صاحبة هيبة
خيالك ماهجر قلبي
- إنضم
- 19 يوليو 2021
- المشاركات
- 5,342
- مستوى التفاعل
- 2,929
- النقاط
- 113
الحموات الفاتنات
صراع أزلي
نخطئ كثيرا، عندما نعتقد بأن الصراع الأزلي بين الحماة والكنة ممهور بطابع محلي قد يكون في تصور البعض عربيا خالصا، فبعض الحكايات التي نسمعها من هنا وهناك على مساحات متفرقة من خارطة العالم، تقول إن الحماة هي الحماة مهما كانت جنسيتها ولون بشرتها والكنة هي الكنة أينما وجدت وبأي لغة تحدثت، إذ يبدو بأن هذه الحرب رقيقة المظهر عالمية الطابع وطالما كانت مادة دسمة لدراسات مهمة في جميع الاختصاصات؛ حيث اشتغل عليها علماء الاجتماع والنفس والفلاسفة وربما ضباط المخابرات وعلماء الذرة.
الوقائع المحلية مازالت مستمرة، تنقلها لنا حكايات الجيران والقائمين على جلسات النميمة من الأقارب والأصدقاء، كما تتكفل وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت بتغطية حوادث خلافات الحماة والكنة على مستوى العالم، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، باعتبارها تحلية سريعة يمكن أن نتناولها مباشرة بعد أن نبلع طعام السياسة والحروب المالح.
أكثر مثل شعبي قربا من طبيعة العلاقة المريبة التي تربط بين المرأتين، المثل العراقي الذي يقول “العمة لو تحب الجَنة، جان إبليس دخل الجنة”؛ أي أن والدة الزوج لو حدثت المعجزة وأحبت زوجة ابنها، فإن الشيطان سيدخل الجنة بالتأكيد، في إشارة إلى أن هذه المحبة ضرب من خيال.
في المجتمعات العربية مثلا، أغلب المشاكل تنشأ بسبب زواج الابن واتخاذه من بيت أسرته الكبير مسكنا له ولزوجته، قد يكون مؤقتا أو دائما، لتبقى الفتاة الجديدة والجميلة هدفا لسهام الأم التي تعتقد بأن ولدها وفلذة كبدها قد سُرق منها ولن يعود مجددا إلى أحضانها. في هذا الإطار، يدور غضب الأم ورغبتها في إعلان الحرب دفاعا عن حقها في الولد الذي تعبت في تربيته وتجشمت عناء السهر والحاجة، لتوفر له الرعاية والحنان، بعد أن ظهرت (الغريبة) وسرقته من أحضانها من دون وجه حق ولسان حال الحماة يقول “لو ما العمة جان حصلت الجنّة رجال؟”؛ أي أنه لو لا إنجاب الحماة لولدها، من أين للكنة أن تحصل على زوج؟
كرد فعل مشروع، فإن الزوجة الشابة توظف كل ما تعلمته من وصايا أمها ومكائد صديقاتها اللاتي اكتوين بنار (العمة)، للدفاع عن حقها وكرامتها أمام أهل الدار. أما الزوج الشاب، فهو الضحية المحتملة لهذا النوع من الصراع الأسري العنيف؛ إذ أنه يصبح مثل (الكرة) التي تتناقلها أيادي المتخاصمات من نسوة الدار، فلا يستطيع أن يميل إلى هذه ولا إلى تلك.
لكن الكنة قد لا تسلم من نيران السيدة العجوز، حتى إذا سرقت الزوج وابتعدت به مسافات طويلة عن مسقط رأسه، فتراشق النيران قد يمتد إلى مساحات أكبر والمعارك قد تدور من مدى بعيد خاصة تلك التي تعقب لقاء اجتماعي روتيني بني على حسن النية المفتعل. وهذا ما حدث للسيدة البريطانية الشابة التي كانت تعتقد بأنها على علاقة جيدة بوالدة زوجها، حتى حدث ما عكر صفو هذه العلاقة المزيفة، بعد أن طالبتها حماتها في رسالة على بريدها الإلكتروني بدفع تكلفة كأس الشراب الذي كسرته الكنة الشابة عن طريق الخطأ، بينما كانت مدعوة على العشاء في منزل أهل الزوج!
لم تكن صدمة الكنة بسبب صفاقة حماتها وقلّة ذوقها فحسب، بل لفداحة المبلغ المطلوب لتعويض ثمن القدح المكسور الذي تبلغ تكلفته 150 جنيه إسترليني لا غير. المفاجأة الأخرى، كانت عندما طلبت الزوجة الشابة النصيحة من القرّاء، في موقع إلكتروني متخصص في كيفية التعامل مع هذا الموقف بحكمة، حين انبرت إحدى الحموات الفاتنات للدفاع عن صاحبة الكأس المكسور قائلة “من واجبك أن تدفعي المبلغ كاملا ومن حقها أن تحصل على تعويض، فماذا كنت تنتظرين من تصرفك غير اللائق؟”.
صراع أزلي
نخطئ كثيرا، عندما نعتقد بأن الصراع الأزلي بين الحماة والكنة ممهور بطابع محلي قد يكون في تصور البعض عربيا خالصا، فبعض الحكايات التي نسمعها من هنا وهناك على مساحات متفرقة من خارطة العالم، تقول إن الحماة هي الحماة مهما كانت جنسيتها ولون بشرتها والكنة هي الكنة أينما وجدت وبأي لغة تحدثت، إذ يبدو بأن هذه الحرب رقيقة المظهر عالمية الطابع وطالما كانت مادة دسمة لدراسات مهمة في جميع الاختصاصات؛ حيث اشتغل عليها علماء الاجتماع والنفس والفلاسفة وربما ضباط المخابرات وعلماء الذرة.
الوقائع المحلية مازالت مستمرة، تنقلها لنا حكايات الجيران والقائمين على جلسات النميمة من الأقارب والأصدقاء، كما تتكفل وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت بتغطية حوادث خلافات الحماة والكنة على مستوى العالم، شرقه وغربه، شماله وجنوبه، باعتبارها تحلية سريعة يمكن أن نتناولها مباشرة بعد أن نبلع طعام السياسة والحروب المالح.
أكثر مثل شعبي قربا من طبيعة العلاقة المريبة التي تربط بين المرأتين، المثل العراقي الذي يقول “العمة لو تحب الجَنة، جان إبليس دخل الجنة”؛ أي أن والدة الزوج لو حدثت المعجزة وأحبت زوجة ابنها، فإن الشيطان سيدخل الجنة بالتأكيد، في إشارة إلى أن هذه المحبة ضرب من خيال.
في المجتمعات العربية مثلا، أغلب المشاكل تنشأ بسبب زواج الابن واتخاذه من بيت أسرته الكبير مسكنا له ولزوجته، قد يكون مؤقتا أو دائما، لتبقى الفتاة الجديدة والجميلة هدفا لسهام الأم التي تعتقد بأن ولدها وفلذة كبدها قد سُرق منها ولن يعود مجددا إلى أحضانها. في هذا الإطار، يدور غضب الأم ورغبتها في إعلان الحرب دفاعا عن حقها في الولد الذي تعبت في تربيته وتجشمت عناء السهر والحاجة، لتوفر له الرعاية والحنان، بعد أن ظهرت (الغريبة) وسرقته من أحضانها من دون وجه حق ولسان حال الحماة يقول “لو ما العمة جان حصلت الجنّة رجال؟”؛ أي أنه لو لا إنجاب الحماة لولدها، من أين للكنة أن تحصل على زوج؟
كرد فعل مشروع، فإن الزوجة الشابة توظف كل ما تعلمته من وصايا أمها ومكائد صديقاتها اللاتي اكتوين بنار (العمة)، للدفاع عن حقها وكرامتها أمام أهل الدار. أما الزوج الشاب، فهو الضحية المحتملة لهذا النوع من الصراع الأسري العنيف؛ إذ أنه يصبح مثل (الكرة) التي تتناقلها أيادي المتخاصمات من نسوة الدار، فلا يستطيع أن يميل إلى هذه ولا إلى تلك.
لكن الكنة قد لا تسلم من نيران السيدة العجوز، حتى إذا سرقت الزوج وابتعدت به مسافات طويلة عن مسقط رأسه، فتراشق النيران قد يمتد إلى مساحات أكبر والمعارك قد تدور من مدى بعيد خاصة تلك التي تعقب لقاء اجتماعي روتيني بني على حسن النية المفتعل. وهذا ما حدث للسيدة البريطانية الشابة التي كانت تعتقد بأنها على علاقة جيدة بوالدة زوجها، حتى حدث ما عكر صفو هذه العلاقة المزيفة، بعد أن طالبتها حماتها في رسالة على بريدها الإلكتروني بدفع تكلفة كأس الشراب الذي كسرته الكنة الشابة عن طريق الخطأ، بينما كانت مدعوة على العشاء في منزل أهل الزوج!
لم تكن صدمة الكنة بسبب صفاقة حماتها وقلّة ذوقها فحسب، بل لفداحة المبلغ المطلوب لتعويض ثمن القدح المكسور الذي تبلغ تكلفته 150 جنيه إسترليني لا غير. المفاجأة الأخرى، كانت عندما طلبت الزوجة الشابة النصيحة من القرّاء، في موقع إلكتروني متخصص في كيفية التعامل مع هذا الموقف بحكمة، حين انبرت إحدى الحموات الفاتنات للدفاع عن صاحبة الكأس المكسور قائلة “من واجبك أن تدفعي المبلغ كاملا ومن حقها أن تحصل على تعويض، فماذا كنت تنتظرين من تصرفك غير اللائق؟”.