السلام عليكم سادتي الأكارم / في محيط المعنوي يتلاشى أو يختبئ ذاك الاحساس بتلكم المعاني التي تكون سبباً لإدخال السعادة ،
وتربع الطمأنينة والسكينة على عرش القلوب والأروح ، وذاك الذي يفتقر إليها الكثير ممن تطرق
عقولهم وتمزق قلوبهم من الناس الذين تاهوا وساحوا في وديان الغفلة ، حين جعلوا من الحسي
والملموس هو الغاية لنيل المأمول الذي يتوهمون به أن تخمد نار الاضطراب التي تتوهج لظاها لتحرق
الأمنيات التي عليها يستيقظون وينامون !
للأسف :
هجر الغالبية من الناس الاهتمام بالداخل وتزكية تلك النفس وانعاش الروح ،
والتي منها يكون الانعتاق من تلكم الهموم التي تنقض
أواصر الراحة وتلك السعادة التي يرنو لها من كان كيانه ووجدانه يتعطش
لتلك المعاني الذي تسلو بها الروح .
الفقر :
في حقيقته يكون ذاك الفقر والافتقار للجانب المقابل المكّمل
للمحسوس والمشاهد ألا وهو
الجانب المعنوي المتمثل في " الروح " .
ولنا التأكد والتيقن من ذلك :
في :
النظر فيمن ملك الوسائل التي هي الموصلة " في نظر الكثير "لتلكم السعادة ، ومع هذا
يبقى ذاك النصب والتعب هو القرين الملازم والعلة والسبب هو ذاك "الفراغ الروحي "
الذي ينقص ذلك المخلوق .
في القابل :
تجد ذاك الفقير تتناهشه الابتلاءات ، وتعصف بساحته رياح النكبات ، ومع هذا تجده مستقر الجَنان ،
هادئ السلوك ، والسبب لذاك التعانق والتلاحم بين الجسد والروح ، وبين الحسي المشاهد وبين الخافي
المكنون " يعود " .
بخواء الروح : يكون النهم واللهاث الشديد والشعور بالحاجة :
للمال
للجمال
النفوذ
الشهرة
و
....
....
وفي امتلاء الروح : يكون الشعور ب:
" الاستغناء الداخلي عن الكثير من الأمور " .
فالأصل :
هو " الخواء " والاستثناء يرجع " للامتلاء " .
هناك الاسباب لذاك الخواء منها :
* الغفلة عن الله
* ضبابية وهلامية الغاية والهدف اللذان يناكفهما
التباين بين :
" الحقيقة والادعاء " .
* الفراغ الذي هو الشعور القاتل الذي منه يجني المصاب به
بذاك المرض العضال. و" غيرها العديد من الأمور " .
ومخاطر خواء الروح :
تستنزف دم المثابرة والطموح .
و
الوقوع في الخطأ والمثالب من قبائح الأمور .
و
وتقتل الصمود في وجه العظائم والشدائد من الخطوب .
في الختام :
" هنالك متسع من الوقت لتدارك الأمور لنجعل من المتاح أدوات ووسائل لنذللها
للوصول إلى أسمى الغايات والتي منها تسعد الروح " .
من ذاك : " تنتهي تلك المآتم ويخبو صوت الأنين وتلك الآهات تزول " .
بعدما قست القلوب وأظلمت الروح ،
وتلفعت بالسواد حينما جثم اليأس على صدر الأمل ،
وبعدما تاه الأمل في طرقات الضياع والعالم المجهول !!
ذاك الضياع وذاك القحط الذي تئن منه الروح :
وتكالب على واقعها ذاك الواقع المرير الذي لم نزل نتجرع غُصته
نُحاول الوقوف والوثوب نحو الخلاص وما يُجلي تلك الكروب ،
ولكن سرعان من نخيب وللحزن نؤوب !
حتى خُطب الجمعة :
التي في أصلها يكون بها احياء تلكم الروح من مواتها ،
وتُلهب ذاك الشعور، وتنفض من جسد ذاك المتعب
غبار " الدعة والغفلة " .
باتت :
" لا تُحيي قلباً ، ولا توقظ روحاً ،
وغدت بلا مضمون " !!
لتكون الروح :
" عطشا تستنجد الغوث " !
والقلب قاسٍ ك " الجلمود " .
وتلك :
البلادة التي " خيمت ".
على حياتنا فبتنا :
لا نتألم لفوات طاعة
ولا
فوات عمل خير ولدينا عليه استطاعة .
وعجبي :
حين اتساءل عن ذاك الانفصال بين العبادة
وأثرها في سلوكنا ومعاملاتنا لنخلص لحقيقة مفادها :
أنها محض عادات نُزعت منها " الروح "
لتكون خاوية من المضمون !
هي :
" وقفة مع أنفسنا نستنطق بها ومنها واقعنا ، وكيف نسير في هذه الحياة بلا شعور " .
من تأمل في حقيقة الانسان وجد أنه لن يكون في منأى عن مرمى الحزن والهموم لأنه الهدف المشروع لتلكم المصائب
التي منها يتم صقله وإعادة صياغته لتكون له منها مناعة بها يتدارك ويتجاوز
نقطة " الوقوف " على أعتاب ذلك الحزن وتلكم الهموم .
الفارق يكمن :
بين من فاضت روح بالامتلاء ،
وذاك الخالي الوفاض الذي تأن
لقحطها منه تلكم الروح .
فخالي الروح :
إذا أصابه الحزن جعل من الكآبة فراشة
والغم سمائه ، فحّرم على نفسه زيارة السعادة
وضرب العزلة على نفسه ليكون نديمه
النواح والعويل ، وحاديه الأسى الشديد !
أما ممتلأ الروح :
ينتابه ويراوده الحزن ،
ولكن يُغالبه بذلك التسليم وتفويض الأمر لرب العالمين ،
يتنهد الأمل ويتلو ويُرتل " الفرج " وينشد " الصبح " قريب .
يَرَ في المصيبة :
" حكمة "
وهي رسالة من الله العليم .
منها :
يراجع الحساب لينظر أين تأخذه
القدم في ذلك الطريق .
أجمل العبارات :
التي تُجلّي الهموم ،
ولكن ...
بشرط أن تكون مترادفة بين :
" الملفوظ والمضمون " .
وتلكم العبارة هي :
" عسى خير " .
وتلك الآيات تُبين أن المؤمن مهما عظم إيمانه يكتنفه الحزن ،
ويتلفعه الهم ومن الآيات الدالة على صدق ذلك قوله تعالى :
وهناك :
الاحاديث التي تؤكد بحقيقة وقوع الحزن على المؤمن
والدليل ذاك الدعاء الذي حث على اتيانه رسول الله
_ عليه الصلاة والسلام _ حينما قال :
" اللَّهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والجبن والبخل ، وضلع الدين وغلبة الرجال " .
وهنا : تلكم الأبيات التي تسكب السكينة
على القلب والروح :
سهرت أعيـن ، ونامـت عيون … في أمور تكون أو لا تكون فادرأ الهم ما استطعت عن النفس … فحملانك الهموم جـنـون إن ربـاً كفـاك بالأمس ما كان … سيكفيك في غـدٍ ما يكون
من أجمل العبارات التي قيلت في هذا المقام : لا حزَنَ معَ الله **
** وإنما الحزن كل الحزن لمن فاته الله **
فمن حصل الله له فعلى أي شيء يحزن ؟!
ومن فاته الله فبأَي شيء يفرح ؟!
وبهذا الذي قيل :
والمؤمن إما أن يحزن.. على تفريطه وتقصيره في طاعة ربه وعبوديته
وإما أن يحزن على تورّطه فى مخالفته ومعصيته وضياع أيامه وأوقاته
وهذا يدل على صحة الإيمان فى قلبه وعلى حياته، حيث شغل قلبه بمثل هذا الألم فحزن عليه ،
ولو كان قلبه ميتاً لم يحس بذلك ولم يحزن ولم يتألم، فما لجرح بميت إيلام ،
وكلما كان قلبه أشد حياة كان شعوره بهذا الألم أقوى،
ولكن الحزن لا يجدي عليه فإنه يضعفه كما تقدم .
بل :
الذى ينفعه أن يستقبل السير ويجد ويشمر،
ويبذل جهده ،
وهذا نظير من انقطع عن رفقته فى السفر ،
فجلس فى الطريق حزيناً كئيباً يشهد انقطاعه
ويحدث نفسه باللحاق بالقوم .
نحن على يقين عن " ماهية " الحل ولكن ....
تبقى تلك الصعوبة في تحقيق المراد
من اشباع تلكم الروح لنخرجها من
ذاك المنفى الذي لا يطاق !
ما ينقصنا :
هو ذلك الإستعداد الذي به ومنه
يكون معانقتنا لتلكم الأرواح ،
والغوص في ذراتها .
للأسف الشديد :
ليس لدينا ذلك الوقت من أجل ترويض أنفسنا ،
ومحاسبتها من أجل تغيير وجهتها ،
والتخلص من عبودية هوى أنفسنا .
نعم :
توجد هنالك صعوبة في
اقتياد أنفسنا إلى مراتع الخير ،
و لكن ...
تبقى الإرادة هي من تخلصنا من جاذبية طباعنا وركوننا لما تمليه لنا أنفسنا من دعوة للتخاذل والإنكفاء على ذواتنا .
ذلك الضعف : ما كان ليحصل لو كان الداخل مُحصننا وتكون قاعدته صلبه ، فلو كان كذلك ما كان لتحركه عواصف وأعاصير الخارج مهما كانت شدتها وتنوع مصادرها .
ذلك الحزن الذي يكابده ذلك الإنسان : علينا أولاً :
معرفة أن الإنسان لابد أن يطرق بابه
داعي الحزن
ولكن ...
يبقى الفارق بين هذا وذاك
ذاك التعاطي مع الأحزان فمنهم :
من يقف على بابها لا يبرح مكانه
ينوح ، ويندب حظه فيهلك
بذلك روحه وكيانه !!
والآخر :
يحزن ولكن لا يطيل الوقوف على دواعي الحزن بل يقفز من موضع السبب لينظر إلى الجانب الخفي في الحكمة من ذاك المسبب لذاك الحزن ، وإذا كان الغموض يلف " الحكمة " فوض أمر دواعيه وما وراء حاضره من مستقبل سيعود عليه بالخير العميم .
ذاك التفويض والتسليم لله :
يُخرجنا من التساؤلات التي توقعنا
في دائرة التفكير عن القادم الآت .
فكل :
التساؤلات التي تتوارد وتتدافع
على فكر وقلب ذلك الإنسان يعرف
ويعلم يقيناً ما يميط عنها اللثام !!
الجواب :
حاضر ولكن هو التسويف والإرجاء وعدم الاستعداد والسعي في
درب كشف الحساب .
ما يصيب الإنسان :
تبقى رسائل يوردها الله ويودعها في
بريده ليقف مع نفسه ويرى وجهته
ليتدارك أمره .
لا داعي للإعتذار :
فتلكم الاستفسارات هي من تقودنا لمعرفة مثالبنا ، وموقعنا من الإعراب في وقتنا المعاش .
فقلت :
ليس في الدنيا ولا في الآخرة أطيب عيشاً من العارفين بالله عز وجل ،
فإنَّ العارف بالله مستأنسٌ به في خلوته ، فإن عمَّت نعمته علم من أهداها ،
وإن مُرَّاً حلا مذاقه في فيه ، لمعرفته بالمبتلي .
وإن :
سأل فتعوَّق مقصوده صار مراده ما جرَّ به القدر،
علماً منه بالمصلح بعد يقينه بالحكمة ، وثقته بحسن التدبير .
وصفة العارف أنَّ قلبه مراقبٌ لمعروفه ، قائمٌ بين يديه، ناظرٌ بعين اليقين إليه،
فقد سرى من بركة معرفته إلى الجوارح ما هذَّبها .
فإن نطقتُ فلم أنطق بغيركمُ .... وإنْ سكتُّ فأنتم عقد إضماري
إذا :
تسلَّط على العارف أذى أعرض نظره عن السبب ، ولم يرى سوى المسبب،
هو في أطيب عيش معه. إن سكت تفكَّر في إقامة حقِّه، وإن نطق تكلَّم بما يرضيه ،
لا يسكن قلبه إلى زوجةٍ ولا إلى ولد، ولا يتشبَّث بذيل أحد .
وإنما يعاشر الخلق ببدنه ، وروحه عند مالك روحِه. فهذا الذي لا همَّ عليه في الدنيا،
ولا غمَّ عنده وقت الرحيل عنها، ولا وحشة له في القبر ، ولا خوف عليه في المحشر .
من هنا : نعرف كيف وبما تمتلئ الروح ؟
" تمتلئ بمعرفتها بخالقها بعدما تزود بما يلحقه بقربه ذلك العبد بمولاه ، فجعل زاده امتثال أوامره
والبعد عن نواهيه ، وجعل من تلاوة كتابة علاجاً للقلوب القاسية لتلين ، وتسّلم وتستسلم لرب العالمين " .
قد يقول قائل :
في هذا الزمان يُعد هذا القول من المثاليات ،
التي نُخمد بها ما في القلب ثار من خمول وأدواء تُذاع ، والحقيقة بخلاف ذاك !
هي حقيقة علم بها من فر من الله إليه فعاش في هناء وراحة بال ، بالرغم من الفتن والبلايا التي تحيط به وتقرع عليه الباب ، فلا يزال قلبه وروحه تتلفعهما السكينة ويكتنفها الإطمئنان .
قلت له : دعني أحدثك عن نفسي :
فأنا كباقي البشر الذي خُلق مركب
من جسد وروح ، فكم اهتممت بجسدي
وكم أهملت حينها روحي !
كنت أسير :
في الحياة وقد فصلتُ روحي
عن جسدي وكأنني " طلقتها ثلاثا " !
أتعثر :
وتجتاحني الهموم والغموم وأنا غارق في أسبابها
وما يزيد من ضراوتها ، والعلاج وصفته عندي !!!
ولكن ...
أتجاهله لأني أيقنت بأن المخبوء من الوجع لا يحتاج إلا التجاهل
تاركاً للأيام مداواته حتى تلتئم الجروح !
غباء :
أغلفه بالفلسفة والمنطقية وهو في حقيقته
عين التخبط والعبثية والجري وراء مجهول منكور
الهوية !!!
كم : اعتمت على :
ثقافتي ،
مطالعتي الواسعة ،
مشاركتي الجامعة ،
في شتى الصروح والفنون اليانعة ،
ظننت من أول وهلة أني ملكت بذاك
زمام أمري ، وأشبعت منه نهم رغبتي ،
وحققت بذاك هدفي !!
وفي الحقيقة وواقع أمري :
أني لم أجني غير الإنهاك والتعب ،
وذاك الشقاء ، والسقم ، والنصب !
سِرت :
في الحياة أتخبط خبط عشواء !
حتى أويتُ إلى ركن شديد ، ولذت برب كريم ،
أنخت عند باب جوده مطيتي ، وطرقت بابه بحاجتي ،
وسألته من فيض جوده
ما ألملم به شتات :
فكري
و
قلبي
و
روحي
فبصُرت :
السعادة التي كنت أظنها من الأساطير ،
وذاك حال من يكون عن أسبابها بعيد !!
لهذا :
هو ينفيها لا لكونها غير شاخصة الوجود ،
بل لأنه لا يدرك حقيقتها ، ولا يتصور " كنهها"
، وكيف يكون حال من استقرت فيه ،
وحل بذاك فيه عظيم غنائمها .
من هنا :
علينا أن نلتفت للروح لأن فيها تكمن السعادة ،
والخلاص من تلكم القواصم التي تجتث منا عزائمنا
وتكسر وتحطم آمالنا .
فمع الله :
تكون السعادة لأنه المنبع الذي منه تنحدر
وتنساب شلالاً لتروي " ظمأ الروح العطشا " .
ما حدثتك عن ذاتي من أجل :
مدحها
أو
تقديسها
أو
تعظيمها .
أو القول بأني :
ضمنت نهايتي ، وثبت على أمري فعصمت بذاك عن
تنكب الطريق ، فما أزال أحاول " التقريب والتسديد " ،
وأن أكون :
" من الله أقرب بقدر استطاعتي " .
هي حقيقة نجهلها : أن الإنسان مهما بلغ من الكمالات المادية
_ أقول كمالات تجوزا _
فلن يجد في ذلك السعادة الحقيقة !
لأن السعادة في أصلها " معنوية " .
كنت أقول لأحدهم :
" كم هو جميل عندما نجعل الله لنا صديق ، نبث له همومنا ، ونشكو له ما يصيبنا ، ونرجوه أن يعيننا ،
وهو القادر على تلبية حوائجنا ، فهو الصاحب الذي لا يخون " .
إن ما نشاهده اليوم من ذاك التدافع والحرص على اكتساب الجسم الرشيق
مع اختلاف الوسائل للوصول إلى تلكم الرغائب وإن كلف الأمر :
_ الحرمان من المطعوم والمشروب في" أحسن الأحوال " .
_ وإجراء العمليات لتضيق المعدة
أو شفط الدهون أو كليهما معاً
في " أسوء الحلول " !
مع هذا ومن هذا :
نجد ذاك الإهمال لأهم المقومات
لنيل وكسب الحياة السعيدة الهانئة ،
والتي منه يطول عمر الإنسان
وهو ينعم في صحة وهناء .
هنا :
نفتقد لذاك الحرص على صحة الروح :
من حيث المحافظة على رشاقتها
وصحتها ويكون ذلك " بتغذيتها التغذية
" الصحية " التي بها نحافظ على
نضارتها وفتوتها .
فالانسان مكون من :
_ روح _ وجسد وأضيف معمها العقل في المحصول .
نتساءل عن غذاء الواحد
من الثلاثة ؟
والجواب : غذاء الجسد يكون ب :
الهواء
و
الطعام
و
الشراب .
وغذاء العقل ب:
العلم
و
المعرفة
وغذاء الروح ب :
العبادة .
أقول العبادة لأني :
" عنيت بموضوعي الالتفات لهذه الحقيقة ، وإن كان يتفرع عن العبادة سائر الأمور
التي تنضبط بضبطنا لهذا الجانب والعناية والاعتناء به " .
من هنا :
نرى ذاك التغافل من قبل الناس عن
أمر الروح ومعالجتها لأنها وكما
بينا في بداية الحديث أنها خفية
كي تُعاين ويلتمس العاطب منها والخامل ،
وما يؤكد ذلك :
هو عدم إرجاع ما يصيبهم من هم
وضيق ونحو ذلك من علل نفسية
تنغص يومهم ليكون كسواد الليل الحالك !!
في المقابل :
تجد ذاك الإهتمام في شأن الجسد وبذل :
المال
والوقت
وكل غال ورخيص
لتحقيق الجمال " الظاهر "
لأنهم قدسوا " القشر والشكل "
وغفلوا عن " اللب والجوهر " !!
هي وقفة : من اجل وضع برنامج تغذية للمحافظة
على صحة ورشاقة :
قلوبنا
أرواحنا
أنفسنا
للننظر ونتأمل في قلوبنا :
وقد أصابها الترهلات واعتلاها الهزال تشكو الظمأ وتنوح الخلاص بعدما طوقتها دواعي الهلاك وانهكتها طرقات
العذابات من تلكم الممنوعات التي قتلت كل احساس بأن الأمر يستدعي العلاج قبل فوات الأوان " .
حالنا الآن :
" تلك الجرأة على اقتراف الذنوب والسعي الحثيث لجني ما يُردينا في الحضيض ويسقينا الحنظل المرير " !
ولو أنا :
" انتبهنا لقلوبنا وأنفسنا لكنا نعيش عيش السعادة مهما تكالبت علينا البلايا وأحاطت بنا الخطوب " .
وقفة مع المعلم العظيم حبيبنا
" النبي العظيم " الذي كان يقول وهو أصدق القائلين :
( أيها الناس توبوا الى الله واستغفروه
فإني اتوب الى الله في اليوم مائة مرة ) .
سئلت امرأة عجوز تقدم بها السن
عن سر احتفاظها بنضارتها
وجمالها وبهاء منظرها ..
أي مواد التجميل تستعملين ؟
فأجابت :
استخدم لشفتي الصدق ،
ولصوتي الصلاة ،
ولعيني الرحمة والشفقة ،
وليدي الاحسان ،
ولقوامي الاستقامة ،
ولقلبي الحب .
من هنا :
هي دعوة للجميع المسارعة
" بريجيم القلوب والأرواح والنفوس ، لنخفف من ذنوبنا ، ونعافى من أمراض القلوب " .