"الحلم الممزق"
" طفلةٌ في الخامسة أو السادسة " من العمر تدخل – دكان – تعصر بيدها اليمنى قطعة نقدية من فئة ال – 500 – دينار.
وقفت في وسط – المحل– تنقل نظراتها الحائرة ذات اليمين وذات الشمال كأنها تتجه صوب حلمٍ تلاشى خلف الطفولة المرهقه!!!
خلف زمنٍ مكبلٍ بأنواع ألأصفاد والسلاسل الفولاذيه...
أرسلت نظراتها نحو صاحب الدكان والخوف يرسم على وجهها خيوطاً بيانيه لثورةٍ صبيانية لاتكاد أن تظهر رغم إنفعالات وجهها البريء...
مدت يدها بأرتعاش..
لم تستطع أن تطلب أي شيء..
كانت تنتظر ردة فعل صاحب الدكان..
كانت متأكدة أن ثورة غضبه ستحيل أحلامها الى بؤسٍ وشقاء!!
كانت قد حصلت على هذه الفئة من النقود بشق ألأنفس من والدتها المحتاجه على الدوام..
حضرت الطفلة الى الدكان كي تثبت لباقِ ألأطفال أنها تستطيع أن تتسوق كما يتسوقون كما يشترون كما يأكلون؟؟
كان صديق صاحب الدكان يجلس قربه – كما إعتاد كل يوم حينما يعود من العمل
تطلع صديقه ناحية قطعة النقود وراح يضحك بلا توقف...
إنكمشت الطفلة كانها مخلوقٌ خرافي يريد ألأرتداد الى – جلده – كي يختفي الى ألأبد
كانت ترتعش من قمة رأسها حتى أخمص قدمها...
أيقنت أن تلك الضحكة الهستيرية من قبل الرجل الجالس قرب صاحب الدكان قد نسفت كل أحلامها؟؟
أيقنت أن صاحب الدكان سيرفض نقودها لا بل سيصرخ في وجهها حينما كان يستلم نقود نظيفة من بقية ألأطفال...
كانت نظراتها تستدير بينه وبين صديقه...
لكن حينما أخذ النقود الممزقه من يدها إعترض صديقه الجالس قربه وأكد له أن تلك النقود ممزقه لاتصلح لتداول المعاملات التجارية!!!
بلا تفكير وافق صاحب الدكان على أعطائها أي شيء بقيمة تلك الورقة النقدية الممزقه
أراد أن يرسم لها في ذاكرتها صوره زاهية ستتذكرها مادامت على قيد الحياة
أراد لها أن تكون فخوره بين ألأطفال ألآخرين
كي تثبت لهم من أنها دحرت صاحب الدكان بشطارتها وقوة شخصيتها...
خرجت الطفلة من الدكان ترنو بسعادة لاتوصف!!!
فسلاماً يا أطفال العراق المحتاجين لكل شيء...
سلامآ ياأمهات ألأطفال اللواتي لايستطعن أن يمنحن أطفالهن قطعة نقودٍ نظيفة...
أين هذه الطفلة من أؤلئك الذين ينهبون أموال ألأطفال والنساء كل يومٍ في بلدٍ لم يعد له من أسم ،،،،
والبعض عاد لينتخبهم من جديد
بقلم الاستاذ علي العگيلي الناصري
" طفلةٌ في الخامسة أو السادسة " من العمر تدخل – دكان – تعصر بيدها اليمنى قطعة نقدية من فئة ال – 500 – دينار.
وقفت في وسط – المحل– تنقل نظراتها الحائرة ذات اليمين وذات الشمال كأنها تتجه صوب حلمٍ تلاشى خلف الطفولة المرهقه!!!
خلف زمنٍ مكبلٍ بأنواع ألأصفاد والسلاسل الفولاذيه...
أرسلت نظراتها نحو صاحب الدكان والخوف يرسم على وجهها خيوطاً بيانيه لثورةٍ صبيانية لاتكاد أن تظهر رغم إنفعالات وجهها البريء...
مدت يدها بأرتعاش..
لم تستطع أن تطلب أي شيء..
كانت تنتظر ردة فعل صاحب الدكان..
كانت متأكدة أن ثورة غضبه ستحيل أحلامها الى بؤسٍ وشقاء!!
كانت قد حصلت على هذه الفئة من النقود بشق ألأنفس من والدتها المحتاجه على الدوام..
حضرت الطفلة الى الدكان كي تثبت لباقِ ألأطفال أنها تستطيع أن تتسوق كما يتسوقون كما يشترون كما يأكلون؟؟
كان صديق صاحب الدكان يجلس قربه – كما إعتاد كل يوم حينما يعود من العمل
تطلع صديقه ناحية قطعة النقود وراح يضحك بلا توقف...
إنكمشت الطفلة كانها مخلوقٌ خرافي يريد ألأرتداد الى – جلده – كي يختفي الى ألأبد
كانت ترتعش من قمة رأسها حتى أخمص قدمها...
أيقنت أن تلك الضحكة الهستيرية من قبل الرجل الجالس قرب صاحب الدكان قد نسفت كل أحلامها؟؟
أيقنت أن صاحب الدكان سيرفض نقودها لا بل سيصرخ في وجهها حينما كان يستلم نقود نظيفة من بقية ألأطفال...
كانت نظراتها تستدير بينه وبين صديقه...
لكن حينما أخذ النقود الممزقه من يدها إعترض صديقه الجالس قربه وأكد له أن تلك النقود ممزقه لاتصلح لتداول المعاملات التجارية!!!
بلا تفكير وافق صاحب الدكان على أعطائها أي شيء بقيمة تلك الورقة النقدية الممزقه
أراد أن يرسم لها في ذاكرتها صوره زاهية ستتذكرها مادامت على قيد الحياة
أراد لها أن تكون فخوره بين ألأطفال ألآخرين
كي تثبت لهم من أنها دحرت صاحب الدكان بشطارتها وقوة شخصيتها...
خرجت الطفلة من الدكان ترنو بسعادة لاتوصف!!!
فسلاماً يا أطفال العراق المحتاجين لكل شيء...
سلامآ ياأمهات ألأطفال اللواتي لايستطعن أن يمنحن أطفالهن قطعة نقودٍ نظيفة...
أين هذه الطفلة من أؤلئك الذين ينهبون أموال ألأطفال والنساء كل يومٍ في بلدٍ لم يعد له من أسم ،،،،
والبعض عاد لينتخبهم من جديد
بقلم الاستاذ علي العگيلي الناصري