الكون له أسرار
Well-Known Member
في الوقت الراهن تم حظر العديد من المواد العضوية السامة واستبدالها باخرى اقل ضررا. ولكن بالرغم من ذلك فما زالت كمية تلك المواد المُصَنعة كافية لان تنساب في الطبيعة وتسبب الضرر سواء للبيئة او لصحة الانسان. كما ان التاريخ دائما ما يعيد نفسه, اذ بين الحين والاخر تظهر مواد كيميائيا جديدة تُصَنف على انه صديقة للبيئة ولا تهدد سلامة الانسان, ليُنتج منها كميات هائلة. ولكن بعد بعض الوقت يثبت غير ذلك وتبدأ الابحاث والتحقيقات التي قد تستغرق عاما او اكثر قبل ان يُحدّ من استعمال ذلك المنتج او يُمنع نهائيا. في الجدول التالي قائمة ببعض المنتجات التي لاقت رواجا منذ ستينيات القرن الماضي:
حتى اليوم لا نعرف ماذا يخبأ لنا المستقبل, وما نوع المواد التي ستُنتج لاحقا. لكن المتوقع انها ستكون مواد من نوع الغريب الحيوي او الملوثات العضوية الثابتة او المتراكم الحيوي او مسببات التسمم المزمن. وفي الجزء السابق من هذه السلسلة تكملنا عن الغريب الحيوي والملوثات العضوية الثابتة. وهنا سنتعرّف بالنوعين الاخرين.
المتراكم الحيوي (Bioaccumulation)
تزداد خطورة الاصابة بأضرار مع وجود مادة مستقرة قادرة على التراكم حيويا, اي انها تتواجد لفترة طويلة داخل انسجة الكائن الحي. ان تكون المادة دهنا قابلا للذوبان عادة ما تكون علامة على كون المادة قابلة للتراكم الحيوي, فتلك المواد يمكنها ان تتراكم في الانسجة الدهنية اعلى بكثير من تراكمها في مكان اخر.
وهناك ثلاث مصطلحات عادة ما تُستخدم في هذا القسم:
- التوافر الحيوي (Bioavailability) وينقسم الى قسمين, مرتفع ومنخفض. ونعني بالأول هو ان يتم ادخال المادة بسهولة في جسم الكائن الحي, مثلا مع الطعام. اما التوافر الحيوي المنخفض فهو يعني ان المادة يصعب امتصاصها مثلا من قبل الأمعاء او تحللها في الكبد.
- التراكم الحيوي ( Bioaccumulation) والذي يعني ـ كما سبق ـ تراكم المادة وتضخمها داخل جسم الكائن الحي. فاذا كان امتصاص الجسم للمادة اكبر من عملية التحلل وتصريفها للخارج فان كمية التراكم ستزداد وتسبب خطرا حقيقيا حتى لو كانت سميتها ضئيلة.
- التضخم الحيوي (Biomagnification) ويعني انه كلما ارتفع الكائن الحي في السلسلة الغذائية كلما ازداد تركيز المادة السامة في جسمه. فمثلا تركيز مادة الـ DDT , وهو مبيد حشري, ضئيل جدا في العوالق والنباتات, في حين ان تركيز ذلك المبيد لدى الأسماك والثديات والطيور الجارحة يظهر بمستويات عالية جدا وخطيرة.
حتى اليوم لا نعرف ماذا يخبأ لنا المستقبل, وما نوع المواد التي ستُنتج لاحقا. لكن المتوقع انها ستكون مواد من نوع الغريب الحيوي او الملوثات العضوية الثابتة او المتراكم الحيوي او مسببات التسمم المزمن. وفي الجزء السابق من هذه السلسلة تكملنا عن الغريب الحيوي والملوثات العضوية الثابتة. وهنا سنتعرّف بالنوعين الاخرين.
المتراكم الحيوي (Bioaccumulation)
تزداد خطورة الاصابة بأضرار مع وجود مادة مستقرة قادرة على التراكم حيويا, اي انها تتواجد لفترة طويلة داخل انسجة الكائن الحي. ان تكون المادة دهنا قابلا للذوبان عادة ما تكون علامة على كون المادة قابلة للتراكم الحيوي, فتلك المواد يمكنها ان تتراكم في الانسجة الدهنية اعلى بكثير من تراكمها في مكان اخر.
وهناك ثلاث مصطلحات عادة ما تُستخدم في هذا القسم:
- التوافر الحيوي (Bioavailability) وينقسم الى قسمين, مرتفع ومنخفض. ونعني بالأول هو ان يتم ادخال المادة بسهولة في جسم الكائن الحي, مثلا مع الطعام. اما التوافر الحيوي المنخفض فهو يعني ان المادة يصعب امتصاصها مثلا من قبل الأمعاء او تحللها في الكبد.
- التراكم الحيوي ( Bioaccumulation) والذي يعني ـ كما سبق ـ تراكم المادة وتضخمها داخل جسم الكائن الحي. فاذا كان امتصاص الجسم للمادة اكبر من عملية التحلل وتصريفها للخارج فان كمية التراكم ستزداد وتسبب خطرا حقيقيا حتى لو كانت سميتها ضئيلة.
- التضخم الحيوي (Biomagnification) ويعني انه كلما ارتفع الكائن الحي في السلسلة الغذائية كلما ازداد تركيز المادة السامة في جسمه. فمثلا تركيز مادة الـ DDT , وهو مبيد حشري, ضئيل جدا في العوالق والنباتات, في حين ان تركيز ذلك المبيد لدى الأسماك والثديات والطيور الجارحة يظهر بمستويات عالية جدا وخطيرة.
صورة: التضخم الحيوي لمادة الـ DDT بالـ ppm
السمية المزمنة ( Chronic poisoning )
معظم الملوثات العضوية هي سامة مزمنة, بمعنى ان اثارها لا تظهر بسرعة وانما تستغرق بعض الوقت لتفتك بالكائن الحي او بالنظام البيئي. فالمركبات الكيميائية يمكن ان تسبب تغيرات في المحتوى الوراثي ـ والذي يسمى بالجينوم ـ او تحدث طفرات تجعل من الخلايا تتكاثر بلا انتظام, مما يؤدي ذلك الى التسبب بالسرطان. وتُجمع هذه المركبات تحت مسمىً واحد يُختصر بـ CMR ويشير الى:
الملوثات العضوية يمكن أيضا ان تتسبب بتلف الكبد او تحدث تغيرات في سلوك الكائن الحي. كذلك بعض المواد يمكن ان تسبب اضطراب لدى الهرمونات وتتداخل مع عملها, وذلك لأنها مواد تتشابه كثيرا مع الهرمونات الى درجة يمكن ان تخدع جسم الكائن الحي واعضاءه. وحتى الكمية الضئيلة من مسببات اضطراب الهرمونات يمكن ان تؤثر سلبا على عملية التكاثر او تتسبب في السرطان او السكري او امراض القلب والشرايين او تؤثر سلبا على جهاز المناعة والجهاز العصبي لدى الكائن الحي.
السمية المزمنة ( Chronic poisoning )
معظم الملوثات العضوية هي سامة مزمنة, بمعنى ان اثارها لا تظهر بسرعة وانما تستغرق بعض الوقت لتفتك بالكائن الحي او بالنظام البيئي. فالمركبات الكيميائية يمكن ان تسبب تغيرات في المحتوى الوراثي ـ والذي يسمى بالجينوم ـ او تحدث طفرات تجعل من الخلايا تتكاثر بلا انتظام, مما يؤدي ذلك الى التسبب بالسرطان. وتُجمع هذه المركبات تحت مسمىً واحد يُختصر بـ CMR ويشير الى:
الملوثات العضوية يمكن أيضا ان تتسبب بتلف الكبد او تحدث تغيرات في سلوك الكائن الحي. كذلك بعض المواد يمكن ان تسبب اضطراب لدى الهرمونات وتتداخل مع عملها, وذلك لأنها مواد تتشابه كثيرا مع الهرمونات الى درجة يمكن ان تخدع جسم الكائن الحي واعضاءه. وحتى الكمية الضئيلة من مسببات اضطراب الهرمونات يمكن ان تؤثر سلبا على عملية التكاثر او تتسبب في السرطان او السكري او امراض القلب والشرايين او تؤثر سلبا على جهاز المناعة والجهاز العصبي لدى الكائن الحي.