- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الواحدة والعشرون بعد المئتيين *221*
*وفد بني حنيفة .*
*ظهور مسيلمة الكذاب في اليمامة .*
جاء وفد بني حنيفة من "اليمامة"
كان معهم صاحب الكلمة فيهم : "مسيلمة بن حبيب" ولم يكن يعرف بالكذاب حتى هذا الوقت الذي حضر فيه .....
أما فيما بعد فهو المعروف في كتب السيرة والتاريخ بإسم " مسيلمة الكذاب " بعد أن وصفه النبي ﷺ بالكذاب بنبوءة ااصادقة ....
*مسيلمة الكذاب ..*
كان نصرانياً من بني حنيفة باليمامة في وسط الجزيرة العربية ....
أقام في القدس " عاصمة فلسطين " عامين يتعلم الدين النصراني .....
وكان هناك أخبار من الرهبان أنهم ينتظرون ظهور نبي تحدث عنه الإنجيل ....
وكان كل واحد من الرهبان يمني نفسه ويرجو أن يكون هو النبي المنتظر .....
فلما عاد "مسيلمة" إلى اليمامة وجد أن عدداً كبيراً من نصارى "بني حنيفة" قد تركوا النصرانية ودخلوا في الإسلام .
بما في ذلك الأمير "ثمامة الحنفي" الذي كان نصرانياً واعتنق الإسلام ....
واشتكى إليه الرهبان من دخول أهل اليمامة في الإسلام .
وكان "مسيلمة" رجلاً متكلماً وشاعراً فأخذ يصنع لقومه الشعر والسجع ....
ويقول هذا مثل الذي يقوله محمد... صلى الله عليه وسلم
هذا مثل الذي ينزل عليه من السماء . وأنا قد أنزل على...
أراد أن يلبس على قومه ...
ولكن أجمع قومه على أن يأتوا المدينة ويقابلوا النبي ﷺ كسائر العرب ....
فلما ذهب وفد "بني حنيفة" إلى المدينة لمبايعة النبي ﷺ ذهب معهم " مسيلمة " وهو يرتدي الصليب ....
وكان قرار قومه إذا دخلوا المدينة أن يستروه بالثياب .
لأن مكانته عندهم كبيرة فلا يراه أحد حتى يحضر إليهم النبي ﷺ فهو لا يقابل أي إنسان هو أكبر من ذلك ، ولكن سيقابل النبي صلى الله عليه وسلم...
فلما أشرفوا على المدينة ستروه بالثياب تعظيماً له
ووقف رجال من قومه أمامه وخلفه وعن جانبيه ينتظرون قدوم النبي ﷺ .
وانظروا إلى "نبوءة" النبي ﷺ قبل قدوم وفد بني حنيفة .
قال تعالى .
*وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى .*
وتفاجأ الصحابة رضي الله عنهم بأن النبي ﷺ حين ذكر له وفد اليمامة من بني حنيفة .
صنع شيئاً لم يصنعه من قبل أبداً عند استقبال أي وفد .
فجاء إلى نخلة وأخذ منها عرق ليس فيه إلا ورقة واحدة .
أخذه بيده ومضى ومعه عدد قليل من أصحابه رضي الله عنهم
فأقبل عليهم ﷺ ورحب بهم وسلم ....
فرفعوا الحجاب من الثياب عن رأس "مسيلمة"
وافسح قومه له المجلس حتى يجلس "مسيلمة" ويكون هو المتكلم فيهم .
فبدأ النبي ﷺ بالحديث قبل أن يتكلموا على غير عادته ...
"المفروض أن يستمع أولاً لخطيب الوفد أو كبيرهم ومن ثم يرد عليهم "
فلما همَّ "مسيلمة" أن يتكلم بدأهم النبي ﷺ بالكلام
وهو يقول ....
"يقسم النبي" : والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما أعطيته لك ....
"العرق الخشب الذي في يده"
وإني لأراك الذي أوريته في نومي.. ولن تعدوا أمر الله فيك
ثم صرف النبي ﷺ وجهه عنه
ذهل الصحابة رضي الله عنهم وقالوا : يارسول الله مالذي أوريته ؟؟
*لنا وقفة هنا .*
ونأخذ فكرة عن "مسيلمة" .
وهو قادم في طريقه إلى النبي ﷺ ماذا كان يقول لكبار قومه ؟
كان يقول لقومه في الطريق
قال : إن أشركني محمد معه في الأمر وعهد إلي به من بعده آمنت به واتبعته .
"يعني أكون شريكه الآن بالنبوة والرسالة والزعامة يعني: وراثية أنا أصير نبي وأصير رحمة للعالمين من بعده "
وإلا لن أدخل في دينه أبداً..
مسيلمة كان يقول هذا في الطريق لرجال من حوله....
وقومه لم يسبقوه إلى المدينة ولم ينقلوا هذا الخبر للنبي ﷺ
لكن الحبيب المصطفى ﷺ من أول ساعة قابلهم قد علم ما قاله مسيلمة الكذاب
فلذلك قال له النبي قبل أن يتكلم مسيلمة الكذاب :
*والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما أعطيته لك .*
*وإني لأراك الذي أوريته في نومي ولن تعدوا أمر الله فيك .*
فلما قال له النبي ذلك اضطر الوفد أن يقتربوا من بعضهم كي يتشاورا ....
والتفت الصحابة رضي الله عنهم إلى النبي ﷺ يسألوه ....
قالوا يارسول الله مالذي أوريته ؟؟
نسمع للحديث من لفظ البخاري رحمه الله :
قال ﷺ *بينما أنا نائم أوريت .*
*في يدي سوارين من ذهب وأهمني شأنهما .*
"لأن الذهب محرم في الدنيا على الرجال ....
لذلك قال ﷺ أهمني شأنهما لماذا أنا ألبس هذا الذهب في يدي ؟"
*فأوحي إلي وأنا نائم أن انفخهما . فنفختهما فطارا من يدي .*
فقال له الصحابة رضي الله عنهم فبما أولتهما يا رسول الله .
قال *بكذابان يخرجان في الأمة هذا أحدهما وأشار إلى مسيلمة .*
وقد سمع الشقي كلام النبي ﷺ والنبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه ويقول عنه كذاب ...
وقد فاجأهم بهذا الحديث وبهذه النبوءة قبل أن يسمع منه أو يسمع من قومه ....
ومع ذلك فالكفر عناد ....
فلما سمع قومه كلام النبي ﷺ اتعظوا وأسلموا وبايعوا النبي ﷺ على الإسلام..
وخاف مسيلمة الكذاب أن يكون هو الوحيد الذي لم يسلم فيفرق بينه وبين قومه وتذهب الزعامة منه ....
*فأعلن "مسيلمة" إسلامه نفاقاً وبقي يكتم ما يريد في قلبه*
ففقههم النبي ﷺ بالدين وعلمهم القرآن الكريم....
ثم أذن لهم وانطلقوا راجعين إلى بلادهم ....
فقال مسيلمة الكذاب لقومه في طريقه : يا قوم لقد وجد محمد من قريش من يقف معه فلذلك دخل الناس في دينه واتبعوه .
وأنا لم أجد منكم من يقف معي فكان حالنا كما رأيتم .
ولو أنكم شاركتموني الرأي ...
فأنا اقسم لكم بربكم ورب محمد بأنه يوحى إلي كما يوحى إليه
ولقد اشركني الله معه بالأمر وقسم الأرض لنا نصفين فكان نصفها لقريش ونصفها الآخر لبني حنيفة .
استخف عقول الضعفاء من قومه فأيدوه وقالوا له: نحن معك .
عاد "مسيلمة الكذاب " إلى قومه فحاول مرة أخرى وأرسل رسالة إلى النبي ﷺ ... قال فيها :
"من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ...
ألا إني أوتيت الأمر معك ...
فلك نصف الأرض ولي نصفها
ولكن قريشاً قومُ يظلمون .
"يعني قريش يأكلوا حقوق الناس لهم نصف الأرض ولكن يريدونها كلها "
فلما قُرأت الرسالة على النبي ﷺ
"رسالة لا تثير الغضب ولا تحدث ضجة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه رضي الله عنهم : *بأنه كذاب ويدعي النبوة وأنه لن يعدوا أمر الله فيه فلن يضر المسلمين بشيء .*
يقول الصحابة رضي الله عنهم فضحك النبي ﷺ والتفت إلى حاملي الرسالة وكانا رجلان .
قال لهما: *ما تقولان أنتما ؟؟*
فقالا : نقول كما يقول صاحبنا .
قال *أتشهدان أني رسول الله .*
فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله .
فقال لهم النبي ﷺ : *آمنت بالله ورسله .*
*أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لأمرت بضرب عنقكما . ولكن الرسل لا تقتل .*
فرد عليه النبي ﷺ برسالة قال فيها :
*بسم الله الرحمن الرحيم .*
*من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب .*
"هنا أخذ هذا اللقب فعرف بالكذاب في قومه .....
*السلام على من أتبع الهدى*
*اما بعد*
*إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ .*
رد عليه بنص آية قرآنية .
وارسلت له الرسالة فانقسم قومه إلى نصفين ...
نصفهم على إيمانهم وإسلامهم
والنصف الآخر مع مسيلمة الكذاب لأنه أعطاهم ماتهوى أنفسهم...
و حتى يستعطف مؤيديه
قال لهم : محمد يأمر أصحابه بخمس صلوات في اليوم والليلة ....
يكفيكم صلاتين:صلاة أول النهار وصلاة في آخر الليل .
قال . محمد يحرم على أصحابه الخمر .
لا بأس لكم في شرب الخمر في المناسبات .....
محمد يفرض على أصحابه الزكاة ..
قد اسقطتها عنكم لا تزكوا ...
محمد أنزل عليه القرآن .
وأنا أنزل علي مثله ...
ويسجع لهم ... :
لقد أنعم الله على الحبلى . أخرج منها نسمة تسعى . من بين صفاق وحشا .
وأحل لهم الخمر والزنا ووضع عنهم الصلاة .
يقول لهم : هذا مثل الذي أنزل على محمد .
والطاحنات طحنا . والعاجنات عجنا . والخابزات خبزا . والثاردات ثردا . واللاقمات لقما .
*وهكذا ستخف أصحاب القلوب الضعيفة والعقول المتحجرة والذين يريدون الهوى ومتاع الدنيا*
وكان ممن تبع مسيلمة الكذاب رجل إسمه : " نهار بن عنفوة " وقيل إسمه : "الرحال"
كان قد أسلم وتعلم شيئا من القرآن الكريم وصحب النبي ﷺ مدة وقد مر عليه رسول الله ﷺ وهو جالس مع "أبي هريرة" رضي الله عنه ومعهم رجل ثالث إسمه : "فرات بن حيان"
فقال لهم الحبيب المصطفى ﷺ أحدكم ضرسه في النار مثل أحد .....
فلم يزال "أبو هريرة وفرات" رضي الله عنهما خائفين حتى إرتد "الرحال" مع مسيلمة الكذاب .
فجاء إليه الذين آمنوا من قومه أهل اليمامة و كانوا يعلمون أنه كاذب ...
فأردوا أن يستهزوء به
قالوا : يا مسيلمة . محمد قد ظهر على يده خوارق و إن للنبي معجزات وقد سمعنا من أمور خارقة من أخبار محمد ﷺ .
قال : لهم ماذا تريدون ؟؟
قالوا : بلغنا أن محمداً قد بصق في عين أحد أصحابه بعد أن قُلعت من مكانها في إحدى الغزوات . "يقصدون الصحابي قتادة رضي الله عنه"
قال مسيلمة : *أحضروا لي رجل أعور ، فأحضروا له رجل أعور .
فبصق في عينهِ من أجلِ أن يُشفى "فعميت عينه الأخرى"
فلو بصق كل الناس في عين شخص لا يعمى .. ولكنها إهانة له وذل وخزي فضحك الناس عليه
قال لهم : هاتوا غيرها .
قالوا له : بلغنا أن محمداً جاء إلى بئر ماء مالح وقليل لا يسقي الظمأن....
فبصق فيه فكثر الماء وامتلأ البئر على الفور .
فذهب مسيلمة معهم إلى بئر فيه ماءٌ قليل .
فبصق فيه مسيلمة فجف الماءُ على الفور لم يبقى فيه نُقطة ماء واحدة .
فلما رأى أصحاب "مسيلمة الكذاب " ذلك انفض عنه ثلثي من تبعه لأنهم رأوا الآيات بأعينهم ....
ومع ذلك ومع أن الله تعالى أعطاه الإنذار اصر على كفره وأنه نبي وأنه يوحى إليه .
وبعد وفاة النبي ﷺ ثار "مسيلمة الكذاب " على الخليفة "أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه"
فهزمت قواته في معركة اليمامة بقيادة سيف الله المسلول "خالد بن الوليد"
وقتل "مسيلمة الكذاب"
والذي قتله هو "وحشي بن حرب"
رضي الله عنه...
هذا أحد الكذابين .
فمن الكذاب الثاني...
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم...
يتبع بإذن الله تعالى...
الحلقة الواحدة والعشرون بعد المئتيين *221*
*وفد بني حنيفة .*
*ظهور مسيلمة الكذاب في اليمامة .*
جاء وفد بني حنيفة من "اليمامة"
كان معهم صاحب الكلمة فيهم : "مسيلمة بن حبيب" ولم يكن يعرف بالكذاب حتى هذا الوقت الذي حضر فيه .....
أما فيما بعد فهو المعروف في كتب السيرة والتاريخ بإسم " مسيلمة الكذاب " بعد أن وصفه النبي ﷺ بالكذاب بنبوءة ااصادقة ....
*مسيلمة الكذاب ..*
كان نصرانياً من بني حنيفة باليمامة في وسط الجزيرة العربية ....
أقام في القدس " عاصمة فلسطين " عامين يتعلم الدين النصراني .....
وكان هناك أخبار من الرهبان أنهم ينتظرون ظهور نبي تحدث عنه الإنجيل ....
وكان كل واحد من الرهبان يمني نفسه ويرجو أن يكون هو النبي المنتظر .....
فلما عاد "مسيلمة" إلى اليمامة وجد أن عدداً كبيراً من نصارى "بني حنيفة" قد تركوا النصرانية ودخلوا في الإسلام .
بما في ذلك الأمير "ثمامة الحنفي" الذي كان نصرانياً واعتنق الإسلام ....
واشتكى إليه الرهبان من دخول أهل اليمامة في الإسلام .
وكان "مسيلمة" رجلاً متكلماً وشاعراً فأخذ يصنع لقومه الشعر والسجع ....
ويقول هذا مثل الذي يقوله محمد... صلى الله عليه وسلم
هذا مثل الذي ينزل عليه من السماء . وأنا قد أنزل على...
أراد أن يلبس على قومه ...
ولكن أجمع قومه على أن يأتوا المدينة ويقابلوا النبي ﷺ كسائر العرب ....
فلما ذهب وفد "بني حنيفة" إلى المدينة لمبايعة النبي ﷺ ذهب معهم " مسيلمة " وهو يرتدي الصليب ....
وكان قرار قومه إذا دخلوا المدينة أن يستروه بالثياب .
لأن مكانته عندهم كبيرة فلا يراه أحد حتى يحضر إليهم النبي ﷺ فهو لا يقابل أي إنسان هو أكبر من ذلك ، ولكن سيقابل النبي صلى الله عليه وسلم...
فلما أشرفوا على المدينة ستروه بالثياب تعظيماً له
ووقف رجال من قومه أمامه وخلفه وعن جانبيه ينتظرون قدوم النبي ﷺ .
وانظروا إلى "نبوءة" النبي ﷺ قبل قدوم وفد بني حنيفة .
قال تعالى .
*وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى .*
وتفاجأ الصحابة رضي الله عنهم بأن النبي ﷺ حين ذكر له وفد اليمامة من بني حنيفة .
صنع شيئاً لم يصنعه من قبل أبداً عند استقبال أي وفد .
فجاء إلى نخلة وأخذ منها عرق ليس فيه إلا ورقة واحدة .
أخذه بيده ومضى ومعه عدد قليل من أصحابه رضي الله عنهم
فأقبل عليهم ﷺ ورحب بهم وسلم ....
فرفعوا الحجاب من الثياب عن رأس "مسيلمة"
وافسح قومه له المجلس حتى يجلس "مسيلمة" ويكون هو المتكلم فيهم .
فبدأ النبي ﷺ بالحديث قبل أن يتكلموا على غير عادته ...
"المفروض أن يستمع أولاً لخطيب الوفد أو كبيرهم ومن ثم يرد عليهم "
فلما همَّ "مسيلمة" أن يتكلم بدأهم النبي ﷺ بالكلام
وهو يقول ....
"يقسم النبي" : والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما أعطيته لك ....
"العرق الخشب الذي في يده"
وإني لأراك الذي أوريته في نومي.. ولن تعدوا أمر الله فيك
ثم صرف النبي ﷺ وجهه عنه
ذهل الصحابة رضي الله عنهم وقالوا : يارسول الله مالذي أوريته ؟؟
*لنا وقفة هنا .*
ونأخذ فكرة عن "مسيلمة" .
وهو قادم في طريقه إلى النبي ﷺ ماذا كان يقول لكبار قومه ؟
كان يقول لقومه في الطريق
قال : إن أشركني محمد معه في الأمر وعهد إلي به من بعده آمنت به واتبعته .
"يعني أكون شريكه الآن بالنبوة والرسالة والزعامة يعني: وراثية أنا أصير نبي وأصير رحمة للعالمين من بعده "
وإلا لن أدخل في دينه أبداً..
مسيلمة كان يقول هذا في الطريق لرجال من حوله....
وقومه لم يسبقوه إلى المدينة ولم ينقلوا هذا الخبر للنبي ﷺ
لكن الحبيب المصطفى ﷺ من أول ساعة قابلهم قد علم ما قاله مسيلمة الكذاب
فلذلك قال له النبي قبل أن يتكلم مسيلمة الكذاب :
*والله يا مسيلمة لإن سألتني هذا العرجون ما أعطيته لك .*
*وإني لأراك الذي أوريته في نومي ولن تعدوا أمر الله فيك .*
فلما قال له النبي ذلك اضطر الوفد أن يقتربوا من بعضهم كي يتشاورا ....
والتفت الصحابة رضي الله عنهم إلى النبي ﷺ يسألوه ....
قالوا يارسول الله مالذي أوريته ؟؟
نسمع للحديث من لفظ البخاري رحمه الله :
قال ﷺ *بينما أنا نائم أوريت .*
*في يدي سوارين من ذهب وأهمني شأنهما .*
"لأن الذهب محرم في الدنيا على الرجال ....
لذلك قال ﷺ أهمني شأنهما لماذا أنا ألبس هذا الذهب في يدي ؟"
*فأوحي إلي وأنا نائم أن انفخهما . فنفختهما فطارا من يدي .*
فقال له الصحابة رضي الله عنهم فبما أولتهما يا رسول الله .
قال *بكذابان يخرجان في الأمة هذا أحدهما وأشار إلى مسيلمة .*
وقد سمع الشقي كلام النبي ﷺ والنبي صلى الله عليه وسلم يشير إليه ويقول عنه كذاب ...
وقد فاجأهم بهذا الحديث وبهذه النبوءة قبل أن يسمع منه أو يسمع من قومه ....
ومع ذلك فالكفر عناد ....
فلما سمع قومه كلام النبي ﷺ اتعظوا وأسلموا وبايعوا النبي ﷺ على الإسلام..
وخاف مسيلمة الكذاب أن يكون هو الوحيد الذي لم يسلم فيفرق بينه وبين قومه وتذهب الزعامة منه ....
*فأعلن "مسيلمة" إسلامه نفاقاً وبقي يكتم ما يريد في قلبه*
ففقههم النبي ﷺ بالدين وعلمهم القرآن الكريم....
ثم أذن لهم وانطلقوا راجعين إلى بلادهم ....
فقال مسيلمة الكذاب لقومه في طريقه : يا قوم لقد وجد محمد من قريش من يقف معه فلذلك دخل الناس في دينه واتبعوه .
وأنا لم أجد منكم من يقف معي فكان حالنا كما رأيتم .
ولو أنكم شاركتموني الرأي ...
فأنا اقسم لكم بربكم ورب محمد بأنه يوحى إلي كما يوحى إليه
ولقد اشركني الله معه بالأمر وقسم الأرض لنا نصفين فكان نصفها لقريش ونصفها الآخر لبني حنيفة .
استخف عقول الضعفاء من قومه فأيدوه وقالوا له: نحن معك .
عاد "مسيلمة الكذاب " إلى قومه فحاول مرة أخرى وأرسل رسالة إلى النبي ﷺ ... قال فيها :
"من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله ...
ألا إني أوتيت الأمر معك ...
فلك نصف الأرض ولي نصفها
ولكن قريشاً قومُ يظلمون .
"يعني قريش يأكلوا حقوق الناس لهم نصف الأرض ولكن يريدونها كلها "
فلما قُرأت الرسالة على النبي ﷺ
"رسالة لا تثير الغضب ولا تحدث ضجة وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أصحابه رضي الله عنهم : *بأنه كذاب ويدعي النبوة وأنه لن يعدوا أمر الله فيه فلن يضر المسلمين بشيء .*
يقول الصحابة رضي الله عنهم فضحك النبي ﷺ والتفت إلى حاملي الرسالة وكانا رجلان .
قال لهما: *ما تقولان أنتما ؟؟*
فقالا : نقول كما يقول صاحبنا .
قال *أتشهدان أني رسول الله .*
فقالا : نشهد أن مسيلمة رسول الله .
فقال لهم النبي ﷺ : *آمنت بالله ورسله .*
*أما والله لولا أن الرسل لا تقتل لأمرت بضرب عنقكما . ولكن الرسل لا تقتل .*
فرد عليه النبي ﷺ برسالة قال فيها :
*بسم الله الرحمن الرحيم .*
*من محمد رسول الله إلى مسيلمة الكذاب .*
"هنا أخذ هذا اللقب فعرف بالكذاب في قومه .....
*السلام على من أتبع الهدى*
*اما بعد*
*إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ .*
رد عليه بنص آية قرآنية .
وارسلت له الرسالة فانقسم قومه إلى نصفين ...
نصفهم على إيمانهم وإسلامهم
والنصف الآخر مع مسيلمة الكذاب لأنه أعطاهم ماتهوى أنفسهم...
و حتى يستعطف مؤيديه
قال لهم : محمد يأمر أصحابه بخمس صلوات في اليوم والليلة ....
يكفيكم صلاتين:صلاة أول النهار وصلاة في آخر الليل .
قال . محمد يحرم على أصحابه الخمر .
لا بأس لكم في شرب الخمر في المناسبات .....
محمد يفرض على أصحابه الزكاة ..
قد اسقطتها عنكم لا تزكوا ...
محمد أنزل عليه القرآن .
وأنا أنزل علي مثله ...
ويسجع لهم ... :
لقد أنعم الله على الحبلى . أخرج منها نسمة تسعى . من بين صفاق وحشا .
وأحل لهم الخمر والزنا ووضع عنهم الصلاة .
يقول لهم : هذا مثل الذي أنزل على محمد .
والطاحنات طحنا . والعاجنات عجنا . والخابزات خبزا . والثاردات ثردا . واللاقمات لقما .
*وهكذا ستخف أصحاب القلوب الضعيفة والعقول المتحجرة والذين يريدون الهوى ومتاع الدنيا*
وكان ممن تبع مسيلمة الكذاب رجل إسمه : " نهار بن عنفوة " وقيل إسمه : "الرحال"
كان قد أسلم وتعلم شيئا من القرآن الكريم وصحب النبي ﷺ مدة وقد مر عليه رسول الله ﷺ وهو جالس مع "أبي هريرة" رضي الله عنه ومعهم رجل ثالث إسمه : "فرات بن حيان"
فقال لهم الحبيب المصطفى ﷺ أحدكم ضرسه في النار مثل أحد .....
فلم يزال "أبو هريرة وفرات" رضي الله عنهما خائفين حتى إرتد "الرحال" مع مسيلمة الكذاب .
فجاء إليه الذين آمنوا من قومه أهل اليمامة و كانوا يعلمون أنه كاذب ...
فأردوا أن يستهزوء به
قالوا : يا مسيلمة . محمد قد ظهر على يده خوارق و إن للنبي معجزات وقد سمعنا من أمور خارقة من أخبار محمد ﷺ .
قال : لهم ماذا تريدون ؟؟
قالوا : بلغنا أن محمداً قد بصق في عين أحد أصحابه بعد أن قُلعت من مكانها في إحدى الغزوات . "يقصدون الصحابي قتادة رضي الله عنه"
قال مسيلمة : *أحضروا لي رجل أعور ، فأحضروا له رجل أعور .
فبصق في عينهِ من أجلِ أن يُشفى "فعميت عينه الأخرى"
فلو بصق كل الناس في عين شخص لا يعمى .. ولكنها إهانة له وذل وخزي فضحك الناس عليه
قال لهم : هاتوا غيرها .
قالوا له : بلغنا أن محمداً جاء إلى بئر ماء مالح وقليل لا يسقي الظمأن....
فبصق فيه فكثر الماء وامتلأ البئر على الفور .
فذهب مسيلمة معهم إلى بئر فيه ماءٌ قليل .
فبصق فيه مسيلمة فجف الماءُ على الفور لم يبقى فيه نُقطة ماء واحدة .
فلما رأى أصحاب "مسيلمة الكذاب " ذلك انفض عنه ثلثي من تبعه لأنهم رأوا الآيات بأعينهم ....
ومع ذلك ومع أن الله تعالى أعطاه الإنذار اصر على كفره وأنه نبي وأنه يوحى إليه .
وبعد وفاة النبي ﷺ ثار "مسيلمة الكذاب " على الخليفة "أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه"
فهزمت قواته في معركة اليمامة بقيادة سيف الله المسلول "خالد بن الوليد"
وقتل "مسيلمة الكذاب"
والذي قتله هو "وحشي بن حرب"
رضي الله عنه...
هذا أحد الكذابين .
فمن الكذاب الثاني...
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم...
يتبع بإذن الله تعالى...