- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الواحدة والستون بعد المائة *161*
*إنسحاب الأحزاب وتحقق النصر*
نحن الآن في آخر أيام الخندق ، وقد دام حصار المسلمون
على أرجح الروايات {{ ١٨ }} يوم
بعد أن وقع الخلاف بين{{ الأحزاب ، وبني قريظة }} على يد {{ نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه
بالرغم من أن الكفار جائوا للحرب دون اتفاق مع {{بني قريظة }}
ولكن أن يحقق الجيش ميزة ثم يفقدها ، فهذا يحبطه حتى ولو لم تكن معه هذه الميزة من أول الأمر....
وقبل إنسحاب الأحزاب بيوم
اشتدت قريش على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم بنبالها
تحاول بكل ما استطاعت ، أن تحقق هدفها وهو قتل النبي صلى الله عليه وسلم
فكان هدفهم جميعاً ، خيمة النبي صلى الله عليه وسلم يرمونها بالنبال فأحاط الصحابة رضي الله عنهم بخيمته صلى الله عليه وسلم ، إحاطة السوار بالمعصم ، يصدون السهام والنبال عن خيمته فأقبل {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }}
وعليه درع مقلصة [[ أي صغيرة عليه لم تستر يديه ]]
ومر مسرعاً من أمام مكان مرتفع قد تجمع فيه النساء
وكانت أمه [[ أي أم سعد ]] والسيدة عائشة من ضمن هذه النساء رضي الله عنهم
ينظرون إلى ماذا يجري حول خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وفي يد {{ سعد }} رمح ويجري مسرعاً لخيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وقد شاعت الأخبار أن الأحزاب صبوا كل غضبهم ، على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت له أمه :أي بني تعجل فلقد تأخرت عن رسول الله [[ يعني تأخرت المفروض تكون أول المدافعين عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم ]]
تقول السيدة عائشة : فما سرني درعه التي يلبس ، فإنها غير سابغة [[ أي ساترة ]] قد بانت منها ذراعيه.....
فقلت : يا أم سعد ، وددت لو أن درع سعد أسبغ فإني أخشى عليه
فقالت أمه :ليقضي الله ماهو قاضٍ [[ تسلم الأمر لله تعالى ]]
فأقبل{{ سعد }} ووقف بباب خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
يصد السهام عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
فجاء سهم وصاحبها ينادي خذها وأنا {{ ابن القمئة }} فنزل السهم في أكحل سعد الأيسر
[[ أي الشريان الرئيسي في يده]] فنفر الدم وسمع النبي صلى الله عليه وسلم ، بإصابة سعد رضي الله عنه... قال النبي صلى الله عليه وسلم : ابن قمئة ؟؟
قالوا :أجل يا رسول الله
قال : أقمه الله في نار جهنم
فوضع سعد يده اليمنى على مكان الجرح ، والدم ينزف بشدة
ثم رفع طرفه للسماء ....
انظروا إلى هؤلاء الرجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
رجال صدق
{{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }}
رفع طرفه للسماء يناجي ربه
وقال :
اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً ، فأبقني لها ما بقيت ، فإنه لا شيء أحب إلي من أن اجالد قوماً [[ أي اقاتل ]] كذبوا نبيك وأخرجوه
وإن كان قد وضعت الحرب بيننا وبينهم [[ يعني لا معركة أخرى معهم ]]
فاجعله طريقي إلى الجنة [[ ارزقني الشهادة ]]
ولا تخرج نفسي حتى تقر عيني من {{ بني قريظة }}
سبحان الله ما أعظم إيمانك يا {{ سعد رضي الله عنك وارضاك }}
١_ يريد أن يعلم هل الحرب مستمرة أم انتهت ؟
٢_ثم يريد الشهادة من هذه الإصابة.
٣_ثم لا يريد الموت قبل أن تقر عينه من {{ بني قريظة }}
فما أن انتهى {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} من دعائه إلا وقد انقطع الدم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يمرض في خيمة قريبة من مسجده
مضى النهار وانصرف المشركون عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وأرسل {{ أبو سفيان }} رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم
يقول فيها :
كنت قد خرجت إليك بعشرة آلاف ، وأنا أعزم على أن لا أرجع لمكة ، حتى استأصلك وصحبك ودينك ، ولكنك احتميت وراء خندق وكان من أمرك ما كان والأيام بيننا سجال ....
فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم جواباً
أما بعد :
فإنَّ ما عزمت عليه ، يحول الله بينك وبينه وسيأتي عليك يوم
أكسر فيه {{ الآت والعزى }} على مرأى منك ، وبيدي مفاتيح الكعبة وسأذكرك بذلك يا {{ سفيه بني غالب }}
قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي تلك الليلة ، وكانت ليلة شديدة البرد مظلمة في آخر الشهر ... وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يرسل أحد الصحابة رضي الله عنهم ويدخل إلى داخل جيش الأحزاب
يستطلع لهم خبر القوم
وجاءت {{ القدرة الإلهية }} في تلك الليلة :
أرسل الله تعالى على معسكر الكفار ريحا شديدة باردة قاسية البرودة....
فقلبت قدورهم ، وأطفئت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم ، بينما كانت هذه الرياح هينة عند معسكر المسلمين ولم يكن بينهما إلا عرض الخندق....
فماذا حدث في تلك الليلة
سيحدثنا عن تلك الليلة الصحابي الجليل :
{{ حذيفة بن اليمان }} رضي الله عنه والحديث في البخاري ومسلم رحمها الله
جلس {{ حذيفة }} يحدث التابعين [[ الشباب الذين جاؤوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم
جلس يحدثهم ، عن غزوة الخندق ، فلما انتهى
قال قائل لأبي حذيفة : وشهدتم هذا كله مع رسول الله ؟ !!
[[ متعجب لأن أحداث كثيرة حصلت في الخندق ]]
قال : أجل
فقال قائل منهم : ليتني كنت معكم ، فوالله ما أدع رسول الله صلى عليه وسلم يمشي على الأرض خطوة ، لأحملنه على ظهري ....
وقال الآخر : ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً....
فقال حذيفة رضي الله عنه :لا تتمنوا ذلك يا إخوة الإسلام
لقد رأيتُني ليلة ، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة الخندق :
[[ويعني ليلة الخندق أي الليلة الآخيرة ]]
ونحن ثلاث مئة أو قريب من ذلك :
يقول : قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الليلة
ثم استقبلنا ينظر فينا واحداً واحد...
ثم قال : إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة :
يبشر أصحابه رضي الله عنهم
إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة ....
ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟
يقول حذيفة رضي الله عنه : فو الله الذي بعثه بالحق ، لم يقم منا رجل واحد
[[ برد شديد ، وظلمة و خوف ، وقريش قد استشرت واستأسدت ]]
قال فأعادها : ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟؟
قال : فوالله ما قام منا رجل واحد ....
[[ طبعا الذين حول الرسول ال ٣٠٠ من كبار الصحابة رضي الله عنهم أبو بكر وعمر وعلي وعثمان وأبو دجانة وحذيفة وغيرهم من خيرة الصحابة ، ولكن الموقف ليس بالسهل أبداً ]]
يقول حذيفة : ما قام منا رجل واحد
ثم نظر إلي .. وقال : أحذيفة ؟؟
قال: وأنا أجلس على ركبتي فتقاصرت إلى الأرض....
قلت : لبيك يا رسول الله
قال : تسمع صوتي منذ الليلة ولا تجيب ؟!! قم
قال حذيفة : فقمت واقفاً بين يديه ....
وقلت : والذي بعثك بالحق ما قمت إلا حياءً منك
فقال لي : اذهب فأتني بخبر القوم ....
قلت : والذي بعثك بالحق لا أخشى الموت ، ولكن أخشى أن يأسروني في هذه الليلة الباردة ، فيفتني القوم عن ديني...
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لن تؤسر
قلت : يا رسول الله ، وليس على إلامرط لزوجتي لا يستر جميع بدني [[ أي ثوب من صوف ]]
[[ أي أرجف من البرد ]]
قال : لا عليك برد حتى ترجع إلي [[ يعني : لن تشعر بالبرد حتى ترجع ]]
ثم بسط النبي صلى الله عليه وسلم يديه
وقال : اللهم احفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ، ومن تحته ...
يقول حذيفة رضي الله عنه :فلما انطلقت ...
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :
ااتيني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ....
[[ أي لا تقتل أحد منهم ، لا تعمل أي حركة ، أنت رسول استطلاع فقط ، لا تقوم بأي عمل قتالي ضدهم ، فقط تأتي بأخبارهم ]]
فقلت : سمعاً وطاعة يا رسول الله
يقول حذيفة رضي الله عنه : فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام ....
[[ يعني ذهب البرد الذي كان يشعر به، وشعر بالدفء كأنه في حمام ]]
فلما دخل حذيفة رضي الله عنه في الجيش في الجهة المقابلة للخندق ، فإذا بالريح شديدة ، لا تدع خيمة إلا قلعتها ، كانت ريحآ شديدة باردة قاسية البرودة ، تقلب قدورهم ، وأطفئت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم
تعسف الرمال في وجههم ، وليس بيننا وبينهم إلا عرض الخندق
*الله اكبر* *الله اكبر*
فلا يوجد عند المسلمين ريح ،
*إنها إرادة الله تعالى*
يقول حذيفة رضي الله عنه : فأخذت اتسلل حتى جئت قوماً بينهم نار
[[ هو لا يعرف من هم القوم ، لأنهم أعداد كثيرة وكل مجموعة معكسرة بجهة ]]
قال : حتى جئت قوماً بينهم نار
وعلى ضوء النار رأيت رجلاً جسيماً ، يضع كفيه فوق النار ويمسح بها خاصرته
وأنا لا أعرف {{ أبا سفيان }} آنذاك .... فلما دنوت منهم علمت أنه {{ أبا سفيان }} من كلامه مع القوم .. ووالله لقد أخذت سهمي ووضعته في قوسي و لوشئت لغرزته في كبده تماماً
فإذا بصوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
{{{ آآتيني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ }}.... فلم أفعل ...
ثم جلس {{ حذيفة }} بين القوم
فسمع {{ أبو سفيان }} يقول وكأنه أحس أنه دخل فيهم من ليس منهم ....
فقال :يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه ؟
[[ أي يتعرف كل واحد على من بجانبه ]]
يقول حذيفة رضي الله عنه : فبادرت وضربت بيدي على فخذ الذي على يميني
وقلت له : من أنت ؟
قال : معاوية بن أبي سفيان
ثم ضربت بيدي على فخذ الذي على شمالي وقلت له :من أنت ؟؟
قال: عمرو بن العاص
وغفل القوم عنه....
قال : فلم يفطنوا لي ولم يسألني أحد من أنا...
ثم قال أبو سفيان : يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام [[ أي هذا المكان لا يصلح أن تقيموا فيه ]]
لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، وأخشى أن تتفق قريظة ومحمدآ الليلة عليكم
فارتحلوا فإني مرتحل !!!
قال : فقام وجلس على بعيره دون أن يحل عقاله....
[[ من كثر ماهو مستعجل ، البعير مربوطه أيده ]]
فوقف بعيره على ثلاثة أرجل ، وقفز به البعير قفزتين ..
فضحك عليه صفوان بن أمية بملء فمه ...
وقال : يا سيد قومه حُل بعيرك أولاً...
فقام ابنه معاوية وحل له عقال البعير ....
ثم التفت أبو سفيان إلى القوم
وقال : يا خالد بن الوليد ، تدبر أمر الساقه [[ يعني مؤخرة الجيش ]] وإني متقدمكم إلى مكة ...
قال : فانطلق وترك قومه قبل أن يرحلوا ....
قال حذيفة رضي الله عنه : فمكثت واختبأت
وأخذ القوم يستعدون للرحيل
ثم عدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في الطريق
استقبلني رجلان عليهما ثياب بيض ، وعمائم ، يركبون الخيل
فقال لي أحدهما : اخبر صاحبك [[ أي النبي صلى الله عليه وسلم ]]
أن قريش : {{ لن تغزوه بعد اليوم أبداً ، وأنه هو الذي يغزوها }}
فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يقول حذيفة رضي الله عنه : فوالذي بعثه بالحق ، تركته يصلي ورجعت إليه وهو قائم يصلي
وعليه برد يماني فلما دخلت خيمته ، عدت اقرقف كما كنت من قبل [[ رجع إليه البرد ]]
فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من صلاته أخبره حذيفة رضي الله عنه بخبر القوم ....
وأخبره عن الرجلين :
يقول حذيفة رضي الله عنه
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : أعلمت من كان يكلمك؟
قلت : الله ورسوله أعلم
قال لي : هذا أخي جبريل عليه السلام...
ثم غطاني بالعباءة التي كان يصلي فيها....
يقول : فنمت حتى الفجر ، فما ايقذني إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم ، قُم يا نومان ، لقد طلع الفجر [[ أي يا كثير النوم ]]
يقول فصلينا الفجر ، ثم وقف النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أصحابه رضي الله عنهم
أن الله قد هزم الأحزاب وحده
وأرسل عليهم جند من جنوده *وهي الريح*
وأرسل الملائكة عليهم السلام [[ لا تقاتلهم لأنه لا معركة ]]
ولكن الملائكة عليهم السلام كانت تتبع أدبار الخيل تضربها فتسرع ، حتى قطعوا في يوم واحد مسافة ثلاثة أيام ، من شدة الخوف ....
*انسحبت {{ قريش }}* :
*ثم انسحبت {{ غطفان }}*
وشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم : الأحزاب وهم ينسحبون واستمر إنسحابهم من الفجر إلى قريب الظهر .....
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم
*الآن نغزوهم ولايغزونا*
[[ وقد تحقق ذلك بالفعل، فقد كانت هذه هي آخر محاولة للعرب لغزو المدينة ، لأن كل العرب قد اجتمعوا لحرب المسلمين وفشلوا فشلاً ذريعآ ، ولذلك فلابد أنهم لن يكرروا هذه المحاولة الفاشلة مرة أخرى على الإطلاق ]]
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
قولوا *الله اكبر لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده*
فلا شيء بعده فأخذوا يرددونها وانطلقوا إلى منازلهم .....
حققت {{ غزوة الأحزاب }}
فوائد عظيمة منها :
١_كشفت الغزوة مرة أخرى وميزت بين المؤمنين الصادقين، وبين المنافقين....
٢_ كشفت حقيقة وحقد {{ بني قريظة }}
٣_ رفعت جداً من هيبة المسلمين وجعلت الوضع الإقليمي الجديد
[[ وهو أن المسلمين أصبحوا هم القوة الأولى في الجزيرة، لدرجة أن كل العرب قد تجمعوا عليهم ولم ينجحوا ]]
٤_ تأكد أمام المسلمين وأمام قريش وكل العرب أن قريش هي الطرف الأضعف في مقابلة المسلمين ، لدرجة أنها استعانت بكل حلفائها وبكل العرب ولم تنجح في هزيمة المسلمين
*وذلك فضل الله تعالى*
انسحبت الأحزاب كما طلب {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }}
ألم يقل لبني قريظة عندما شاتموه وأغضبوه ،ونالوا من النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: سعد بن معاذ رضي الله عنه : إني لأرجو الله أن يرد الأحزاب بغيظهم لا ينالون خيرا ، ويغني الله نبيه عنكم
ثم نأتيكم إلى جحوركم يا {{إخوة القردة والخنازير }} ونحاصركم وتنزلوا على حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله تعالى كما نطق سعد رضي الله عنه :
{{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا }}
رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى داره....
ونزلت النساء والصغار والشيوخ من الحصون ....
فما أن كان الظهر حتى كان الجميع في منازلهم
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والنبي صلى الله عليه وسلم في حجرتها
فإذا منادي ينادي من خلف الحجرة....
يا رسول الله !!!
قالت :فقام النبي صلى الله عليه وسلم وخرج فخشيت أن يكون خبراً ، أن قريش قد رجعوا
فخرجت ألتمس الخبر فوقفت عند الباب ....
فإذا برجل على {{ بغلة شهباء }} يلبس عمامة حمراء
قالت : فنظرت إليه فإذا به يقول للنبي صلى الله عليه وسلم
: أوضعت السلاح ؟؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم
[[وقد وضع المسلمون السلاح أيضآ ]]
قال له :ولكن الملائكة لم تضع السلاح بعد ...
فأتبعني إلى {{ بني قريظة }} فإني متقدمك إليهم ومزلزل بهم حصونهم ...
فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم قلت له : بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، من الذي كان يكلمك ؟؟
قال: أرأيته يا عائشة وسمعتي ما قال ؟؟
قلت : نعم
قال : هذا أخي جبريل عليه السلام .... ثم لبس صلى الله عليه وسلم لباس الحرب ، وأمر بلال رضي الله عنه أن يؤذن للحرب فاجتمع الصحابة رضي الله عنهم فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم
*بأن يتوجهوا فوراً لحرب يهود {{ بني قريظة }}*
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة الواحدة والستون بعد المائة *161*
*إنسحاب الأحزاب وتحقق النصر*
نحن الآن في آخر أيام الخندق ، وقد دام حصار المسلمون
على أرجح الروايات {{ ١٨ }} يوم
بعد أن وقع الخلاف بين{{ الأحزاب ، وبني قريظة }} على يد {{ نعيم بن مسعود}} رضي الله عنه
بالرغم من أن الكفار جائوا للحرب دون اتفاق مع {{بني قريظة }}
ولكن أن يحقق الجيش ميزة ثم يفقدها ، فهذا يحبطه حتى ولو لم تكن معه هذه الميزة من أول الأمر....
وقبل إنسحاب الأحزاب بيوم
اشتدت قريش على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم بنبالها
تحاول بكل ما استطاعت ، أن تحقق هدفها وهو قتل النبي صلى الله عليه وسلم
فكان هدفهم جميعاً ، خيمة النبي صلى الله عليه وسلم يرمونها بالنبال فأحاط الصحابة رضي الله عنهم بخيمته صلى الله عليه وسلم ، إحاطة السوار بالمعصم ، يصدون السهام والنبال عن خيمته فأقبل {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }}
وعليه درع مقلصة [[ أي صغيرة عليه لم تستر يديه ]]
ومر مسرعاً من أمام مكان مرتفع قد تجمع فيه النساء
وكانت أمه [[ أي أم سعد ]] والسيدة عائشة من ضمن هذه النساء رضي الله عنهم
ينظرون إلى ماذا يجري حول خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وفي يد {{ سعد }} رمح ويجري مسرعاً لخيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وقد شاعت الأخبار أن الأحزاب صبوا كل غضبهم ، على خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
فقالت له أمه :أي بني تعجل فلقد تأخرت عن رسول الله [[ يعني تأخرت المفروض تكون أول المدافعين عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم ]]
تقول السيدة عائشة : فما سرني درعه التي يلبس ، فإنها غير سابغة [[ أي ساترة ]] قد بانت منها ذراعيه.....
فقلت : يا أم سعد ، وددت لو أن درع سعد أسبغ فإني أخشى عليه
فقالت أمه :ليقضي الله ماهو قاضٍ [[ تسلم الأمر لله تعالى ]]
فأقبل{{ سعد }} ووقف بباب خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
يصد السهام عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
فجاء سهم وصاحبها ينادي خذها وأنا {{ ابن القمئة }} فنزل السهم في أكحل سعد الأيسر
[[ أي الشريان الرئيسي في يده]] فنفر الدم وسمع النبي صلى الله عليه وسلم ، بإصابة سعد رضي الله عنه... قال النبي صلى الله عليه وسلم : ابن قمئة ؟؟
قالوا :أجل يا رسول الله
قال : أقمه الله في نار جهنم
فوضع سعد يده اليمنى على مكان الجرح ، والدم ينزف بشدة
ثم رفع طرفه للسماء ....
انظروا إلى هؤلاء الرجال حول الرسول صلى الله عليه وسلم
رجال صدق
{{ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا }}
رفع طرفه للسماء يناجي ربه
وقال :
اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً ، فأبقني لها ما بقيت ، فإنه لا شيء أحب إلي من أن اجالد قوماً [[ أي اقاتل ]] كذبوا نبيك وأخرجوه
وإن كان قد وضعت الحرب بيننا وبينهم [[ يعني لا معركة أخرى معهم ]]
فاجعله طريقي إلى الجنة [[ ارزقني الشهادة ]]
ولا تخرج نفسي حتى تقر عيني من {{ بني قريظة }}
سبحان الله ما أعظم إيمانك يا {{ سعد رضي الله عنك وارضاك }}
١_ يريد أن يعلم هل الحرب مستمرة أم انتهت ؟
٢_ثم يريد الشهادة من هذه الإصابة.
٣_ثم لا يريد الموت قبل أن تقر عينه من {{ بني قريظة }}
فما أن انتهى {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }} من دعائه إلا وقد انقطع الدم وأمر النبي صلى الله عليه وسلم ، أن يمرض في خيمة قريبة من مسجده
مضى النهار وانصرف المشركون عن خيمة النبي صلى الله عليه وسلم
وأرسل {{ أبو سفيان }} رسالة للنبي صلى الله عليه وسلم
يقول فيها :
كنت قد خرجت إليك بعشرة آلاف ، وأنا أعزم على أن لا أرجع لمكة ، حتى استأصلك وصحبك ودينك ، ولكنك احتميت وراء خندق وكان من أمرك ما كان والأيام بيننا سجال ....
فأرسل إليه النبي صلى الله عليه وسلم جواباً
أما بعد :
فإنَّ ما عزمت عليه ، يحول الله بينك وبينه وسيأتي عليك يوم
أكسر فيه {{ الآت والعزى }} على مرأى منك ، وبيدي مفاتيح الكعبة وسأذكرك بذلك يا {{ سفيه بني غالب }}
قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي تلك الليلة ، وكانت ليلة شديدة البرد مظلمة في آخر الشهر ... وأراد الرسول صلى الله عليه وسلم ، أن يرسل أحد الصحابة رضي الله عنهم ويدخل إلى داخل جيش الأحزاب
يستطلع لهم خبر القوم
وجاءت {{ القدرة الإلهية }} في تلك الليلة :
أرسل الله تعالى على معسكر الكفار ريحا شديدة باردة قاسية البرودة....
فقلبت قدورهم ، وأطفئت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم ، بينما كانت هذه الرياح هينة عند معسكر المسلمين ولم يكن بينهما إلا عرض الخندق....
فماذا حدث في تلك الليلة
سيحدثنا عن تلك الليلة الصحابي الجليل :
{{ حذيفة بن اليمان }} رضي الله عنه والحديث في البخاري ومسلم رحمها الله
جلس {{ حذيفة }} يحدث التابعين [[ الشباب الذين جاؤوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم
جلس يحدثهم ، عن غزوة الخندق ، فلما انتهى
قال قائل لأبي حذيفة : وشهدتم هذا كله مع رسول الله ؟ !!
[[ متعجب لأن أحداث كثيرة حصلت في الخندق ]]
قال : أجل
فقال قائل منهم : ليتني كنت معكم ، فوالله ما أدع رسول الله صلى عليه وسلم يمشي على الأرض خطوة ، لأحملنه على ظهري ....
وقال الآخر : ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً....
فقال حذيفة رضي الله عنه :لا تتمنوا ذلك يا إخوة الإسلام
لقد رأيتُني ليلة ، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
ليلة الخندق :
[[ويعني ليلة الخندق أي الليلة الآخيرة ]]
ونحن ثلاث مئة أو قريب من ذلك :
يقول : قام النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في تلك الليلة
ثم استقبلنا ينظر فينا واحداً واحد...
ثم قال : إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة :
يبشر أصحابه رضي الله عنهم
إنه كائن حدث في القوم هذه الليلة ....
ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟
يقول حذيفة رضي الله عنه : فو الله الذي بعثه بالحق ، لم يقم منا رجل واحد
[[ برد شديد ، وظلمة و خوف ، وقريش قد استشرت واستأسدت ]]
قال فأعادها : ألا رجل يأتني بخبر القوم ويكون رفيقي في الجنة ؟؟
قال : فوالله ما قام منا رجل واحد ....
[[ طبعا الذين حول الرسول ال ٣٠٠ من كبار الصحابة رضي الله عنهم أبو بكر وعمر وعلي وعثمان وأبو دجانة وحذيفة وغيرهم من خيرة الصحابة ، ولكن الموقف ليس بالسهل أبداً ]]
يقول حذيفة : ما قام منا رجل واحد
ثم نظر إلي .. وقال : أحذيفة ؟؟
قال: وأنا أجلس على ركبتي فتقاصرت إلى الأرض....
قلت : لبيك يا رسول الله
قال : تسمع صوتي منذ الليلة ولا تجيب ؟!! قم
قال حذيفة : فقمت واقفاً بين يديه ....
وقلت : والذي بعثك بالحق ما قمت إلا حياءً منك
فقال لي : اذهب فأتني بخبر القوم ....
قلت : والذي بعثك بالحق لا أخشى الموت ، ولكن أخشى أن يأسروني في هذه الليلة الباردة ، فيفتني القوم عن ديني...
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم: إنك لن تؤسر
قلت : يا رسول الله ، وليس على إلامرط لزوجتي لا يستر جميع بدني [[ أي ثوب من صوف ]]
[[ أي أرجف من البرد ]]
قال : لا عليك برد حتى ترجع إلي [[ يعني : لن تشعر بالبرد حتى ترجع ]]
ثم بسط النبي صلى الله عليه وسلم يديه
وقال : اللهم احفظه من بين يديه ، ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله، ومن فوقه ، ومن تحته ...
يقول حذيفة رضي الله عنه :فلما انطلقت ...
قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :
ااتيني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ....
[[ أي لا تقتل أحد منهم ، لا تعمل أي حركة ، أنت رسول استطلاع فقط ، لا تقوم بأي عمل قتالي ضدهم ، فقط تأتي بأخبارهم ]]
فقلت : سمعاً وطاعة يا رسول الله
يقول حذيفة رضي الله عنه : فلما وليت من عنده جعلت كأنما أمشي في حمام ....
[[ يعني ذهب البرد الذي كان يشعر به، وشعر بالدفء كأنه في حمام ]]
فلما دخل حذيفة رضي الله عنه في الجيش في الجهة المقابلة للخندق ، فإذا بالريح شديدة ، لا تدع خيمة إلا قلعتها ، كانت ريحآ شديدة باردة قاسية البرودة ، تقلب قدورهم ، وأطفئت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم
تعسف الرمال في وجههم ، وليس بيننا وبينهم إلا عرض الخندق
*الله اكبر* *الله اكبر*
فلا يوجد عند المسلمين ريح ،
*إنها إرادة الله تعالى*
يقول حذيفة رضي الله عنه : فأخذت اتسلل حتى جئت قوماً بينهم نار
[[ هو لا يعرف من هم القوم ، لأنهم أعداد كثيرة وكل مجموعة معكسرة بجهة ]]
قال : حتى جئت قوماً بينهم نار
وعلى ضوء النار رأيت رجلاً جسيماً ، يضع كفيه فوق النار ويمسح بها خاصرته
وأنا لا أعرف {{ أبا سفيان }} آنذاك .... فلما دنوت منهم علمت أنه {{ أبا سفيان }} من كلامه مع القوم .. ووالله لقد أخذت سهمي ووضعته في قوسي و لوشئت لغرزته في كبده تماماً
فإذا بصوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ....
{{{ آآتيني بخبر القوم ولا تذعرهم عليَّ }}.... فلم أفعل ...
ثم جلس {{ حذيفة }} بين القوم
فسمع {{ أبو سفيان }} يقول وكأنه أحس أنه دخل فيهم من ليس منهم ....
فقال :يا معشر قريش لينظر امرؤ من جليسه ؟
[[ أي يتعرف كل واحد على من بجانبه ]]
يقول حذيفة رضي الله عنه : فبادرت وضربت بيدي على فخذ الذي على يميني
وقلت له : من أنت ؟
قال : معاوية بن أبي سفيان
ثم ضربت بيدي على فخذ الذي على شمالي وقلت له :من أنت ؟؟
قال: عمرو بن العاص
وغفل القوم عنه....
قال : فلم يفطنوا لي ولم يسألني أحد من أنا...
ثم قال أبو سفيان : يا معشر قريش ، إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام [[ أي هذا المكان لا يصلح أن تقيموا فيه ]]
لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، وأخشى أن تتفق قريظة ومحمدآ الليلة عليكم
فارتحلوا فإني مرتحل !!!
قال : فقام وجلس على بعيره دون أن يحل عقاله....
[[ من كثر ماهو مستعجل ، البعير مربوطه أيده ]]
فوقف بعيره على ثلاثة أرجل ، وقفز به البعير قفزتين ..
فضحك عليه صفوان بن أمية بملء فمه ...
وقال : يا سيد قومه حُل بعيرك أولاً...
فقام ابنه معاوية وحل له عقال البعير ....
ثم التفت أبو سفيان إلى القوم
وقال : يا خالد بن الوليد ، تدبر أمر الساقه [[ يعني مؤخرة الجيش ]] وإني متقدمكم إلى مكة ...
قال : فانطلق وترك قومه قبل أن يرحلوا ....
قال حذيفة رضي الله عنه : فمكثت واختبأت
وأخذ القوم يستعدون للرحيل
ثم عدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في الطريق
استقبلني رجلان عليهما ثياب بيض ، وعمائم ، يركبون الخيل
فقال لي أحدهما : اخبر صاحبك [[ أي النبي صلى الله عليه وسلم ]]
أن قريش : {{ لن تغزوه بعد اليوم أبداً ، وأنه هو الذي يغزوها }}
فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
يقول حذيفة رضي الله عنه : فوالذي بعثه بالحق ، تركته يصلي ورجعت إليه وهو قائم يصلي
وعليه برد يماني فلما دخلت خيمته ، عدت اقرقف كما كنت من قبل [[ رجع إليه البرد ]]
فلما انتهى صلى الله عليه وسلم من صلاته أخبره حذيفة رضي الله عنه بخبر القوم ....
وأخبره عن الرجلين :
يقول حذيفة رضي الله عنه
فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : أعلمت من كان يكلمك؟
قلت : الله ورسوله أعلم
قال لي : هذا أخي جبريل عليه السلام...
ثم غطاني بالعباءة التي كان يصلي فيها....
يقول : فنمت حتى الفجر ، فما ايقذني إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم ، قُم يا نومان ، لقد طلع الفجر [[ أي يا كثير النوم ]]
يقول فصلينا الفجر ، ثم وقف النبي صلى الله عليه وسلم وأخبر أصحابه رضي الله عنهم
أن الله قد هزم الأحزاب وحده
وأرسل عليهم جند من جنوده *وهي الريح*
وأرسل الملائكة عليهم السلام [[ لا تقاتلهم لأنه لا معركة ]]
ولكن الملائكة عليهم السلام كانت تتبع أدبار الخيل تضربها فتسرع ، حتى قطعوا في يوم واحد مسافة ثلاثة أيام ، من شدة الخوف ....
*انسحبت {{ قريش }}* :
*ثم انسحبت {{ غطفان }}*
وشاهد الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم : الأحزاب وهم ينسحبون واستمر إنسحابهم من الفجر إلى قريب الظهر .....
وقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضي الله عنهم
*الآن نغزوهم ولايغزونا*
[[ وقد تحقق ذلك بالفعل، فقد كانت هذه هي آخر محاولة للعرب لغزو المدينة ، لأن كل العرب قد اجتمعوا لحرب المسلمين وفشلوا فشلاً ذريعآ ، ولذلك فلابد أنهم لن يكرروا هذه المحاولة الفاشلة مرة أخرى على الإطلاق ]]
ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه
قولوا *الله اكبر لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده ، ونصر عبده ، وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده*
فلا شيء بعده فأخذوا يرددونها وانطلقوا إلى منازلهم .....
حققت {{ غزوة الأحزاب }}
فوائد عظيمة منها :
١_كشفت الغزوة مرة أخرى وميزت بين المؤمنين الصادقين، وبين المنافقين....
٢_ كشفت حقيقة وحقد {{ بني قريظة }}
٣_ رفعت جداً من هيبة المسلمين وجعلت الوضع الإقليمي الجديد
[[ وهو أن المسلمين أصبحوا هم القوة الأولى في الجزيرة، لدرجة أن كل العرب قد تجمعوا عليهم ولم ينجحوا ]]
٤_ تأكد أمام المسلمين وأمام قريش وكل العرب أن قريش هي الطرف الأضعف في مقابلة المسلمين ، لدرجة أنها استعانت بكل حلفائها وبكل العرب ولم تنجح في هزيمة المسلمين
*وذلك فضل الله تعالى*
انسحبت الأحزاب كما طلب {{ سعد بن معاذ رضي الله عنه }}
ألم يقل لبني قريظة عندما شاتموه وأغضبوه ،ونالوا من النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: سعد بن معاذ رضي الله عنه : إني لأرجو الله أن يرد الأحزاب بغيظهم لا ينالون خيرا ، ويغني الله نبيه عنكم
ثم نأتيكم إلى جحوركم يا {{إخوة القردة والخنازير }} ونحاصركم وتنزلوا على حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
فأنزل الله تعالى كما نطق سعد رضي الله عنه :
{{وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا }}
رجع النبي صلى الله عليه وسلم إلى داره....
ونزلت النساء والصغار والشيوخ من الحصون ....
فما أن كان الظهر حتى كان الجميع في منازلهم
تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والنبي صلى الله عليه وسلم في حجرتها
فإذا منادي ينادي من خلف الحجرة....
يا رسول الله !!!
قالت :فقام النبي صلى الله عليه وسلم وخرج فخشيت أن يكون خبراً ، أن قريش قد رجعوا
فخرجت ألتمس الخبر فوقفت عند الباب ....
فإذا برجل على {{ بغلة شهباء }} يلبس عمامة حمراء
قالت : فنظرت إليه فإذا به يقول للنبي صلى الله عليه وسلم
: أوضعت السلاح ؟؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم نعم
[[وقد وضع المسلمون السلاح أيضآ ]]
قال له :ولكن الملائكة لم تضع السلاح بعد ...
فأتبعني إلى {{ بني قريظة }} فإني متقدمك إليهم ومزلزل بهم حصونهم ...
فلما رجع النبي صلى الله عليه وسلم قلت له : بأبي وأمي أنت يا رسول الله ، من الذي كان يكلمك ؟؟
قال: أرأيته يا عائشة وسمعتي ما قال ؟؟
قلت : نعم
قال : هذا أخي جبريل عليه السلام .... ثم لبس صلى الله عليه وسلم لباس الحرب ، وأمر بلال رضي الله عنه أن يؤذن للحرب فاجتمع الصحابة رضي الله عنهم فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم
*بأن يتوجهوا فوراً لحرب يهود {{ بني قريظة }}*
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....