- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الستون بعد المائة *160*
*الحرب خدعة .*
اهتز المسلمون وزلزلوا زلزالاً شديداً وبلغت القلوب الحناجر
وأرسل النبي ﷺ مجموعات من الصحابة رضي الله عنهم يطوفون حول بيوت المدينة ليلاً يجهرون بالتكبير لتعلم يهود "بنو قريظة" أن هناك حرس على البيوت ورجال ....
وأرسل اليهود عيونهم إلى داخل المدينة، وأخذوا يطوفون بالحصون التي بها النساء والأطفال والشيوخ ، ليختبروا إمكانية مهاجمة هذه الحصون..
مما وقع حقيقة في ذلك الوقت "في معركة الخندق" عندما بلغت القلوب الحناجر وينفع المسلمين اليوم :
عندما قام النبي ﷺ بإرسال الناس أفواجاً ومجموعات بين بيوت المسلمين يكبرون في الليل ويحمون بيوت المسلمون في المدينة .
جاء إلى النبي ﷺ شاب من الأنصار واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال : هل تأذن لي يا رسول الله أن أذهب مع من يطفون ويكبرون "وكان في نفسه حاجة"
فأذن له النبي فلما قام هذا الشاب ...
قال له النبي ﷺ *خذ سلاحك .*
"قام من غير السلاح إذن ليس ذاهباً للحراسة في نفسه حاجة"
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : *خذ سلاحك .*
فأخذ رمحه وسيفه
فلما كان في وسط المدينة قال: لأمير المجموعة
"زيد بن حارثة" رضي الله عنه
قال : هل تأذن لي أن آتي بيتي فأنا حديث عهد بعرس .
"
قال له زيد رضي الله عنه : نأذن لك ولكن لا تُطّل .
فلما دخل لداره
وجد زوجته العروس قائمة بين البابين ....
باب الحوش الخارجي وباب الدار الداخلي ، بالوسط
فظن فيها السوء فوراً رفع هذا الشاب الرمح يريد أن يضربها
فقالت : لا تعجل ادخل وانظر ماذا يوجد في دارك ؟
فإذا هي حية كبيرة ملتفة جالسة على فراشه ....
فلما رأى الحية على فراشه
غرز الرمح في رأس الحية وأخرجها إلى الحوش ووضع الرمح الذي فيه الحية على جدار الدار فأضطربت الحية في رأس الرمح "يعني تهتز تخرج روحها"
تقول زوجته : وسقط الشاب إلى الأرض ميتا فوراً
تقول : فوالله ما أدري أيهما أسرع موتاً هو أم الحية ؟؟
فصاحت....
فسمع زيد رضي الله عنه الصوت فرجع مسرعاً مع رجاله
قال : ما الأمر ؟
فقصت عليهم ما حدث
فقالوا : لا حول ولا قوة إلا بالله
فأخذوا يقلبوه ، فوجدوه ميت ولم يجدوا به أثر لدغة وليس به شيء ...
فوضعوه على فراشه وتركوا رجل يحرس باب الدار .
ثم رجعوا وأخبروا النبي ﷺ بما حدث
فقال ﷺ : *إن في المدينة جن أسلموا .*
*فإذا بدأ لأحدكم شيئاً من ذلك فليأذنه ثلاث .*
"أي أن يقسم عليه بالله ثلاثا أن يخرج من بيته ، أي إنسان وجد أفعى أو عقرب ونحوه في بيته قبل أن يقتلها يقف من بعيد ويقول لها اقسم عليك بالله أن تخرجي من بيتي يقولها ثلاث"
فإن لم يمضي "أي يخرج" فأعلموا أنه شيطان فاقتله .
ولكن كان هذا الشاب قد قتل جني مسلم فأخذ أهله بثأره فوراً فقتلوا الشاب .....
"وانظروا مشيئة الله تعالى إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه"
ثم أرسل النبي ﷺ 20 رجل من أصحابه ومنهم رجال من ذوي المتوفى ليدفنوه ....
فحملوه فسلكوا به من الوادي العقيق ...
فكان في ذلك الوقت "أبو سفيان" قد اشتكى لحيي بن أخطب .
أنه قد نقصت المؤنة من جيش قريش ....
فقال : يا حيي نفذت علائفنا ونقصت مؤونتنا وهلكت الخف والكراع ....
"يعني الإبل والخيل هلكت لا يوجد شيء يأكلهوه "
فهل لدى "بني قريظة" من علف و قوت .
قال له : نعم .
ثم ذهب وكلم له "كعب" سيد بني قريظة .
فقال له كعب : المال مالك .
فأرسل أبو سفيان عشرين ناقة لتحمل لهم الطعام والعلف من بني قريظة ....
فلما حُمَّلت تماماً وانطلقوا وتوجهوا يريدون الخندق من الخارج كان لا بد لهم أن يمروا من وادي العقيق .
فكان العشرون من الصحابة رضي الله عنهم يحملون جثة هذا الشاب الذي مات وكان الوقت نهار ....
فألتقوا بقافلة المشركين .
فأقتتل المسلمون معهم فهزمهم المسلمون وأخذوا القافلة بكل ما فيها ....
وكان أهل المدينة في جوع وعسر شديد ....
سبحانك ربي ما أعظمك وما أجملك : أراد أن يطعمهم
ثم رجعوا بعد أن دفنوا هذا الشاب إلى النبي ﷺ
واذا معهم عشرون جمل محمل .
قال لهم النبي ﷺ: *ماهذه .*
قالوا : غنمناها من رجال قريش أرسلت بها قريظة إلى قريش .
فكان موت الشاب سبب في غنيمة تفرج كرب الخندق .
ولما وصل الخبر لأبي سفيان
قال : إن حيي لرجل مشؤوم .
سروا بهذه الغنيمة وفرَّجت عنهم بعض الكرب ...
ولكن ما زال الصحابة رضي الله عنهم مكتئبون لأنهم على أعصابهم لا يعلمون متى ستفتح قريظة للأحزاب أبواب الحصون .
في صباح الاربعاء كان النبي ﷺ
يفكر فيما يمكن أن يفعله لمواجهة هذا الموقف الصعب
وأراد الرسول ﷺ أن يفكك هذا التحالف ففكر الرسول ﷺ أن يعرض بعض المال على قبائل "غطفان" في سبيل أن تنسحب غطفان وتترك حصار المدينة
وكان هذا المال الذي فكر الرسول ﷺ أن يعرضه على "غطفان" هو "ثلث ثمار المدينة"
وكان الرسول النبي ﷺ واثقا أنه إذا عرض على "غطفان" هذا العرض فإنها ستوافق
لأن "غطفان" لم يكن بينها وبين المسلمين عداءاً شديد .
والنبي ﷺ كان على عهد معهم ولكنهم نقضوا العهد تذكرون سيدهم "عيينة" ذكرناه من قبل الذي قال عنه النبي ﷺ: *الأحمق المطاع .*
والذي شجعها على الخروج لغزو المسلمين هو أن يهود "خيبر" اتفقوا معهم على أن يعطوهم نصف ثمار خيبر لمدة عامين .
فإذا عرض الرسول ﷺ أن يعطيهم من ثمار المدينة
دون قتال فلابد أنهم سيوافقوا وينسحبوا ....
فإذا انسحبوا سيصبح جيش الأحزاب 4000 بالإضافة إلى يهود "بني قريظة" وهؤلاء يمكن للمسلمين الإنتصار عليهم .
كما حدث في بدر وكما حدث في الجزء الأول من معركة أحد .
أرسل النبي ﷺ إلى "عيينة بن حصن" سيد غطفان
فجاء ومعه بعض الرجال
فأدخله النبي ﷺ خيمته وعرض عليه الأمر ....فوافق عيينة
فقال له النبي ﷺ *اجلس على ما أنت عليه حتى نستأذن السعدين .*
لأن تمر المدينة للأنصار وسادة الأنصار السعدين .
١- سعد بن معاذ سيد الأوس .
٢- سعد بن عبادة سيد الخزرج .
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهما فلما حضروا
وكان عيينة جالساً وفي ظنه أنه انتصر وقد حاز على ثلث تمر المدينة وها هو محمد يطلب مني الصلح ....
وكان جالساً وقد مد رجليه
فدخل سعد بن معاذ متوشحاً سيفه فلما رأى "عيينة" سيد غطفان يمد رجليه في حضرة النبي ﷺ ....
وقبل أن يعلم ما الخبر نظر إليه وصرخ به ....
قال : يا عين الهجرس .
"الهجرس يعني الثعلب أي يا عين الثعلب"
يا عين الهجرس أتمد رجليك في حضرة النبي ﷺ ؟
والله لولا أنك في مجلسه وفي خيمته لأنفذت خصيتيك بهذا الرمح ....
وصرخ سعد في وجهه أقبض رجليك ....
فقبض عيينة رجليه .
ثم اخفض رأسه "سعد بن معاذ" وألتفت إلى رسول الله ﷺ بكل أدب وهدوء
وقال : سمعاً وطاعةً يارسول الله : أرسلت في طلبنا .
فأخبرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالذي تفاوض به مع عيينة .
وقال : *مارأيكما ؟*
فقال سعد بن معاذ رضي الله عنه بكل أدب يا رسول الله .
إذا كان هذا أمر من السماء قد أمرك الله به فليس لنا من الأمر شيئاً امضي على بركة الله .
وإن كان هذا الأمر تحبه وترضى فيه وترى فيه خيرا فنحن طوع أمرك .
أم إن كان شيء تصنعه لنا ؟ فلنا فيه رأي ....
"يعني : تخفف عنا المصيبة لأن العرب ماحاربتنا إلا لوجودك بالمدينة إذا خفت علينا
لنا فيه رأي"
فقال النبي ﷺ : *بل شيء أصنعه لكم .*
*والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة.*
*وكالبوكم من كل جانب.*
*فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم .*
فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله .
قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه .
وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قرىً أو بيعاً .
أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا به وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ؟؟
أنعطيهم الدنية في ديننا ؟؟
لا والذي بعثك بالحق لا نعطيهم إلا حد السيف فليجهدوا علينا ما استطاعوا .
"يعني دعهم يحزبوا كل الناس ، لا تحمل همنا يا رسول الله .
ما لنا بهذا من حاجة .....
فتهلل وجه النبي ﷺ كأنه القمر وسُر بكلام سعد وأقره .
وعلم أن الأنصار هم الأنصار لم تهزهم هذا الأحداث كلها
ثم انصرف عيينة خائباً لم ينل خيراً ....
ومرة ثانية ينزل النبي ﷺ على رأي يخالف رأيه .
وهذه هي مكانة "الشورى" في الإسلام .
ولم يكن هذا الرأي رايا عنتريا غير مدروس ...
ولكن كان نظرة "استراتيجية" صائبة تماما....
لأن الإتفاق مع "غطفان" كان سيحل المشكلة لاشك فتنسحب غطفان ويتفكك التحالف وتنهزم قريش واليهود ....
ولكن في نفس الوقت كان سيكون له تداعيات سلبية وخطيرة جداً في المستقبل
لأن ذلك كان سيكون معناه :
أن غطفان قد حققت انتصارا على المسلمين .
وبذلك تهتز صورة المسلمين أمام الجزيرة كلها .
وسيفتح باب الإبتزاز المستمر للمدينة .
فكلما أرادوا مال جاءوا وحاصروا المدينة ....
خاصة أن قبائل غطفان من "المرتزقة" الذين يعيشون على قطع الطرق ومهاجمة القبائل .
وقت الظهر قام النبي ﷺ بالصحابة رضي الله عنهم يوم الأربعاء لصلاة الظهر فجمعهم للصلاة ....
فصلى بهم وطمأنهم وقال لهم ﷺ
*يا أيها الناس .*
*لا تتمنوا لقاء العدو .*
*واسألوا الله العافية .*
*فإن لقيتم العدو فأصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف .*
يحثهم على الجهاد في سبيل الله
ثم بسط كفيه للسماء .
يدعو الله تعالى :
*اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب .*
*اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم .*
فقال له بعض أصحابه رضي الله عنهم : يا رسول الله قد بلغت منا القلوب الحناجر ....
فهل من شيء نقوله حتى تطمئن القلوب ؟
قال النبي ﷺ *نعم .*
*قولوا اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا .*
الحديث رواه البخاري
وفي مغرب هذا اليوم في ذلك الموقف العصيب جداً والذي يعتبر من أحرج لحظات الدولة الإسلامية ....
حدث أمر غير متوقع على الإطلاق وهو إسلام رجل اسمه "نعيم بن مسعود"
هو أمر غير متوقع في ذلك الوقت بالتحديد...
لأن "نعيم بن مسعود" من قبيلة "غطفان" وهي كما نعلم أحد القبائل المحاصرة للمدينة...
فكيف يمكن لرجل من الجيش "المُحَاصِر" القوي أن يترك هذا الجيش القوي وينضم إلى الجيش الأضعف "المُحَاصَر" المهدد بالفناء في أي لحظة .
أسلم "نعيم بن مسعود" جاء قبل الغروب وهو من قبيلة "عيينة" من غطفان الذي خرج مطروداً من سعد بن معاذ وهو في خيمة النبي ﷺ في الصباح
ليكون له دور كبير جداً في رفع الحصار عن المسلمين...
"ولو كان قد أسلم قبل ذلك لما كان له هذا الدور المحوري والهام جداً في غزوة الأحزاب"
جاء نعيم بن مسعود إلى الرسول ﷺ فأستأذن بالدخول
"ظنوه رسولاً جاء من طرف عيينة والرسل معروفة عند العرب لا تقتل"
فلما دخل اجلسه النبي ﷺ في خيمته وقال له *ماذا وراءك يا نعيم .*
قال له نعيم : يا رسول الله .
يا رسول الله كلمة لا يقولها إلا مؤمن .
الكافر يقول يا محمد يا أبا القاسم....
قال : يا رسول الله إني رجل قد أسلمت .
وإن قومي غطفان لم يعلموا بإسلامي .
فمرني بما شئت
من الذي ألقى الإيمان في قلبه ذلك اليوم ؟
إنه "الله" جل جلاله...
فقال له : النبي صلى الله عليه وسلم : إنما أنت رجل واحد
يعني أن انضمامك إلى الجيش لن يكون فيه فارق كبير لأنك شخص واحد
ولكن خذّل عنا ما استطعت
*فإن الحرب خدعة*
قال نعيم رضي الله عنه : يارسول الله ، إني أحتاج أن أقول الكذب؟
فهل تأذن لي ؟
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :قل ما شئت ، فإن الحرب خدعة
أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم {{ لنعيم بن مسعود }} أول الخيط : وفتح له الباب إلى الإبداع...
و الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن {{نعيم بن مسعود}} عنده هذه القدرة الخاصة
وقد حاول {{ أبو سفيان بن حرب }} أن يستخدم :
{{نعيم بن مسعود}} في تخويف المسلمين في غزوة بدر الآخرة، وفشل {{ نعيم }} في تخويف المسلمين...
وبالفعل قام {{ نعيم بن مسعود }} رضي الله عنه وأرضاه
بخدعة عجيبة لم تخطر على بال أحد من الصحابة رضي الله عنهم
خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم
ويمم وجهه نحو يهود {{ بني قريظة }}
وكان قبل ذلك الوقت معروفا لديهم وكثير التردد عليهم
وهو صديق حميم لسيد بني قريظة {{ كعب }} وصديق أيضا لحيي بن اخطب
فدخل عليهما فرحبا به
فقال لهما : يا كعب ويا حيي
قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم....
قالا له : أجل ، صدقت أنت رجل غير متهم عندنا
فقال نعيم :إني ناصحاً لكم
فإن قريشاً قد ملت المقام [[ يعني لهم ١٥ يوم ملوا وزهقوا لا يريدون الحرب ]]
وقد تشائم أبو سفيان من استيلاء أصحاب محمد على القافلة ، وأن هذا الرجل [[ قصده النبي ]] لا يؤمن جانبه
هل نسيتم ما صنع بإخوانكم من بني {{ النضير وقينقاع }}
وقريش ليسوا مثلكم
البلد بلدكم فيه أموالكم ونساؤكم وأبناؤكم لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره...
وإن قريشاً قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره
يعني بيوتهم ونسائهم في مكة
فإن أصابوا فرصة انتهزوها
وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمداً فانتقم منكم...
قالوا :والله قد فتحت أذهاننا ، وما العمل يا نعيم ؟! !!
قال :لا تقاتلوا معهم حتى يُعطوكم رهائن
قالوا : كيف ؟
قال :خذوا من سادة قريش وغطفان {{كذا رجل }}
قيل عشرة وقيل أكثر
من أشرافهم يدخلوا معكم في الحصن ، فلا يستطيع القوم أن يرجعوا بلادهم ، وسادتهم وأشرافهم ، في حصنكم فاياكم أن تقاتلوا محمد ، إلا وأشراف قريش عندكم في الحصن
قالوا : لقد أشرت بالرأي
قال : ولكن اكتموا عني
قالوا : نفعل ..
ثم ذهب نعيم إلى جيش الأحزاب في نفس الليلة ...
واجتمع مع سادة قريش
وقال :يا أبا سفيان تعلمون ودي لكم ونُصحي لكم
أحدثكم حديثا وتكتموا عني
قالوا : نعم افعل ، ما أنت عندنا بمتهم ...
ماذا عندك يا نعيم ؟ !!!
قال :كنت عند {{بني قريظة }}
[[ طبعاً هم يعلمون أن نعيم صديق لهم ]]
قال : وسمعت منهم حديث ما سرني ، فما أحببت أن أبيته ليلة ، حتى يكون بين يديك وأنت سيد القوم يا أبا سفيان
قال ابو سفيان : ما وراءك يا نعيم تكلم
قال :إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه...
وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يوالونه عليكم...
فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم
قالوا : أجل قد أشرت بالرأي
ثم ذهب إلى غطفان وقال لهم ما قاله لقريش...
وهكذا شعرت قريش بالقلق
وكذلك غطفان
فأرسلوا رسالةً إلى اليهود وقالوا : إنا لسنا بأرض مقام ، وقد هلك الكراع والخف [[ الإبل والخيل التي معهم هلكوا من الجوع
فانهضوا بنا حتى نناجز محمداً
يعني افتحوا لنا الحصون ندخل على محمداً وأصحابه ]]
فأرسل بنو قريظة رد لهم :
{{ إنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن }}
فقالت قريش وغطفان : صدقكم والله نعيم...
فبعثوا إلى اليهود وقالوا :
{{ إنا لا نُرسل إليكم أحداً فاخرجوا معنا حتى نناجز محمدًا }}
فقال اليهود: صدقكم والله نعيم
فدبت الفرقة بين الفريقين، وهكذا استطاع
{{نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه وأرضاه
بحيلته أن يقضي على هذا التحالف الخطير الذي كان بين {{ الأحزاب وبين يهود بني قريظة }}
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....
الحلقة الستون بعد المائة *160*
*الحرب خدعة .*
اهتز المسلمون وزلزلوا زلزالاً شديداً وبلغت القلوب الحناجر
وأرسل النبي ﷺ مجموعات من الصحابة رضي الله عنهم يطوفون حول بيوت المدينة ليلاً يجهرون بالتكبير لتعلم يهود "بنو قريظة" أن هناك حرس على البيوت ورجال ....
وأرسل اليهود عيونهم إلى داخل المدينة، وأخذوا يطوفون بالحصون التي بها النساء والأطفال والشيوخ ، ليختبروا إمكانية مهاجمة هذه الحصون..
مما وقع حقيقة في ذلك الوقت "في معركة الخندق" عندما بلغت القلوب الحناجر وينفع المسلمين اليوم :
عندما قام النبي ﷺ بإرسال الناس أفواجاً ومجموعات بين بيوت المسلمين يكبرون في الليل ويحمون بيوت المسلمون في المدينة .
جاء إلى النبي ﷺ شاب من الأنصار واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم
وقال : هل تأذن لي يا رسول الله أن أذهب مع من يطفون ويكبرون "وكان في نفسه حاجة"
فأذن له النبي فلما قام هذا الشاب ...
قال له النبي ﷺ *خذ سلاحك .*
"قام من غير السلاح إذن ليس ذاهباً للحراسة في نفسه حاجة"
قال له النبي صلى الله عليه وسلم : *خذ سلاحك .*
فأخذ رمحه وسيفه
فلما كان في وسط المدينة قال: لأمير المجموعة
"زيد بن حارثة" رضي الله عنه
قال : هل تأذن لي أن آتي بيتي فأنا حديث عهد بعرس .
"
قال له زيد رضي الله عنه : نأذن لك ولكن لا تُطّل .
فلما دخل لداره
وجد زوجته العروس قائمة بين البابين ....
باب الحوش الخارجي وباب الدار الداخلي ، بالوسط
فظن فيها السوء فوراً رفع هذا الشاب الرمح يريد أن يضربها
فقالت : لا تعجل ادخل وانظر ماذا يوجد في دارك ؟
فإذا هي حية كبيرة ملتفة جالسة على فراشه ....
فلما رأى الحية على فراشه
غرز الرمح في رأس الحية وأخرجها إلى الحوش ووضع الرمح الذي فيه الحية على جدار الدار فأضطربت الحية في رأس الرمح "يعني تهتز تخرج روحها"
تقول زوجته : وسقط الشاب إلى الأرض ميتا فوراً
تقول : فوالله ما أدري أيهما أسرع موتاً هو أم الحية ؟؟
فصاحت....
فسمع زيد رضي الله عنه الصوت فرجع مسرعاً مع رجاله
قال : ما الأمر ؟
فقصت عليهم ما حدث
فقالوا : لا حول ولا قوة إلا بالله
فأخذوا يقلبوه ، فوجدوه ميت ولم يجدوا به أثر لدغة وليس به شيء ...
فوضعوه على فراشه وتركوا رجل يحرس باب الدار .
ثم رجعوا وأخبروا النبي ﷺ بما حدث
فقال ﷺ : *إن في المدينة جن أسلموا .*
*فإذا بدأ لأحدكم شيئاً من ذلك فليأذنه ثلاث .*
"أي أن يقسم عليه بالله ثلاثا أن يخرج من بيته ، أي إنسان وجد أفعى أو عقرب ونحوه في بيته قبل أن يقتلها يقف من بعيد ويقول لها اقسم عليك بالله أن تخرجي من بيتي يقولها ثلاث"
فإن لم يمضي "أي يخرج" فأعلموا أنه شيطان فاقتله .
ولكن كان هذا الشاب قد قتل جني مسلم فأخذ أهله بثأره فوراً فقتلوا الشاب .....
"وانظروا مشيئة الله تعالى إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه"
ثم أرسل النبي ﷺ 20 رجل من أصحابه ومنهم رجال من ذوي المتوفى ليدفنوه ....
فحملوه فسلكوا به من الوادي العقيق ...
فكان في ذلك الوقت "أبو سفيان" قد اشتكى لحيي بن أخطب .
أنه قد نقصت المؤنة من جيش قريش ....
فقال : يا حيي نفذت علائفنا ونقصت مؤونتنا وهلكت الخف والكراع ....
"يعني الإبل والخيل هلكت لا يوجد شيء يأكلهوه "
فهل لدى "بني قريظة" من علف و قوت .
قال له : نعم .
ثم ذهب وكلم له "كعب" سيد بني قريظة .
فقال له كعب : المال مالك .
فأرسل أبو سفيان عشرين ناقة لتحمل لهم الطعام والعلف من بني قريظة ....
فلما حُمَّلت تماماً وانطلقوا وتوجهوا يريدون الخندق من الخارج كان لا بد لهم أن يمروا من وادي العقيق .
فكان العشرون من الصحابة رضي الله عنهم يحملون جثة هذا الشاب الذي مات وكان الوقت نهار ....
فألتقوا بقافلة المشركين .
فأقتتل المسلمون معهم فهزمهم المسلمون وأخذوا القافلة بكل ما فيها ....
وكان أهل المدينة في جوع وعسر شديد ....
سبحانك ربي ما أعظمك وما أجملك : أراد أن يطعمهم
ثم رجعوا بعد أن دفنوا هذا الشاب إلى النبي ﷺ
واذا معهم عشرون جمل محمل .
قال لهم النبي ﷺ: *ماهذه .*
قالوا : غنمناها من رجال قريش أرسلت بها قريظة إلى قريش .
فكان موت الشاب سبب في غنيمة تفرج كرب الخندق .
ولما وصل الخبر لأبي سفيان
قال : إن حيي لرجل مشؤوم .
سروا بهذه الغنيمة وفرَّجت عنهم بعض الكرب ...
ولكن ما زال الصحابة رضي الله عنهم مكتئبون لأنهم على أعصابهم لا يعلمون متى ستفتح قريظة للأحزاب أبواب الحصون .
في صباح الاربعاء كان النبي ﷺ
يفكر فيما يمكن أن يفعله لمواجهة هذا الموقف الصعب
وأراد الرسول ﷺ أن يفكك هذا التحالف ففكر الرسول ﷺ أن يعرض بعض المال على قبائل "غطفان" في سبيل أن تنسحب غطفان وتترك حصار المدينة
وكان هذا المال الذي فكر الرسول ﷺ أن يعرضه على "غطفان" هو "ثلث ثمار المدينة"
وكان الرسول النبي ﷺ واثقا أنه إذا عرض على "غطفان" هذا العرض فإنها ستوافق
لأن "غطفان" لم يكن بينها وبين المسلمين عداءاً شديد .
والنبي ﷺ كان على عهد معهم ولكنهم نقضوا العهد تذكرون سيدهم "عيينة" ذكرناه من قبل الذي قال عنه النبي ﷺ: *الأحمق المطاع .*
والذي شجعها على الخروج لغزو المسلمين هو أن يهود "خيبر" اتفقوا معهم على أن يعطوهم نصف ثمار خيبر لمدة عامين .
فإذا عرض الرسول ﷺ أن يعطيهم من ثمار المدينة
دون قتال فلابد أنهم سيوافقوا وينسحبوا ....
فإذا انسحبوا سيصبح جيش الأحزاب 4000 بالإضافة إلى يهود "بني قريظة" وهؤلاء يمكن للمسلمين الإنتصار عليهم .
كما حدث في بدر وكما حدث في الجزء الأول من معركة أحد .
أرسل النبي ﷺ إلى "عيينة بن حصن" سيد غطفان
فجاء ومعه بعض الرجال
فأدخله النبي ﷺ خيمته وعرض عليه الأمر ....فوافق عيينة
فقال له النبي ﷺ *اجلس على ما أنت عليه حتى نستأذن السعدين .*
لأن تمر المدينة للأنصار وسادة الأنصار السعدين .
١- سعد بن معاذ سيد الأوس .
٢- سعد بن عبادة سيد الخزرج .
فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إليهما فلما حضروا
وكان عيينة جالساً وفي ظنه أنه انتصر وقد حاز على ثلث تمر المدينة وها هو محمد يطلب مني الصلح ....
وكان جالساً وقد مد رجليه
فدخل سعد بن معاذ متوشحاً سيفه فلما رأى "عيينة" سيد غطفان يمد رجليه في حضرة النبي ﷺ ....
وقبل أن يعلم ما الخبر نظر إليه وصرخ به ....
قال : يا عين الهجرس .
"الهجرس يعني الثعلب أي يا عين الثعلب"
يا عين الهجرس أتمد رجليك في حضرة النبي ﷺ ؟
والله لولا أنك في مجلسه وفي خيمته لأنفذت خصيتيك بهذا الرمح ....
وصرخ سعد في وجهه أقبض رجليك ....
فقبض عيينة رجليه .
ثم اخفض رأسه "سعد بن معاذ" وألتفت إلى رسول الله ﷺ بكل أدب وهدوء
وقال : سمعاً وطاعةً يارسول الله : أرسلت في طلبنا .
فأخبرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالذي تفاوض به مع عيينة .
وقال : *مارأيكما ؟*
فقال سعد بن معاذ رضي الله عنه بكل أدب يا رسول الله .
إذا كان هذا أمر من السماء قد أمرك الله به فليس لنا من الأمر شيئاً امضي على بركة الله .
وإن كان هذا الأمر تحبه وترضى فيه وترى فيه خيرا فنحن طوع أمرك .
أم إن كان شيء تصنعه لنا ؟ فلنا فيه رأي ....
"يعني : تخفف عنا المصيبة لأن العرب ماحاربتنا إلا لوجودك بالمدينة إذا خفت علينا
لنا فيه رأي"
فقال النبي ﷺ : *بل شيء أصنعه لكم .*
*والله ما أصنع ذلك إلا لأني رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة.*
*وكالبوكم من كل جانب.*
*فأردت أن أكسر عنكم من شوكتهم .*
فقال سعد بن معاذ : يا رسول الله .
قد كنا وهؤلاء على الشرك بالله وعبادة الأوثان لا نعبد الله ولا نعرفه .
وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة واحدة إلا قرىً أو بيعاً .
أفحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا به وأعزنا بك وبه نعطيهم أموالنا ؟؟
أنعطيهم الدنية في ديننا ؟؟
لا والذي بعثك بالحق لا نعطيهم إلا حد السيف فليجهدوا علينا ما استطاعوا .
"يعني دعهم يحزبوا كل الناس ، لا تحمل همنا يا رسول الله .
ما لنا بهذا من حاجة .....
فتهلل وجه النبي ﷺ كأنه القمر وسُر بكلام سعد وأقره .
وعلم أن الأنصار هم الأنصار لم تهزهم هذا الأحداث كلها
ثم انصرف عيينة خائباً لم ينل خيراً ....
ومرة ثانية ينزل النبي ﷺ على رأي يخالف رأيه .
وهذه هي مكانة "الشورى" في الإسلام .
ولم يكن هذا الرأي رايا عنتريا غير مدروس ...
ولكن كان نظرة "استراتيجية" صائبة تماما....
لأن الإتفاق مع "غطفان" كان سيحل المشكلة لاشك فتنسحب غطفان ويتفكك التحالف وتنهزم قريش واليهود ....
ولكن في نفس الوقت كان سيكون له تداعيات سلبية وخطيرة جداً في المستقبل
لأن ذلك كان سيكون معناه :
أن غطفان قد حققت انتصارا على المسلمين .
وبذلك تهتز صورة المسلمين أمام الجزيرة كلها .
وسيفتح باب الإبتزاز المستمر للمدينة .
فكلما أرادوا مال جاءوا وحاصروا المدينة ....
خاصة أن قبائل غطفان من "المرتزقة" الذين يعيشون على قطع الطرق ومهاجمة القبائل .
وقت الظهر قام النبي ﷺ بالصحابة رضي الله عنهم يوم الأربعاء لصلاة الظهر فجمعهم للصلاة ....
فصلى بهم وطمأنهم وقال لهم ﷺ
*يا أيها الناس .*
*لا تتمنوا لقاء العدو .*
*واسألوا الله العافية .*
*فإن لقيتم العدو فأصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف .*
يحثهم على الجهاد في سبيل الله
ثم بسط كفيه للسماء .
يدعو الله تعالى :
*اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب .*
*اللهم اهزمهم وانصرنا عليهم .*
فقال له بعض أصحابه رضي الله عنهم : يا رسول الله قد بلغت منا القلوب الحناجر ....
فهل من شيء نقوله حتى تطمئن القلوب ؟
قال النبي ﷺ *نعم .*
*قولوا اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا .*
الحديث رواه البخاري
وفي مغرب هذا اليوم في ذلك الموقف العصيب جداً والذي يعتبر من أحرج لحظات الدولة الإسلامية ....
حدث أمر غير متوقع على الإطلاق وهو إسلام رجل اسمه "نعيم بن مسعود"
هو أمر غير متوقع في ذلك الوقت بالتحديد...
لأن "نعيم بن مسعود" من قبيلة "غطفان" وهي كما نعلم أحد القبائل المحاصرة للمدينة...
فكيف يمكن لرجل من الجيش "المُحَاصِر" القوي أن يترك هذا الجيش القوي وينضم إلى الجيش الأضعف "المُحَاصَر" المهدد بالفناء في أي لحظة .
أسلم "نعيم بن مسعود" جاء قبل الغروب وهو من قبيلة "عيينة" من غطفان الذي خرج مطروداً من سعد بن معاذ وهو في خيمة النبي ﷺ في الصباح
ليكون له دور كبير جداً في رفع الحصار عن المسلمين...
"ولو كان قد أسلم قبل ذلك لما كان له هذا الدور المحوري والهام جداً في غزوة الأحزاب"
جاء نعيم بن مسعود إلى الرسول ﷺ فأستأذن بالدخول
"ظنوه رسولاً جاء من طرف عيينة والرسل معروفة عند العرب لا تقتل"
فلما دخل اجلسه النبي ﷺ في خيمته وقال له *ماذا وراءك يا نعيم .*
قال له نعيم : يا رسول الله .
يا رسول الله كلمة لا يقولها إلا مؤمن .
الكافر يقول يا محمد يا أبا القاسم....
قال : يا رسول الله إني رجل قد أسلمت .
وإن قومي غطفان لم يعلموا بإسلامي .
فمرني بما شئت
من الذي ألقى الإيمان في قلبه ذلك اليوم ؟
إنه "الله" جل جلاله...
فقال له : النبي صلى الله عليه وسلم : إنما أنت رجل واحد
يعني أن انضمامك إلى الجيش لن يكون فيه فارق كبير لأنك شخص واحد
ولكن خذّل عنا ما استطعت
*فإن الحرب خدعة*
قال نعيم رضي الله عنه : يارسول الله ، إني أحتاج أن أقول الكذب؟
فهل تأذن لي ؟
قال له النبي صلى الله عليه وسلم :قل ما شئت ، فإن الحرب خدعة
أعطى الرسول صلى الله عليه وسلم {{ لنعيم بن مسعود }} أول الخيط : وفتح له الباب إلى الإبداع...
و الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم أن {{نعيم بن مسعود}} عنده هذه القدرة الخاصة
وقد حاول {{ أبو سفيان بن حرب }} أن يستخدم :
{{نعيم بن مسعود}} في تخويف المسلمين في غزوة بدر الآخرة، وفشل {{ نعيم }} في تخويف المسلمين...
وبالفعل قام {{ نعيم بن مسعود }} رضي الله عنه وأرضاه
بخدعة عجيبة لم تخطر على بال أحد من الصحابة رضي الله عنهم
خرج من عند النبي صلى الله عليه وسلم
ويمم وجهه نحو يهود {{ بني قريظة }}
وكان قبل ذلك الوقت معروفا لديهم وكثير التردد عليهم
وهو صديق حميم لسيد بني قريظة {{ كعب }} وصديق أيضا لحيي بن اخطب
فدخل عليهما فرحبا به
فقال لهما : يا كعب ويا حيي
قد عرفتم ودي إياكم وخاصة ما بيني وبينكم....
قالا له : أجل ، صدقت أنت رجل غير متهم عندنا
فقال نعيم :إني ناصحاً لكم
فإن قريشاً قد ملت المقام [[ يعني لهم ١٥ يوم ملوا وزهقوا لا يريدون الحرب ]]
وقد تشائم أبو سفيان من استيلاء أصحاب محمد على القافلة ، وأن هذا الرجل [[ قصده النبي ]] لا يؤمن جانبه
هل نسيتم ما صنع بإخوانكم من بني {{ النضير وقينقاع }}
وقريش ليسوا مثلكم
البلد بلدكم فيه أموالكم ونساؤكم وأبناؤكم لا تقدرون أن تتحولوا منه إلى غيره...
وإن قريشاً قد جاءوا لحرب محمد وأصحابه، وبلدهم وأموالهم ونساؤهم بغيره
يعني بيوتهم ونسائهم في مكة
فإن أصابوا فرصة انتهزوها
وإلا لحقوا ببلادهم وتركوكم ومحمداً فانتقم منكم...
قالوا :والله قد فتحت أذهاننا ، وما العمل يا نعيم ؟! !!
قال :لا تقاتلوا معهم حتى يُعطوكم رهائن
قالوا : كيف ؟
قال :خذوا من سادة قريش وغطفان {{كذا رجل }}
قيل عشرة وقيل أكثر
من أشرافهم يدخلوا معكم في الحصن ، فلا يستطيع القوم أن يرجعوا بلادهم ، وسادتهم وأشرافهم ، في حصنكم فاياكم أن تقاتلوا محمد ، إلا وأشراف قريش عندكم في الحصن
قالوا : لقد أشرت بالرأي
قال : ولكن اكتموا عني
قالوا : نفعل ..
ثم ذهب نعيم إلى جيش الأحزاب في نفس الليلة ...
واجتمع مع سادة قريش
وقال :يا أبا سفيان تعلمون ودي لكم ونُصحي لكم
أحدثكم حديثا وتكتموا عني
قالوا : نعم افعل ، ما أنت عندنا بمتهم ...
ماذا عندك يا نعيم ؟ !!!
قال :كنت عند {{بني قريظة }}
[[ طبعاً هم يعلمون أن نعيم صديق لهم ]]
قال : وسمعت منهم حديث ما سرني ، فما أحببت أن أبيته ليلة ، حتى يكون بين يديك وأنت سيد القوم يا أبا سفيان
قال ابو سفيان : ما وراءك يا نعيم تكلم
قال :إن اليهود قد ندموا على ما كان منهم من نقض عهد محمد وأصحابه...
وإنهم قد راسلوه أنهم يأخذون منكم رهائن يدفعونها إليه ثم يوالونه عليكم...
فإن سألوكم رهائن فلا تعطوهم
قالوا : أجل قد أشرت بالرأي
ثم ذهب إلى غطفان وقال لهم ما قاله لقريش...
وهكذا شعرت قريش بالقلق
وكذلك غطفان
فأرسلوا رسالةً إلى اليهود وقالوا : إنا لسنا بأرض مقام ، وقد هلك الكراع والخف [[ الإبل والخيل التي معهم هلكوا من الجوع
فانهضوا بنا حتى نناجز محمداً
يعني افتحوا لنا الحصون ندخل على محمداً وأصحابه ]]
فأرسل بنو قريظة رد لهم :
{{ إنا لا نقاتل معكم حتى تبعثوا إلينا رهائن }}
فقالت قريش وغطفان : صدقكم والله نعيم...
فبعثوا إلى اليهود وقالوا :
{{ إنا لا نُرسل إليكم أحداً فاخرجوا معنا حتى نناجز محمدًا }}
فقال اليهود: صدقكم والله نعيم
فدبت الفرقة بين الفريقين، وهكذا استطاع
{{نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه وأرضاه
بحيلته أن يقضي على هذا التحالف الخطير الذي كان بين {{ الأحزاب وبين يهود بني قريظة }}
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....