- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة السادسة والثلاثون بعد المئتيين *236* .
*هول الفاجعة وموقف الصحابة رضي الله عنهم*
إبنته فاطمة رضي الله عنها : يا أبتاه... أجاب ربا دعاه... يا أبتاه جنة الفردوس مأواه... يا أبتاه إلى جبريل ننعاه....
فلما دفن صلى الله عليه وسلم قالت رضي الله عنها.. لأنس رضي الله عنه : كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟!
فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا وهو يحكم جزيرة العرب... ويرهبه ملوك الدنيا ويفديه الصحابة رضي الله عنهم بنفوسهم وأولادهم وأموالهم....
وما ترك عند موته صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً ولا عبدآ ولا أمة ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضآ جعلها صدقة...
وتوفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير..
وكان صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة....
يقول أنس رضي الله عنه : كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء..
فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء....
وبكت أم أيمن رضي الله عنها فقيل لها : ما يبكيك على النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالَت : إني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيموت ولكن إنما أبكي على الوحي الذي رفع عنا.
قال ابن رجبٍ رحمه الله : ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطرب المسلمون :
فمنهم من دهش فخولط....
ومنهم من أقعد فلم يطق القيام...
ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام....
ومنهم من أنكر موته بالكلية....
فارتفع أصوات أزواجه بالبكاء
وتسرب هذا الخبر الفادح إلى المدينة بسرعة مذهلة
فكان الصحابة في حالٍ لا يعلمه إلا الله وحده
في دهشة عظيمة لا يعلمها إلا الحي القيوم .
وقفوا في دهشة وحيرة وهم بين مصدقٍ ومكذب .
ضجت المدينة كلها بالأصوات والبكاء كأنه ضجيج الحجيج في منىً .
ورفع عمر بن الخطاب سيفه وهو يقول : والله ما مات رسول الله .
لقد ذهب إلى لقاء ربه كما ذهب موسى إلى لقاء الله وغاب عن قومه أربعين يوماً وعاد مرة ثانية .....
فانطلق رجل في طلب "أبي بكر الصديق رضي الله عنه " فوجده على راحلته قريب من مزرعته
فقال له : يا أبا بكر الصديق رضي الله عنه ارجع فقد قبض رسول الله ..
فرجع ابو بكر مسرعاً ودخل المسجد فوجد الناس تبكي وعمر رضي الله عنه يهدد ويتوعد والسيف في يده .
فلم يلتفت إليه ولم يكلمه
ودخل إلى بيت ابنته عائشة رضي الله عنها فوجد أزواج النبي ﷺ حوله يبكون ....
وأم سلمة رضي الله عنها تنادي بأعلى صوتها وااا نبياه لقد انقطع عنا خبر السماء .
فلا ربط بين السماء والأرض . فعلى من ينزل جبريل ؟؟
فلما دخل الصديق افسحوا له المكان ....
فأتى جسد النبي ﷺ وهو مسجاً ببرد يماني .
فأماط البرد عن وجهه وجثا على ركبته أمام الحبيب ثم نظر إليه .
ووضع يده على صدغيه وقبَّلهُ بين عينيه وخديه وهو يبكي .
وقال . بأبي وأمي ما أطيبك حياً وميتاً
والله لا يجمع الله عليك موتتين
أما الموتة التي قد كتبها الله عليك فها أنت قد متها .
ثم أجهش بالبكاء رضي الله عنه
ثم غطى وجهه ببرده ثم خرج إلى الناس .
خرج الصديق مطأطيء الرأس .
فوجد "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه لا يزال في ثورته وغضبه وهو يصرخ
ويقول : من قال بأن محمداً قد مات لأعلونه بسيفي هذا .
"والناس يسمعون عمر رضي الله عنه ويتمنون صدقه"
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه على رسلك يا عمر رضي الله عنه...
"وما زال عمر رضي الله عنه يهدد ومشرعاً سيفه وهو يقسم من قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات ليضربن عنقه"
قال . على رسلك يا عمر
"فلم يسكت عمر"
قال . اجلس يا عمر .
"وعمر يأبى إلا أن يتكلم"
فتركه ومشى إلى المنبر ورقى منه درجة واحدة .
ثم قال بأعلى صوته . الحمد لله
فلما سمع الناس أبا بكر الصديق رضي الله عنه تركوا عمر وأقبلوا على أبي بكر الصديق رضي الله عنه...
وقال . أيها الناس ، أيها الناس .
"فتجمع الناس حوله"
أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات .
ومن كان يعبد "الله" فإن الله حيٌ لا يموت .
ثم تلا قول الله جل وعلا
*وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ .*
يقول الصحابة بعدما سمعوا الآية والذي بعثه بالحق وكأننا أول مرة نسمع هذه الآية وغابت عنا أنها من القرآن .
"مع أنها نزلت قبل هذا التاريخ بسبع سنوات"
فأخذنا نتلوها والبكاء يغلبنا ونحن نقول ونردد .
*وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل ....*
ثم نظرنا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن سمعها فإذا بالسيف يسقط من يده إلى الأرض .
ثم وقف وكأن الأرض تدور به لا يدري أين يوجه وجهه ؟
وما راعنا إلا و "عمر" يسقط على الأرض وقد أغمي عليه .
يقول الصحابة رضي الله عنهم فأخذنا نرش عليه الماء حتى أفاق رضي الله عنه ....
فلما أفاق قال .
والله الذي لا إله إلا هو . ما ظننت أن رسول يموت وغابت عني هذه الآية .
وجلس الناس بالمسجد وعلا بكائهم ...
وكانت المدينة قد امتلأت بالناس عندما علموا بمرض النبي ﷺ
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ارسلوا لإخوانكم خارج المدينة أن قد قبض رسول الله
فليحضروا إلى دفنه والصلاة عليه ...
وأرسل إلى جيش "أسامة رضي الله عنه " وكان بالجرف فرجع الجيش كله .
وغرس أسامة رضي الله عنه لواء الجيش على باب المسجد وكان تعداد الجيش 3000 .
رجعوا ليحضروا الصلاة على نبيهم ﷺ .
وجلس الناس وقد ذهلوا وغاب وعيهم .
أما علي رضي الله عنه فقد كسح لم تحمله رجلاه إلى اليوم الثاني ....
وكان عثمان رضي الله عنه قد خرس فلم يتكلم ولا كلمة إلا بعد وفاة النبي ﷺ بثلاثة أيام .
وأخذت الوفود تفد إلى المدينة حتى غصت بهم المدينة .
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة السادسة والثلاثون بعد المئتيين *236* .
*هول الفاجعة وموقف الصحابة رضي الله عنهم*
إبنته فاطمة رضي الله عنها : يا أبتاه... أجاب ربا دعاه... يا أبتاه جنة الفردوس مأواه... يا أبتاه إلى جبريل ننعاه....
فلما دفن صلى الله عليه وسلم قالت رضي الله عنها.. لأنس رضي الله عنه : كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟!
فارق رسول الله صلى الله عليه وسلم الدنيا وهو يحكم جزيرة العرب... ويرهبه ملوك الدنيا ويفديه الصحابة رضي الله عنهم بنفوسهم وأولادهم وأموالهم....
وما ترك عند موته صلى الله عليه وسلم ديناراً ولا درهماً ولا عبدآ ولا أمة ولا شيئاً إلا بغلته البيضاء وسلاحه وأرضآ جعلها صدقة...
وتوفي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير..
وكان صلى الله عليه وسلم ثلاث وستون سنة....
يقول أنس رضي الله عنه : كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شيء..
فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء....
وبكت أم أيمن رضي الله عنها فقيل لها : ما يبكيك على النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالَت : إني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيموت ولكن إنما أبكي على الوحي الذي رفع عنا.
قال ابن رجبٍ رحمه الله : ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم اضطرب المسلمون :
فمنهم من دهش فخولط....
ومنهم من أقعد فلم يطق القيام...
ومنهم من اعتقل لسانه فلم يطق الكلام....
ومنهم من أنكر موته بالكلية....
فارتفع أصوات أزواجه بالبكاء
وتسرب هذا الخبر الفادح إلى المدينة بسرعة مذهلة
فكان الصحابة في حالٍ لا يعلمه إلا الله وحده
في دهشة عظيمة لا يعلمها إلا الحي القيوم .
وقفوا في دهشة وحيرة وهم بين مصدقٍ ومكذب .
ضجت المدينة كلها بالأصوات والبكاء كأنه ضجيج الحجيج في منىً .
ورفع عمر بن الخطاب سيفه وهو يقول : والله ما مات رسول الله .
لقد ذهب إلى لقاء ربه كما ذهب موسى إلى لقاء الله وغاب عن قومه أربعين يوماً وعاد مرة ثانية .....
فانطلق رجل في طلب "أبي بكر الصديق رضي الله عنه " فوجده على راحلته قريب من مزرعته
فقال له : يا أبا بكر الصديق رضي الله عنه ارجع فقد قبض رسول الله ..
فرجع ابو بكر مسرعاً ودخل المسجد فوجد الناس تبكي وعمر رضي الله عنه يهدد ويتوعد والسيف في يده .
فلم يلتفت إليه ولم يكلمه
ودخل إلى بيت ابنته عائشة رضي الله عنها فوجد أزواج النبي ﷺ حوله يبكون ....
وأم سلمة رضي الله عنها تنادي بأعلى صوتها وااا نبياه لقد انقطع عنا خبر السماء .
فلا ربط بين السماء والأرض . فعلى من ينزل جبريل ؟؟
فلما دخل الصديق افسحوا له المكان ....
فأتى جسد النبي ﷺ وهو مسجاً ببرد يماني .
فأماط البرد عن وجهه وجثا على ركبته أمام الحبيب ثم نظر إليه .
ووضع يده على صدغيه وقبَّلهُ بين عينيه وخديه وهو يبكي .
وقال . بأبي وأمي ما أطيبك حياً وميتاً
والله لا يجمع الله عليك موتتين
أما الموتة التي قد كتبها الله عليك فها أنت قد متها .
ثم أجهش بالبكاء رضي الله عنه
ثم غطى وجهه ببرده ثم خرج إلى الناس .
خرج الصديق مطأطيء الرأس .
فوجد "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه لا يزال في ثورته وغضبه وهو يصرخ
ويقول : من قال بأن محمداً قد مات لأعلونه بسيفي هذا .
"والناس يسمعون عمر رضي الله عنه ويتمنون صدقه"
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه على رسلك يا عمر رضي الله عنه...
"وما زال عمر رضي الله عنه يهدد ومشرعاً سيفه وهو يقسم من قال أن النبي صلى الله عليه وسلم قد مات ليضربن عنقه"
قال . على رسلك يا عمر
"فلم يسكت عمر"
قال . اجلس يا عمر .
"وعمر يأبى إلا أن يتكلم"
فتركه ومشى إلى المنبر ورقى منه درجة واحدة .
ثم قال بأعلى صوته . الحمد لله
فلما سمع الناس أبا بكر الصديق رضي الله عنه تركوا عمر وأقبلوا على أبي بكر الصديق رضي الله عنه...
وقال . أيها الناس ، أيها الناس .
"فتجمع الناس حوله"
أيها الناس من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات .
ومن كان يعبد "الله" فإن الله حيٌ لا يموت .
ثم تلا قول الله جل وعلا
*وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ .*
يقول الصحابة بعدما سمعوا الآية والذي بعثه بالحق وكأننا أول مرة نسمع هذه الآية وغابت عنا أنها من القرآن .
"مع أنها نزلت قبل هذا التاريخ بسبع سنوات"
فأخذنا نتلوها والبكاء يغلبنا ونحن نقول ونردد .
*وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُل ....*
ثم نظرنا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد أن سمعها فإذا بالسيف يسقط من يده إلى الأرض .
ثم وقف وكأن الأرض تدور به لا يدري أين يوجه وجهه ؟
وما راعنا إلا و "عمر" يسقط على الأرض وقد أغمي عليه .
يقول الصحابة رضي الله عنهم فأخذنا نرش عليه الماء حتى أفاق رضي الله عنه ....
فلما أفاق قال .
والله الذي لا إله إلا هو . ما ظننت أن رسول يموت وغابت عني هذه الآية .
وجلس الناس بالمسجد وعلا بكائهم ...
وكانت المدينة قد امتلأت بالناس عندما علموا بمرض النبي ﷺ
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه ارسلوا لإخوانكم خارج المدينة أن قد قبض رسول الله
فليحضروا إلى دفنه والصلاة عليه ...
وأرسل إلى جيش "أسامة رضي الله عنه " وكان بالجرف فرجع الجيش كله .
وغرس أسامة رضي الله عنه لواء الجيش على باب المسجد وكان تعداد الجيش 3000 .
رجعوا ليحضروا الصلاة على نبيهم ﷺ .
وجلس الناس وقد ذهلوا وغاب وعيهم .
أما علي رضي الله عنه فقد كسح لم تحمله رجلاه إلى اليوم الثاني ....
وكان عثمان رضي الله عنه قد خرس فلم يتكلم ولا كلمة إلا بعد وفاة النبي ﷺ بثلاثة أيام .
وأخذت الوفود تفد إلى المدينة حتى غصت بهم المدينة .
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....