- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة العشرون بعد المئتيين *220*
*وفد عبد القيس من البحرين وإسلامهم .*
شهد له النبي ﷺ بالخير قبل أن يفدوا إلى المسجد وحتى قبل أن يراهم ...
وفد البحرين : كان يعرف "بعبد القيس" نسبة لجد لهم إسمه "عبد القيس" فنسبت القبيلة كلها إليه وكانوا يسكنون البحرين .
لم تصلهم رسل ولم يصلهم تهديد ولا جيوش فهم لم يُكرهوا على الإسلام...
وبالتحقيق في روايات كتب السير وخلاصة صحاح الحديث
قيل : أن رجلاً منهم واحد جاء إلى مكة وسمع بالإسلام .
فأتى إلى المدينة فأسلم ولم يعلم به أحد .
ثم انطلق وعرض الإسلام على قومه حين رأوا أنها قد تغيرت أحواله ...
وبدأت قصته من حجرة زوجته...
رأته يقوم في الليل يغسل أطرافه "أي يتوضأ" ثم يتجه إلى جهة معينة "الكعبة القبلة" ثم يركع ويسجد .
فذهبت وأخبرت أباها .
قالت له : إني أنكر حال بعلي منذ أن رجع من أرض الحجاز .
فإنه يقوم في الليل أو النهار يغسل أطرافه ثم يتجه إلى جهة ، ثم يحني ظهره مرتين . ويُلبس جبهته التراب .
فعندما جاء وكلمه عرف منه الإسلام...
فقبله ودعى قومه إليه فأسلموا
ثم علموا أن الوفود تأتي إلى النبي ﷺ فجمعوا منهم وفداً
هم مؤمنون ومسلمون ولكن أرادوا أن يروا النبي ﷺ ويسمعوا منه عن الإسلام
فقدموا في عام الوفود .
"إذآ الخلاصة هم مسلمون وقد تقدم إسلامهم .
لكنهم جاؤوا إلى النبي ﷺ في عام الوفود .
هذا خلاصة التحقيق من عدة كتب من السيرة وكتب الحديث .
فكانوا يعرفون بعبد القيس .
يقول الصحابة رضي الله عنهم : بينما نحن جلوس حول رسول الله ﷺ في مسجده إذ قال لنا .
*سيطلع عليكم من ها هنا وأشار بيده إلى جهة المشرق .*
*ركبٌ هم خير أهل المشرق . لم يُكرهوا على الإسلام .*
*قد أمضوا الركائب "أي حثوا في السير" وأفنوا الزاد .*
يقول الصحابة رضي الله عنهم : فلم يملك نفسه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وقال بأمي أنت وأمي ائذن لي أن أستقبلهم على أبواب المدينة ؟
"لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لهم أنهم خير أهل المشرق"
وانطلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستقبلهم على باب المدينة وكان عددهم 40 بين رجال ونساء وصبية .
فقال عمر رضي الله عنه من القوم ؟
فقالوا : عبد القيس من البحرين .
فقال: مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى ، لقد شهد لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تصلوه .
ثم سار معهم وهو يرحب بهم . حتى إذا كان عند أبواب المسجد
قال لهم عمر رضي الله عنه :
ها هنا صاحبكم فترجلوا .
أي هنا النبي ﷺ انزلوا من على رواحلكم .
يقول عمر رضي الله عنه وهو راوي الحديث كما أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده :
قال عمر رضي الله عنه . فألقوا بأنفسهم من على رواحلهم
"لم يتمهلوا أن يعقلوها ، وذلك شوقاً للحبيب المصطفى ﷺ قفزوا قفزاً من شدة اشتياقهم له"
فألقوا بأنفسهم من على رواحلهم وهرولوا إلى المسجد ، وأخذوا يقبلون رأس الحبيب المصطفى ﷺ و يديه .
إلا رجلاً واحداً ، ويعرف "بأشج عبد القيس" أما اسمه الحقيقي "عبدالله بن عوف الأشج" رضي الله عنه...
وكان يلقب "بالأشج" بسبب جرح في وجهه بليغ
فنزل عن راحلته بكل هدوء .
وجمع رواحل القوم حتى لا تسرح ها هنا . وها هنا ، ثم أناخها وعقلها .
ثم أخرج ثوبين أبيضين نظيفين
ثم غسل وجهه بالماء فذهب عنه غبار السفر ولبس الثياب النظيفة ....
ودخل المسجد بالهدوء والسكينة حتى أقبل على النبي ﷺ وانكب على رأسه يقبله ويقبل يديه
وأخذ الناس ينظرون إليه .
وكان رجلاً ليس حسن الهيئة .
"من الناحية الخلقية كان دميم البشرة والجلد فأخذ الناس ينظرون إليه هذا الذي دخل بهدوء و سكينة وليس في نظر الناس تلك الشخصية في لغة الناس اليوم"
فلما رءآهم ينظرون إليه باستغراب
قال له النبي ﷺ *إن فيك يا أشج لخلتين . يحبهما الله عز وجل ورسوله . الحلم والأناة .*
فقال . يا رسول الله تخلقتهما أم جبلني الله عليهما ؟
فقال *جبلك الله عليهما .*
فقال الأشج رضي الله عنه الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله .
فقال النبي ﷺ يخاطب الوفد *مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى .*
فلما كان يحدثهم نظر ﷺ في رجل منهم وتفرس فيه أنه غير مسلم وكان إسمه "الجارود بن بشر"
"كان نصراني على دين المسيح عليه السلام .
لم يسلم ولكنه صحب القوم ليرى النبي ﷺ أولاً ويسمع منه ثانياً .
كي يقارن بما يرى ويسمع بما عنده من علم الكتاب"
يقول الصحابة رضي الله عنهم *فما راعنا إلا والنبي ﷺ يرفع رأسه .*
*يا جارود إني أدعوك إلى لا إله إلا الله محمد رسول الله .*
ناده بلقبه المعروف في قومه والنبي صلى الله عليه وسلم لم يسألهم عن أسمائهم .
*يا جارود إن ادعوك إلى لا إله إلا الله محمد رسول الله فتدخل في دين الله .*
فقال الجارود : يا محمد إني كنت على دين .
وإني تارك ديني لدينك . أفتضمن لي ديني ؟
فقال رسول الله *إني أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه .*
*إن الدين عند الله الإسلام فهو دين عيسى وموسى ومحمد والناس أجمعين .*
فقال الجارود : والذي بعثك بالحق . لقد وجدت صفتك التي أرى الآن ونطقك الذي أسمع الآن في الإنجيل كما بشر به ابن البتول عليه السلام .
وكان "الجارود" سيد قومه في البحرين فلما عاد أسلم قومه كلهم لم يناقشوه أبداً .
وكان له أثر طيبٌ بعد وفاة النبي ﷺ إذ تسللت الردة إلى بعض الأقوام .
فلما شم "الجارود" رضي الله عنه رائحة الردة قد تقع في البحرين .
وقف وجمع قومه وجدد الشهادة
وقال . *إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله . وإن مات فإن الموت حق . وإن الله الحي الذي لا يموت .*
*أما والله من بعث محمداً بالحق . ما ارتد أحد منكم عن دينه إلا ضربت عنقه .*
[[ فمنع الردة في البحرين ]]
رضي الله عنه.....
قال الوفد : يا رسول الله إنا حي من ربيعة وإنا نأتيك شقة بعيدة
"يعني : نحن في بعد عنكم "
وإنه يحول بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر .
وإنا لا نصل إليك إلا في شهر الحرام .
فمرنا بأمر فصل ندعوا إليه من وراءنا وندخل به الجنة .
"يعني أوجز لنا شيء نفعله ونقوم به يدخلنا الجنة"
فقال لهم النبي ﷺ :
*آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع .*
*آمركم بالإيمان بالله وحده .*
*أتدرون ما الإيمان بالله . شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .*
*وإقام الصلاة . وإيتاء الزكاة . وصوم رمضان . وأن تعطوا من المغانم الخمس .*
ولم يذكر ﷺ لهم الحج لأن الحج لمن إستطاع إليه سبيلا .
*وأنهاكم عن أربع عن الدباء . والحنتم . والنقير . والمزفت .*
فقال رجل منهم : بأبي أنت وأمي يا رسول الله وما علمك بالنقير وأنت ابن الحجاز ؟
"لأن النقير كان لا يعرف إلا في منطقة البحرين"
فقال ﷺ *بلى . إنكم حين جلستم بين يدي رفع الله لي بلدكم فنظرت فيها فعلمت كل شيء .*
ماهو الدباء . والحنتم . والنقير . والمزفت .....
*الدباء ...*
فكان كل أهل الحجاز لا يعرفونه
*الدباء .* هو القرع اليابس الأصفر يشبه البطيخ يفرغ من داخله مثل ما يعمل الكوسا للحشي ، يخرجون اللب الداخلي ويضعون فيه الماء ثم ينبذون "يلقون" فيه شيء من الزبيب "عنب مجفف" أو التمر أو القطين "تين مجفف"
وما كان عندهم ثلاجات وفلاتر ماء فتعلموا هذه الطريقة .
يلقون هذه الأشياء داخل القرع المفرغ ويضعون عليه الماء لأن ماء البحرين مالحاً فيحلى الماء ، فيشربون منه ماء حلو وبارد ولكن بعضهم يضع هذا الماء فترة طويلة فيصبح مسكرا .
*الحنتم ...*
آنية كبيرة مثل الفخار يصنعونها من تراب معين يعجنونه وتبقى طينته طرية ثم يضعون عليه شيء من الدهان كي لا يرشح منها الماء و كانت تحمل فيها الخمر إلى المدينة .
*النقير ...*
جذع النخل ينقرونه ويفرغونه من الداخل ثم يضعون فيه الخمر .
*المزفت ...*
الوعاء المطلي بالزفت .
فقال الأشج رضي الله عنه يارسول الله إن بلادنا وخمة
"يعني طبيعتها الجو شديد الرطوبة".
وإذا شربنا الماء مطلقاً عظمة بطوننا ولا يستسقي أحد منا "يعني ما بتروينا الماء"
فهل رخصة لنا بمثل هذه وجمع بين كفيه كالذي يقدم حفنة .
"يعني شوي نشرب منه"
فقال النبي ﷺ وهو مبتسم إلى الأشج .
*يا أشج إني إن رخصت لكم في مثل هذه . شربتم في مثل هذه وفرد يديه .*
"يعني رح ياخدوها رخصة"
*حتى إذا قعدتم وشربتم وثملة العروق .*
"ارتوت" *قام أحدكم يتفاخر . فقام إليه ابن عمه فلطم ساقه بالسيف فجعله أعرج .*
فصاح القوم جميعا "نشهد أنك لرسول الله"
"أخبرهم ﷺ بحادثة وقعت فيهم لا أحد يعلمها"
فقام المضروب ساقه وكان مع الوفد ورفع الثوب عن ساقه
وقال : أشهد أنك رسول الله والله قد فعلت هذا . فقام ابن عمي وضرب ساقي بالسيف وها أنا أعرج عليها يا رسول الله .
وهكذا كان وفد عبد القيس من أفضل الوفود وأطيبها ....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة العشرون بعد المئتيين *220*
*وفد عبد القيس من البحرين وإسلامهم .*
شهد له النبي ﷺ بالخير قبل أن يفدوا إلى المسجد وحتى قبل أن يراهم ...
وفد البحرين : كان يعرف "بعبد القيس" نسبة لجد لهم إسمه "عبد القيس" فنسبت القبيلة كلها إليه وكانوا يسكنون البحرين .
لم تصلهم رسل ولم يصلهم تهديد ولا جيوش فهم لم يُكرهوا على الإسلام...
وبالتحقيق في روايات كتب السير وخلاصة صحاح الحديث
قيل : أن رجلاً منهم واحد جاء إلى مكة وسمع بالإسلام .
فأتى إلى المدينة فأسلم ولم يعلم به أحد .
ثم انطلق وعرض الإسلام على قومه حين رأوا أنها قد تغيرت أحواله ...
وبدأت قصته من حجرة زوجته...
رأته يقوم في الليل يغسل أطرافه "أي يتوضأ" ثم يتجه إلى جهة معينة "الكعبة القبلة" ثم يركع ويسجد .
فذهبت وأخبرت أباها .
قالت له : إني أنكر حال بعلي منذ أن رجع من أرض الحجاز .
فإنه يقوم في الليل أو النهار يغسل أطرافه ثم يتجه إلى جهة ، ثم يحني ظهره مرتين . ويُلبس جبهته التراب .
فعندما جاء وكلمه عرف منه الإسلام...
فقبله ودعى قومه إليه فأسلموا
ثم علموا أن الوفود تأتي إلى النبي ﷺ فجمعوا منهم وفداً
هم مؤمنون ومسلمون ولكن أرادوا أن يروا النبي ﷺ ويسمعوا منه عن الإسلام
فقدموا في عام الوفود .
"إذآ الخلاصة هم مسلمون وقد تقدم إسلامهم .
لكنهم جاؤوا إلى النبي ﷺ في عام الوفود .
هذا خلاصة التحقيق من عدة كتب من السيرة وكتب الحديث .
فكانوا يعرفون بعبد القيس .
يقول الصحابة رضي الله عنهم : بينما نحن جلوس حول رسول الله ﷺ في مسجده إذ قال لنا .
*سيطلع عليكم من ها هنا وأشار بيده إلى جهة المشرق .*
*ركبٌ هم خير أهل المشرق . لم يُكرهوا على الإسلام .*
*قد أمضوا الركائب "أي حثوا في السير" وأفنوا الزاد .*
يقول الصحابة رضي الله عنهم : فلم يملك نفسه عمر بن الخطاب رضي الله عنه
وقال بأمي أنت وأمي ائذن لي أن أستقبلهم على أبواب المدينة ؟
"لأن النبي صلى الله عليه وسلم شهد لهم أنهم خير أهل المشرق"
وانطلق عمر بن الخطاب رضي الله عنه واستقبلهم على باب المدينة وكان عددهم 40 بين رجال ونساء وصبية .
فقال عمر رضي الله عنه من القوم ؟
فقالوا : عبد القيس من البحرين .
فقال: مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى ، لقد شهد لكم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن تصلوه .
ثم سار معهم وهو يرحب بهم . حتى إذا كان عند أبواب المسجد
قال لهم عمر رضي الله عنه :
ها هنا صاحبكم فترجلوا .
أي هنا النبي ﷺ انزلوا من على رواحلكم .
يقول عمر رضي الله عنه وهو راوي الحديث كما أخرجه الإمام أحمد رحمه الله في مسنده :
قال عمر رضي الله عنه . فألقوا بأنفسهم من على رواحلهم
"لم يتمهلوا أن يعقلوها ، وذلك شوقاً للحبيب المصطفى ﷺ قفزوا قفزاً من شدة اشتياقهم له"
فألقوا بأنفسهم من على رواحلهم وهرولوا إلى المسجد ، وأخذوا يقبلون رأس الحبيب المصطفى ﷺ و يديه .
إلا رجلاً واحداً ، ويعرف "بأشج عبد القيس" أما اسمه الحقيقي "عبدالله بن عوف الأشج" رضي الله عنه...
وكان يلقب "بالأشج" بسبب جرح في وجهه بليغ
فنزل عن راحلته بكل هدوء .
وجمع رواحل القوم حتى لا تسرح ها هنا . وها هنا ، ثم أناخها وعقلها .
ثم أخرج ثوبين أبيضين نظيفين
ثم غسل وجهه بالماء فذهب عنه غبار السفر ولبس الثياب النظيفة ....
ودخل المسجد بالهدوء والسكينة حتى أقبل على النبي ﷺ وانكب على رأسه يقبله ويقبل يديه
وأخذ الناس ينظرون إليه .
وكان رجلاً ليس حسن الهيئة .
"من الناحية الخلقية كان دميم البشرة والجلد فأخذ الناس ينظرون إليه هذا الذي دخل بهدوء و سكينة وليس في نظر الناس تلك الشخصية في لغة الناس اليوم"
فلما رءآهم ينظرون إليه باستغراب
قال له النبي ﷺ *إن فيك يا أشج لخلتين . يحبهما الله عز وجل ورسوله . الحلم والأناة .*
فقال . يا رسول الله تخلقتهما أم جبلني الله عليهما ؟
فقال *جبلك الله عليهما .*
فقال الأشج رضي الله عنه الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله .
فقال النبي ﷺ يخاطب الوفد *مرحباً بالقوم غير خزايا ولا ندامى .*
فلما كان يحدثهم نظر ﷺ في رجل منهم وتفرس فيه أنه غير مسلم وكان إسمه "الجارود بن بشر"
"كان نصراني على دين المسيح عليه السلام .
لم يسلم ولكنه صحب القوم ليرى النبي ﷺ أولاً ويسمع منه ثانياً .
كي يقارن بما يرى ويسمع بما عنده من علم الكتاب"
يقول الصحابة رضي الله عنهم *فما راعنا إلا والنبي ﷺ يرفع رأسه .*
*يا جارود إني أدعوك إلى لا إله إلا الله محمد رسول الله .*
ناده بلقبه المعروف في قومه والنبي صلى الله عليه وسلم لم يسألهم عن أسمائهم .
*يا جارود إن ادعوك إلى لا إله إلا الله محمد رسول الله فتدخل في دين الله .*
فقال الجارود : يا محمد إني كنت على دين .
وإني تارك ديني لدينك . أفتضمن لي ديني ؟
فقال رسول الله *إني أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه .*
*إن الدين عند الله الإسلام فهو دين عيسى وموسى ومحمد والناس أجمعين .*
فقال الجارود : والذي بعثك بالحق . لقد وجدت صفتك التي أرى الآن ونطقك الذي أسمع الآن في الإنجيل كما بشر به ابن البتول عليه السلام .
وكان "الجارود" سيد قومه في البحرين فلما عاد أسلم قومه كلهم لم يناقشوه أبداً .
وكان له أثر طيبٌ بعد وفاة النبي ﷺ إذ تسللت الردة إلى بعض الأقوام .
فلما شم "الجارود" رضي الله عنه رائحة الردة قد تقع في البحرين .
وقف وجمع قومه وجدد الشهادة
وقال . *إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله . وإن مات فإن الموت حق . وإن الله الحي الذي لا يموت .*
*أما والله من بعث محمداً بالحق . ما ارتد أحد منكم عن دينه إلا ضربت عنقه .*
[[ فمنع الردة في البحرين ]]
رضي الله عنه.....
قال الوفد : يا رسول الله إنا حي من ربيعة وإنا نأتيك شقة بعيدة
"يعني : نحن في بعد عنكم "
وإنه يحول بيننا وبينك هذا الحي من كفار مضر .
وإنا لا نصل إليك إلا في شهر الحرام .
فمرنا بأمر فصل ندعوا إليه من وراءنا وندخل به الجنة .
"يعني أوجز لنا شيء نفعله ونقوم به يدخلنا الجنة"
فقال لهم النبي ﷺ :
*آمركم بأربع وأنهاكم عن أربع .*
*آمركم بالإيمان بالله وحده .*
*أتدرون ما الإيمان بالله . شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله .*
*وإقام الصلاة . وإيتاء الزكاة . وصوم رمضان . وأن تعطوا من المغانم الخمس .*
ولم يذكر ﷺ لهم الحج لأن الحج لمن إستطاع إليه سبيلا .
*وأنهاكم عن أربع عن الدباء . والحنتم . والنقير . والمزفت .*
فقال رجل منهم : بأبي أنت وأمي يا رسول الله وما علمك بالنقير وأنت ابن الحجاز ؟
"لأن النقير كان لا يعرف إلا في منطقة البحرين"
فقال ﷺ *بلى . إنكم حين جلستم بين يدي رفع الله لي بلدكم فنظرت فيها فعلمت كل شيء .*
ماهو الدباء . والحنتم . والنقير . والمزفت .....
*الدباء ...*
فكان كل أهل الحجاز لا يعرفونه
*الدباء .* هو القرع اليابس الأصفر يشبه البطيخ يفرغ من داخله مثل ما يعمل الكوسا للحشي ، يخرجون اللب الداخلي ويضعون فيه الماء ثم ينبذون "يلقون" فيه شيء من الزبيب "عنب مجفف" أو التمر أو القطين "تين مجفف"
وما كان عندهم ثلاجات وفلاتر ماء فتعلموا هذه الطريقة .
يلقون هذه الأشياء داخل القرع المفرغ ويضعون عليه الماء لأن ماء البحرين مالحاً فيحلى الماء ، فيشربون منه ماء حلو وبارد ولكن بعضهم يضع هذا الماء فترة طويلة فيصبح مسكرا .
*الحنتم ...*
آنية كبيرة مثل الفخار يصنعونها من تراب معين يعجنونه وتبقى طينته طرية ثم يضعون عليه شيء من الدهان كي لا يرشح منها الماء و كانت تحمل فيها الخمر إلى المدينة .
*النقير ...*
جذع النخل ينقرونه ويفرغونه من الداخل ثم يضعون فيه الخمر .
*المزفت ...*
الوعاء المطلي بالزفت .
فقال الأشج رضي الله عنه يارسول الله إن بلادنا وخمة
"يعني طبيعتها الجو شديد الرطوبة".
وإذا شربنا الماء مطلقاً عظمة بطوننا ولا يستسقي أحد منا "يعني ما بتروينا الماء"
فهل رخصة لنا بمثل هذه وجمع بين كفيه كالذي يقدم حفنة .
"يعني شوي نشرب منه"
فقال النبي ﷺ وهو مبتسم إلى الأشج .
*يا أشج إني إن رخصت لكم في مثل هذه . شربتم في مثل هذه وفرد يديه .*
"يعني رح ياخدوها رخصة"
*حتى إذا قعدتم وشربتم وثملة العروق .*
"ارتوت" *قام أحدكم يتفاخر . فقام إليه ابن عمه فلطم ساقه بالسيف فجعله أعرج .*
فصاح القوم جميعا "نشهد أنك لرسول الله"
"أخبرهم ﷺ بحادثة وقعت فيهم لا أحد يعلمها"
فقام المضروب ساقه وكان مع الوفد ورفع الثوب عن ساقه
وقال : أشهد أنك رسول الله والله قد فعلت هذا . فقام ابن عمي وضرب ساقي بالسيف وها أنا أعرج عليها يا رسول الله .
وهكذا كان وفد عبد القيس من أفضل الوفود وأطيبها ....
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....