إنتاجها على صناعة المنتجات التراثية.
الأثاث المستورد من ايطاليا والصين وماليزيا، احتل أسواق النجارة، ليقصي إحدى المهن اليدوية والتي كان يتميز بها أهل العراق، وأصبح الأثاث المستورد منافساً لما تبقى من محال لإنتاج الأثاث، التي بالكاد تغطي طلبات السوق المحلية.
صناعة الجلود، كانت إحدى أشهر الحرف في العراق، حيث صناعة الحقائب والأحذية الجلدية، والمصنعة من جلود الحيوانات كالغزلان والماعز والأبقار. تلك الصناعة شهدت خلال السنوات المنقضية انحسارا كبيراً بسبب تكلفة إنتاجها الكبيرة، وانتشار البضائع الجلدية الصناعية المستوردة ومنخفضة الأسعار.
"الظروف التي مر بها العراق، والحصار الاقتصادي في تسعينات القرن الماضي، أدى كل ذلك إلى انحسار القطاع السياحي؛ الأمر الذي أجبر أصحاب المهن الحرفية إلى ترك العمل في هذه المهن المتوارثة من الأجداد"، هكذا عبر الأمين العام لمجلس الوزراء الأسبق حامد خلف، عن حال المهن والحرف اليدوية في العراق.
في أبريل( نيسان) الماضي، أقيم في مدينة أربيل، مهرجان خاص بالأعمال اليدوية، بمشاركة الفتيات والنساء، وكان من بينهن عدد من المعتقلات، عرضن خلاله منتجات عدة تخص مجالات التزيين، وصناعة الحلويات، وشارك في المعرض ثلاث وزارات وهي "الصناعة والتجارة والثقافة".
وتعد الصناعات الفلكلورية واليدوية، من أهم الصناعات التي تُظهر حضارة وثقافة الشعوب، تنتشر في المناطق السياحية؛ كونها تجد إقبالاً من قبل السائحين الذين يسعون لاقتناء ذكرى لزيارتهم من تلك البلاد. كما تعد الصناعات والحرف اليدوية، أحد أهم السبل لدعم محدودي الدخل.
وفي العراق، يتميز أهله بالكثير من الصناعات اليدوية الحرفية، ولعل من أبرزها مهن مثل "الندافة والحدادة والخراطة والسجاد اليدوي والنجارة وصياغة الذهب والفضة وصناعة الجلود، وغير ذلك".
وعلى رغم التاريخ المميز للعراقيين في الصناعات اليدوية إلا أن السنوات الماضية كانت كفيلة لاندثار أغلب تلك الحرف، بسبب الحروب والنزاعات الداخلية، ما أدى لغياب السائح والذي يعتمد عليه بالدرجة الأولى لتسويق تلك المنتجات.
محاولات للنجاة
في العام 2015، قامت الحكومة العراقية، في محاولة منها لدعم تلك المهن، بتنظيم معرض للصناعات اليدوية والفلكلورية، تحت شعار "الموروث الشعبي نتاج حضارة وأصالة"، وطالبت الحكومة من خلاله بالاهتمام الإعلامي بالمنتوجات الحرفية، والعمل بين الإعلام والتجارة من أجل النهوض بتلك المهن، وتسويقها في الداخل والخارج.
عضو لجنة السياحة والآثار في البرلمان العراقي عبدالهادي موحان، أرجع سبب انقراض الأسواق المقدمة للحرف والمهن اليدوية، إلى تهاون وزارتي الصناعة والتجارة، ورأى أنه على وزارة الصناعة تقديم قروض مجزية وميسرة لأصحاب المهن اليدوية التراثية؛ من أجل استمرارها في عملها.
وطالب وزارة التجارة، بوقف نزيف استيراد البضائع المنتجة الشبيهة بالصناعات اليدوية، أو عبر إخضاعها لمعايير جهاز السيطرة النوعية؛ من أجل أن تكون منافستها للمنتج المحلي عادلة، وتنصفه من المقارنة غير العادلة في الأسعار نتيجة سوء تصنيع المنتج المستورد. كما طالب بأن تقوم مؤسسات الدولة بشراء بعض تلك المنتوجات، وإقامة المعارض الخاصة بها داخل العراق وخارجه من أجل الترويج لها.
العودة إلى الماضي
أرامل ويتامى، تركتهم الحروب المتعاقبة في العراق، بالإضافة إلى أوضاع اقتصادية متدنية، جعلت أسر عديدة بدون دخل مادي يعينهم على المعيشة، حتى ظهرت مؤسسات تساعدهم وتدربهم على الحرف اليدوية، من بينها منظمة حرية المرأة في العراق، وهي منظمة غير حكومية تأسست في العام 2015، لتعطي عدداً من النساء الفرصة للتدريب على الحرف اليدوية، لمساعدتهن على تجاوز الصعوبات، حيث تقوم المنظمة بتدريبهم.
وفي منطقة الجبايش العراقية، تسعى إحدى المنظمات للاستفادة من التاريخ الثري للصناعات اليدوية بالمنطقة، من خلال تعليم 12 رجلًا وامرأة، استخدام التقنيات التقليدية الخاصة بتلك الصناعات.
وتسعى منظمة "الطبيعة العراقية" للحفاظ على الصناعات المحلية، بتقديم دورة تدريبية لمدة عام بتمويل من السفارة الأميركية في بغداد. ويقوم بالتدريب محترفون يعملون في المجتمع المحلي، لإبداع منتجات مثل المهفة وهي "مروحة يدوية"، والأبسطة والسلات وغيرها، والتي تتكون من سعف النخيل.
"الهدف من المشروع، هو الخوف من اندثار الصناعات اليدوية، مثل المهفة وصناعة السجاد وصناعة كواريك الأطفال وبعض الصناعات التقليدية الأخرى"، وذلك وفقاً لعضو منظمة الطبيعة العراقية مهدى طالب.
وتباع المنتجات التي تصنع أثناء الدورة التدريبية، في الأسواق المحلية، ويتم تسويقها للسائحين، و يتم شراؤها في الغالب كتذكار. ويتراوح سعر القطعة بين خمسة دولارات إلى 300 دولار.
مهن من الماضي
وتعد مهنة الندافة، وهي صناعة مفروشات النوم، إحدى المهن القديمة، ومعظم مزاوليها ورثوا إجادتها عن الأباء والأجداد. أيضا مهنة الحدادة، إحدى الحرف التي لا زالت رائجة، حيث لا يخلو حي سكني من محل للحدادة، ويشكو صناعها من قلة الدعم الحكومي للمواد الأولية للحدادة، وغلاء أسعار المستورد منها.
مهنة صناعة السجاد اليدوي، ارتبطت بالأكراد منذ آلاف السنين، لتوفر موادها الأولية من جلود الحيوانات الجبلية، وأيضاً لمتانتها وكسوتها والتي تحمي سكان تلك المناطق من برد الجبال ومن الثلوج. والسجاد المحلي ما زال يُنتج حتى الآن بصورة يدوية في معظم مناطق إقليم كردستان العراق.
الخياطة، تلك المهنة التي كانت ترتبط سابقًا بوجهاء وأغنياء البلد، شهدت انحدارًا كبيرا خلال العقود الأخيرة، بدخول الملابس المستوردة الأجنبية ذات المناشئ الأسيوية، والتي غزت الأسواق، وبأسعار زهيدة جداً مقارنة بالمصنع محلياً.
وتعتبر صناعة الأدوات الخشبية التقليدية، من الصناعات المهمة والمنتشرة في جميع أنحاء البلاد. وكذلك مهنة الصفارين، تلك المهنة التي انتشرت في المدن الكبيرة، وتوارثها صناع المهنة لعدة أجيال، أصبحت من الماضي، لا أحد أصبح يمارسها، واقتصر إنتاجها على صناعة المنتجات التراثية.
الأثاث المستورد من ايطاليا والصين وماليزيا، احتل أسواق النجارة، ليقصي إحدى المهن اليدوية والتي كان يتميز بها أهل العراق، وأصبح الأثاث المستورد منافساً لما تبقى من محال لإنتاج الأثاث، التي بالكاد تغطي طلبات السوق المحلية.
صناعة الجلود، كانت إحدى أشهر الحرف في العراق، حيث صناعة الحقائب والأحذية الجلدية، والمصنعة من جلود الحيوانات كالغزلان والماعز والأبقار. تلك الصناعة شهدت خلال السنوات المنقضية انحسارا كبيراً بسبب تكلفة إنتاجها الكبيرة، وانتشار البضائع الجلدية الصناعية المستوردة ومنخفضة الأسعار.