حينما يتأمل الإنسان الآيات القرآنية الكريمة ؛ فإنه يكتشف العديد من الرسائل والدروس التي يوجهها الله لعباده كي يعلموا حقيقة هذه الحياة والمقصد منها ، وبالتالي يستفيق الإنسان من غفوته وغفلته عائدًا إلى الله تعالى بقلبٍ سليم ، وقد أرسلت سورة المؤمنون العديد من هذه الرسائل والدروس إلى العباد ، والتي أكدت على ضرورة الإيمان بالله لأن الفلاح يلحق بالمؤمنين ؛ حيث بدأت السورة بهذا المعنى الجليل الذي يحث على الإيمان.
سورة المؤمنون
تقع سورة المؤمنون تبع ترتيب المصحف الشريف كالسورة رقم 23 ، وهي سورة مكية يبلغ عدد آياتها 118 آية ، وقد ذُكر أنها سميت بهذا الاسم انتسابًا لما ورد في أول آياتها ؛ حيث يقول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ” ، كما تُعرف أيضًا باسم سورة المؤمنين ؛ حيث روي عن عبدالله بن السائب قوله “حضرت رسول الله يوم الفتح ؛ فصلى في قبل الكعبة ؛ فخلع نعليه ؛ فوضعهما عن يساره ؛ فافتتح سورة المؤمنين” ، وعُرفت أيضًا باسم سورة “قد أفلح” وسورة “الفلاح”.
الدروس المستفادة من سورة المؤمنون
في سورة المؤمنون العديد من المقاصد والدروس ؛ حيث أنها ترتكز حول محور الوحدانية وإبطال الشرك بالله تعالى ، ومن أهم هذه الدروس :
التأكيد على فلاح المؤمنين نتيجة لعدة صفات امتازوا بها حتى يصلوا إلى الفوز في نهاية المطاف ، وتظهر هذه الصفات الفاضلة بوضوح في أول السورة في قوله تعالى “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”
معرفة الدلائل الإيمانية داخل الأنفس والآفاق عن طريق عرض أطوار حياة الإنسان منذ النشأة الأولى وحتى النهاية ، وذلك ليتأكد الإنسان بأن الله واحد أحد قد انفرد بالألوهية ؛ حيث يقول المولى عزّ وجل في هذا المعنى “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ”
الوصول إلى حقيقة الإيمان بالله تعالى وهو إفراد العبودية له وحده سبحانه وتعالى دون سواه “اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ” ، والوقوف على حقيقة تفرق الناس وتنازعهم حول هذه الحقيقة الإيمانية التي لا جدال فيها ” فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”
بيان الغفلة التي تصيب الكثير من العباد عن الله تعالى ومدى اغترارهم بما لديهم ، وظهور مدى خشوع المؤمنين وإشفاقهم من خشية ربهم وخوفهم منه ؛ ويقول الله تعالى عنهم ” وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ”
أخذ العبرة من خلق الله للسماوات والأرض وأنه هو الخالق القادر على كل شيء سبحانه ، وهو الذي خلق الحياة بكل ما فيها ، ومما ورد في بيان قدرة الله “وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ”
ضرورة أكل الطيب الحلال وتجنب كل ما هو خبيث وحرام ، وضرورة الإكثار من الأعمال الصالحة “يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ”
التذكير بأهوال يوم القيامة وما سيلقاه المشركون والمكذبون جزاء أعمالهم ؛ حيث يقول الله تعالى ” تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ”.
سورة المؤمنون
تقع سورة المؤمنون تبع ترتيب المصحف الشريف كالسورة رقم 23 ، وهي سورة مكية يبلغ عدد آياتها 118 آية ، وقد ذُكر أنها سميت بهذا الاسم انتسابًا لما ورد في أول آياتها ؛ حيث يقول الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ” ، كما تُعرف أيضًا باسم سورة المؤمنين ؛ حيث روي عن عبدالله بن السائب قوله “حضرت رسول الله يوم الفتح ؛ فصلى في قبل الكعبة ؛ فخلع نعليه ؛ فوضعهما عن يساره ؛ فافتتح سورة المؤمنين” ، وعُرفت أيضًا باسم سورة “قد أفلح” وسورة “الفلاح”.
الدروس المستفادة من سورة المؤمنون
في سورة المؤمنون العديد من المقاصد والدروس ؛ حيث أنها ترتكز حول محور الوحدانية وإبطال الشرك بالله تعالى ، ومن أهم هذه الدروس :
التأكيد على فلاح المؤمنين نتيجة لعدة صفات امتازوا بها حتى يصلوا إلى الفوز في نهاية المطاف ، وتظهر هذه الصفات الفاضلة بوضوح في أول السورة في قوله تعالى “قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”
معرفة الدلائل الإيمانية داخل الأنفس والآفاق عن طريق عرض أطوار حياة الإنسان منذ النشأة الأولى وحتى النهاية ، وذلك ليتأكد الإنسان بأن الله واحد أحد قد انفرد بالألوهية ؛ حيث يقول المولى عزّ وجل في هذا المعنى “وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ”
الوصول إلى حقيقة الإيمان بالله تعالى وهو إفراد العبودية له وحده سبحانه وتعالى دون سواه “اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ” ، والوقوف على حقيقة تفرق الناس وتنازعهم حول هذه الحقيقة الإيمانية التي لا جدال فيها ” فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ”
بيان الغفلة التي تصيب الكثير من العباد عن الله تعالى ومدى اغترارهم بما لديهم ، وظهور مدى خشوع المؤمنين وإشفاقهم من خشية ربهم وخوفهم منه ؛ ويقول الله تعالى عنهم ” وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ”
أخذ العبرة من خلق الله للسماوات والأرض وأنه هو الخالق القادر على كل شيء سبحانه ، وهو الذي خلق الحياة بكل ما فيها ، ومما ورد في بيان قدرة الله “وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ (78) وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (79) وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ”
ضرورة أكل الطيب الحلال وتجنب كل ما هو خبيث وحرام ، وضرورة الإكثار من الأعمال الصالحة “يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ”
التذكير بأهوال يوم القيامة وما سيلقاه المشركون والمكذبون جزاء أعمالهم ؛ حيث يقول الله تعالى ” تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ”.