ابو مناف البصري
المالكي
الخُمس والزكاة "أموال وكفاءات الإنسان ومزاياه ليست من صنعه وحده فلا يحقّ له أن يحتكرها".
الإمام السيّد موسى الصدر
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
ما يغتنمه الإنسان في الحرب أو يربحه في حياته، فهذا الربح والغنيمة لا يمكن أن يعتبرها خاصة به، يحتكرها أو يستأثر بها، ويَحْرِم الآخرين منها.
بل لله خُمُسَها وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
خُمُسَ هذه الغنائم والأرباح يجب أن يُخصّص للشؤون العامّة وللمعذّبين في المجتمع.
والسبب أنّ ما يربحه الإنسان لا يمكن أن يعتبره ملكاً خاصاً له، لأنّ الإنسان يربح في ظروف اجتماعية معيّنة، وقد استفاد من تجارب معيّنة، ليست من صنعه وحده.
بل شارك في إعطاء هذه الغنائم والأرباح للإنسان:
أب علّم، وأم ربّت، ومدرسة ثقّفت، ومجتمع هيّأ، وظروف توفّرت، من صحية وعلمية وثقافية ومالية، وقوة شراء وغير ذلك.
كل هذه العوامل تشارك في ربح الإنسان، لا الربح المادي فحسب، بل هذه الظروف تساهم أيضاً في إمتاع الإنسان بالعلم، أو الثقافة، أو التجربة، أو الجاه، أو حتى الصحة الجسدية والجمال الجسدي وغير ذلك.
كفاءات ومزايا الإنسان ليست من صنعه وحده، فلا يحقّ له أن يحتكر هذه الكفاءات وهذه الغنائم والأرباح.
ولنذكر مثلاً لإيضاح هذه الحقيقة:
شجرة التفاح تحمل كمّيات من الثمَر، فالتفاحة معلّقة على غصن له شرف أن يحمل تفاحة، ولكن لا يحقّ له أن يعتبر التفاحة من صناعة هذا الغصن، بل عليه أن يعرف أنّ الأغصان والأوراق والعروق، حتى الجذور الناعمة التي امتدّت تحت الأرض، واستقت وجمعت المواد الغذائية من تحت الأرض، بالإضافة إلى نور الشمس والهواء، كل هذه العوامل ساهمت في تكوين هذه التفاحة التي يحملها هذا الغصن. فلا يحقّ له أن يعتبر أنّ هذه التفاحة ملكاً له ويحتكره.
الإنسان عندما يغتنم شيئاً أو يربح مالاً أو يحصل على جاه أو ثقافة أو غير ذلك، لا يحقّ له أن يحتكر أو أن يستأثر أو يمنع الآخرين من هذا الشيء.
والمبدأ أنّ لغيره الخُمُس، وهذا النوع هو من الزكاة المعروفة، التي هي من أُسُس الإسلام وواجبات المسلم.
إنّ توزيع هذا المال وفرض هذا الحق، عبّر عنه "لله خمسه"، أي أنّ الخُمُس ليس ملكاً للإنسان الذي اغتنم أو ربح، بل هو ملك لله. هكذا أراد الله أن يحدّد الحق الذي يصبح جزءاً من مال الإنسان وربح الإنسان.
ويلفت النظر أيضاً هذا الربط العميق، حيث بعدما يقول القرآن الكريم:
﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾.
يربط هذه الجملة بهذه الكلمة:
﴿إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ﴾.
لا ينفصل الإيمان بالله عن تخصيص حقوق الناس، للشؤون العامّة وللمعذّبين.
الإيمان بالله ليس صفة تجريدية في نفس الإنسان تربط بين الإنسان وبين الله، بل هو الصفة التي تفرض على الإنسان الاهتمام بشؤون الآخرين.
قال النبي محمد (ص): ما آمن بالله واليوم الآخر مَن بات شبعاناً وجاره جائع.
قال النبي عيسى (ع): لا يجتمع حب الله مع كره الإنسان.
وهذا المبدأ هو الذي يجعل من الدين نظاماً عاماً للحياة، ويجعل من الإيمان صنعة فاعلة في حياة الإنسان.
الإمام السيّد موسى الصدر
إمام النهضة والإصلاح والمقاومة
المغيّب جسدياً وفكرياً
موسوعة الإسلام القرآني
الإمام السيّد موسى الصدر
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
ما يغتنمه الإنسان في الحرب أو يربحه في حياته، فهذا الربح والغنيمة لا يمكن أن يعتبرها خاصة به، يحتكرها أو يستأثر بها، ويَحْرِم الآخرين منها.
بل لله خُمُسَها وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل.
خُمُسَ هذه الغنائم والأرباح يجب أن يُخصّص للشؤون العامّة وللمعذّبين في المجتمع.
والسبب أنّ ما يربحه الإنسان لا يمكن أن يعتبره ملكاً خاصاً له، لأنّ الإنسان يربح في ظروف اجتماعية معيّنة، وقد استفاد من تجارب معيّنة، ليست من صنعه وحده.
بل شارك في إعطاء هذه الغنائم والأرباح للإنسان:
أب علّم، وأم ربّت، ومدرسة ثقّفت، ومجتمع هيّأ، وظروف توفّرت، من صحية وعلمية وثقافية ومالية، وقوة شراء وغير ذلك.
كل هذه العوامل تشارك في ربح الإنسان، لا الربح المادي فحسب، بل هذه الظروف تساهم أيضاً في إمتاع الإنسان بالعلم، أو الثقافة، أو التجربة، أو الجاه، أو حتى الصحة الجسدية والجمال الجسدي وغير ذلك.
كفاءات ومزايا الإنسان ليست من صنعه وحده، فلا يحقّ له أن يحتكر هذه الكفاءات وهذه الغنائم والأرباح.
ولنذكر مثلاً لإيضاح هذه الحقيقة:
شجرة التفاح تحمل كمّيات من الثمَر، فالتفاحة معلّقة على غصن له شرف أن يحمل تفاحة، ولكن لا يحقّ له أن يعتبر التفاحة من صناعة هذا الغصن، بل عليه أن يعرف أنّ الأغصان والأوراق والعروق، حتى الجذور الناعمة التي امتدّت تحت الأرض، واستقت وجمعت المواد الغذائية من تحت الأرض، بالإضافة إلى نور الشمس والهواء، كل هذه العوامل ساهمت في تكوين هذه التفاحة التي يحملها هذا الغصن. فلا يحقّ له أن يعتبر أنّ هذه التفاحة ملكاً له ويحتكره.
الإنسان عندما يغتنم شيئاً أو يربح مالاً أو يحصل على جاه أو ثقافة أو غير ذلك، لا يحقّ له أن يحتكر أو أن يستأثر أو يمنع الآخرين من هذا الشيء.
والمبدأ أنّ لغيره الخُمُس، وهذا النوع هو من الزكاة المعروفة، التي هي من أُسُس الإسلام وواجبات المسلم.
إنّ توزيع هذا المال وفرض هذا الحق، عبّر عنه "لله خمسه"، أي أنّ الخُمُس ليس ملكاً للإنسان الذي اغتنم أو ربح، بل هو ملك لله. هكذا أراد الله أن يحدّد الحق الذي يصبح جزءاً من مال الإنسان وربح الإنسان.
ويلفت النظر أيضاً هذا الربط العميق، حيث بعدما يقول القرآن الكريم:
﴿وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾.
يربط هذه الجملة بهذه الكلمة:
﴿إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ﴾.
لا ينفصل الإيمان بالله عن تخصيص حقوق الناس، للشؤون العامّة وللمعذّبين.
الإيمان بالله ليس صفة تجريدية في نفس الإنسان تربط بين الإنسان وبين الله، بل هو الصفة التي تفرض على الإنسان الاهتمام بشؤون الآخرين.
قال النبي محمد (ص): ما آمن بالله واليوم الآخر مَن بات شبعاناً وجاره جائع.
قال النبي عيسى (ع): لا يجتمع حب الله مع كره الإنسان.
وهذا المبدأ هو الذي يجعل من الدين نظاماً عاماً للحياة، ويجعل من الإيمان صنعة فاعلة في حياة الإنسان.
الإمام السيّد موسى الصدر
إمام النهضة والإصلاح والمقاومة
المغيّب جسدياً وفكرياً
موسوعة الإسلام القرآني