أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

السسيره النبويه الدرس ١٦٧

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,171
مستوى التفاعل
44,369
النقاط
113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة السابعة والستون بعد المائة *167*
*بنود صلح الحديبية .*

بايع الصحابة الكرام رضوان الله عليهم النبي ﷺ تحت الشجرة *بيعة الرضوان .*
وصل الخبر إلى قريش أن الصحاب رضي الله عنهم قد بايعوا النبي ﷺ على الموت .
فأصاب قريش الرعب والخوف والهلع من هذه البيعة .
فقالوا لعثمان رضي الله عنه . انطلق وقل لمحمد أن قريش وافقت على الصلح .

وأرسلت قريش "سهيل بن عمرو" وهو شخصية هادئة طيبة
فلما قدم "سهيل" ومعه رجال من قريش ورآه النبي ﷺ من بعيد
قال لأصحابه رضي الله عنهم *قد سهل لكم أمركم ما أرسلت قريش هذا إلا لأنهم يريدون الصلح .*

والسؤال هو ...
لماذا اختارت {{ قريش }} هذه الشخصية الهادئة الطيبة السهلة ليتفاوض مع النبي ﷺ .
أليس من الطبيعي أن ترسل شخصية صعبة يتفاوض مع النبي ﷺ حتى يحصل على أكبر قدر من المكاسب ؟
لماذا لم ترسل للمفاوضة أحد من الصقور مثل :
"عمرو بن العاص"
أو "خالد بن الوليد"
أو "عكرمة بن أبي جهل"
أو "صفوان بن أمية"
أو "أبو سفيان بن حرب"

السبب هو أن قريش
١- كانت تريد الصلح
٢- خائفة من الحرب
٣- خائفة من البيعة
التي أخذها النبي ﷺ من المسلمين بيعة الموت .

فكانت قريش لا تريد أن ترسل أحد يمكن أن يصل بالأمور الى طريق مسدود ومن ثم الى الحرب والقتال .
لذلك قال النبي ﷺ عندما رأى سهيل
قال *قد سهل لكم أمركم ، ما أرسلت قريش هذا إلا لأنهم يريدون الصلح .*

فقدم سهيل مع رجال من قريش
فسلم وجلس إلى النبي ﷺ
فقال : يا محمد إن قريش قد أرسلتني إليك أمثلهم فأعطيك وأخذ منك .

*البند الأول .*
١- أما الأولى يا محمد هي :
*أن يرجع المسلمون ولا يدخلون مكة لأداء العمرة هذا العام ولا تدخل عليهم عنوة أبداً ترجع إلى بلدك .* أي المدينة .

فصاح أصحاب النبي ﷺ
وقالوا : بلدنا وبلد رسول الله هي مكة .
فأشار إليهم النبي ﷺ أن اسكتوا .... فسكتوا .
فأكمل سهيل :
*ترجع إلى بلدك هذا العام لا تدخلها ، على أن يأتوا العام القادم لأداء العمرة .*
*فيدخلون مكة بسيوفهم فقط . والسيوف في القرب أي في أغمادها .*
*ويظلون في مكة ثلاثة أيام فقط .*
*ثم يخرجوا منها بعد ذلك وتترك قريش لهم مكة هذه الأيام الثلاثة .*
*لا يشارككم بها أحد من قريش .*

فقال النبي صلى الله عليه وسلم *رضينا .*

*البند الثاني .*
*وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين .*
فقال النبي ﷺ *رضينا .*

*البند الثالث .*
*للعرب الخيار من أحب أن يدخل في عقد محمد "أي دينك" وعهده دخل فيه .*
*ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه .*
فقال النبي ﷺ *رضينا .*

*البند الرابع .*
*من جاءك من قريش مسلماً بدون إذن وليه ترده إلينا .*
*ومن جاءنا من أصحابك مرتداً بإذن وبغير إذن لا نرده إليك .*
(( أي أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش .
ولا تعيد قريش من إرتد من المسلمين إلى المدينة ))

فصاح أصحاب النبي ﷺ ....
لا نعطي الدنية في ديننا والله ونحن على الحق وأنتم على الباطل .
فأشار النبي ﷺ إليهم بيده ان اسكتوا.... فسكتوا
فقال النبي ﷺ *رضينا .*

لنقف مع هذه البنود نعلق عليها باختصار ....

*البند الأول .*
وكان هذا هو أهم بند عند قريش أن لا يدخل المسلمون لأداء العمرة .
لماذا ؟
لأن دخول المسلمين لأداء العمرة "من وجهة نظرهم" سيهز هيبتهم ويحط كبريائهم في الجزيرة العربية ....

*البند الثاني .*
وضع الحرب بين المسلمين وبين قريش عشر سنين .
وهذا البند في صالح المسلمين .
لماذا ؟
لأنه سيتيح للمسلمين التفرغ لبناء دولتهم .
والتفرغ للدعوة لأن الدعوة في حالة الأمان أفضل من الدعوة في حال الحرب .
وأيضاً لإعطاء فرصة للمسملين لمحاربة عدوهم الثاني في الجزيرة العربية بعد قريش وهم اليهود ....
وهذا ما حدث بالفعل بعد الحديبية أن توجه المسلمون لحرب اليهود في "خيبر"
ولم يكن هذا البند في صالح قريش إلا في جانب واحد فقط وهو فك الحصار الإقتصادي الذي كان يفرضه النبي ﷺ على قريش ....
وهو جانب مادي بحت لن يفيد قريش كثيراً في صراعها مع المسملين .

*البند الثالث .*
من أحب أن يدخل في عقد محمد وعهده دخل فيه
ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه .
وهذا البند في صالح المسلمين لماذا ؟؟
لأن قريش كما قلنا لكم من قبل كانت من أقوى قبائل الجزيرة
وجميع القبائل في الجزيرة لها مصالح اقتصادية وغير اقتصادية مع قريش .
فكانت قريش تمنع القبائل من الدخول في حلف مع النبي ﷺ
ولذلك بعد هذه المعاهدة دخلت الكثير من القبائل في حلف مع النبي ﷺ .
أولهم كانت قبيلة "خزاعة" كانت من القبائل الكبيرة في الجزيرة
فبعد هذه المعاهدة قامت خزاعة ودخلت في الإسلام.

*البند الرابع ..*
١- أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش .
٢- ولا تعيد قريش من إرتد من المسلمين إلى المدينة .
الجزء الثاني : من هذا البند
لا يضر المسلمين في شيء بل على العكس هو في صالح الدولة الإسلامية .
لأن المسلمين لا يريدون في الصف الإسلامي إلا المؤمنين فقط .
ووجود غير المؤمنين في المدينة يضعف المسلمين ويمكن أن يكون عيناً لقريش .
أما الجزء الأول : من البند وهو أن يعيد المسلمين من أسلم من أهل مكة بعد الصلح لقريش .
فقد أثار ذلك إعتراض كل الصحابة رضي الله عنهم تقريباً ووجدوا فيه ظلما للمسلمين
وتحدث "عمر بن الخطاب" إلى النبي ﷺ .
وقال : يا رسول الله لم نعطِ الدنية في ديننا ؟
لأن الطبيعي أن تكون المعاملة بالمثل فلا يعيد المسلمون كذلك من أسلم من أهل مكة إلى قريش .
ولكن النبي ﷺ أراد أن يعطي قريش في هذه المعاهدة شيئاً مقابل أشياء كثيرة أخذها منهم
وطالما هناك تفاوض ومعاهدة فلابد أن تأخذ شيئا وتعطي شيئًا .
والا فما معنى التفاوض ...
وحقيقةً قريش لم تستفد من هذا البند شيئا لأنه بعد الصلح ومع أول حالة ....
كان هناك "إمرأة " أسلمت وتركت مكة وهاجرت إلى المدينة .
فنزلت آية ألغت هذا البند بالنسبة للنساء .....
قال تعالى في سورة الممتحنة
*يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ۚ ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ .*

ثم يقول تعالى .
*وَإِنْ فَاتَكُمْ شَيْءٌ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ إِلَى الْكُفَّارِ فَعَاقَبْتُمْ فَآتُوا الَّذِينَ ذَهَبَتْ أَزْوَاجُهُمْ مِثْلَ مَا أَنْفَقُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ .*

هذا البند كان بالنسبة للرجال ولم تستفيد منه قريش ....
وسنرى كيف بعد فترة انقلب هذا البند ضد قريش و كان وبالاً عليها .

*إذآ كانت المعاهدة في "صالح المسلمين*

*والله يعلم وأنتم لا تعلمون*

ولم يصل المسلمون إلى ذلك إلا بعد 6 سنوات كاملة هي عمر الدولة الإسلامية قدم فيها الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم كثير من التضحيات والدماء والشهداء ....

بعد أن تم الإتفاق بين الطرفين كانت الكتابة للبنود في صحيفة يوقع عليها الطرفان ....

فقال سهيل : اكتب هذا يا محمد وليشهد عليه رجال من صحبك ورجال من صحبنا .
النبي ﷺ أمي لا يعرف القراءة والكتابة كما كان أغلب العرب
وهذا لتمام معجزة القرآن العظيم .
فقال النبي ﷺ *ادنو يا علي واكتب .*
فكان الذي يكتب المعاهدة هو "علي بن أبي طالب"
رضي الله عنه والرسول ﷺ هو الذي يملي عليه الكلمات .
وهذه إشارة قوية إلى أن اليد العليا في المعاهدة كانت للمسلمين لأنهم هم الذين يملون المعاهدة ويكتبوها ....
فقال النبي ﷺ لعلي رضي الله عنه : قال *اكتب يا علي بسم الله الرحمن الرحيم .*
فنهض سهيل و وقف
وقال :ومن الرحمن الرحيم هذا ؟؟
فوالله ما ندري ما هو : اكتب ما نعرفه نحن "باسمك اللهم"
فقال الرسول ﷺ *نعم .*
وقال لعلي *امُحها يا علي واكتب باسمك اللهم .*
فكتب علي باسمك اللهم
ثم قال النبي ﷺ *اكتب يا علي هذا ما تصالح عليه محمد رسول الله .*
فاستوقفه "سهيل" مرة أخرى وقال : يا محمد لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك...
ولكن اكتب هذا ما تصالح عليه "محمد بن عبد الله" مع "سهيل بن عمرو"
يعني كيف نكتب في صحيفة أنك رسول الله ونوقع عليها ونحن لا نعترف بنبوتك ونقاتلك ونصدك عن البيت .

فقال النبي ﷺ *إني رسول الله وإن كذبتموني .*
*امُحها يا علي واكتب هذا ما تصالح عليه "محمد بن عبد الله" مع "سهيل بن عمرو" .*
وكان علي قد أتم كتابة محمد رسول الله .
فقال علي : لا والله لا امحوها
فقال النبي *امحها يا علي واكتب كما قال سهيل .*
فقال علي رضي الله عنه : والذي بعثك بالحق لا امحها واضطرب الصحابة من حولهم .
فأخذ النبي ﷺ الممحاة
وقال : *يا علي أين هذه الكلمة . أرني مكانها ؟*
فأشار له "علي رضي الله عنه مكان الكلمة فمحاها النبي ﷺ بنفسه .

هذا الموقف يدل على مرونة الحبيب المصطفى ﷺ لأن الأمور التي إعترض عليها "سهيل بن عمرو" أمور شكلية .
ليس هناك مخالفة شرعية في عبارة "باسمك اللهم"
ولا هناك مخالفة في كلمة "محمد بن عبد الله"
والنبي ﷺ يريد أن يمرر المعاهدة لأنها في صالح المسلمين ....
وهي نصر وفتح للمسلمين .

ولو توقف أمام هذه الأمور الشكلية تحت أي دعوى مثل المحافظة على كرامة المسلمين أو غير ذلك .
فلن يكون هناك معاهدة ولسارت الأحداث في اتجاهات أخرى غير التي خطط لها النبي ﷺ .

فمحاها النبي بنفسه .
وقال *اكتب يا علي هذا ما تصالح عليه "محمد بن عبد الله" مع "سهيل بن عمرو" .*
ثم نظر النبي ﷺ إلى علي وقال :
*يا علي والذي نفسي بيده لتعطينا من نفسك مثلها يوماً وأنت على الحق .*
أي سيكون لك يا علي نفس هذا الموقف وأنت على الحق .
ومضت الأيام وانتقل الحبيب المصطفى ﷺ إلى الرفيق الأعلى
ومضت خلافة أبو بكر الصديق و الفاروق وذو النورين رضي الله عنهم..... حتى جاءت خلافة "علي" رضي الله عنه و وقع الخلاف مع معاوية رضي الله عنه.... واشتد القتال حتى وصلوا لطاولة "التفاوض" فجاء إلى علي رضي الله عنه "عمرو بن العاص" للمفاوضة يمثل "معاوية بن أبي سفيان"

فعندما أرادوا أن يكتبوا الكتاب
قال علي للكاتب : اكتب هذا ما تصالح عليه "أمير المؤمنين علي بن أبي طالب" مع "معاوية بن أبي سفيان"
فقال عمرو بن العاص : لا والله لو كنا نعلم أنك أميراً للمؤمنين ما قاتلناك ....
بل اكتب هذا ماتصالح عليه "علي بن أبي طالب" مع "معاوية بني أبي سفيان"
فبكى علي رضي الله عنه وجهش بالبكاء وهو يقول :
*أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله*
وقال علي للكاتب : اكتب كما يريد .
والله لقد قالها لي النبي ﷺ ونحن في "الحديبية"

بعد كتابة المعاهدة كان هناك
ردود فعل من الصحابة رضي الله عنهم لم تحدث من قبل .....
✨✨✨✨✨
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....
 

بنت العز

سَحَآبةٌ تُمّطِرُ نقآإءً
إنضم
10 يونيو 2014
المشاركات
68,733
مستوى التفاعل
66,608
النقاط
113
العمر
30
جزاك الله خير
 

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,171
مستوى التفاعل
44,369
النقاط
113
وانتي كذلك
بنت العز شاكر مرورك
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )