سما العراق
Well-Known Member
- إنضم
- 28 يونيو 2020
- المشاركات
- 13,633
- مستوى التفاعل
- 52
- النقاط
- 48
السبيل إلى حب الله
â—„العمل من أجل إيجاد حبّ الله في الجماعة أمر ضروري في حياتها لكي تقوم على دعامة قوية تحافظ عليها من التداعي والانهيار، ولإيجاد حب الله وتعميقه في الحياة الإسلامية لابدّ من اتباع الوسائل الآتية: 1- تطهير القلب من حالة التعلق بالدنيا وبريقها الزائف، لأن حبين في قلب واحد لا يجتمعان "حبّ الله مع حبّ الدنيا"، قال تعالى: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (الأحزاب/ 4).
ووعي دور الغرائز في نفس الإنسان باعتبارها أدوات تنبيه وتحريك للإنسان في الحياة وليست أصناماً تعبد في داخل النفس وتحجب القلب عن حبّ الله، والتعامل مع الأسباب المادية للعيش في الدنيا من مأكل وملبس ومال، باعتبارها أشياء وأدوات تمكن الإنسان من مواصلة عملية السير والسعي الشاق "الكدح" نحو الله تعالى وليست غايات يعيش الإنسان لأجلها ولأجل توفيرها.
فهو يأكل ويسعى لتوفير مستلزمات الأكل لكي يقوى على طاعة الله، وعبادته، وهو يتزوج حتى يعصم نفسه عن الوقوع في الرذيلة ولينجب نسمة تثقل الأرض بلا إله إلا الله.
وبذلك يكون التعامل مع الأسباب المادية للعيش في الدنيا، بحالة أخرى تختلف كلياً عن حالة التعامل تلك التي تحولها إلى إله وصنم يشل حركة الإنسان ويقيد يديه في الحياة ويضع الأغلال والأصر على قلبه، فيكون عبداً للهوى والدنيا وليس عبداً لله، قال رسول الله (ص): "إنّ أبغض إله عبد في الأرض الهوى" وفي أخبار داود (ع) انّ الله تعالى أوحى إليه: "يا داود انّك تزعم انّك تحبني فإن كنت تحبني فاخرج حب الدنيا عن قلبك فإنّ حبي وحبها لا يجتمعان في قلب".
2- التأمُّل والتفكير في مخلوقات الله في الأرض والسماء، قال تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) (يونس/ 101)، وقال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصّلت/ 53)، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) (الأعراف/ 185)، انّ النظر إلى السنن والقوانين الإلهية البديعة والمذهلة التي تسيّر الكون والحياة، والتفكير في دقة هذه السنن واتقانها وانتظامها حتى يستشعر الإنسان عظمة الله تعالى المطلقة وقدرته الجبارة التي يكلّ التفكير عن النظر في آثار هذه القدرة، عند ذاك ستملأ الرهبة قلب هذا الإنسان المتأمل والمتفكر بمخلوقات الله تعالى وعظيم صنعه، ويصيبه الذهول والخضوع والتسليم التام لله تعالى الذي خلق فسوى وقدر فهدى.
عن الإمام الصادق (ع) من حديث طويل:
"انّ أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة، حتى ورثوا منه حب الله.."، وعنه (ع) أيضاً قال من حديث طويل: "نجوى العارفين تدور على ثلاثة أصول: الخوف والرجاء والحبّ، فالخوف فرع العلم، والرجاء فرع اليقين، والحب فرع المعرفة..".
3- ذكر الله تعالى على كلّ حال وفي كلّ حين والانتباه إلى النفس ومراقبتها من أن تتعرض للغفلة عن ذكره سبحانه أو تدبر عنه إلى غيره واستحضار العلاقة به تعالى بشكل مستمر، فالقلب المملوء بذكر الله تعالى والارتباط به ستتصاعد حالة تعلقه بالله وقربه نحوه وتتعمّق حالة حبه لله تعالى أثر ذلك.
قال الرسول (ص): "من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر وضعه الله ومن أكثر ذكر الله أحبه الله".
4- المداومة على الطاعات والقربات والنوافل التي تنمي حالة الورع والتقوى لدى المؤمن وتقرّبه كثيراً إلى الله تعالى وتسير بالمؤمن وبالتدريج للارتباط بالله وحده وتخلصه من الارتباط بغير الله. وفي الحديث الشريف عنه (ص): اخباراً عن ربّه "لا يزال العبد يتقرّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به". وأوحى الله تعالى إلى داود (ع): "قد كذب من أدعى محبتي إذا جنه الليل نام عني، أليس كلّ محبوب يحب لقاء حبيبه؟ فها أنا ذا موجود لمن طلبني".
5- توثيق العلاقة بمن يذكره بالله ويساهم في تبصيره في أمر الله، فقد حثّ الإسلام على زيارة الأخوان في الله والمداومة على زيارة مشاهد أولياء الله المقدسة وذكر رسول الله وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسّلام).
انّ الصلة بالأخوان في الله أو زيارة أهل البيت (عليهم السّلام) أو زيارة علماء الدين، كلها معالم هدى ومنارات في الطريق إلى ترشيد السائرين إلى الله وتسرع بخطاهم إليه سبحانه.
ففي الحديث الشريف انّ (النظر إلى وجوه العلماء عبادة).
6- شكر الله الدائم وحمده على كلّ حال بعد التدبر في كثرة نعمه التي لا تحصى على العبد واستمرار عطاياه وتواصلها وعدم انقطاعها والافتقار إليه في كلّ شيء والشعور بالحاجة إليه في كلّ شيء، فإنّ مثل هذا التدبر في نعم الله يشعر الإنسان المؤمن بعطف الله ورعايته ورحمته وكرمه لعبده، وانّ النفوس تميل وتنقاد بشكل طبيعي للمنعم عليها والمتكرم إليها فتقبل عليه تعالى وتحترق شوقاً.
عن رسول الله (ص): "قال الله عزّ وجلّ لداود أحببني وحبّبني إلى خلقي. قال يا رب نعم أنا أحبك، فكيف أحبّبك إلى خلقك؟ قال اذكر أياديّ عندهم، فانّك إذا ذكرت ذلك لهم أحبوني".
وعن الرضا (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله (ص): أوحى الله عزّ وجل إلى نجيه موسى: أحبني وحبّبني إلى خلقي! قال يا رب ها أنا ذا أحبك، فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال: اذكر لهم نعماي عليهم، وبلاي عندهم، فإنّهم لا يذكرون أو لا يعرفون مني إلا كلّ خير".
وخلاصة القول انّ الحبّ حالة متبادلة بين العبد وربه سبحانه، فالعبد عندما يحب الله ويقبل إليه ويسير في هداه سوف يحبه الله ويصحح سيره ويطهره من كلّ ما هو عالق به من أرجاس الانحراف عن هدى الله. قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (آل عمران/
منقووول
â—„العمل من أجل إيجاد حبّ الله في الجماعة أمر ضروري في حياتها لكي تقوم على دعامة قوية تحافظ عليها من التداعي والانهيار، ولإيجاد حب الله وتعميقه في الحياة الإسلامية لابدّ من اتباع الوسائل الآتية: 1- تطهير القلب من حالة التعلق بالدنيا وبريقها الزائف، لأن حبين في قلب واحد لا يجتمعان "حبّ الله مع حبّ الدنيا"، قال تعالى: (مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ) (الأحزاب/ 4).
ووعي دور الغرائز في نفس الإنسان باعتبارها أدوات تنبيه وتحريك للإنسان في الحياة وليست أصناماً تعبد في داخل النفس وتحجب القلب عن حبّ الله، والتعامل مع الأسباب المادية للعيش في الدنيا من مأكل وملبس ومال، باعتبارها أشياء وأدوات تمكن الإنسان من مواصلة عملية السير والسعي الشاق "الكدح" نحو الله تعالى وليست غايات يعيش الإنسان لأجلها ولأجل توفيرها.
فهو يأكل ويسعى لتوفير مستلزمات الأكل لكي يقوى على طاعة الله، وعبادته، وهو يتزوج حتى يعصم نفسه عن الوقوع في الرذيلة ولينجب نسمة تثقل الأرض بلا إله إلا الله.
وبذلك يكون التعامل مع الأسباب المادية للعيش في الدنيا، بحالة أخرى تختلف كلياً عن حالة التعامل تلك التي تحولها إلى إله وصنم يشل حركة الإنسان ويقيد يديه في الحياة ويضع الأغلال والأصر على قلبه، فيكون عبداً للهوى والدنيا وليس عبداً لله، قال رسول الله (ص): "إنّ أبغض إله عبد في الأرض الهوى" وفي أخبار داود (ع) انّ الله تعالى أوحى إليه: "يا داود انّك تزعم انّك تحبني فإن كنت تحبني فاخرج حب الدنيا عن قلبك فإنّ حبي وحبها لا يجتمعان في قلب".
2- التأمُّل والتفكير في مخلوقات الله في الأرض والسماء، قال تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) (يونس/ 101)، وقال تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ) (فصّلت/ 53)، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) (الأعراف/ 185)، انّ النظر إلى السنن والقوانين الإلهية البديعة والمذهلة التي تسيّر الكون والحياة، والتفكير في دقة هذه السنن واتقانها وانتظامها حتى يستشعر الإنسان عظمة الله تعالى المطلقة وقدرته الجبارة التي يكلّ التفكير عن النظر في آثار هذه القدرة، عند ذاك ستملأ الرهبة قلب هذا الإنسان المتأمل والمتفكر بمخلوقات الله تعالى وعظيم صنعه، ويصيبه الذهول والخضوع والتسليم التام لله تعالى الذي خلق فسوى وقدر فهدى.
عن الإمام الصادق (ع) من حديث طويل:
"انّ أولي الألباب الذين عملوا بالفكرة، حتى ورثوا منه حب الله.."، وعنه (ع) أيضاً قال من حديث طويل: "نجوى العارفين تدور على ثلاثة أصول: الخوف والرجاء والحبّ، فالخوف فرع العلم، والرجاء فرع اليقين، والحب فرع المعرفة..".
3- ذكر الله تعالى على كلّ حال وفي كلّ حين والانتباه إلى النفس ومراقبتها من أن تتعرض للغفلة عن ذكره سبحانه أو تدبر عنه إلى غيره واستحضار العلاقة به تعالى بشكل مستمر، فالقلب المملوء بذكر الله تعالى والارتباط به ستتصاعد حالة تعلقه بالله وقربه نحوه وتتعمّق حالة حبه لله تعالى أثر ذلك.
قال الرسول (ص): "من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر وضعه الله ومن أكثر ذكر الله أحبه الله".
4- المداومة على الطاعات والقربات والنوافل التي تنمي حالة الورع والتقوى لدى المؤمن وتقرّبه كثيراً إلى الله تعالى وتسير بالمؤمن وبالتدريج للارتباط بالله وحده وتخلصه من الارتباط بغير الله. وفي الحديث الشريف عنه (ص): اخباراً عن ربّه "لا يزال العبد يتقرّب إليَّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به". وأوحى الله تعالى إلى داود (ع): "قد كذب من أدعى محبتي إذا جنه الليل نام عني، أليس كلّ محبوب يحب لقاء حبيبه؟ فها أنا ذا موجود لمن طلبني".
5- توثيق العلاقة بمن يذكره بالله ويساهم في تبصيره في أمر الله، فقد حثّ الإسلام على زيارة الأخوان في الله والمداومة على زيارة مشاهد أولياء الله المقدسة وذكر رسول الله وأهل بيته (عليهم أفضل الصلاة والسّلام).
انّ الصلة بالأخوان في الله أو زيارة أهل البيت (عليهم السّلام) أو زيارة علماء الدين، كلها معالم هدى ومنارات في الطريق إلى ترشيد السائرين إلى الله وتسرع بخطاهم إليه سبحانه.
ففي الحديث الشريف انّ (النظر إلى وجوه العلماء عبادة).
6- شكر الله الدائم وحمده على كلّ حال بعد التدبر في كثرة نعمه التي لا تحصى على العبد واستمرار عطاياه وتواصلها وعدم انقطاعها والافتقار إليه في كلّ شيء والشعور بالحاجة إليه في كلّ شيء، فإنّ مثل هذا التدبر في نعم الله يشعر الإنسان المؤمن بعطف الله ورعايته ورحمته وكرمه لعبده، وانّ النفوس تميل وتنقاد بشكل طبيعي للمنعم عليها والمتكرم إليها فتقبل عليه تعالى وتحترق شوقاً.
عن رسول الله (ص): "قال الله عزّ وجلّ لداود أحببني وحبّبني إلى خلقي. قال يا رب نعم أنا أحبك، فكيف أحبّبك إلى خلقك؟ قال اذكر أياديّ عندهم، فانّك إذا ذكرت ذلك لهم أحبوني".
وعن الرضا (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله (ص): أوحى الله عزّ وجل إلى نجيه موسى: أحبني وحبّبني إلى خلقي! قال يا رب ها أنا ذا أحبك، فكيف أحببك إلى خلقك؟ قال: اذكر لهم نعماي عليهم، وبلاي عندهم، فإنّهم لا يذكرون أو لا يعرفون مني إلا كلّ خير".
وخلاصة القول انّ الحبّ حالة متبادلة بين العبد وربه سبحانه، فالعبد عندما يحب الله ويقبل إليه ويسير في هداه سوف يحبه الله ويصحح سيره ويطهره من كلّ ما هو عالق به من أرجاس الانحراف عن هدى الله. قال تعالى: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (آل عمران/
منقووول