- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة *158*
*بني قريظة ينقضون العهد .*
لم يستطع جيش الأحزاب اقتحام الخندق وقد كان الحاصر
منهم من قال :
اسبوعين ومنهم من قال ثلاثة أسابيع .
ولكن أرجح الروايات أنهم حاصروا المدينة 18 يوم .
وهذه المدة من الوقت كانت صعبة على المشركين جداً .
لأنهم جاؤا إلى المدينة وهم غير مستعدون لفرض الحصار لمدة طويلة .....
وبالتالي فليس لديهم مؤن تكفي هذا الجيش كل تلك المدة .
ولكن استمرت المناوشات والطقس كان بارداً جداً ولا يوجد ربيع ترعاه الإبل والخيل ....
لم تحمل قريش معها مؤونة زائدة فقد ظنت أنها جولة يوم أو يومين وينتهي الأمر .
وكانت قريش تعتقد إذا وصلت المدينة أن ترعى إبلها وخيلها في مزارع المدينة .
فلما رأت قريش الخندق خاب ظنها وأقامت في شر مقام واحتاروا في أمرهم .
فلا مجال لإقتحام الخندق .
وكان مع جيوش الأحزاب "حيي بن أخطب" سيد يهود "بني النضير" والذين أجلاهم النبي ﷺ عن المدينة .
"حيي بن أخطب" الذي كان له الدور الأكبر في تجميع هذه الأحزاب....
فكما قلنا كان للمدينة مدخلين
من الشمال وقد حفر مكانه "الخندق"
ومن الجنوب الذي فيه يهود "بني قريظة" الذين كان معهم عهد مع النبي ﷺ ....
وكان العهد ينص في بنوده
"إن داهم عدو المدينة يدفعوا عنها لإنهم من أهلها"
فلما رأى "حيي بن اخطب" أن لا فرصة ولا مجال لتحقيق هذه الحملة من الأحزاب إلا إخوانه من يهود بني قريظة....
اجتمع مع زعماء الأحزاب وطمأنهم أنه سيحل مشكلة الخندق .....
وأن يجعل الخندق مقبرة للمسلمين بدلاً أن كان حصناً لهم .
قالوا : يا حيي كيف ذلك ؟؟
قال : إخواننا من بني قريظة
قالوا : كيف ؟؟
قال : يفتحوا لنا أبواب حصونهم وأنا سأقنعهم بذلك .
لأن بني قريظة كما ذكرنا في الجنوب للمدينة .
ولو فتحوا الأبواب للمشركين لاجتاحوا المدينة فما بالك لو حاربوا مع المشركين ....
فاعجب جيش المشركين بفكرة هذا اليهودي الخبيث ....
فاستأذنهم وانطلق لبني قريظة من جنوب المدينة ...
وكان سيد بني قريظة "كعب بن أسد القرظي" هو صاحب عقدهم وعهدهم ....
واليهود كما أخبرنا الله عز وجل وعلمنا أنهم جميعاً لهم نفس الصفة لا تتغير ولا تتبدل .
ولكن في هذا الوقت كان "كعب سيد بني قريظة" قد تعلم درساً قاسياً لما حصل لإخوانه من "يهود بني قينقاع وبني النضير"
فأخذ عهداً على نفسه أن يلتزم بعهده مع النبي ﷺ ....
وكان قد وفى بعهده مع النبي ﷺ ولم يرى من النبي صلى الله عليه وسلم إلا صدقاً ووفاءً .
فلما جاءت الأحزاب أغلق أبواب الحصون والتزم بالمعاهدة .
فلما سمع "كعب" بقدوم حيي رفض أن يفتح له باب الحصن ورفض استقباله .
فناداه "حيي" من وراء الحصن .
قال : ويحك يا كعب افتح لي .
فقالوا له : كعب لا يريد أن يرى أحداً .
فأخذ يناديه من وراء الحصن .
يا كعب افتح لي باب الحصن اكلمك...
فأطل عليه كعب من نافذة الحصن...
وقال : ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم "منحوس"
ماذا تريد ؟؟
ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟
"قومه بني النضير" عندما أشار عليهم أن يلقوا صخرة من سطح الدار على رسول الله ﷺ وهو ضيف عندهم .
فنزل جبريل عليه السلام وأخبره بمكرهم ونقضهم العهد .
ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟
وإني قد عاهدت محمداً فلست بناقض ما بيني وبينه ولم أرى منه إلا وفاءً وصدقآ
قال : دعني أدخل وأكلمك .
قال كعب : لا تكلمني ولا أكلمك وأغلق بابه مرة أخرى في وجهه .
فصاح حيي : ويحك افتح لي أكلمك .
قال : ما أنا بفاعل .
انظروا ماذا قال له وانظروا إلى مكر يهود أخبث خلق الله على الإطلاق .
قال : والله إنك يا كعب ما أغلقت بابك دوني إلا خوفاً على جشيشتك أن آكل معك منها .
"الجشيشية ما نسميه بالعامية "جريشة القمح إذا طحن طحناً قليلاً ، حتى لا يصبح طحين ، يطبخ حتى ينضج ثم يضع عليه اللحم صار : جريشة"
فغضب كعب "لأنه وصفه بالبخل"
فقال كعب : ويحك أنا أخاف على جشيشتي ؟
افتحوا له باب الحصن : ففتح له باب الحصن فدخل .
ففتح له فقال : ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وبحر طام .
"يعني بحر هائج من الجيوش"
قال : وما ذاك؟
قال : جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال .
أي مدخل المدينة وراء الخندق .
وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى "إلى جانب أحد"
وهذا غير الأحابيش والأعراب مجموعهم 10 آلاف .
وقد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمداً ومن معه ....
ثم أنت تغلق الأبواب في وجهي ؟
فقال كعب : جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هرق ماؤه يرعد ويبرق وليس فيه شيء ....
"جهام قد هرق ماؤه" هو السحاب والغيوم على المنطقة .
ولاماء فيه يرعد ويبرق في مكان آخر....
ويحك يا حيي دعني وما أنا عليه ....
إني على عهدٍ مع الرجل "أي رسول الله" و لم أرى من محمداً إلا وفاءً وصدقآ..
فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمع له .
"الذروة والغارب : هو مثل عند العرب إذا تنح الخيل أو الجمل ووقف لا يريد المشي .
فيأتي صاحبه ويضع يده على عنقه من الخلف ويمسح شعره إلى سنامه بلطف....
يعني ما زال حيي يتكلم مع كعب ويضحك عليه بالكلام المعسول حتى أطاعه كعب .
فوافقه على نقض عهده مع رسول الله ﷺ لكي يستأصلوا محمداً وصحبه رضي الله عنهم
وينتهوا منه ومن دينه إلى الأبد
قال كعب : ولكن إن انهزمت الأحزاب يا حيي ؟؟
ماذا سيكون مصيرنا ؟؟؟
قال له حيي : أعاهدك يا كعب لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمداً أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك .
فوقف حبرهم "ابن سعدى" يعظهم ويذكرهم ....
ويقول لهم : اقسم بربِ موسى وعيسى إنكم لتعلمون أنه النبي المنتظر .
ومن يحارب نبي الله يخذل
إن لم تنصروا فدعوه...
ولا تنقضوا عهدكم معه .
وأخذ يحذرهم عواقب الغدر ولكنهم لم يسمعوا له ..
فنقض "كعب بن أسد" العهد وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله ﷺ .
وأعطى كعب لحيي كلمة عهد أن اجمع قومك يا حيي وحددوا يوماً لكي افتح لكم أبواب الحصن ...
فإذا فتحوا أبواب الحصن أين يذهب المسلمون ؟؟
الخندق في الجهة الشمالية
والحرتين من الغرب والشرق
"لا تستطيع الخيل أن تمشي فيها أبدا "
والمكان الوحيد للنجاة أصبح عند بنو قريظة ....
ومن هناك سيدخل العدو ....
*فماذا سيكون مصير المسلمين*
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى...
الحلقة الثامنة والخمسون بعد المائة *158*
*بني قريظة ينقضون العهد .*
لم يستطع جيش الأحزاب اقتحام الخندق وقد كان الحاصر
منهم من قال :
اسبوعين ومنهم من قال ثلاثة أسابيع .
ولكن أرجح الروايات أنهم حاصروا المدينة 18 يوم .
وهذه المدة من الوقت كانت صعبة على المشركين جداً .
لأنهم جاؤا إلى المدينة وهم غير مستعدون لفرض الحصار لمدة طويلة .....
وبالتالي فليس لديهم مؤن تكفي هذا الجيش كل تلك المدة .
ولكن استمرت المناوشات والطقس كان بارداً جداً ولا يوجد ربيع ترعاه الإبل والخيل ....
لم تحمل قريش معها مؤونة زائدة فقد ظنت أنها جولة يوم أو يومين وينتهي الأمر .
وكانت قريش تعتقد إذا وصلت المدينة أن ترعى إبلها وخيلها في مزارع المدينة .
فلما رأت قريش الخندق خاب ظنها وأقامت في شر مقام واحتاروا في أمرهم .
فلا مجال لإقتحام الخندق .
وكان مع جيوش الأحزاب "حيي بن أخطب" سيد يهود "بني النضير" والذين أجلاهم النبي ﷺ عن المدينة .
"حيي بن أخطب" الذي كان له الدور الأكبر في تجميع هذه الأحزاب....
فكما قلنا كان للمدينة مدخلين
من الشمال وقد حفر مكانه "الخندق"
ومن الجنوب الذي فيه يهود "بني قريظة" الذين كان معهم عهد مع النبي ﷺ ....
وكان العهد ينص في بنوده
"إن داهم عدو المدينة يدفعوا عنها لإنهم من أهلها"
فلما رأى "حيي بن اخطب" أن لا فرصة ولا مجال لتحقيق هذه الحملة من الأحزاب إلا إخوانه من يهود بني قريظة....
اجتمع مع زعماء الأحزاب وطمأنهم أنه سيحل مشكلة الخندق .....
وأن يجعل الخندق مقبرة للمسلمين بدلاً أن كان حصناً لهم .
قالوا : يا حيي كيف ذلك ؟؟
قال : إخواننا من بني قريظة
قالوا : كيف ؟؟
قال : يفتحوا لنا أبواب حصونهم وأنا سأقنعهم بذلك .
لأن بني قريظة كما ذكرنا في الجنوب للمدينة .
ولو فتحوا الأبواب للمشركين لاجتاحوا المدينة فما بالك لو حاربوا مع المشركين ....
فاعجب جيش المشركين بفكرة هذا اليهودي الخبيث ....
فاستأذنهم وانطلق لبني قريظة من جنوب المدينة ...
وكان سيد بني قريظة "كعب بن أسد القرظي" هو صاحب عقدهم وعهدهم ....
واليهود كما أخبرنا الله عز وجل وعلمنا أنهم جميعاً لهم نفس الصفة لا تتغير ولا تتبدل .
ولكن في هذا الوقت كان "كعب سيد بني قريظة" قد تعلم درساً قاسياً لما حصل لإخوانه من "يهود بني قينقاع وبني النضير"
فأخذ عهداً على نفسه أن يلتزم بعهده مع النبي ﷺ ....
وكان قد وفى بعهده مع النبي ﷺ ولم يرى من النبي صلى الله عليه وسلم إلا صدقاً ووفاءً .
فلما جاءت الأحزاب أغلق أبواب الحصون والتزم بالمعاهدة .
فلما سمع "كعب" بقدوم حيي رفض أن يفتح له باب الحصن ورفض استقباله .
فناداه "حيي" من وراء الحصن .
قال : ويحك يا كعب افتح لي .
فقالوا له : كعب لا يريد أن يرى أحداً .
فأخذ يناديه من وراء الحصن .
يا كعب افتح لي باب الحصن اكلمك...
فأطل عليه كعب من نافذة الحصن...
وقال : ويحك يا حيي إنك امرؤ مشؤوم "منحوس"
ماذا تريد ؟؟
ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟
"قومه بني النضير" عندما أشار عليهم أن يلقوا صخرة من سطح الدار على رسول الله ﷺ وهو ضيف عندهم .
فنزل جبريل عليه السلام وأخبره بمكرهم ونقضهم العهد .
ألا تذكر ما فعلت بقومك ؟؟
وإني قد عاهدت محمداً فلست بناقض ما بيني وبينه ولم أرى منه إلا وفاءً وصدقآ
قال : دعني أدخل وأكلمك .
قال كعب : لا تكلمني ولا أكلمك وأغلق بابه مرة أخرى في وجهه .
فصاح حيي : ويحك افتح لي أكلمك .
قال : ما أنا بفاعل .
انظروا ماذا قال له وانظروا إلى مكر يهود أخبث خلق الله على الإطلاق .
قال : والله إنك يا كعب ما أغلقت بابك دوني إلا خوفاً على جشيشتك أن آكل معك منها .
"الجشيشية ما نسميه بالعامية "جريشة القمح إذا طحن طحناً قليلاً ، حتى لا يصبح طحين ، يطبخ حتى ينضج ثم يضع عليه اللحم صار : جريشة"
فغضب كعب "لأنه وصفه بالبخل"
فقال كعب : ويحك أنا أخاف على جشيشتي ؟
افتحوا له باب الحصن : ففتح له باب الحصن فدخل .
ففتح له فقال : ويحك يا كعب جئتك بعز الدهر وبحر طام .
"يعني بحر هائج من الجيوش"
قال : وما ذاك؟
قال : جئتك بقريش على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بمجتمع الأسيال .
أي مدخل المدينة وراء الخندق .
وجئتك بغطفان على قادتها وسادتها حتى أنزلتهم بذنب نقمى "إلى جانب أحد"
وهذا غير الأحابيش والأعراب مجموعهم 10 آلاف .
وقد عاهدوني وعاقدوني على أن لا يبرحوا حتى نستأصل محمداً ومن معه ....
ثم أنت تغلق الأبواب في وجهي ؟
فقال كعب : جئتني والله بذل الدهر وبجهام قد هرق ماؤه يرعد ويبرق وليس فيه شيء ....
"جهام قد هرق ماؤه" هو السحاب والغيوم على المنطقة .
ولاماء فيه يرعد ويبرق في مكان آخر....
ويحك يا حيي دعني وما أنا عليه ....
إني على عهدٍ مع الرجل "أي رسول الله" و لم أرى من محمداً إلا وفاءً وصدقآ..
فلم يزل حيي بكعب يفتله في الذروة والغارب حتى سمع له .
"الذروة والغارب : هو مثل عند العرب إذا تنح الخيل أو الجمل ووقف لا يريد المشي .
فيأتي صاحبه ويضع يده على عنقه من الخلف ويمسح شعره إلى سنامه بلطف....
يعني ما زال حيي يتكلم مع كعب ويضحك عليه بالكلام المعسول حتى أطاعه كعب .
فوافقه على نقض عهده مع رسول الله ﷺ لكي يستأصلوا محمداً وصحبه رضي الله عنهم
وينتهوا منه ومن دينه إلى الأبد
قال كعب : ولكن إن انهزمت الأحزاب يا حيي ؟؟
ماذا سيكون مصيرنا ؟؟؟
قال له حيي : أعاهدك يا كعب لئن رجعت قريش وغطفان ولم يصيبوا محمداً أن أدخل معك في حصنك حتى يصيبني ما أصابك .
فوقف حبرهم "ابن سعدى" يعظهم ويذكرهم ....
ويقول لهم : اقسم بربِ موسى وعيسى إنكم لتعلمون أنه النبي المنتظر .
ومن يحارب نبي الله يخذل
إن لم تنصروا فدعوه...
ولا تنقضوا عهدكم معه .
وأخذ يحذرهم عواقب الغدر ولكنهم لم يسمعوا له ..
فنقض "كعب بن أسد" العهد وبرئ مما كان بينه وبين رسول الله ﷺ .
وأعطى كعب لحيي كلمة عهد أن اجمع قومك يا حيي وحددوا يوماً لكي افتح لكم أبواب الحصن ...
فإذا فتحوا أبواب الحصن أين يذهب المسلمون ؟؟
الخندق في الجهة الشمالية
والحرتين من الغرب والشرق
"لا تستطيع الخيل أن تمشي فيها أبدا "
والمكان الوحيد للنجاة أصبح عند بنو قريظة ....
ومن هناك سيدخل العدو ....
*فماذا سيكون مصير المسلمين*
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى...