- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثامنة والستون
*بداية الهجرة . أم سلمة .*
رضي الله عنها.
رجعت قريش تنهال على المستضعفين في مكة بالتعذيب بعد أن إكتشفوا أن بين محمد ﷺ والخزرج أهل يثرب مبايعة و إتفاق .
فقال ﷺ لأصحابه رضي الله عنهم وقد رأى رؤيا في المنام .
أن أصحابه قد هاجروا إلى أرض سبخة.
"والسبخة هي الأرض المالحة" بين حرتين ذات نخيل .
"النبي صلى الله عليه وسلم يرى رؤيا في المنام .
وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"
فخرج إلى أصحابه مسرور .
وقال : قد أٌوريت دار هجرتكم . أرض سبخة ذات نخيل بين حرتين لا أرها إلا يثرب .
فإنطلقوا إليها .
فأخذ أصحابه يهاجرون جماعات وأفراد إلى المدينة المنورة .
فكان أول من هاجر من الصحابة "أبو سلمة وأم سلمة رضي الله عنهما"
تقول أم سلمة كما روى البخاري :
ما أعلم أهل بيت من المؤمنين أدخل الله عليهم من البلاء ما أدخل علينا .
"لنعرف قيمة هذا الدين يا أحباب المصطفى ﷺ .
لتعرفوا عزة هذا الدين وكم كان غاليآ في قلوب الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله.
*رزقنا الله الإقتداء بهم والسير على نهجهم*
بعض القصص لهجرة الصحابة رضوان الله عليهم .
ونبدأ مع قصة *أم سلمة رضي الله عنها .*
أراد أبو سلمة الخروج
فجاء ببعير وأركب زوجته وكان معهم ولدهم سلمة صبي دون التميز يعني بين الرابعة والخامسة من العمر .
ثم قام يمشي يقود بعيره فرآه أهل أم سلمة .
فقالوا : يا أبا سلمة ..
أما نفسك فقد غلبتنا عليها .
وأما إبنتنا هذه فلا واللات لا ندعها لك تذهب بها في الأرض مشرقاً ومغرباً .
بالأمس هاجرت بها إلى الحبشة واليوم لا ندري أين تذهب بها ..
أنت حر في نفسك . أما إبنتنا فدعها لنا .
فأخذوا حبل البعير من يده ثم أخذوا أم سلمة بنتهم وولدها .
ولم يلتفت أبو سلمة لأن المقاومة لا تصلح في ذلك الوقت ولم يؤمر الصحابة بالدفاع عن أنفسهم بعد .
ترك زوجته والولد ومضى في طريقه يمشي على قدميه متجه إلى يثرب .
"كونوا معي مع أم سلمة وهي أم المؤمنين وزوجة النبي ﷺ فيما بعد"
لما استشهد زوجها أبو سلمة بعد أحد في حمراء الأسد متأثر بجراحه .
تزوجها ﷺ وضمها تحت رعايته في بيت النبوة .
تقول أم سلمة : إنطلق أبو سلمة إلى يثرب مهاجر .
قالت : فلما رأى أهل زوجي أبو سلمة ما فعل أهلي أخذتهم الحمية .
فقالوا : أنتم أخذتم إبنتكم من إبننا . فو اللات والعزة لا ندع لكم الولد عندكم نحن أولى به .
تقول : فأخذوا ولدي مني فصرخت وآ ولداه .
قالت : فهمّ أهلي أن يأخذوا الولد لي .
فتجاذبته العشيرتين أهلي يريدونه لي وأهل أبو سلمة يريدون أن يأخذوه لأنه إبنهم
فهؤلاء يجذبون وهؤلاء يجذبون حتى خلعوا يد الصبي والأم تنظر .
خلعت يد سلمة وهو بين الرابعة أوالخامسة من العمر
"لا يحتمل شد الرجال"
قالت : وغلب أهل أبي سلمة فأخذوه فأصبح ولدي مخلوعة يده عند أهل أبيه لا أعلم من يرعاه .
وأنا محجوزة عند أهلي .
وزوجي قد هاجر إلى يثرب لا يعلم من أمرنا شيء .
فأصبحت أذهب كل صباح إلى أبطح مكة أبكي ولدي وزوجي .
وقد أمضيت على ذلك بضعة أشهر .
"وبعض الروايات تقول سنة كاملة كانت على هذا الحال"
حتى وقف يوماً أمامي إبن عم لي فبكى لبكائي .
"لأنها مفجوعة بولدها وزوجها"
فقال : إلى متى هذا لا بد من مخرج .
ومضى واثق الخطوة إلى قومه .
وقال : ألا تشفقون على هذه المسكينة إلى متى تحرمونها من ولدها وزوجها .
فغلبهم على الأمر حتى سمحوا لي بالخروج .
فلما علم أهل أبي سلمة أن أهلي سمحوا لي بالخروج ردوا علي ولدي .
قالت : فوضعت ولدي في حجري وأخذت بعيري وجلست عليه .
فقالوا لي : مهلاً حتى تجدي قافلة وتصحبيها .
فقلت : لا..... قد لين الله قلوبكم اليوم .
فلا أدري ماذا يكون غدا .
أرحل إلى زوجي اليوم قبل الغد .
قالت : وإنطلقت لا أدري أين يثرب تقع ؟
ولا يرافقني أحد لا من أهلي ولا من أهل زوجي .
قالت : حتى إذا كنت بالتنعيم قابلني "عثمان بن أبي طلحة"
وسبحان الله.
عثمان هذا قتل أبوه وإخوته الأربعة وعمه يوم أحد وكانوا في صف قريش .
ولم يقتل هو ورزقه الله الإسلام لأن له سابقة خير .
وأنظروا "من صنع معروف كافأه الله به"
قالت : لقيني عثمان بن أبي طلحة .
فقال : إلى أين يا إبنت زاد الركب.
وأم سلمة إسمها "هند بنت زاد الركب ."
لُقب أبوها بزاد الركب لكرمه على القوافل .
كان إذا خرج في قافلة لا يسمح لأحد أن يأكل من زاده أو ينفق على نفسه أبداً .
فكان مصروف الركب كله عليه لذلك سمي "زاد الركب" هند هذه بنته أم سلمة .
قال : إلى أين يا إبنت زاد الركب ؟
قالت : ألحق بزوجي حيث يسكن في يثرب.
فقال : ألا يصحبك أحد ؟
قالت : لا أحد إلا الله "انظروا ما أجمل الإيمان"
فقال : مالي بهذا مترك .
قالت : فتقدم وأخذ حبل البعير ومشى على رجليه يقود بعيري .
فلا والله ما رأيت رجل كان أكرم منه في صحبه ولا أجَلَّ خلقا .
تمدحه قبل أن يسلم .
ولأنه له سابقة خير ساق الله له الإسلام وأسلم فيما بعد من بين كل أهله .
قالت : كان يمشي بي بالبعير حتى إذا رأى وقت الراحة قد وجب .
أجلس البعير عند شجرة ثم إبتعد عني حتى أنزل عن البعير
فإذا نزلت رجع وأخذ البعير إلى بعيد وربطه في شجرة .
ثم إبتعد عني واضجع وأعطاني ظهره حتى آخذ راحتي .
قالت : حتى إذا رأى أننا إسترحنا وحان وقت الرحيل صفق بيده .
وقال : يا إبنت زاد الركب أقدم لك البعير "يعني إستعدي"
حتى إذا جلست ووضعت ولدي بحجري . جاء وأنهض البعير ومشى .
فما زال يصنع بي ذلك حتى أوصلني من مكة إلى يثرب "
قالت : فلما إقتربنا ورأى نخيل يثرب .
قال . يا أم سلمة إن زوجك في هذه القرية وقد أبلغتك مأمنك .
فإنطلقي راشدة .
فترك بعيري ثم وقف ينظر حتى دخلت في نخيل قباء ثم رجع ماشياً على قدميه .
هل رأيتم عثمان بن طلحة رضي الله عنه ؟
كان مشرك وتأخر اسلامه إلى قبل فتح مكة بقليل .
فعل كل هذا وقطع مسافة 500 كيلو ذهاباً و 500 كيلو اياباً وهو مشرك .
هذه أخلاق العرب وهم على الشرك .
تقول أم سلمة : فلما وصلت وعلم أبو سلمة من أوصلني أثنى عليه بخير .
ولما جاء النبي ﷺ إلى المدينة وعلم بأمرنا وما حدث معنا .
وما زالت يد الولد مخلوعة يعني مخلوعة من الكتف متدلية تعطلت عن الحركة مضى عليها أشهر"
فأمسك ﷺ يد الصبي ووضعها مكانها .
وبل يده بريقه ﷺ ومسح عليها فعادت يد الصبي أفضل مما كانت .
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....
الحلقة الثامنة والستون
*بداية الهجرة . أم سلمة .*
رضي الله عنها.
رجعت قريش تنهال على المستضعفين في مكة بالتعذيب بعد أن إكتشفوا أن بين محمد ﷺ والخزرج أهل يثرب مبايعة و إتفاق .
فقال ﷺ لأصحابه رضي الله عنهم وقد رأى رؤيا في المنام .
أن أصحابه قد هاجروا إلى أرض سبخة.
"والسبخة هي الأرض المالحة" بين حرتين ذات نخيل .
"النبي صلى الله عليه وسلم يرى رؤيا في المنام .
وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى"
فخرج إلى أصحابه مسرور .
وقال : قد أٌوريت دار هجرتكم . أرض سبخة ذات نخيل بين حرتين لا أرها إلا يثرب .
فإنطلقوا إليها .
فأخذ أصحابه يهاجرون جماعات وأفراد إلى المدينة المنورة .
فكان أول من هاجر من الصحابة "أبو سلمة وأم سلمة رضي الله عنهما"
تقول أم سلمة كما روى البخاري :
ما أعلم أهل بيت من المؤمنين أدخل الله عليهم من البلاء ما أدخل علينا .
"لنعرف قيمة هذا الدين يا أحباب المصطفى ﷺ .
لتعرفوا عزة هذا الدين وكم كان غاليآ في قلوب الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله.
*رزقنا الله الإقتداء بهم والسير على نهجهم*
بعض القصص لهجرة الصحابة رضوان الله عليهم .
ونبدأ مع قصة *أم سلمة رضي الله عنها .*
أراد أبو سلمة الخروج
فجاء ببعير وأركب زوجته وكان معهم ولدهم سلمة صبي دون التميز يعني بين الرابعة والخامسة من العمر .
ثم قام يمشي يقود بعيره فرآه أهل أم سلمة .
فقالوا : يا أبا سلمة ..
أما نفسك فقد غلبتنا عليها .
وأما إبنتنا هذه فلا واللات لا ندعها لك تذهب بها في الأرض مشرقاً ومغرباً .
بالأمس هاجرت بها إلى الحبشة واليوم لا ندري أين تذهب بها ..
أنت حر في نفسك . أما إبنتنا فدعها لنا .
فأخذوا حبل البعير من يده ثم أخذوا أم سلمة بنتهم وولدها .
ولم يلتفت أبو سلمة لأن المقاومة لا تصلح في ذلك الوقت ولم يؤمر الصحابة بالدفاع عن أنفسهم بعد .
ترك زوجته والولد ومضى في طريقه يمشي على قدميه متجه إلى يثرب .
"كونوا معي مع أم سلمة وهي أم المؤمنين وزوجة النبي ﷺ فيما بعد"
لما استشهد زوجها أبو سلمة بعد أحد في حمراء الأسد متأثر بجراحه .
تزوجها ﷺ وضمها تحت رعايته في بيت النبوة .
تقول أم سلمة : إنطلق أبو سلمة إلى يثرب مهاجر .
قالت : فلما رأى أهل زوجي أبو سلمة ما فعل أهلي أخذتهم الحمية .
فقالوا : أنتم أخذتم إبنتكم من إبننا . فو اللات والعزة لا ندع لكم الولد عندكم نحن أولى به .
تقول : فأخذوا ولدي مني فصرخت وآ ولداه .
قالت : فهمّ أهلي أن يأخذوا الولد لي .
فتجاذبته العشيرتين أهلي يريدونه لي وأهل أبو سلمة يريدون أن يأخذوه لأنه إبنهم
فهؤلاء يجذبون وهؤلاء يجذبون حتى خلعوا يد الصبي والأم تنظر .
خلعت يد سلمة وهو بين الرابعة أوالخامسة من العمر
"لا يحتمل شد الرجال"
قالت : وغلب أهل أبي سلمة فأخذوه فأصبح ولدي مخلوعة يده عند أهل أبيه لا أعلم من يرعاه .
وأنا محجوزة عند أهلي .
وزوجي قد هاجر إلى يثرب لا يعلم من أمرنا شيء .
فأصبحت أذهب كل صباح إلى أبطح مكة أبكي ولدي وزوجي .
وقد أمضيت على ذلك بضعة أشهر .
"وبعض الروايات تقول سنة كاملة كانت على هذا الحال"
حتى وقف يوماً أمامي إبن عم لي فبكى لبكائي .
"لأنها مفجوعة بولدها وزوجها"
فقال : إلى متى هذا لا بد من مخرج .
ومضى واثق الخطوة إلى قومه .
وقال : ألا تشفقون على هذه المسكينة إلى متى تحرمونها من ولدها وزوجها .
فغلبهم على الأمر حتى سمحوا لي بالخروج .
فلما علم أهل أبي سلمة أن أهلي سمحوا لي بالخروج ردوا علي ولدي .
قالت : فوضعت ولدي في حجري وأخذت بعيري وجلست عليه .
فقالوا لي : مهلاً حتى تجدي قافلة وتصحبيها .
فقلت : لا..... قد لين الله قلوبكم اليوم .
فلا أدري ماذا يكون غدا .
أرحل إلى زوجي اليوم قبل الغد .
قالت : وإنطلقت لا أدري أين يثرب تقع ؟
ولا يرافقني أحد لا من أهلي ولا من أهل زوجي .
قالت : حتى إذا كنت بالتنعيم قابلني "عثمان بن أبي طلحة"
وسبحان الله.
عثمان هذا قتل أبوه وإخوته الأربعة وعمه يوم أحد وكانوا في صف قريش .
ولم يقتل هو ورزقه الله الإسلام لأن له سابقة خير .
وأنظروا "من صنع معروف كافأه الله به"
قالت : لقيني عثمان بن أبي طلحة .
فقال : إلى أين يا إبنت زاد الركب.
وأم سلمة إسمها "هند بنت زاد الركب ."
لُقب أبوها بزاد الركب لكرمه على القوافل .
كان إذا خرج في قافلة لا يسمح لأحد أن يأكل من زاده أو ينفق على نفسه أبداً .
فكان مصروف الركب كله عليه لذلك سمي "زاد الركب" هند هذه بنته أم سلمة .
قال : إلى أين يا إبنت زاد الركب ؟
قالت : ألحق بزوجي حيث يسكن في يثرب.
فقال : ألا يصحبك أحد ؟
قالت : لا أحد إلا الله "انظروا ما أجمل الإيمان"
فقال : مالي بهذا مترك .
قالت : فتقدم وأخذ حبل البعير ومشى على رجليه يقود بعيري .
فلا والله ما رأيت رجل كان أكرم منه في صحبه ولا أجَلَّ خلقا .
تمدحه قبل أن يسلم .
ولأنه له سابقة خير ساق الله له الإسلام وأسلم فيما بعد من بين كل أهله .
قالت : كان يمشي بي بالبعير حتى إذا رأى وقت الراحة قد وجب .
أجلس البعير عند شجرة ثم إبتعد عني حتى أنزل عن البعير
فإذا نزلت رجع وأخذ البعير إلى بعيد وربطه في شجرة .
ثم إبتعد عني واضجع وأعطاني ظهره حتى آخذ راحتي .
قالت : حتى إذا رأى أننا إسترحنا وحان وقت الرحيل صفق بيده .
وقال : يا إبنت زاد الركب أقدم لك البعير "يعني إستعدي"
حتى إذا جلست ووضعت ولدي بحجري . جاء وأنهض البعير ومشى .
فما زال يصنع بي ذلك حتى أوصلني من مكة إلى يثرب "
قالت : فلما إقتربنا ورأى نخيل يثرب .
قال . يا أم سلمة إن زوجك في هذه القرية وقد أبلغتك مأمنك .
فإنطلقي راشدة .
فترك بعيري ثم وقف ينظر حتى دخلت في نخيل قباء ثم رجع ماشياً على قدميه .
هل رأيتم عثمان بن طلحة رضي الله عنه ؟
كان مشرك وتأخر اسلامه إلى قبل فتح مكة بقليل .
فعل كل هذا وقطع مسافة 500 كيلو ذهاباً و 500 كيلو اياباً وهو مشرك .
هذه أخلاق العرب وهم على الشرك .
تقول أم سلمة : فلما وصلت وعلم أبو سلمة من أوصلني أثنى عليه بخير .
ولما جاء النبي ﷺ إلى المدينة وعلم بأمرنا وما حدث معنا .
وما زالت يد الولد مخلوعة يعني مخلوعة من الكتف متدلية تعطلت عن الحركة مضى عليها أشهر"
فأمسك ﷺ يد الصبي ووضعها مكانها .
وبل يده بريقه ﷺ ومسح عليها فعادت يد الصبي أفضل مما كانت .
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....