- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثامنة عشر بعد المئتيين *218*
*وفد نصارى نجران . الجزء الأول .*
*من هم نصارى نجران ؟*
ما زلنا نتحدث عن الوفود التي جاءت إلى المدينة في السنة التاسعة و العاشرة من الهجرة .
من أهم الوفود التي قدمت المدينة هو وفد "نصارى نجران"
*نجران*
كانت تدين بالنصرانية وكان ولاءهم للروم فكانت ولاية "رومية" في اليمن ...
وكان ﷺ قد أرسل إليهم كتاباً يدعوهم فيه إلى الإسلام...
فإن أبو ورفضت فدفع الجزية...
فلما وصلهم الكتاب قرروا أن يرسلوا وفداً رسمياً إلى المدينة
*ليس لإعلان الإسلام*
بل لمجادلة النبي ﷺ تحت عنوان ما يعرف اليوم بالحوار السياسي ....
وكان عدد هذا الوفد :
60 رجلاً و فيهم بضع نساء وصبية وكان فيهم 14 رجل من وجهائهم....
يرأسهم 3 من رجال الدين تحت اسماء كانوا يقدسونها :
١- العاقب
٢- والأسقف
٣- والسيد
هذه ألقاب لرجال الدين عند النصارى ....
فالعاقب: هو صاحب المرتبة العليا ......ثم بعده يأتي "الأسقف" ثم "السيد"
فكان أميرهم العاقب واسمه "عبد المسيح" وهو من كندى أي كندي الأصل "
قدم هذا الوفد ووافى وصولهم إلى المدينة المنورة
عند باب مسجد النبي ﷺ عند إنصراف المسلمين من صلاة العصر ....
فخلعوا ثياب السفر وبدلوها ودخلوا المسجد وهم يلبسون الحرير والذهب حتى يبهروا المسلمين
وتوشحوا بالصلبان ....
أي علقوا في صدورهم الصليب من الذهب .
مستعدين لمقابلة النبي ﷺ في هيئة رسمية
فلما رءاهم النبي ﷺ على باب مسجده ... رحب بهم ترحي خير مضاف لخير ضيف....
وأمر ﷺ أصحابه رضي الله عنهم على الفور أن يضربوا لهم قبةً في جانب من جوانب المسجد ....
والقبة تعني الخيمة ...
وأذن لهم أن يدخلوا بصبيانهم ونسائهم وأن يمارسوا حريتهم كأنهم في منازلهم .
وعندما دخلوا كانت صلاة العصر .... فقام المسلمون يصلون وقام الوفد يصلي صلاته في مسجد الحبيب المصطفى ﷺ
فأخذوا يرددون تراتيلهم ورفعوا الأصنام واستقبلوا بيت المقدس
أراد الصحابة رضي الله عنهم منعهم ..لكن النبي ﷺ قال لهم *دعوهم*
وترك لهم حرية أن يختاروا وقت جلوسهم مع النبي صلى الله عليه وسلم والحديث معه .
كانوا يحملون الهدايا للنبي ﷺ فبدؤوا بتقديمها ....
الثياب . والبسط . وبعض متاع بلادهم . والجلود المدبوغة .
استعرض النبي ﷺ هداياهم فقبل كل شيء إلا ما فيه نقش الصليب رده لهم بكل لطف وأدب معتذرآ منهم ...
وترك لهم كما قلنا الوقت المناسب للدخول في المفاوضات التي يريدونها .
وبعد ثلاثة أيام......
"وهي العرف والعادة عند العرب أن لا يسأل الضيف عن حاجته إلا بعد ثلاثة أيام"
بعد ثلاثة أيام قام قادتهم الثلاث مع بعض الوجهاء وطلبوا من النبي ﷺ أن يجلسوا إليه ويحدثوه ...
وبدء حديثهم بنقاش طويل وفلسفة وجدل : يعني في حلقة مفرغة عن الأديان والكتب السماوية وبعثة النبي...
فلما رأى الحبيب المصطفى ﷺ جدلهم عقيماً لا يريدون به معرفة الحقيقة ....
فكان وفدهم لا يعبر عن الحقيقة إختصر النبي ﷺ الطريق عليهم :
فدعاهم إلى الإسلام
قال لهم : *فإني أدعوكم أن تدخلوا في دين الله وأن تسلموا .*
فلم يقبلوه بل قال له أميرهم "عبد المسيح" الملقب بالعاقب
قال : نحن مسلمون قبلك يا محمد .
( يعني نحن أتباع المسيح )
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث الذي هو في لفظ البخاري رحمه الله :
قال *إنما يمنعكم من الإسلام ثلاثة.*
*عبادتكم الصليب . وأكلكم لحم الخنزير . وزعمكم أن لله ولداً .*
هنا تمسكوا بالأمر الثالث وهو "زعمكم أن لله ولدا"
تمسكوا به لأنه يمس "عيسى عليه السلام" فتوقفوا عندها وأكثروا الجدل فيها
قالوا : ما لك تشتم صاحبنا وتقول إنه عبد لله عز وجل .
فقال النبي ﷺ *أجل إنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول .*
فقالوا: _ هل رأيت إنساناً قط من غير أب، فإن كنت صادقاً فأرنا مثله ؟
فلم يجبهم.... وإذا بالوحي يتنزل فأنزل الله الوحي ليرد عليهم :
ورأوا وهم جالسين عند رسول الله ﷺ "صفة الوحي" التي يعرفونها ....
بأنه إذا نزل الوحي على نبي آخر الزمان .
فهو ليس كموسى عليه السلام يكلمه الله تكليماً .
لا .. بل هو وحي .
وأن الوحي له ثقل ....
وأنه يغض غضيض البكر وتدق لحيته ﷺ صدره . ويتصبب منه العرق فيه نور كأنه اللؤلؤ .
رأورا صفاته ﷺ وهو يوحى إليه ...
ثم قرأ عليهم ما أنزل الله عليه
*إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .*
فالنصارى لا ينكرون أن آدم قد خلق بلا أب ولا أم .
فاذا كانوا يرون أن عيسى إلهاً لأنه خلق من غير أب .
فالأولى هو "آدم" لأنه خلق بلا أب ولا أم .
فلما سمعوا كلام الله : خرسوا وحبطوا
وقالوا : أجل ....
ولكن بقي جدالهم بأن نسلم أو لا نسلم ....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة الثامنة عشر بعد المئتيين *218*
*وفد نصارى نجران . الجزء الأول .*
*من هم نصارى نجران ؟*
ما زلنا نتحدث عن الوفود التي جاءت إلى المدينة في السنة التاسعة و العاشرة من الهجرة .
من أهم الوفود التي قدمت المدينة هو وفد "نصارى نجران"
*نجران*
كانت تدين بالنصرانية وكان ولاءهم للروم فكانت ولاية "رومية" في اليمن ...
وكان ﷺ قد أرسل إليهم كتاباً يدعوهم فيه إلى الإسلام...
فإن أبو ورفضت فدفع الجزية...
فلما وصلهم الكتاب قرروا أن يرسلوا وفداً رسمياً إلى المدينة
*ليس لإعلان الإسلام*
بل لمجادلة النبي ﷺ تحت عنوان ما يعرف اليوم بالحوار السياسي ....
وكان عدد هذا الوفد :
60 رجلاً و فيهم بضع نساء وصبية وكان فيهم 14 رجل من وجهائهم....
يرأسهم 3 من رجال الدين تحت اسماء كانوا يقدسونها :
١- العاقب
٢- والأسقف
٣- والسيد
هذه ألقاب لرجال الدين عند النصارى ....
فالعاقب: هو صاحب المرتبة العليا ......ثم بعده يأتي "الأسقف" ثم "السيد"
فكان أميرهم العاقب واسمه "عبد المسيح" وهو من كندى أي كندي الأصل "
قدم هذا الوفد ووافى وصولهم إلى المدينة المنورة
عند باب مسجد النبي ﷺ عند إنصراف المسلمين من صلاة العصر ....
فخلعوا ثياب السفر وبدلوها ودخلوا المسجد وهم يلبسون الحرير والذهب حتى يبهروا المسلمين
وتوشحوا بالصلبان ....
أي علقوا في صدورهم الصليب من الذهب .
مستعدين لمقابلة النبي ﷺ في هيئة رسمية
فلما رءاهم النبي ﷺ على باب مسجده ... رحب بهم ترحي خير مضاف لخير ضيف....
وأمر ﷺ أصحابه رضي الله عنهم على الفور أن يضربوا لهم قبةً في جانب من جوانب المسجد ....
والقبة تعني الخيمة ...
وأذن لهم أن يدخلوا بصبيانهم ونسائهم وأن يمارسوا حريتهم كأنهم في منازلهم .
وعندما دخلوا كانت صلاة العصر .... فقام المسلمون يصلون وقام الوفد يصلي صلاته في مسجد الحبيب المصطفى ﷺ
فأخذوا يرددون تراتيلهم ورفعوا الأصنام واستقبلوا بيت المقدس
أراد الصحابة رضي الله عنهم منعهم ..لكن النبي ﷺ قال لهم *دعوهم*
وترك لهم حرية أن يختاروا وقت جلوسهم مع النبي صلى الله عليه وسلم والحديث معه .
كانوا يحملون الهدايا للنبي ﷺ فبدؤوا بتقديمها ....
الثياب . والبسط . وبعض متاع بلادهم . والجلود المدبوغة .
استعرض النبي ﷺ هداياهم فقبل كل شيء إلا ما فيه نقش الصليب رده لهم بكل لطف وأدب معتذرآ منهم ...
وترك لهم كما قلنا الوقت المناسب للدخول في المفاوضات التي يريدونها .
وبعد ثلاثة أيام......
"وهي العرف والعادة عند العرب أن لا يسأل الضيف عن حاجته إلا بعد ثلاثة أيام"
بعد ثلاثة أيام قام قادتهم الثلاث مع بعض الوجهاء وطلبوا من النبي ﷺ أن يجلسوا إليه ويحدثوه ...
وبدء حديثهم بنقاش طويل وفلسفة وجدل : يعني في حلقة مفرغة عن الأديان والكتب السماوية وبعثة النبي...
فلما رأى الحبيب المصطفى ﷺ جدلهم عقيماً لا يريدون به معرفة الحقيقة ....
فكان وفدهم لا يعبر عن الحقيقة إختصر النبي ﷺ الطريق عليهم :
فدعاهم إلى الإسلام
قال لهم : *فإني أدعوكم أن تدخلوا في دين الله وأن تسلموا .*
فلم يقبلوه بل قال له أميرهم "عبد المسيح" الملقب بالعاقب
قال : نحن مسلمون قبلك يا محمد .
( يعني نحن أتباع المسيح )
فأجابهم النبي صلى الله عليه وسلم بالحديث الذي هو في لفظ البخاري رحمه الله :
قال *إنما يمنعكم من الإسلام ثلاثة.*
*عبادتكم الصليب . وأكلكم لحم الخنزير . وزعمكم أن لله ولداً .*
هنا تمسكوا بالأمر الثالث وهو "زعمكم أن لله ولدا"
تمسكوا به لأنه يمس "عيسى عليه السلام" فتوقفوا عندها وأكثروا الجدل فيها
قالوا : ما لك تشتم صاحبنا وتقول إنه عبد لله عز وجل .
فقال النبي ﷺ *أجل إنه عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول .*
فقالوا: _ هل رأيت إنساناً قط من غير أب، فإن كنت صادقاً فأرنا مثله ؟
فلم يجبهم.... وإذا بالوحي يتنزل فأنزل الله الوحي ليرد عليهم :
ورأوا وهم جالسين عند رسول الله ﷺ "صفة الوحي" التي يعرفونها ....
بأنه إذا نزل الوحي على نبي آخر الزمان .
فهو ليس كموسى عليه السلام يكلمه الله تكليماً .
لا .. بل هو وحي .
وأن الوحي له ثقل ....
وأنه يغض غضيض البكر وتدق لحيته ﷺ صدره . ويتصبب منه العرق فيه نور كأنه اللؤلؤ .
رأورا صفاته ﷺ وهو يوحى إليه ...
ثم قرأ عليهم ما أنزل الله عليه
*إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ .*
فالنصارى لا ينكرون أن آدم قد خلق بلا أب ولا أم .
فاذا كانوا يرون أن عيسى إلهاً لأنه خلق من غير أب .
فالأولى هو "آدم" لأنه خلق بلا أب ولا أم .
فلما سمعوا كلام الله : خرسوا وحبطوا
وقالوا : أجل ....
ولكن بقي جدالهم بأن نسلم أو لا نسلم ....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....