- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة : المئتان *200*
*حصار الطائف .*
هربت "هوازن" ومعهم قائدهم "مالك بن عوف" إلى مدينة "الطائف" الحصينة بعد هزيمة حنين .....
واتجه النبي ﷺ لتتبع هوازن حتى يقابلهم في معركة فاصلة..
"الطائف" هي المدينة التي ذهب إليها النبي ﷺ ومعه "زيد بن حارثة" رضي الله عنه ليعرض عليهم الإسلام ....
ولكنهم رفضوا الإسلام وطردوه وأغروا به سفهاءهم وأمطروه بوابل من الحجارة والسباب .
في ذلك الوقت قال الحبيب المصطفى ﷺ لزيد بن حارثة رضي الله عنه :
*يا زيد ، إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجا ، وإن الله ناصر دينه ، ومظهر نبيه .*
وصل النبي ﷺ إلى الطائف والمسلمون يتوقعون معركة هائلة بين هذا التجمع الضخم بين الجيشين والذي لم تشهد الجزيرة العربية مثيلاً له من قبل ....
ولكن كانت المفاجأة أن تجمعت قبائل "هوازن" و رفضت الخروج لقتال المسلمين ....
واختاروا أن يمكثوا في حصونهم دون قتال بالرغم من أن أعدادهم أكثر من ضعف عدد المسلمين .
وبالرغم من أن "نساءهم وأبناءهم وأموالهم" في أيدي المسلمين ....
وكان ذلك خزيا كبيراً لهوازن وهزيمة جديدة لهم .
أمر النبي ﷺ بحصار "هوازن" وكان حصن هوازن أمنع حصون الجزيرة .
وبدأت "هوازن" في إطلاق السهام بكثافة شديدة .
يقول أحد الصحابة رضي الله عنهم "مثل الجراد"
بينما لم تكن سهام المسلمين تصل إليهم وأصيب عدد كبير من المسلمين .
فقرر النبي ﷺ تغيير مكان الجيش .
ودعا الخبير "الحباب بن المنذر" رضي الله عنه
"الحباب" الذي أشار على النبي ﷺ بتغيير مكان الجيش في "بدر"
فكان ذلك سبباً من أسباب النصر
وأشار على النبي ﷺ بتغيير مكان معسكر المسلمين أثناء حصارهم لحصن "ناعم" في "خيبر"
فقال النبي ﷺ *يا حباب انظر مكاناً مرتفعا مستأخراً عن القوم .*
فانطلق "الحباب" رضي الله عنه حتى إنتهى إلى موضع : هو الآن مكان مسجد الطائف .
وأمر النبي ﷺ بأن يتحول الجيش إلى هذا المكان .
واحتاج المسلمون لتدمير الأسوار إلى المنجنيق .
وقد عرفوا "المنجنيق" من قبل وذلك أثناء حصار "خيبر" ولكن لم يكن معهم منجنيق
فقرروا صناعة منجنيق .
وبالفعل صنعوا منجنيق تحت إشراف "سلمان الفارسي" رضي الله عنه...
كما صنعوا "دبابة" خشبية لأول مرة "وهي عبارة عن غرفة صغيرة مصنوعة من الخشب الصلب لها عجلات يختبيء عدد من الجنود تحتها ويدفعوها وهم بداخلها حتى يلتصقوا بالسور ثم يعملون بواسطة آلات الحفر الحديدية على هدم حجارة السور من المكان الذي أضعفته حجارة المنجنيق .
وكلما هدموا جزء وضعوا له دعائم خشبية حتى لا ينهار السور عليهم .
حتى إذا فرغوا من عمل فجوة متسعة دهنوا الأخشاب بشيء من الزيوت ثم اشعلوا النيران وانسحبوا بالدبابة .
فإذا احترقت الأخشاب إنهار السور مرة واحدة تاركاً فتحة كبيرة صالحة للإقتحام منها"
وبالفعل بدأ المسلمون في قذف أسوار الطائف بالمنجنيق .
وسار عدد من الجنود تحت الدبابة الخشبية واستطاع المسلمون كسر جزء من السور
كاد المسلمون يدخلون داخل أسوار الطائف .
ولكن "هوازن" فاجأت المسلمين بالقاء الحسك الشائك المُحمَّى في النار .
"وهو عبارة عن أشواك حديدية ضخمة على هيئة صليب يحمى عليها في النار ثم تلقى"
فأصيب المسلمون إصابات بالغة ولم يستطيعوا التقدم في إتجاه الحصن .
ثم أمر النبي ﷺ أن ينادي أصحابه رضي الله عنهم على هوزان :
أن أي عبد من العبيد يخرج إلى المسلمين فهو حر
فأخذ الصحابة رضي الله عنهم ينادون .
"أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر"
وكان الهدف من ذلك هو حرمان "هوازن" من طاقة هؤلاء العبيد والحصول على معلومات عسكرية من داخل الحصن .
وبالفعل بدء العبيد يفرون من الحصن وينضموا للمسملين .
ووصل عددهم إلى 23 من العبيد .
ولكن شددت "هوازن" الحراسة ومنعت هروب العبيد .
وبدء النبي ﷺ يستجوب هؤلاء العبيد .
وعلم منهم أن داخل "الطائف" طعام وشراب يكفيان أهلها لمدة سنة على الأقل .
واستمر حصار الطائف 40 يوم
استشهد فيها عدد من الصحابة رضي الله عنهم وجرح عدد كبير منهم .
وقرر النبي ﷺ في رفع الحصار عن الطائف والعودة
واستشار في ذلك بعض الصحابة رضي الله عنهم
وكان ممن استشارهم ﷺ :
نوفل بن معاوية الديلمي رضي الله عنه...
هو الذي قاد "بنو بكر" في الإعتداء على "خزاعة" منذ ثلاثة أشهر فقط .
وقتل منهم داخل الحرم
وقال له أصحابه : يا نوفل إلهك إلهك .
فرد عليهم لا إله لكم اليوم، وكانت هذه الحادثة السبب في فتح مكة...
فبعد كل هذا التاريخ الأسود مع المسلمين
فإن النبي ﷺ يقربه ويستشيره
وسنجد أنه سيأخذ بمشورته و كان هذا من حكمته صلوات ربي وسلامه عليه أن يؤلف القلوب وينزل الناس منازلهم ويستفيد منهم لصالح المسلمين .
يقول نوفل بن معاوية رضي الله عنه : يا رسول الله هم ثعلب في جحر .
إن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك .
وصف ثقيف: بالثعالب لأنهم كانوا معرفون بين العرب بالمكر .
ومعنى "إن أقمت عليه أخذته" يعني لو صبر المسلمون على الحصار فسيفتحوا الحصن .
ولكن ترك الحصن ليس فيه أي ضرر على المسلمين لأن "هوازن" قد انكسرت شوكتها وانعدم خطرها ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ....
وقرر النبي ﷺ رفع الحصار
وأمر "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه فأذن في الناس بالرحيل
فقال بعض الصحابة رضي الله عنهم نرحل ولم يفتح علينا الطائف ؟
فلم يتمسك الحبيب المصطفى ﷺ برأيه مثل كل القادة والزعماء في التاريخ كله ...
فقال لهم *فاغدوا على القتال .*
"يعني إذا كان الصباح فابدأوا القتال مرة أخرى"
فلما جاء الصباح قاتل المسلمون هذا اليوم
واصيب بعض المسلمون ببعض الجروح .
فلما انتهى اليوم قال النبي ﷺ وهو يبتسم *إنا قافلون غداً إن شاء الله .*
فقالوا : يا رسول الله ادع الله على ثقيف .
فقال لهم الحبيب نعم ابسطوا أيدكم
فبسط الصحابة رضي الله عنهم أيديهم للدعاء ...
فرفع يديه ﷺ وقال *اللهم اهد ثقيفا وائت بهم مسلمين .*
واستجاب الله تعالى لدعاء نبيه ﷺ وأسلمت ثقيف بعد أقل من عام واحد ....
لأن كل من بقي من القبائل العربية جاء بعد ذلك إلى المدينة فبايع النبي ﷺ وأسلم .
فوجدت "هوازن" أنها لا طاقة لهم بحرب كل من حولهم من العرب .
فجاء وفد منهم إلى المدينة وأسلم وحسن إسلامهم بعد ذلك .
فبرغم أنهم كانوا آخر العرب إسلاما...
فإنهم ثبتوا على الإسلام بعد وفاة النبي ﷺ ولم يرتدوا كما فعلت بعض القبائل العربية .
ثم اتجه النبي ﷺ إلى "الجعرانة" لتقسيم الغنائم .
حيث كان قد ترك جميع غنائم "هوازن" والتي كانت أكبر وأعظم الغنائم في تاريخ العرب قاطبة .
وحدثت عند توزيع الغنائم بعض المواقف.....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة : المئتان *200*
*حصار الطائف .*
هربت "هوازن" ومعهم قائدهم "مالك بن عوف" إلى مدينة "الطائف" الحصينة بعد هزيمة حنين .....
واتجه النبي ﷺ لتتبع هوازن حتى يقابلهم في معركة فاصلة..
"الطائف" هي المدينة التي ذهب إليها النبي ﷺ ومعه "زيد بن حارثة" رضي الله عنه ليعرض عليهم الإسلام ....
ولكنهم رفضوا الإسلام وطردوه وأغروا به سفهاءهم وأمطروه بوابل من الحجارة والسباب .
في ذلك الوقت قال الحبيب المصطفى ﷺ لزيد بن حارثة رضي الله عنه :
*يا زيد ، إن الله جاعل لما ترى فرجاً ومخرجا ، وإن الله ناصر دينه ، ومظهر نبيه .*
وصل النبي ﷺ إلى الطائف والمسلمون يتوقعون معركة هائلة بين هذا التجمع الضخم بين الجيشين والذي لم تشهد الجزيرة العربية مثيلاً له من قبل ....
ولكن كانت المفاجأة أن تجمعت قبائل "هوازن" و رفضت الخروج لقتال المسلمين ....
واختاروا أن يمكثوا في حصونهم دون قتال بالرغم من أن أعدادهم أكثر من ضعف عدد المسلمين .
وبالرغم من أن "نساءهم وأبناءهم وأموالهم" في أيدي المسلمين ....
وكان ذلك خزيا كبيراً لهوازن وهزيمة جديدة لهم .
أمر النبي ﷺ بحصار "هوازن" وكان حصن هوازن أمنع حصون الجزيرة .
وبدأت "هوازن" في إطلاق السهام بكثافة شديدة .
يقول أحد الصحابة رضي الله عنهم "مثل الجراد"
بينما لم تكن سهام المسلمين تصل إليهم وأصيب عدد كبير من المسلمين .
فقرر النبي ﷺ تغيير مكان الجيش .
ودعا الخبير "الحباب بن المنذر" رضي الله عنه
"الحباب" الذي أشار على النبي ﷺ بتغيير مكان الجيش في "بدر"
فكان ذلك سبباً من أسباب النصر
وأشار على النبي ﷺ بتغيير مكان معسكر المسلمين أثناء حصارهم لحصن "ناعم" في "خيبر"
فقال النبي ﷺ *يا حباب انظر مكاناً مرتفعا مستأخراً عن القوم .*
فانطلق "الحباب" رضي الله عنه حتى إنتهى إلى موضع : هو الآن مكان مسجد الطائف .
وأمر النبي ﷺ بأن يتحول الجيش إلى هذا المكان .
واحتاج المسلمون لتدمير الأسوار إلى المنجنيق .
وقد عرفوا "المنجنيق" من قبل وذلك أثناء حصار "خيبر" ولكن لم يكن معهم منجنيق
فقرروا صناعة منجنيق .
وبالفعل صنعوا منجنيق تحت إشراف "سلمان الفارسي" رضي الله عنه...
كما صنعوا "دبابة" خشبية لأول مرة "وهي عبارة عن غرفة صغيرة مصنوعة من الخشب الصلب لها عجلات يختبيء عدد من الجنود تحتها ويدفعوها وهم بداخلها حتى يلتصقوا بالسور ثم يعملون بواسطة آلات الحفر الحديدية على هدم حجارة السور من المكان الذي أضعفته حجارة المنجنيق .
وكلما هدموا جزء وضعوا له دعائم خشبية حتى لا ينهار السور عليهم .
حتى إذا فرغوا من عمل فجوة متسعة دهنوا الأخشاب بشيء من الزيوت ثم اشعلوا النيران وانسحبوا بالدبابة .
فإذا احترقت الأخشاب إنهار السور مرة واحدة تاركاً فتحة كبيرة صالحة للإقتحام منها"
وبالفعل بدأ المسلمون في قذف أسوار الطائف بالمنجنيق .
وسار عدد من الجنود تحت الدبابة الخشبية واستطاع المسلمون كسر جزء من السور
كاد المسلمون يدخلون داخل أسوار الطائف .
ولكن "هوازن" فاجأت المسلمين بالقاء الحسك الشائك المُحمَّى في النار .
"وهو عبارة عن أشواك حديدية ضخمة على هيئة صليب يحمى عليها في النار ثم تلقى"
فأصيب المسلمون إصابات بالغة ولم يستطيعوا التقدم في إتجاه الحصن .
ثم أمر النبي ﷺ أن ينادي أصحابه رضي الله عنهم على هوزان :
أن أي عبد من العبيد يخرج إلى المسلمين فهو حر
فأخذ الصحابة رضي الله عنهم ينادون .
"أيما عبد نزل من الحصن وخرج إلينا فهو حر"
وكان الهدف من ذلك هو حرمان "هوازن" من طاقة هؤلاء العبيد والحصول على معلومات عسكرية من داخل الحصن .
وبالفعل بدء العبيد يفرون من الحصن وينضموا للمسملين .
ووصل عددهم إلى 23 من العبيد .
ولكن شددت "هوازن" الحراسة ومنعت هروب العبيد .
وبدء النبي ﷺ يستجوب هؤلاء العبيد .
وعلم منهم أن داخل "الطائف" طعام وشراب يكفيان أهلها لمدة سنة على الأقل .
واستمر حصار الطائف 40 يوم
استشهد فيها عدد من الصحابة رضي الله عنهم وجرح عدد كبير منهم .
وقرر النبي ﷺ في رفع الحصار عن الطائف والعودة
واستشار في ذلك بعض الصحابة رضي الله عنهم
وكان ممن استشارهم ﷺ :
نوفل بن معاوية الديلمي رضي الله عنه...
هو الذي قاد "بنو بكر" في الإعتداء على "خزاعة" منذ ثلاثة أشهر فقط .
وقتل منهم داخل الحرم
وقال له أصحابه : يا نوفل إلهك إلهك .
فرد عليهم لا إله لكم اليوم، وكانت هذه الحادثة السبب في فتح مكة...
فبعد كل هذا التاريخ الأسود مع المسلمين
فإن النبي ﷺ يقربه ويستشيره
وسنجد أنه سيأخذ بمشورته و كان هذا من حكمته صلوات ربي وسلامه عليه أن يؤلف القلوب وينزل الناس منازلهم ويستفيد منهم لصالح المسلمين .
يقول نوفل بن معاوية رضي الله عنه : يا رسول الله هم ثعلب في جحر .
إن أقمت عليه أخذته وإن تركته لم يضرك .
وصف ثقيف: بالثعالب لأنهم كانوا معرفون بين العرب بالمكر .
ومعنى "إن أقمت عليه أخذته" يعني لو صبر المسلمون على الحصار فسيفتحوا الحصن .
ولكن ترك الحصن ليس فيه أي ضرر على المسلمين لأن "هوازن" قد انكسرت شوكتها وانعدم خطرها ولن تقوم لهم قائمة بعد اليوم ....
وقرر النبي ﷺ رفع الحصار
وأمر "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه فأذن في الناس بالرحيل
فقال بعض الصحابة رضي الله عنهم نرحل ولم يفتح علينا الطائف ؟
فلم يتمسك الحبيب المصطفى ﷺ برأيه مثل كل القادة والزعماء في التاريخ كله ...
فقال لهم *فاغدوا على القتال .*
"يعني إذا كان الصباح فابدأوا القتال مرة أخرى"
فلما جاء الصباح قاتل المسلمون هذا اليوم
واصيب بعض المسلمون ببعض الجروح .
فلما انتهى اليوم قال النبي ﷺ وهو يبتسم *إنا قافلون غداً إن شاء الله .*
فقالوا : يا رسول الله ادع الله على ثقيف .
فقال لهم الحبيب نعم ابسطوا أيدكم
فبسط الصحابة رضي الله عنهم أيديهم للدعاء ...
فرفع يديه ﷺ وقال *اللهم اهد ثقيفا وائت بهم مسلمين .*
واستجاب الله تعالى لدعاء نبيه ﷺ وأسلمت ثقيف بعد أقل من عام واحد ....
لأن كل من بقي من القبائل العربية جاء بعد ذلك إلى المدينة فبايع النبي ﷺ وأسلم .
فوجدت "هوازن" أنها لا طاقة لهم بحرب كل من حولهم من العرب .
فجاء وفد منهم إلى المدينة وأسلم وحسن إسلامهم بعد ذلك .
فبرغم أنهم كانوا آخر العرب إسلاما...
فإنهم ثبتوا على الإسلام بعد وفاة النبي ﷺ ولم يرتدوا كما فعلت بعض القبائل العربية .
ثم اتجه النبي ﷺ إلى "الجعرانة" لتقسيم الغنائم .
حيث كان قد ترك جميع غنائم "هوازن" والتي كانت أكبر وأعظم الغنائم في تاريخ العرب قاطبة .
وحدثت عند توزيع الغنائم بعض المواقف.....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....