ناطق العبيدي
Well-Known Member
- إنضم
- 16 نوفمبر 2013
- المشاركات
- 5,184
- مستوى التفاعل
- 1,631
- النقاط
- 113
[font="]بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين [/font][font="][/font]
[font="]هي بنت اسماعيل العدوية البصرية, وتلقب بأم الخير, وكانت زاهدة عابدة محبة لله, وقد استعملت رابعة لاول مرة لفظة الحب للتعبير عن اقبالها على الله, وإعراضها عن كل ما سواه. وعاصرت كثيرا من الزُّهاد والعُباد الذين كانوا يختلفون اليها ويأخذون عنها ويستمعون الى مواعظها وحديثها عن حبها. ولم يكن حبها لله خوفا من النار او طمعا في الجنة كزهد الحسن البصري وغيره من زهاد عصره, بل شوقا إليه وأنساً به, وابتغاء لمطالعة جماله الازلي.. وكانت بمذهبها هذا مؤسسة للحب الالهي المنزه عن الغرض, والحب الالهي عندها حبان: حب تشتغل فيه بذكرها الله وتنشغل به عما سواه وتسمية حب الهوى. وحب تنكشف فيه الحجب ويتجلى جمال المحبوب الحقيقي, وتعبر عنه بأنه الحب الذي لله هو أهل له. واعلى الحبين هو الحب الثاني, اذ تحصل فيه مشاهدة الحضرة الربوبية ولذة مطالعة جمالها الازلي, بينما الحب الاول هو حبها لله لانعامه عليها بحظوظ العاجلة.. وقد استوعب حب الله لذاته قلبها حتى قالت فيه لما سُئلت عن حبها للرسول عليه الصلاة والسلام: «اني والله احبه حبا شديدا.. لكن حب الخالق شغلني عن حب المخلوقين».[/font][font="][/font]
[font="]اما ما قرأناه في دراسة بعنوان «المتصوفات في التراث العربي الاسلامي» للكاتب والمفكر الاردني د. محمد احمد عواد عن رابعة العدوية انها طبقت شهرتها الآفاق, وتعد من ابرز المتصوفات في الاسلام, ونظريتها في الحب الالهي جعلتها من المبدعين في هذا المجال.[/font][font="][/font]
[font="]ولدت رابعة العدوية في البصرة ونشأت في بيت فقير كل الفقر, ويؤكد د. عبدالرحمن بدوي انها مولاة آل عتيك, وآل عتيك بطن من بطون قيس, ولهذا اطلق عليها الجاحظ وهو اقدم مصدر لنا عنها اسم رابعة القيسية, ومن آل عتيك بنو عدوه, ولهذا تسمى ايضا رابعة العدوية.[/font][font="][/font]
[font="]ويذكر العطار قصة مثيرة تتعلق بولادة رابعة وما رافقها من حوادث, وهناك ما لا يقبل بمثل الرواية السابقة ويتشكك فيها, وهم محقون في ذلك إذ قصد بها الاشارة الى انها من ولادتها ارتبطت بحوادث ايجابية استثنائية مثل الخوارق والكرامات. ولا نعلم شيئا عن طفولتها, والخبر الوحيد الذي يلقي الضوء على هذه المرحلة هو ما اورده العطار اذ يقول:[/font][font="][/font]
[font="]«فلما كبرت وتوفيت أمها وابوها حدث في البصرة قحط, وتفرقت اخواتها, فلما خرجت رابعة تهيم على وجهها رآها ظالم وباعها بستة دراهم. ومن اشتراها اثقل عليها العمل.. واستنادا الى الخبر السابق يمكن ان نضع بعض القضايا – هكذا يقول المفكر الدكتور محمد عواد- وهي:[/font][font="][/font]
[font="]1 – عاشت رابعة في بيت والديها وكانت فقيرة الحال ثم مات ابوها وامها, ولا نعرف كم كانت تبلغ من العمر, وبالتالي عاشت مع اخواتها الاربع.[/font][font="][/font]
[font="]2 – وعندما بلغت الـ(51) سنة اصيبت البصرة بقحط وتفرقت الاخوات بحثا عن الطعام, وخرجت ايضا رابعة وهي تهيم على وجهها, فقابلت شخصا ظالما فأخذها, ويبدو انه آواها وعاملها مثل العبدة, وعاملها بظلم, وفي مرحلة لاحقة باعها بستة دراهم.[/font][font="][/font]
[font="]3 – عاشت رابعة رقيقا عند الاول وعند الثاني, وهذا الثاني عاملها بظلم اكثر, وكان يطلب منها العمل الكثير والشاق جدا.[/font][font="][/font]
[font="]4 – عاشت رابعة رقيقاً عند الاول وعند الثاني, وهذا الثاني عاملها بظلم اكثر, وكان يطلب منها العمل الكثير والشاق جدا.[/font][font="][/font]
[font="]4 – لا نعرف ماذا فعل هذا الرجل الغريب هل اشتراها او طلب منها ان تغادر البيت معه, وهذا ما نميل اليه, وعندما غادرت البيت واصبحت بعيدة هتف صوت في داخلها يطلب منها الرجوع.[/font][font="][/font]
[font="]5 – رجعت رابعة الى البيت وبدأت في العبادة الصحيحة, وكانت تخدم صاحب البيت بالطريقة نفسها, ولكن عندما شاهدها وهي تصلي وفوقها هالة نورانية دعاها في اليوم الثاني واطلق سراحها.. وتركت رابعة البيت وهي كما تقول كانت تعبدالله وتصلي في تلك المرحلة, ولكن هل احتفظت بهذه الصلاة لاحقا, اذ يبدو انها عاشت فترة طويلة من الزمان كانت فيها تغني وتعزف على الناي كما يفترض عبدالرحمن بدوي وهو محق في ذلك.. وخلال هذه المرحلة يبدو انها تركت الصلاة والعبادة وانجرفت في حياة الملذات الجديدة.. لكن عادت مرة ثانية الى الطريق السوي.. ويفترض الدكتور والفيلسوف المصري المعاصر عبدالرحمن بدوي ثلاثة عوامل ساهمت في هذا التغيير وهي حسب رأيه:[/font][font="][/font]
[font="]المراجعة الذاتية[/font][font="][/font]
[font="]كانت رابعة تعد بين الفينة والاخرى الى محاسبة نفسها وتذكر حالتها الدينية السابقة, وكانت الافكار تؤنبها بين الفترة والاخرى, وهو ربما شكل دافعا لكنه ليس مقنعا وحده.[/font][font="][/font]
[font="]مجالس الوعاظ[/font][font="][/font]
[font="]وكانت رابعة تتردد على مجالس الوعاظ في البصرة, والتقت برياح بن عمرو القيسي الصوفي الكبير, فهي على صلة قوية به, فلعله كان السبب في هذا الامر.[/font][font="][/font]
[font="]تجربة الحب الفاشلة[/font][font="][/font]
[font="]وربما عاشت رابعة العدوية تجربة حب قاسية فاشلة كانت هي السبب في ذلك.. فقد بدأت رابعة طريق العبادة والخشوع, واستقامت في الطريق, وخطبها فيما بعد عبدالواحد بن زيد, وايضا محمد بن سلمان, ولكنها رفضت الاثنين معا.. فقد تركت الزواج كليا لانها نذرت نفسها للحب الالهي.. وقد توفيت في البصرة في سنة 581 هجري.[/font][font="][/font]
[font="]هي بنت اسماعيل العدوية البصرية, وتلقب بأم الخير, وكانت زاهدة عابدة محبة لله, وقد استعملت رابعة لاول مرة لفظة الحب للتعبير عن اقبالها على الله, وإعراضها عن كل ما سواه. وعاصرت كثيرا من الزُّهاد والعُباد الذين كانوا يختلفون اليها ويأخذون عنها ويستمعون الى مواعظها وحديثها عن حبها. ولم يكن حبها لله خوفا من النار او طمعا في الجنة كزهد الحسن البصري وغيره من زهاد عصره, بل شوقا إليه وأنساً به, وابتغاء لمطالعة جماله الازلي.. وكانت بمذهبها هذا مؤسسة للحب الالهي المنزه عن الغرض, والحب الالهي عندها حبان: حب تشتغل فيه بذكرها الله وتنشغل به عما سواه وتسمية حب الهوى. وحب تنكشف فيه الحجب ويتجلى جمال المحبوب الحقيقي, وتعبر عنه بأنه الحب الذي لله هو أهل له. واعلى الحبين هو الحب الثاني, اذ تحصل فيه مشاهدة الحضرة الربوبية ولذة مطالعة جمالها الازلي, بينما الحب الاول هو حبها لله لانعامه عليها بحظوظ العاجلة.. وقد استوعب حب الله لذاته قلبها حتى قالت فيه لما سُئلت عن حبها للرسول عليه الصلاة والسلام: «اني والله احبه حبا شديدا.. لكن حب الخالق شغلني عن حب المخلوقين».[/font][font="][/font]
[font="]اما ما قرأناه في دراسة بعنوان «المتصوفات في التراث العربي الاسلامي» للكاتب والمفكر الاردني د. محمد احمد عواد عن رابعة العدوية انها طبقت شهرتها الآفاق, وتعد من ابرز المتصوفات في الاسلام, ونظريتها في الحب الالهي جعلتها من المبدعين في هذا المجال.[/font][font="][/font]
[font="]ولدت رابعة العدوية في البصرة ونشأت في بيت فقير كل الفقر, ويؤكد د. عبدالرحمن بدوي انها مولاة آل عتيك, وآل عتيك بطن من بطون قيس, ولهذا اطلق عليها الجاحظ وهو اقدم مصدر لنا عنها اسم رابعة القيسية, ومن آل عتيك بنو عدوه, ولهذا تسمى ايضا رابعة العدوية.[/font][font="][/font]
[font="]ويذكر العطار قصة مثيرة تتعلق بولادة رابعة وما رافقها من حوادث, وهناك ما لا يقبل بمثل الرواية السابقة ويتشكك فيها, وهم محقون في ذلك إذ قصد بها الاشارة الى انها من ولادتها ارتبطت بحوادث ايجابية استثنائية مثل الخوارق والكرامات. ولا نعلم شيئا عن طفولتها, والخبر الوحيد الذي يلقي الضوء على هذه المرحلة هو ما اورده العطار اذ يقول:[/font][font="][/font]
[font="]«فلما كبرت وتوفيت أمها وابوها حدث في البصرة قحط, وتفرقت اخواتها, فلما خرجت رابعة تهيم على وجهها رآها ظالم وباعها بستة دراهم. ومن اشتراها اثقل عليها العمل.. واستنادا الى الخبر السابق يمكن ان نضع بعض القضايا – هكذا يقول المفكر الدكتور محمد عواد- وهي:[/font][font="][/font]
[font="]1 – عاشت رابعة في بيت والديها وكانت فقيرة الحال ثم مات ابوها وامها, ولا نعرف كم كانت تبلغ من العمر, وبالتالي عاشت مع اخواتها الاربع.[/font][font="][/font]
[font="]2 – وعندما بلغت الـ(51) سنة اصيبت البصرة بقحط وتفرقت الاخوات بحثا عن الطعام, وخرجت ايضا رابعة وهي تهيم على وجهها, فقابلت شخصا ظالما فأخذها, ويبدو انه آواها وعاملها مثل العبدة, وعاملها بظلم, وفي مرحلة لاحقة باعها بستة دراهم.[/font][font="][/font]
[font="]3 – عاشت رابعة رقيقا عند الاول وعند الثاني, وهذا الثاني عاملها بظلم اكثر, وكان يطلب منها العمل الكثير والشاق جدا.[/font][font="][/font]
[font="]4 – عاشت رابعة رقيقاً عند الاول وعند الثاني, وهذا الثاني عاملها بظلم اكثر, وكان يطلب منها العمل الكثير والشاق جدا.[/font][font="][/font]
[font="]4 – لا نعرف ماذا فعل هذا الرجل الغريب هل اشتراها او طلب منها ان تغادر البيت معه, وهذا ما نميل اليه, وعندما غادرت البيت واصبحت بعيدة هتف صوت في داخلها يطلب منها الرجوع.[/font][font="][/font]
[font="]5 – رجعت رابعة الى البيت وبدأت في العبادة الصحيحة, وكانت تخدم صاحب البيت بالطريقة نفسها, ولكن عندما شاهدها وهي تصلي وفوقها هالة نورانية دعاها في اليوم الثاني واطلق سراحها.. وتركت رابعة البيت وهي كما تقول كانت تعبدالله وتصلي في تلك المرحلة, ولكن هل احتفظت بهذه الصلاة لاحقا, اذ يبدو انها عاشت فترة طويلة من الزمان كانت فيها تغني وتعزف على الناي كما يفترض عبدالرحمن بدوي وهو محق في ذلك.. وخلال هذه المرحلة يبدو انها تركت الصلاة والعبادة وانجرفت في حياة الملذات الجديدة.. لكن عادت مرة ثانية الى الطريق السوي.. ويفترض الدكتور والفيلسوف المصري المعاصر عبدالرحمن بدوي ثلاثة عوامل ساهمت في هذا التغيير وهي حسب رأيه:[/font][font="][/font]
[font="]المراجعة الذاتية[/font][font="][/font]
[font="]كانت رابعة تعد بين الفينة والاخرى الى محاسبة نفسها وتذكر حالتها الدينية السابقة, وكانت الافكار تؤنبها بين الفترة والاخرى, وهو ربما شكل دافعا لكنه ليس مقنعا وحده.[/font][font="][/font]
[font="]مجالس الوعاظ[/font][font="][/font]
[font="]وكانت رابعة تتردد على مجالس الوعاظ في البصرة, والتقت برياح بن عمرو القيسي الصوفي الكبير, فهي على صلة قوية به, فلعله كان السبب في هذا الامر.[/font][font="][/font]
[font="]تجربة الحب الفاشلة[/font][font="][/font]
[font="]وربما عاشت رابعة العدوية تجربة حب قاسية فاشلة كانت هي السبب في ذلك.. فقد بدأت رابعة طريق العبادة والخشوع, واستقامت في الطريق, وخطبها فيما بعد عبدالواحد بن زيد, وايضا محمد بن سلمان, ولكنها رفضت الاثنين معا.. فقد تركت الزواج كليا لانها نذرت نفسها للحب الالهي.. وقد توفيت في البصرة في سنة 581 هجري.[/font][font="][/font]