- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة التاسعة والخمسون بعد المائة *159*
*زلزلة المؤمنون ..*
نقضت بني قريظة عهدها مع النبي ﷺ وقررت الإنضمام لجيش الأحزاب ضد المسلمون
فوصل الخبر للنبي ﷺ بغدر "بني قريظة"
وكان هذا الخبر تحول خطير جداً في المعركة لصالح الأحزاب
لأنه المدخل الوحيد لدخول المدينة من الجنوب والذي كان تحت سيطرة "بني قريظة"
عندما وصل الخبر إلى النبي ﷺ بغدر "بني قريظة"
بعث إليهم الزبير بن العوام رضي الله عنه ليستطلع له الخبر .
فلما وصل إلى حصونهم وجدهم يرممون حصونهم استعداداً للحرب فعاد مسرعاً إلى النبي ﷺ وأخبره بذلك .
فأراد النبي ﷺ أن يتأكد من ذلك فأرسل :
إليهم "سعد بن معاذ" رضي الله عنه سيد الأوس .
وكان "سعد بن معاذ" من قبل حليف "بني قريظة" قبل الإسلام
وأرسل معه "سعد بن عبادة" رضي الله عنه سيد الخزرج .
ومعهما "عبدالله بن رواحة"
وقال لهم النبي ﷺ : *انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا أحقاً ما بلغنا عنهم أم أنها شائعة .*
*إن كانت شائعة فاجهروا بها على الناس حتى يطمئنوا .*
*وإن كان حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس .*
انطلقوا حتى أتوهم فلما رأوهم "يهود بني قريظة" أغلقوا في وجههم أبواب حصونهم .
فنادهم "سعد بن معاذ" من وراء الحصون :يا كعب ... فأطل كعب
قال له سعد : ألا تفتح لنا ؟؟
قال : ماذا تريدون نحن في حرب
قال سعد : بلغنا عنكم امراً . فجئنا إليكم نستوثق
قال : وما بلغكم عنا ؟؟
قال : بلغنا أنكم نقضتم عهدكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا : من رسول الله هذا ؟؟
قال : ويحك محمد رسول الله .
قال : ومن قال لك أن محمداً رسول الله ؟
وكان "سعد بن معاذ" رضي الله عنه ذو حدة "يغضب وينفعل بسرعة"
فغضب سعد وثار
فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه
"أرأيتم هؤلاء الذين كان بينهم وبين سعد عهد قبل الإسلام "
فقال له سعد بن عبادة : دع عنك مشاتمتهم الذي بيننا وبينهم أربى من المشاتمة ....
"يعني اللي بينا وبينهم الآن شأن مهم أرقى وأعلى من المشاتمة"
قال سعد وهو مغضب : لا والله لا أنصرف عنهم حتى اسمعهم ما يرضي الله ورسوله
سعد هذا رضي الله عنه "الخندق" كلها لسعد بن معاذ وسترون ذلك .
ما قال كلمة يوم "الخندق" إلا نزل القرآن الكريم بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد رضي الله عنه...
وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد رضي الله عنه
"سعد بن معاذ" عجزت النساء أن يلدنَّ مثل سعد .
"لمن يتسألون ماذا فعل سعد رضي الله عنه : أسلم وعمره 30 واستشهد وعمره 36 فماذا فعلت يا سعد في 6 سنوات حتى اهتز لموتك عرش الرحمن"
ستعلمون من هو سعد رضي الله عنه
فماذا قال سعد رضي الله عنه
قال سعد : يا إخوة القردة والخنازير
"فكانت أول مرة تُسمع هذه الكلمة بين العرب تُطلق على اليهود نطق بها سعد رضي الله عنه
قال : يا اخوة القردة والخنازير .
إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا .
ونزل القرآن الكريم يقول كما نطق سعد رضي الله عنه :
*وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ .....*
ثم قال : ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه فتنزلوا على حكمنا ....
سنرى في الأجزاء القادمة عندما حاصرهم النبي ﷺ وقال لهم انزلوا على حكم الله ورسوله قالوا لا إنما ننزل على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه
فرجع الصحابة رضي الله عنهم إلى رسول الله ﷺ
وقالوا له : عضل والقارة .
"يعني غدر كغدر عضل والقارة .
وهي القبائل التى غدرت بالمسلمين عند بئر "الرجيع"
فعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه الغدر .
فاغتم ﷺ لهذا الخبر حتى أنه غطى رأسه بالثوب ولم يكلم أحداً حين جاءه الخبر عن بني قريظة.....
فاضطجع ومكث طويلاً فلم يكلم أحداً.... فاشتد على الناس البلاء والخوف حين رأوه اضطجع وعرفوا أنه لم يأته عن بني قريظة خير .
ثم إنه رفع رأسه وقال : *أبشروا بفتح الله ونصره .*
هنا لنا وقفة .
لماذا قال لهم ﷺ *أبشروا بفتح الله ونصره .*
لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا قد اعتمدوا أن جهة الجنوب فيها بنو قريظة يحمون ظهرنا ....
أما الآن فقد نقضت عهدها "بنو قريظة" وأصبحوا عدواً بدل أن يكونوا مدافعين ...
إذن قال النبي صلى الله عليه وسلم "حقيقة....
*أبشروا بفتح الله ونصره .*
أين موضع هذه الكلمة : مع ما دهانا من الأمور وقد نقضت قريظة عهدها واتفقت علينا مع الأحزاب وسيدخلون علينا من كل باب ؟
فما معنى *أبشروا بفتح الله ونصره .*
لأننا كبشر كنا معتمدين على حماية ظهرنا من قبل يهود...
أما الآن فقد قطعنا الأمل من كل شيء وأحيط بالصحابة رضي الله عنهم من كل جانب .
إذن إلى أي جهة سيتوجهون بقلوبهم بصدق ليس إلا لله تعالى
وهو الذي يقول جل في علاه
*أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ .*
مادام الآن انقطعت جميع الأسباب إذآ ستتوجهون إلى الله حقيقةً لجوء المضطر .
*فأبشروا بفتح الله ونصره .*
وهذه سنة الله في خلقه
قال تعالى واصفاً الرسل :
*حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا .*
ولكن وبرغم هذه المحاولات من الرسول ﷺ لعدم انتشار هذا الخبر بين المسلمين ....
ولكن انتشر هذا الخبر الخطير جدآ بين المسلمين ...
وكان هذا الموقف من أكثر المواقف حرجا في تاريخ الدعوة الإسلامية......
ومن أشد الإبتلاءات التي مر بها المسلمون .
خبر ليس بالسهل على الإطلاق .
خبر جعل الصحابة رضي الله عنهم في موقف لا أحد يتصوره .
ونسمع وصف حالهم في ذلك الموقف من الله عز وجل .
*إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ .*
"من فوقكم أي من جهة بن قريظة لأنها مرتفعة ولأنها جهة القبلة جعلها الله من فوق"
"وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ أي الأحزاب المرابطة جهة الخندق"
ثم يصف الله تعالى حال المسلمين عند سماعهم الخبر .
*وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً .*
أرأيتم وصف الله تعالى لأصحاب النبي ﷺ يقول عندما سمعتم هذا الخبر .
*هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا .*
هنالك اي عند ذلك الوصف الذي ذكرناه ابتُلي المؤمنون .
اعتبره بلاء... وأي بلاء أعظم من هذا ؟؟
ونرجع إلى سياق الآيات
يصف الله تعالى حال المنافقين في المدينة في ذلك الوقت ...
قال تعالى
*وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا .*
كان المنافقون يقولون : كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر .
وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط .
ساعتها فُتح المجال للمنافقون ومن شدة خوفهم لم يستطيعوا أن يتصنعوا الإيمان ويكتموا نفاقهم .
*مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا .*
وبدأ المنافقون في التسرب من الصف والهرب .
*وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا .*
قالت طائفة منهم "المنافقين" يا أهل يثرب من شدة الخوف ولأنهم مرضى قلوب نسيوا يقولوا : المدينة وبرز طبعهم الأصلي "النفاق" ونطقوا بالتسمية الجاهلية للمدينة قالوا "أهل يثرب" لا مقام لكم فأرجعوا .
يعني لماذا قاعدين تحرسوا الخندق على الفاضي ارجعوا لبيوتكم عشان ما تبينوا أنكم محاربين .
اتركوا محمد ومن معه عند الخندق .....
وطائفة منهم يستأذنوا النبي يقولون بيوتنا عورة
يعني : يقولوا للنبي "قريظة" نقضت عهدها نحن بيوتنا عورة يعني مكشوفة بوجه العدو خلينا نروح نحمي أولادنا ونسائنا .
وهكذا بدأت تنقية صفوف المسلمين من شوائب المنافقين .
وكانت هذه ودائما كما ذكرنا هي حكمة الله تعالى في الإبتلاء آت والفتن....
والله عزوجل يكذبهم "كذابين" ويقول :
*وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا .*
*وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا .*
ورضي الله عن "سعد بن معاذ" وقد نزلت الآيات بعد انتهاء غزوة الخندق ....
عندما جاءت هذه الطائفة من المنافقون يستأذنون رسول الله ويقولون بيوتنا عورة وقريبة من "قريظة"
ونخشى على النساء والذرية فهل تأذن لنا نحمي بيوتنا ونصد عنكم ما استطعنا من "بني قريظة"
والنبي ﷺ صدقهم وكاد أن يأذن لهم بالذهاب ....
فدخل "سعد بن معاذ" رضي الله عنه : على غير موعد فوجدهم يستأذنون والنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يأذن لهم...
قال : ما شأنهم يا رسول الله .
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : يريدون أن يستأذنون فإن بيوتهم عورة ليحموا النساء والذرية ....
فقال سعد : لا والذي بعثك بالحق ماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا .
فنزل القرآن الكريم كما نطق سعد :
*يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا .*
قال سعد : هذه عادتهم معنا دائماً يا رسول الله .
ما دهمنا أمر إلا خذلونا و استأذنوا ....
فلا تأذن لهم يا رسول الله
فلم يأذن النبي ﷺ لهم ونزل القرآن الكريم يفضحهم كما نطق سعد بن معاذ رضي الله عنه
ما قال "سعد بن معاذ رضي الله عنه" كلمة يوم الخندق إلا نزل القرآن الكريم بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد .
وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد .
*رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .*
النبي ﷺ كان قد أمر قبل الخندق كما قلنا أن تجلس النساء والأطفال فوق الحصون .
اما الآن وقد نقضت عهدها اليهود لم يعد هنالك أمان .
فممكن اليهود أن يدخلوا ويقتلوا النساء والذرية وينهبوا البيوت .
فاضطرب الصحابة رضي الله عنهم وأصبحت قلوبهم ليست معهم قلوبهم عند أولادهم ونسائهم ....
وصدق الله فقد زلزل المؤمنون .
*هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً .*
هذه الزلزلة جعلت الصحابة رضي الله عنهم يفاوضون النبي ﷺ .
يقولون : يارسول الله ألا نرسل منا من يحفظ النساء والذرية ؟
قال : أجل نرسل كل ليلة طائفة "يعني رجال" يظهرون التكبير ويطوفون ببيوتنا .....
فتسمع بهم يهود "أي قريظة" فيعلمون أننا لم نترك نساءنا من غير رجال وحرس ويعودون إلينا بالنهار "لأن بالنهار لا خوف . الخوف في الليل"
وتوجه النبي ﷺ إلى ربه في كشف هذه الغمة .
حال الصحابة رضي الله عنهم الآن لايعرفون في أي يوم اتفقت يهود بني قريضة مع الأحزاب على نقطة الصفر ليفتحوا لهم أبواب حصونهم ؟
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة التاسعة والخمسون بعد المائة *159*
*زلزلة المؤمنون ..*
نقضت بني قريظة عهدها مع النبي ﷺ وقررت الإنضمام لجيش الأحزاب ضد المسلمون
فوصل الخبر للنبي ﷺ بغدر "بني قريظة"
وكان هذا الخبر تحول خطير جداً في المعركة لصالح الأحزاب
لأنه المدخل الوحيد لدخول المدينة من الجنوب والذي كان تحت سيطرة "بني قريظة"
عندما وصل الخبر إلى النبي ﷺ بغدر "بني قريظة"
بعث إليهم الزبير بن العوام رضي الله عنه ليستطلع له الخبر .
فلما وصل إلى حصونهم وجدهم يرممون حصونهم استعداداً للحرب فعاد مسرعاً إلى النبي ﷺ وأخبره بذلك .
فأراد النبي ﷺ أن يتأكد من ذلك فأرسل :
إليهم "سعد بن معاذ" رضي الله عنه سيد الأوس .
وكان "سعد بن معاذ" من قبل حليف "بني قريظة" قبل الإسلام
وأرسل معه "سعد بن عبادة" رضي الله عنه سيد الخزرج .
ومعهما "عبدالله بن رواحة"
وقال لهم النبي ﷺ : *انطلقوا حتى تأتوا هؤلاء القوم فتنظروا أحقاً ما بلغنا عنهم أم أنها شائعة .*
*إن كانت شائعة فاجهروا بها على الناس حتى يطمئنوا .*
*وإن كان حقا فالحنوا لي لحنا أعرفه ولا تفتوا في أعضاد الناس .*
انطلقوا حتى أتوهم فلما رأوهم "يهود بني قريظة" أغلقوا في وجههم أبواب حصونهم .
فنادهم "سعد بن معاذ" من وراء الحصون :يا كعب ... فأطل كعب
قال له سعد : ألا تفتح لنا ؟؟
قال : ماذا تريدون نحن في حرب
قال سعد : بلغنا عنكم امراً . فجئنا إليكم نستوثق
قال : وما بلغكم عنا ؟؟
قال : بلغنا أنكم نقضتم عهدكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالوا : من رسول الله هذا ؟؟
قال : ويحك محمد رسول الله .
قال : ومن قال لك أن محمداً رسول الله ؟
وكان "سعد بن معاذ" رضي الله عنه ذو حدة "يغضب وينفعل بسرعة"
فغضب سعد وثار
فشاتمهم سعد بن معاذ وشاتموه
"أرأيتم هؤلاء الذين كان بينهم وبين سعد عهد قبل الإسلام "
فقال له سعد بن عبادة : دع عنك مشاتمتهم الذي بيننا وبينهم أربى من المشاتمة ....
"يعني اللي بينا وبينهم الآن شأن مهم أرقى وأعلى من المشاتمة"
قال سعد وهو مغضب : لا والله لا أنصرف عنهم حتى اسمعهم ما يرضي الله ورسوله
سعد هذا رضي الله عنه "الخندق" كلها لسعد بن معاذ وسترون ذلك .
ما قال كلمة يوم "الخندق" إلا نزل القرآن الكريم بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد رضي الله عنه...
وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد رضي الله عنه
"سعد بن معاذ" عجزت النساء أن يلدنَّ مثل سعد .
"لمن يتسألون ماذا فعل سعد رضي الله عنه : أسلم وعمره 30 واستشهد وعمره 36 فماذا فعلت يا سعد في 6 سنوات حتى اهتز لموتك عرش الرحمن"
ستعلمون من هو سعد رضي الله عنه
فماذا قال سعد رضي الله عنه
قال سعد : يا إخوة القردة والخنازير
"فكانت أول مرة تُسمع هذه الكلمة بين العرب تُطلق على اليهود نطق بها سعد رضي الله عنه
قال : يا اخوة القردة والخنازير .
إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا .
ونزل القرآن الكريم يقول كما نطق سعد رضي الله عنه :
*وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا ۚ وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ .....*
ثم قال : ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه فتنزلوا على حكمنا ....
سنرى في الأجزاء القادمة عندما حاصرهم النبي ﷺ وقال لهم انزلوا على حكم الله ورسوله قالوا لا إنما ننزل على حكم سعد بن معاذ رضي الله عنه
فرجع الصحابة رضي الله عنهم إلى رسول الله ﷺ
وقالوا له : عضل والقارة .
"يعني غدر كغدر عضل والقارة .
وهي القبائل التى غدرت بالمسلمين عند بئر "الرجيع"
فعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه الغدر .
فاغتم ﷺ لهذا الخبر حتى أنه غطى رأسه بالثوب ولم يكلم أحداً حين جاءه الخبر عن بني قريظة.....
فاضطجع ومكث طويلاً فلم يكلم أحداً.... فاشتد على الناس البلاء والخوف حين رأوه اضطجع وعرفوا أنه لم يأته عن بني قريظة خير .
ثم إنه رفع رأسه وقال : *أبشروا بفتح الله ونصره .*
هنا لنا وقفة .
لماذا قال لهم ﷺ *أبشروا بفتح الله ونصره .*
لأن الصحابة رضي الله عنهم كانوا قد اعتمدوا أن جهة الجنوب فيها بنو قريظة يحمون ظهرنا ....
أما الآن فقد نقضت عهدها "بنو قريظة" وأصبحوا عدواً بدل أن يكونوا مدافعين ...
إذن قال النبي صلى الله عليه وسلم "حقيقة....
*أبشروا بفتح الله ونصره .*
أين موضع هذه الكلمة : مع ما دهانا من الأمور وقد نقضت قريظة عهدها واتفقت علينا مع الأحزاب وسيدخلون علينا من كل باب ؟
فما معنى *أبشروا بفتح الله ونصره .*
لأننا كبشر كنا معتمدين على حماية ظهرنا من قبل يهود...
أما الآن فقد قطعنا الأمل من كل شيء وأحيط بالصحابة رضي الله عنهم من كل جانب .
إذن إلى أي جهة سيتوجهون بقلوبهم بصدق ليس إلا لله تعالى
وهو الذي يقول جل في علاه
*أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ .*
مادام الآن انقطعت جميع الأسباب إذآ ستتوجهون إلى الله حقيقةً لجوء المضطر .
*فأبشروا بفتح الله ونصره .*
وهذه سنة الله في خلقه
قال تعالى واصفاً الرسل :
*حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا .*
ولكن وبرغم هذه المحاولات من الرسول ﷺ لعدم انتشار هذا الخبر بين المسلمين ....
ولكن انتشر هذا الخبر الخطير جدآ بين المسلمين ...
وكان هذا الموقف من أكثر المواقف حرجا في تاريخ الدعوة الإسلامية......
ومن أشد الإبتلاءات التي مر بها المسلمون .
خبر ليس بالسهل على الإطلاق .
خبر جعل الصحابة رضي الله عنهم في موقف لا أحد يتصوره .
ونسمع وصف حالهم في ذلك الموقف من الله عز وجل .
*إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ .*
"من فوقكم أي من جهة بن قريظة لأنها مرتفعة ولأنها جهة القبلة جعلها الله من فوق"
"وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ أي الأحزاب المرابطة جهة الخندق"
ثم يصف الله تعالى حال المسلمين عند سماعهم الخبر .
*وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً .*
أرأيتم وصف الله تعالى لأصحاب النبي ﷺ يقول عندما سمعتم هذا الخبر .
*هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيدًا .*
هنالك اي عند ذلك الوصف الذي ذكرناه ابتُلي المؤمنون .
اعتبره بلاء... وأي بلاء أعظم من هذا ؟؟
ونرجع إلى سياق الآيات
يصف الله تعالى حال المنافقين في المدينة في ذلك الوقت ...
قال تعالى
*وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا .*
كان المنافقون يقولون : كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر .
وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط .
ساعتها فُتح المجال للمنافقون ومن شدة خوفهم لم يستطيعوا أن يتصنعوا الإيمان ويكتموا نفاقهم .
*مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاَّ غُرُورًا .*
وبدأ المنافقون في التسرب من الصف والهرب .
*وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا .*
قالت طائفة منهم "المنافقين" يا أهل يثرب من شدة الخوف ولأنهم مرضى قلوب نسيوا يقولوا : المدينة وبرز طبعهم الأصلي "النفاق" ونطقوا بالتسمية الجاهلية للمدينة قالوا "أهل يثرب" لا مقام لكم فأرجعوا .
يعني لماذا قاعدين تحرسوا الخندق على الفاضي ارجعوا لبيوتكم عشان ما تبينوا أنكم محاربين .
اتركوا محمد ومن معه عند الخندق .....
وطائفة منهم يستأذنوا النبي يقولون بيوتنا عورة
يعني : يقولوا للنبي "قريظة" نقضت عهدها نحن بيوتنا عورة يعني مكشوفة بوجه العدو خلينا نروح نحمي أولادنا ونسائنا .
وهكذا بدأت تنقية صفوف المسلمين من شوائب المنافقين .
وكانت هذه ودائما كما ذكرنا هي حكمة الله تعالى في الإبتلاء آت والفتن....
والله عزوجل يكذبهم "كذابين" ويقول :
*وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا .*
*وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا .*
ورضي الله عن "سعد بن معاذ" وقد نزلت الآيات بعد انتهاء غزوة الخندق ....
عندما جاءت هذه الطائفة من المنافقون يستأذنون رسول الله ويقولون بيوتنا عورة وقريبة من "قريظة"
ونخشى على النساء والذرية فهل تأذن لنا نحمي بيوتنا ونصد عنكم ما استطعنا من "بني قريظة"
والنبي ﷺ صدقهم وكاد أن يأذن لهم بالذهاب ....
فدخل "سعد بن معاذ" رضي الله عنه : على غير موعد فوجدهم يستأذنون والنبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يأذن لهم...
قال : ما شأنهم يا رسول الله .
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : يريدون أن يستأذنون فإن بيوتهم عورة ليحموا النساء والذرية ....
فقال سعد : لا والذي بعثك بالحق ماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا .
فنزل القرآن الكريم كما نطق سعد :
*يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلاَّ فِرَارًا .*
قال سعد : هذه عادتهم معنا دائماً يا رسول الله .
ما دهمنا أمر إلا خذلونا و استأذنوا ....
فلا تأذن لهم يا رسول الله
فلم يأذن النبي ﷺ لهم ونزل القرآن الكريم يفضحهم كما نطق سعد بن معاذ رضي الله عنه
ما قال "سعد بن معاذ رضي الله عنه" كلمة يوم الخندق إلا نزل القرآن الكريم بعدها بنفس النص الذي نطق به سعد .
وما دعى دعوة يومها إلا استجيب له كما أراد .
*رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه .*
النبي ﷺ كان قد أمر قبل الخندق كما قلنا أن تجلس النساء والأطفال فوق الحصون .
اما الآن وقد نقضت عهدها اليهود لم يعد هنالك أمان .
فممكن اليهود أن يدخلوا ويقتلوا النساء والذرية وينهبوا البيوت .
فاضطرب الصحابة رضي الله عنهم وأصبحت قلوبهم ليست معهم قلوبهم عند أولادهم ونسائهم ....
وصدق الله فقد زلزل المؤمنون .
*هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدً .*
هذه الزلزلة جعلت الصحابة رضي الله عنهم يفاوضون النبي ﷺ .
يقولون : يارسول الله ألا نرسل منا من يحفظ النساء والذرية ؟
قال : أجل نرسل كل ليلة طائفة "يعني رجال" يظهرون التكبير ويطوفون ببيوتنا .....
فتسمع بهم يهود "أي قريظة" فيعلمون أننا لم نترك نساءنا من غير رجال وحرس ويعودون إلينا بالنهار "لأن بالنهار لا خوف . الخوف في الليل"
وتوجه النبي ﷺ إلى ربه في كشف هذه الغمة .
حال الصحابة رضي الله عنهم الآن لايعرفون في أي يوم اتفقت يهود بني قريضة مع الأحزاب على نقطة الصفر ليفتحوا لهم أبواب حصونهم ؟
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....