أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

السسيره النبويه الدرس ١٦٢

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,171
مستوى التفاعل
44,369
النقاط
113
سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .
الحلقة الثانية والستون بعد المائة *162*
*غزوة بني قريظة .*

لبس النبي ﷺ ملابس الحرب مرة أخرى وأمر بلال بن رباح رضي الله عنه أن ينادي المسلمين .
*لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة .*
وهكذا خرج الرسول ﷺ وخرج المسلمون واستعمل على المدينة "عبد الله بن أم مكتوم" رضي الله عنه...
فلقد استعمله النبي ﷺ على المدينة 14 مرة .
يصلي بالناس ويرعى شؤون المدينة ....
وأعطى النبي ﷺ الراية "لعلي بن ابي طالب" رضي الله عنه وأرضاه
فسبق الجيش إلى "بني قريظة" وغرس الراية في أصل الحصن
فأخذ بني قريظة ينالون من النبي ﷺ على مسمع "علي" رضي الله عنه فلم يرد عليهم
وإنما قال : السيف بيننا وبينكم

و اتجه المسلمون إلى "بني قريظة"
وكانت المسافة من المسجد النبوي إلى "بني قريظة" حوالي 10 كم تقريباً
وأدرك البعض صلاة العصر في الطريق .
ولكنهم لم يصلوا العصر لأن النبي ﷺ قال :
*لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة .*

فاختلف الصحابة رضي الله عنهم في الأمر هل يصلون العصر قبل أن يخرج وقتها ؟
أم يأخرونها عن وقتها حتى يصلون إلى "بني قريظة"

فصلى البعض.... وأخر البعض
وقالوا أن الرسول صلى الله عليه وسلم
لم يكن يقصد النهي عن صلاة العصر إلا في "بني قريظة"
وإنما كان يقصد أن يسرع الصحابة بالخروج إلى "بني قريظة"
بينما لم يصلي البعض الآخر العصر وتمسك بأوامر الرسول ﷺ تمسكاً حرفياً حتى فاتته صلاة العصر في وقتها .

فلما أخبروا النبي ﷺ
أقر الفريق الأول على صلاته العصر في وقتها .
وأقر الفريق الآخر الذي فاتته صلاة العصر .
فكان قد فتح باب الاجتهاد لأصحابه رضي الله عنهم بين يديه وهو على قيد الحياة .

فلما اقترب النبي ﷺ من حصون "بني قريظة"
نادى عليهم من وراء الحصن *يا كعب يا حيي .*

فلما برزوا له..... قال :
*انزلوا إلي يا "إخوة القردة والخنازير" كما قال لهم سعد بن معاذ تماماً .*

فقال له حيي : يا أبا القاسم :
ما عهدناك صخاباً ولا فحاشاً .
فما زاد النبي ﷺ على أن كررها
*انزلوا إلي يا إخوة القردة والخنازير .*

ثم ضرب عليهم الحصار ....
اجتمع المسلمون عند "بني قريظة" وفرضوا عليهم الحصار ، وأخذوا يرمونهم بالسهام
فلما رأى ذلك "كعب بن أسد" سيد قريظة وقف في قومه ودعاهم الدخول بالإسلام وقال لهم :
لقد تبين لكم أنه نبي مرسل وأنه الذي تجدونه في كتابكم .
وما منعنا من الدخول معه إلا الحسد للعرب حيث لم يكن من بني إسرائيل .
فادخلوا في الإسلام تأمنون على دمائكم وأموالكم ونسائكم وأبنائكم .

ولكن رفض كل يهود "بني قريظة" الدخول في الإسلام .
وقالوا : لا نفارق حكم التوراة أبداً ولا نستبدل به غيره .

وطلب "بني قريظة" من الرسول ﷺ أن يرسل إليهم أحد الصحابة وهو "أبو لبابة" رضي الله عنه
حتى يستشيروه .
"لأنه كان أقرب الصحابة إليهم لأنه كانت له معهم صلات نسب وعلاقات تجارية"
فوافق الرسول ﷺ
قال : يا أبا لبابة... إذهب إلى حلفائك فإنهم أرسلوا إليك من بين الأوس .

فلما دخل عليهم ابو لبابة
أول ما رأوه قام إليه الرجال
وبكى النساء والصبيان في وجهه "بسبب الحصار وما نزل بهم"
فرق لهم "أبو لبابة"

ثم أرادوا أن يستشيروه
قالوا : يا أبا لبابة أترى أن ننزل على حكم محمد ؟
فقال لهم : نعم .
وأشار لهم بيده إلى حلقه ....

بهذه الإشارة من أبو لبابة كأنه يقول لهم إياكم أن تنزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكانت هذه الإشارة من "أبي لبابة" سقطة كبيرة وخطأ عظيم منه .... رضي الله عنه...
يقول أبو لبابة رضي الله عنه : فوالله ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني خنت الله ورسوله .
فانتبه على نفسه ..
فنزل من عند "بني قريظة" مسرعاً وهو يبكي ولم يرجع إلى النبي ﷺ .
بل ذهب إلى المسجد النبوي وربط نفسه في أحد أعمدة المسجد بسلسلة ثقيلة....
وقال : والله لا أحُلُّ نفسي منها حتى يحلني رسول الله بيديه .
ولا أذوق طعاماً ولاشراباً حتى يتوب الله على أو أموت .

فلما بلغ رسول الله ﷺ خبره وكان استبطأه .
قال : *أما لو جاءني لا ستغفرت له .*
*وأما إذ فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه حتى يتوب الله عليه .*
فأنزل الله تعالى : قوله
*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ .*

وكان النبي ﷺ كلما مر من جانبه لا ينظر إليه ولا يكلمه وبقي أيام على هذه الحال تحت الشمس الحارقة .
وكانت زوجته أو بنته تحُله إذا أراد الصلاة أو قضاء الحاجة .
فإذا فرغ أعادته إلى الرباط .
ثم نزلت توبته في القرآن العظيم في سورة التوبة بقوله تعالى .
*وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .*

فلما نزلت الآية أسرع الصحابة رضي الله عنهم ليخبروه بالبشرى .
فقال أبو لبابة رضي الله عنه
والله لاأَحُلُّ نفسي حتى يكون رسول الله ﷺ هو الذي يحُلُّني .
فجاءه رسول الله ﷺ فحله بيده .

شدد الحصار عليهم...
وألقى الله الرعب في قلوبهم .
فقالوا : ننزل على حكم "سعد بن معاذ" رضي الله عنه

ألم يرجو الله سعد رضي الله عنه :
إني لأرجو الله أن يهزم الأحزاب وحده فينقلبوا بغيظهم فلا ينالوا خيرا .
ويغني الله نبيه عنكم ثم نأتيكم ونحاصركم في جحوركم هذه فتنزلوا على حكمنا ....
وها هم يريدون أن ينزلوا على حكم سعد رضي الله عنه

فأرسل الرسول ﷺ في طلب "سعد بن معاذ" رضي الله عنه
وكان سعد لا يزال في المدينة لأنه كان قد أصيب في الأحزاب في وريده ....
قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم *لا تؤذوه أحملوه على دابة صغيرة .*
فحملوه على حمار صغير و وضعوا تحته وسادة
وأحاط به رجال قومه
وكانت قدماه تخطان على الأرض "لأنه على دابة صغيرة حتى لا يؤذوا جرحه"
ورجال من قومه من الأوس يقولون له : يا سعد أحسن في مواليك فإن رسول الله قد حكمك فيهم لتحسن فيهم .
يا سعد أحسن إليهم
وسعد لا يرد عليهم....
فلما أكثروا عليه الطلب
قال : "لقد آن لسعد ألا تأخذه في الله لومة لائم"
ولما انتهى سعد رضي الله عنه إلى النبي ﷺ وكان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس بين أصحابه "مهاجرين وانصار"
فلما أطل سعد رضي الله عنه التفت النبي ﷺ إلى الانصار .
وقال : *قوموا إلى سيدكم فأنزلوه .*
"أي قوموا احترام لقدوم سيدكم حتى ينزل ويأخذ مكانه ."
فقام الأنصار رضي الله عنهم
النبي ﷺ أمر الأنصار لأن سعد من سادة الأنصار ولم يأمر المهاجرين .
*يا معشر الأنصار قوموا إلى سيدكم*
فقام الأوس والخزرج ....
وقام معهم النبي ﷺ .
فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم قام المهاجرون أيضاً احتراماً لقيام النبي ﷺ .
إذن ماذا حدث ؟؟

فلما أنزلوه جلس سعد إلى الرسول ﷺ .
ثم قال له النبي ﷺ *يا سعد إن هؤلاء نزلوا على حُكمِك فاحكم فيهم .*

فقام سعد رضي الله عنه وهو يتكيء على رجلين
فوقف سعد فحمد الله وأثنى عليه .... ثم التفت إلى الجهة التي فيها وجوه اليهود وقومه من الأنصار... وقال : وعليكم عهد الله وذمته أن حكمي نافذ فيكم لايرد ؟
قالوا‏ : نعم .
ثم نظر إلى المسلمين .
قال‏ : وعلى المسلمين‏ ؟‏
فقال له الصحابة : نعم .
ثم التفت إلى الجهة التي فيها رسول الله ﷺ وأطرق رأسه أدباً وإجلالاً وتعظيماً ....
وقال : وعلى من ها هنا‏ ؟‏
فقال له النبي ﷺ : *نعم وعليَّ*
فقال سعد رضي الله عنه :
*إنِّي أحكُمُ فيهم أنْ تُقتَلَ رجالهم وتُسبَى ذراريُّهم وتُقسَمَ أموالُهم .*

يقول الصحابة رضي الله عنهم فما رآعنا الا و النبي ﷺ وقد وثب قائماً :
وهو يقول : *والذي نفسي بيده*
*لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم الله من فوق سبع سموات .*

وعلى الفور بدأ المسلمون بتنفيذ حكم سعد رضي الله عنه
*وهو قتل الرجال المقاتلين* وسبي النساء والأبناء ومصادرة الأموال ....

وقتل "حيي بن أخطب" الذي كان له الدور الأبرز في تجميع القبائل ....
وهو والد أم المؤمنين "صفية" رضي الله عنها التي تزوجها النبي ﷺ بعد ذلك بعامين .
وعندما قدموا "حيي" لتضرب عنقه ....
التفت إلى النبي ﷺ وقال : *والله ما لمت نفسي في عدواتك يوماً ولكن من يَخذل الله يُخذل*

ورغم مرارة ما ذاقه النبي ﷺ منهم لم يزل صاحب الخلق العظيم ﷺ .
فلما قسمت النساء من السبايا
قال لأصحابه رضي الله عنهم : *لاتفرقوا بين الأم و وأولادها .*

*ولم يقتل النبي ﷺ إلا المقاتلين فقط*
وهنالك من أسلم منهم لم يقتل
ولم يقتل الذين لم يشتركوا في القتال .
وتعامل بالرحمة مع السبايا فلم يبعد طفل أو طفلة عن أمه .

*وموضوع قتل هذا العدد من بني قريظة" هام جداً لأنه من أكثر الشبهات التي يستخدمها أعداء الإسلام في الطعن على الإسلام*

ويتهمون فيها الإسلام ويتهمون النبي ﷺ بالوحشية .

*سبحان الله*
لو كانت الأحزاب انتصرت بمعاونة "بني قريظة" ماذا كان حصل للمسلمين ؟
لكان المسلمون قد تعرضوا لنفس هذه العقوبة وأشد .
وهي قتل رجالهم وسبي نسائهم وأبنائهم وتفريق أموالهم...


"سعد بن معاذ" رضي الله عنه
فقد أمر النبي ﷺ أن يضرب له خيمة في المسجد النبوي
وذهب الرسول صلى الله عليه وسلم و المسلمون إلى بيوتهم واستراح سعد تلك الليلة .
ورفع طرفه الى السماء يناجي ربه :
اللهم إني سألتك ثلاثاً فأعطيتني اثنتين وبقي لي عندك واحدة .
اللهم أفجرها وأجعلها طريقي للجنة . أي الجرح .
فأنفجرت جرحه "كما دعا الله تماماً" وسالت منه الدماء حتى خرجت خارج الخيمة .
واقترب الأجل
يقول الصحابة . فما راعنا وإلا والنبي ﷺ يخرج من إحدى حجراته مسرعاً يجر ردائه خلفه وهو
يقول لأصحابه رضي الله عنهم *قوموا ، قوموا فأشهدوا موت رجل يهتز له عرش الرحمن .*
*قوموا فقد سبقتكم الملائكة إليه .*
قال : فدخل على خيمة سعد
فقال : لسعد من كان معه في الخيمة ها هو رسول الله قد حضر يا سعد .
ففتح عينيه سعد ونظر للنبي ﷺ .
وقال : يا رسول الله لقد سألت الله الآن أن لا يقبض روحي حتى يكون آخر ما يقع عليه بصري من هذه الدنيا هو وجهك يارسول الله .
فإني أشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله .
وفاضت روحه رضي الله عنه وأرضاه....
وأمر النبي ﷺ أن يحمل إلى البقيع ويدفن فيها بجانب المسجد النبوي .
وعندما حملوا جنازته كانت خفيفة .
فتعجبوا لذلك "لأنه كان طويلا جسيما"
قالوا : يا رسول الله والله ما رأينا جنازة خفيفة كجنازة سعد .

فقال لهم النبي ﷺ *وهل تركت لكم الملائكة ما تحملونه من النعش .*

هذا هو سعد رضي الله عنه الذي اهتز عرش الرحمن فرحاً بقدومه

مات "سعد بن معاذ" شاباً عمره 36 عاما .
ولم يتجاوز عمره في الإسلام 6 سنوات .
إلا أن إنجازاته في الإسلام يعجز أن يفعلها الكثيرون في أعمار طويلة .... رضي الله عنه.

✨✨✨✨✨✨
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....
 

بنت العز

سَحَآبةٌ تُمّطِرُ نقآإءً
إنضم
10 يونيو 2014
المشاركات
68,733
مستوى التفاعل
66,608
النقاط
113
العمر
30
جزاك الله خير
 

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,171
مستوى التفاعل
44,369
النقاط
113
وانتي كذلك
بنت العز شاكر مرورك
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )