العـ عقيل ـراقي
أنا الليلُ

هل تمادى السقمُ وذبل الشعور
والقلبُ لا يميلُ إلا لتلك البدور
وكيف لُففنَ تلك بالبراقعِ الزُرقِ
وعلى الخدودِ منه طفح النور
وبخصلاتٍ بللها الطيب خجلاتٍ
كيف لهن التراقص فوق البحور
ثمانية كالولدان لا تود أغماضةٍ
حين تراها تشق بالشوق الصدور
أنسَ الليلُ حين تخدرُ فيه الكلمات
وينسابُ في لُججهِ عطر النحور
وأشمهُ ملء أنفاسي ويالا غضتهِ
كعرس الجموحِ في لثم الخدور
بماء الثلجِ تراقص جسدها مرتعشاً
كأنها تعطي الماء حياةً بعد الفتــــور
ويستفيق في لذائذ النشوةِ والخمرة
كسكرانٍ لا يشربُ إلا بفاهها الخمور
وتطيرُ كفي فوق أخبيةٍ من المرمر
وتلمسُ خصراً لها ليس كالخصور
فيه يناعةً كقطف الطيبِ من الورد
او كحز السنابلِ وهن للبيادرِ بكور
أزرق لكنه حين عانق خديهِ بحراً
وأنطوى في خافق السقيمِ حرور
01/01/2020
العـ عقيل ـراقي