յαšmïηε ςαレm»❥
Well-Known Member
أكاد اجزم بأنه من نجا منا من مصائد المشعوذين والعرافين فانه لم يسلم من "شباك" الاساطير والخرافات ، وهذه حقيقة تكشفها الوقائع كما تؤكدها الاحصائيات ، اذ ينفق عالمنا العربي اكثر من (5) مليارات دولار سنويا على أعمال السحر والشعوذة ، ولدينا مشعوذ واحد لكل الف نسمة ، ويوجد في العالم نحو (13) الف قناة تلفزيونية متخصصة في هذا المجال وفي ثقافتنا وموروثنا نحو (500) خرافة نتعامل معها كمسلمات دون ان يكون لها اصل صحيح في الدين أو العقل.
لماذا نهرب الى "السحرة" والمشعوذين ، ولماذا هزتنا الخرافة والاسطورة ، ولماذا نخلط بين الغيب والخرافة ، ولماذا انتصرت الخوارق وأعمال السحر والشعوذة على منطق العقل وتعاليم الدين ، وهل صحيح ان العقلية العربية تهوى الخرافة وتأنس بالشعوذة.. أم ان هذه الثقافة السائدة لها علاقة "بحالة" التخلف التي تعيشها المجتمعات ، في بلادنا العربية مئات من الآلاف يمتهنون بيع الوهم على شكل اعمال سحر أو شعوذة أو قراءة كف وفنجان أو معالجات روحانية ، ويتقاضون مليارات الدنانير من ملايين من الزبائن الذين يبحثون عن اجابات لأسئلتهم وعلاجات ليأسهم وقلقهم وخوفهم.
وهؤلاء كلهم ضحايا يدفعهم العجز لايداع ايمانهم وعقولهم في "الثلاجة" ، فيتوسلون لغيرهم من البشر الذين يشاركونهم في العجز ذاته كي يشكفوا لهم عن الغيب أو لكي يمنحوهم "بركتهم" ويحققوا له "بالدجل" ما لم يدركوه بالعمل.
نحن - للاسف - نبدأ بتعليم ابنائنا قصص الخرافات ، وتروج وسائل اعلامنا لحكايات المنجمين والعرافين ، وتؤمن معظم "نسائنا" بالسحرة والمشعوذين ، ولا يتردد بعض "نخبنا" في زيارة قراءة الفنجان والفتاحين ، وفي تراثنا تزدحم روايات "الخرافة" وقصص الكرامات ، وفي واقعنا تنتشر زيارة المقابر والتمسح بقبور الاولياء ، وتنتشر فتاوى الخرافة عبر منابر وفضائيات ، وحين يصاب احد ابنائنا "بالزكام" نذهب الى "المشعوذين" طلبا للشفاء.. وحين ترسب احدى بناتنا في الامتحان نلوذ "بالسحرة" لجلب الحظ أو لشرح الصدر على حب القراءة.
ومن المؤسف انه كلما زاد اقبالنا على الدين ، زاد هروبنا الى المشعوذين ، والمشكلة ليست في الدين الذي يرفض الخرافة والشعوذة ، ويكرم العقل ويحرره من الشعور بالعجز ، ويدفعه الى الايمان بالغيب مع ضرورة العمل ، وانما المشكلة في "تديننا" هذا الذي يخلط بين الايمان بالغيب و"القذف" بالغيب وبين الحقيقة القائمة على منهج التفكير السليم والوهم الذي لا يرتكز على علم أو دليل ، تديننا الذي يدور في اطار استهلاكي لا انتاجي ، ويتحرك في ميادين الطقوس أكثر من ميادين "الغايات" والمقاصد.
ديننا لا ينتج الخرافة ، ولا يؤمن بالشعوذة ، ويتناقض - اصلا - مع منطق العرافة وترويج الاوهام ، ولكن تديننا المغشوش للاسف هو الذي يدفعنا لطرق أبواب "السحرة" وزيارة المشعوذين وتلمس البركة بالمسح على قبور الاولياء.
الثمن الذي تدفعه اليوم مجتمعاتنا بسبب المشعوذين ، في ميادين الدين والسياسة والاقتصاد وتجارة التنجيم اكبر من ان يختزل في مليارات من الدنانير ، لانه يتعلق بكل ما اصابنا من تخلف ، وبكل ما نعانيه من "تدهور" اجتماعي واخلاقي ، ومن مشكلات وصلت الى حد القتل ، ومن شعور باليأس والاحباط والكراهية ومن حالة "توحش" وهزائم نفسية ما تزال تطاردنا من كل اتجاه
لماذا نهرب الى "السحرة" والمشعوذين ، ولماذا هزتنا الخرافة والاسطورة ، ولماذا نخلط بين الغيب والخرافة ، ولماذا انتصرت الخوارق وأعمال السحر والشعوذة على منطق العقل وتعاليم الدين ، وهل صحيح ان العقلية العربية تهوى الخرافة وتأنس بالشعوذة.. أم ان هذه الثقافة السائدة لها علاقة "بحالة" التخلف التي تعيشها المجتمعات ، في بلادنا العربية مئات من الآلاف يمتهنون بيع الوهم على شكل اعمال سحر أو شعوذة أو قراءة كف وفنجان أو معالجات روحانية ، ويتقاضون مليارات الدنانير من ملايين من الزبائن الذين يبحثون عن اجابات لأسئلتهم وعلاجات ليأسهم وقلقهم وخوفهم.
وهؤلاء كلهم ضحايا يدفعهم العجز لايداع ايمانهم وعقولهم في "الثلاجة" ، فيتوسلون لغيرهم من البشر الذين يشاركونهم في العجز ذاته كي يشكفوا لهم عن الغيب أو لكي يمنحوهم "بركتهم" ويحققوا له "بالدجل" ما لم يدركوه بالعمل.
نحن - للاسف - نبدأ بتعليم ابنائنا قصص الخرافات ، وتروج وسائل اعلامنا لحكايات المنجمين والعرافين ، وتؤمن معظم "نسائنا" بالسحرة والمشعوذين ، ولا يتردد بعض "نخبنا" في زيارة قراءة الفنجان والفتاحين ، وفي تراثنا تزدحم روايات "الخرافة" وقصص الكرامات ، وفي واقعنا تنتشر زيارة المقابر والتمسح بقبور الاولياء ، وتنتشر فتاوى الخرافة عبر منابر وفضائيات ، وحين يصاب احد ابنائنا "بالزكام" نذهب الى "المشعوذين" طلبا للشفاء.. وحين ترسب احدى بناتنا في الامتحان نلوذ "بالسحرة" لجلب الحظ أو لشرح الصدر على حب القراءة.
ومن المؤسف انه كلما زاد اقبالنا على الدين ، زاد هروبنا الى المشعوذين ، والمشكلة ليست في الدين الذي يرفض الخرافة والشعوذة ، ويكرم العقل ويحرره من الشعور بالعجز ، ويدفعه الى الايمان بالغيب مع ضرورة العمل ، وانما المشكلة في "تديننا" هذا الذي يخلط بين الايمان بالغيب و"القذف" بالغيب وبين الحقيقة القائمة على منهج التفكير السليم والوهم الذي لا يرتكز على علم أو دليل ، تديننا الذي يدور في اطار استهلاكي لا انتاجي ، ويتحرك في ميادين الطقوس أكثر من ميادين "الغايات" والمقاصد.
ديننا لا ينتج الخرافة ، ولا يؤمن بالشعوذة ، ويتناقض - اصلا - مع منطق العرافة وترويج الاوهام ، ولكن تديننا المغشوش للاسف هو الذي يدفعنا لطرق أبواب "السحرة" وزيارة المشعوذين وتلمس البركة بالمسح على قبور الاولياء.
الثمن الذي تدفعه اليوم مجتمعاتنا بسبب المشعوذين ، في ميادين الدين والسياسة والاقتصاد وتجارة التنجيم اكبر من ان يختزل في مليارات من الدنانير ، لانه يتعلق بكل ما اصابنا من تخلف ، وبكل ما نعانيه من "تدهور" اجتماعي واخلاقي ، ومن مشكلات وصلت الى حد القتل ، ومن شعور باليأس والاحباط والكراهية ومن حالة "توحش" وهزائم نفسية ما تزال تطاردنا من كل اتجاه