- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الرابعة والتسعون بعد المائة *194*
*أحداث متفرقة وقعت بعد فتح مكة وتحطيم الأصنام .*
نبي الرحمة ﷺ عفا عن قريش وقال لهم :
*إذهبوا فأنتم الطلقاء .*
فسمي أهل مكة من أسلم منهم بعد الفتح : "الطلقاء"
ثم قال ﷺ
*إن مكة حرَّمها الله يوم خلق السماوات والأرض .*
*ولم يحرمها الناس .*
*فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً .*
*ولا يعضد بها شجرة .*
"أي يقطع شجرة"
*فإن أحد ترخص بقتال رسول الله ﷺ .*
*فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يؤذن لكم .*
"أي عن الذين قاتلهم خالد بن الوليد رضي الله عنه.
*وإنما أذن لي ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحُرمتها بالأمس .*
*فليبلغ الشاهد الغائب .*
أتم كلماته ﷺ وهو على باب الكعبة ثم نزل :
يستقبل بيعة من يريدون الدخول في الإسلام فتزاحمت قريش تبايعه على الإسلام بعد هذا العفو الكريم .
وجلس ﷺ في صحن الكعبة
وقف بجانبه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ....
وكان علي رضي الله عنه بين يديه يقدم له الناس أفواجاً ليبايعوه .
وكان النبي ﷺ قبل دخول مكة قد أهدر دماء رجال ونساء من قريش .....
سنأتي على ذكرهم بالتفصيل
كل واحد وإسمه وقصته وكيف أسلم....
وكان النبي ﷺ لا يزال يحمل مفتاح الكعبة ....
فطلب "العباس بن عبد المطلب" من النبي ﷺ أن يعطيه مفتاح الكعبة....
فيكون له ولأبنائه من بعده ولبني هاشم شرف "السدانة" .
يعني شرف الإحتفاظ بمفتاح الكعبة والعناية بشؤنها من تنظيف وكسوة وغير ذلك .
وكان العباس رضي الله عنه له شرف "السقاية" أي سقاية الحجيج .
"السقاية كانت حوض يوضع فيها الماء العذب لسقاية الحاج .
في بعض الأوقات كانوا يضعون فيه التمر والزبيب ."
وبعد فتح مكة : كان لزمزم حوضان :
١- حوض بين زمزم والركن يشرب منه الناس .
٢- وحوض من ورائه للوضوء .
حتى أن النبي ﷺ أراد أن يغترف دلو من زمزم ليشرب منه يوم فتح مكة فخشي أن يأخذها المسلمون من بعده سنة وتذهب السقاية من العباس .....
فطلب من العباس رضي الله عنه أن يغترف له دلو من زمزم ليشرب .
فأراد أن يجمع العباس بين "السقاية" و "السدانة"
وكان المفتاح في يد علي رضي الله عنه وكان قد أراد أن يحتفظ به عندما فتح النبي ﷺ باب الكعبة ودخل لجوفها .
فأنزل الله على نبيه ﷺ وهو في داخل الكعبة ...
قال تعالى :
*إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ...*
فلما خرج النبي ﷺ طلب أيضاً علي رضي الله عنه من رسول الله أن يجمع لبني هاشم السقاية والسدانة ....
قال له النبي ﷺ *يا علي رد المفتاح إلى عثمان فقد أنزل الله في شأنك .*
*إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ...*
ودعا "عثمان بن طلحة رضي الله عنه ورد إليه مفتاح الكعبة
ليس هذا فحسب بل قال له : *خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم .*
"وبسبب هذا التوجيه والتحذير النبوي الكريم لم يجرؤ أي حاكم أو سلطان على أخذ مفتاح الكعبة من بني أبي طلحة إلى اليوم
فلما مات عثمان رضي الله عنه إنتقلت "السدانة" منه إلى أخيه "شيبة" ثم توارثها أبناءه إلى يومنا هذا ......
وأصبح العناية بالكعبة لها هيئة تشرف عليها ....
ولكن ظل المفتاح في يد "آل شيبة" ولا تفتح الكعبة إلا بحضورهم إلى اليوم ....
ثم أتى النبي ﷺ الصفا فأخذ يدعو الله تعالى ويذكره
وحانت صلاة الظهر .
فأمر بلال رضي الله عنه
فصعد فوق الكعبة وأذن للصلاة
وصلى النبي ﷺ بالمسلمين
ثم أرسل مناديا ينادي *من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلّا كسره .*
وقال "أسامة بن زيد رضي الله عنه للرسول ﷺ ألا تنزل في دارك ؟
فقال النبي ﷺ *وهل أبقى عقيل لنا دارا .*
عقيل هو إبن عمه أبو طالب شقيق علي بن أبي طالب
بعد هجرة النبي ﷺ وهجرة أخوه "علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وموت أخوه "طالب" في بدر
واستشهاد أخوه "جعفر" في مؤتة ....
وكان النبي ﷺ له حق في هذه الدار لأنها كانت ملك جده "عبد المطلب"
وكان كل من هاجر من المسلمين باع قريبه داره .
فلم يأمر النبي ﷺ برد هذه البيوت تأليفا لقلوب من أسلم منهم .
ولأنهم هجروها في الله تعالى
فلا يرجعون فيما تركوه لأجل الله تعالى ....
ثم ضربت خيمة صغيرة للرسول ﷺ في "الأبطح" فنزل فيها وكان معه ﷺ زوجتاه "أم سلمة وميمونة" رضي الله عنهما .
من الذين جاؤوا بعد فتح مكة إليه ﷺ ليسلموا بين يديه "أبو قحافة" والد "أبو بكر الصديق"
وكان "أبو قحافة" حين فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة شيخا كبيراً قد تجاوز 90 عام
جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه ممسكآ بيد أبيه أبو قحافة يقوده .....
فلما رآه المصطفى ﷺ قال له *هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ؟*
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه .
فلما جلس بين يدي النبي ﷺ *مسح ﷺ على صدره وقال أسلم تسلم .*
فقال . أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
فقال أبو بكر رضي الله عنه والذي بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه .....
وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينك .
وكان رأس أبي قحافة ولحيته كالثغامة [[ الثغامة نبته جبلية لون زهرتها أبيض فإذا كبرت ويبست اشتد بياضها تشبه الشيب هناك صورة بالتعليق ]]
فقال : *غيروهما، وجنبوهما السواد .*
وفي رواية "واجتنبوا السواد"
من المواقف التي حدثت بعد فتح مكة :
أن "أبو سفيان بن حرب" كان جالساً وهو يحدث نفسه بأن يجمع للرسول ﷺ بعض القبائل لحربه ......
وكانت أحد القبائل الكبيرة لا تزال في عداء مع النبي ﷺ وهي "هوازن"
فبينما هو كذلك فوجىء بأنه ﷺ خلفه يضرب على ظهره ....
وقال *إذآ .. يخزيك الله .*
فرفع "أبو سفيان" رأسه فوجد المصطفى ﷺ .
فقال له : أشهد أنك رسول الله .
و أراد "فضالة بن عمير" قتل النبي ﷺ .
وكان شديد الكراهية للحبيب المصطفى ﷺ .
فلما كان فتح مكة أظهر الإسلام
ثم حمل سيفه وأخفاه بين ملابسه وكان النبي ﷺ يطوف بالبيت .
فأخذ يدنو من النبي ﷺ فلما إقترب منه....
قال له النبي ﷺ *أفضالة ؟*
قال : نعم . فضالة يا رسول الله
فقال له ﷺ *ماذا كنت تحدث به نفسك ؟؟*
فقال : لا شيء . كنت أذكر الله
فتبسم ﷺ وقال *استغفر الله يا فضالة .*
ثم وضع ﷺ يده على صدر فضالة :
وقال *استغفر الله يا فضالة .*
فسكن قلب فضالة .
يقول فضالة : فوالذي بعثه بالحق نبياً... ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه ﷺ .
قلنا أن النبي ﷺ دخل مكة على راحلته وهو مطأطأً رأسه تواضعآ لله تعالى .
وأراد أن يستلم الحجر الأسود ولكنه كان مزدحمآ ، فأشار ﷺ إلى الحجر الأسود بمحجنه "عصا كانت في يده" ثم بدء يطوف حول الكعبة
وكان حول الكعبة وعلى الكعبة عدد كبير من الأصنام 360 صنم
وكانت أقدام كل صنم مثبتة في الأرض بالرصاص .....
فجعل النبي ﷺ يدفع هذه الأصنام بالعصا التي معه
أو يشير إليها بهذه العصا وهو يردد قوله تعالى .
*وَقُلْ جَآء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا .*
فيسقط الصنم على وجهه أو على ظهره وينكسر .
ثم أمر ﷺ بأن تخرج هذه الحجارة من المسجد فأخرجت وأحرقت ....
وأقام النبي ﷺ في مكة تسعة عشر يوماً....
خلال هذه الأيام أرسل ﷺ عدد من السرايا لتحطيم الأصنام في المناطق المحيطة بمكة لتطهير الجزيرة العربية من رموز الشرك والوثننية ....
وكانت هذه السرايا إشارة إلى أن الجزيرة العربية مقبلة على مرحلة جديدة من التوحيد الإعتقادي والعملي
*مناة ...*
هي أحد الأصنام التي عبدها العرب ....
وقد كانت طرفاً في الثالوث الإلهي وهم اللات والعزى ومناة .
قال تعالى .
*أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ...*
كانت الجزيرة بها كثير من المعبودات .
ولكن هؤلاء الثلاثة كانوا أهم المعبودات عند العرب .
لأن العرب كانت تعتقد أن هؤلاء الثلاثة بنات الله ....تعالى الله
وبعض العرب يعتقد أن اللات ومناة بنات العزى .
وكانت العرب تعظم جداً صنم "مناة" حتى أنها كانت تحج إليه
وكانت في منطقة على ساحل البحر الأحمر تعرف "بالمُشلل"
فأرسل النبي ﷺ "سعد بن زيد الأشهلي رضي الله عنه ومعه 20 فارسآ في الرابع والعشرين من رمضان لهدم هذا الصنم .
ولما انتهى إليها قابله سادنها
"السادن هو خادم الصنم .
كما يمكن أن يطلق الآن على خادم المسجد الحرام...
وخادم الكعبة . وخادم المسجد الأقصى"
فقال له سادن الصنم ماذا تريد ؟
فقال : هدم مناة
فقال له : أنت وذاك .
فلما اقترب منها صاح السادن مناة دونك بعض عصاتك
فأقبل "سعد بن زيد رضي الله عنه على الصنم فهدمه .
"كان السادن يعتقد أنه ستصيبه لعنة الآلهة"
*العزى ...*
هو أحد أطراف الثالوث الإلهي الذي تكلمنا عنه وهي
اللات والعزى ومناة .
"العزى" اسم اشتقوه من اسم الله تعالى "العزيز" ولذلك كانوا يسمون "عبد العزى"
وبلغ من تعظيم العرب للعزى أن جعلوا له حرمآ مثل حرم مكة
فأرسل النبي ﷺ خالد بن الوليد رضي الله عنه في 25 من رمضان على رأس 30 فارسآ لهدم هذا الصنم على رؤوس الأشهاد
فوصل إليها خالد رضي الله عنه فكسر الصنم وهدم البيت الذي كانت فيه وهو يردد ويقول :
كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك .
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة الرابعة والتسعون بعد المائة *194*
*أحداث متفرقة وقعت بعد فتح مكة وتحطيم الأصنام .*
نبي الرحمة ﷺ عفا عن قريش وقال لهم :
*إذهبوا فأنتم الطلقاء .*
فسمي أهل مكة من أسلم منهم بعد الفتح : "الطلقاء"
ثم قال ﷺ
*إن مكة حرَّمها الله يوم خلق السماوات والأرض .*
*ولم يحرمها الناس .*
*فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دماً .*
*ولا يعضد بها شجرة .*
"أي يقطع شجرة"
*فإن أحد ترخص بقتال رسول الله ﷺ .*
*فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يؤذن لكم .*
"أي عن الذين قاتلهم خالد بن الوليد رضي الله عنه.
*وإنما أذن لي ساعة من نهار وقد عادت حرمتها اليوم كحُرمتها بالأمس .*
*فليبلغ الشاهد الغائب .*
أتم كلماته ﷺ وهو على باب الكعبة ثم نزل :
يستقبل بيعة من يريدون الدخول في الإسلام فتزاحمت قريش تبايعه على الإسلام بعد هذا العفو الكريم .
وجلس ﷺ في صحن الكعبة
وقف بجانبه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ....
وكان علي رضي الله عنه بين يديه يقدم له الناس أفواجاً ليبايعوه .
وكان النبي ﷺ قبل دخول مكة قد أهدر دماء رجال ونساء من قريش .....
سنأتي على ذكرهم بالتفصيل
كل واحد وإسمه وقصته وكيف أسلم....
وكان النبي ﷺ لا يزال يحمل مفتاح الكعبة ....
فطلب "العباس بن عبد المطلب" من النبي ﷺ أن يعطيه مفتاح الكعبة....
فيكون له ولأبنائه من بعده ولبني هاشم شرف "السدانة" .
يعني شرف الإحتفاظ بمفتاح الكعبة والعناية بشؤنها من تنظيف وكسوة وغير ذلك .
وكان العباس رضي الله عنه له شرف "السقاية" أي سقاية الحجيج .
"السقاية كانت حوض يوضع فيها الماء العذب لسقاية الحاج .
في بعض الأوقات كانوا يضعون فيه التمر والزبيب ."
وبعد فتح مكة : كان لزمزم حوضان :
١- حوض بين زمزم والركن يشرب منه الناس .
٢- وحوض من ورائه للوضوء .
حتى أن النبي ﷺ أراد أن يغترف دلو من زمزم ليشرب منه يوم فتح مكة فخشي أن يأخذها المسلمون من بعده سنة وتذهب السقاية من العباس .....
فطلب من العباس رضي الله عنه أن يغترف له دلو من زمزم ليشرب .
فأراد أن يجمع العباس بين "السقاية" و "السدانة"
وكان المفتاح في يد علي رضي الله عنه وكان قد أراد أن يحتفظ به عندما فتح النبي ﷺ باب الكعبة ودخل لجوفها .
فأنزل الله على نبيه ﷺ وهو في داخل الكعبة ...
قال تعالى :
*إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ...*
فلما خرج النبي ﷺ طلب أيضاً علي رضي الله عنه من رسول الله أن يجمع لبني هاشم السقاية والسدانة ....
قال له النبي ﷺ *يا علي رد المفتاح إلى عثمان فقد أنزل الله في شأنك .*
*إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ...*
ودعا "عثمان بن طلحة رضي الله عنه ورد إليه مفتاح الكعبة
ليس هذا فحسب بل قال له : *خذوها يا بني أبي طلحة تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم .*
"وبسبب هذا التوجيه والتحذير النبوي الكريم لم يجرؤ أي حاكم أو سلطان على أخذ مفتاح الكعبة من بني أبي طلحة إلى اليوم
فلما مات عثمان رضي الله عنه إنتقلت "السدانة" منه إلى أخيه "شيبة" ثم توارثها أبناءه إلى يومنا هذا ......
وأصبح العناية بالكعبة لها هيئة تشرف عليها ....
ولكن ظل المفتاح في يد "آل شيبة" ولا تفتح الكعبة إلا بحضورهم إلى اليوم ....
ثم أتى النبي ﷺ الصفا فأخذ يدعو الله تعالى ويذكره
وحانت صلاة الظهر .
فأمر بلال رضي الله عنه
فصعد فوق الكعبة وأذن للصلاة
وصلى النبي ﷺ بالمسلمين
ثم أرسل مناديا ينادي *من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنماً إلّا كسره .*
وقال "أسامة بن زيد رضي الله عنه للرسول ﷺ ألا تنزل في دارك ؟
فقال النبي ﷺ *وهل أبقى عقيل لنا دارا .*
عقيل هو إبن عمه أبو طالب شقيق علي بن أبي طالب
بعد هجرة النبي ﷺ وهجرة أخوه "علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وموت أخوه "طالب" في بدر
واستشهاد أخوه "جعفر" في مؤتة ....
وكان النبي ﷺ له حق في هذه الدار لأنها كانت ملك جده "عبد المطلب"
وكان كل من هاجر من المسلمين باع قريبه داره .
فلم يأمر النبي ﷺ برد هذه البيوت تأليفا لقلوب من أسلم منهم .
ولأنهم هجروها في الله تعالى
فلا يرجعون فيما تركوه لأجل الله تعالى ....
ثم ضربت خيمة صغيرة للرسول ﷺ في "الأبطح" فنزل فيها وكان معه ﷺ زوجتاه "أم سلمة وميمونة" رضي الله عنهما .
من الذين جاؤوا بعد فتح مكة إليه ﷺ ليسلموا بين يديه "أبو قحافة" والد "أبو بكر الصديق"
وكان "أبو قحافة" حين فتح مكة في السنة الثامنة من الهجرة شيخا كبيراً قد تجاوز 90 عام
جاء أبو بكر الصديق رضي الله عنه ممسكآ بيد أبيه أبو قحافة يقوده .....
فلما رآه المصطفى ﷺ قال له *هلا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه فيه ؟*
فقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي أنت إليه .
فلما جلس بين يدي النبي ﷺ *مسح ﷺ على صدره وقال أسلم تسلم .*
فقال . أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .
فقال أبو بكر رضي الله عنه والذي بعثك بالحق لإسلام أبي طالب كان أقر لعيني من إسلامه .....
وذلك أن إسلام أبي طالب كان أقر لعينك .
وكان رأس أبي قحافة ولحيته كالثغامة [[ الثغامة نبته جبلية لون زهرتها أبيض فإذا كبرت ويبست اشتد بياضها تشبه الشيب هناك صورة بالتعليق ]]
فقال : *غيروهما، وجنبوهما السواد .*
وفي رواية "واجتنبوا السواد"
من المواقف التي حدثت بعد فتح مكة :
أن "أبو سفيان بن حرب" كان جالساً وهو يحدث نفسه بأن يجمع للرسول ﷺ بعض القبائل لحربه ......
وكانت أحد القبائل الكبيرة لا تزال في عداء مع النبي ﷺ وهي "هوازن"
فبينما هو كذلك فوجىء بأنه ﷺ خلفه يضرب على ظهره ....
وقال *إذآ .. يخزيك الله .*
فرفع "أبو سفيان" رأسه فوجد المصطفى ﷺ .
فقال له : أشهد أنك رسول الله .
و أراد "فضالة بن عمير" قتل النبي ﷺ .
وكان شديد الكراهية للحبيب المصطفى ﷺ .
فلما كان فتح مكة أظهر الإسلام
ثم حمل سيفه وأخفاه بين ملابسه وكان النبي ﷺ يطوف بالبيت .
فأخذ يدنو من النبي ﷺ فلما إقترب منه....
قال له النبي ﷺ *أفضالة ؟*
قال : نعم . فضالة يا رسول الله
فقال له ﷺ *ماذا كنت تحدث به نفسك ؟؟*
فقال : لا شيء . كنت أذكر الله
فتبسم ﷺ وقال *استغفر الله يا فضالة .*
ثم وضع ﷺ يده على صدر فضالة :
وقال *استغفر الله يا فضالة .*
فسكن قلب فضالة .
يقول فضالة : فوالذي بعثه بالحق نبياً... ما رفع يده عن صدري حتى ما من خلق الله شيء أحب إليَّ منه ﷺ .
قلنا أن النبي ﷺ دخل مكة على راحلته وهو مطأطأً رأسه تواضعآ لله تعالى .
وأراد أن يستلم الحجر الأسود ولكنه كان مزدحمآ ، فأشار ﷺ إلى الحجر الأسود بمحجنه "عصا كانت في يده" ثم بدء يطوف حول الكعبة
وكان حول الكعبة وعلى الكعبة عدد كبير من الأصنام 360 صنم
وكانت أقدام كل صنم مثبتة في الأرض بالرصاص .....
فجعل النبي ﷺ يدفع هذه الأصنام بالعصا التي معه
أو يشير إليها بهذه العصا وهو يردد قوله تعالى .
*وَقُلْ جَآء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا .*
فيسقط الصنم على وجهه أو على ظهره وينكسر .
ثم أمر ﷺ بأن تخرج هذه الحجارة من المسجد فأخرجت وأحرقت ....
وأقام النبي ﷺ في مكة تسعة عشر يوماً....
خلال هذه الأيام أرسل ﷺ عدد من السرايا لتحطيم الأصنام في المناطق المحيطة بمكة لتطهير الجزيرة العربية من رموز الشرك والوثننية ....
وكانت هذه السرايا إشارة إلى أن الجزيرة العربية مقبلة على مرحلة جديدة من التوحيد الإعتقادي والعملي
*مناة ...*
هي أحد الأصنام التي عبدها العرب ....
وقد كانت طرفاً في الثالوث الإلهي وهم اللات والعزى ومناة .
قال تعالى .
*أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى * وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ...*
كانت الجزيرة بها كثير من المعبودات .
ولكن هؤلاء الثلاثة كانوا أهم المعبودات عند العرب .
لأن العرب كانت تعتقد أن هؤلاء الثلاثة بنات الله ....تعالى الله
وبعض العرب يعتقد أن اللات ومناة بنات العزى .
وكانت العرب تعظم جداً صنم "مناة" حتى أنها كانت تحج إليه
وكانت في منطقة على ساحل البحر الأحمر تعرف "بالمُشلل"
فأرسل النبي ﷺ "سعد بن زيد الأشهلي رضي الله عنه ومعه 20 فارسآ في الرابع والعشرين من رمضان لهدم هذا الصنم .
ولما انتهى إليها قابله سادنها
"السادن هو خادم الصنم .
كما يمكن أن يطلق الآن على خادم المسجد الحرام...
وخادم الكعبة . وخادم المسجد الأقصى"
فقال له سادن الصنم ماذا تريد ؟
فقال : هدم مناة
فقال له : أنت وذاك .
فلما اقترب منها صاح السادن مناة دونك بعض عصاتك
فأقبل "سعد بن زيد رضي الله عنه على الصنم فهدمه .
"كان السادن يعتقد أنه ستصيبه لعنة الآلهة"
*العزى ...*
هو أحد أطراف الثالوث الإلهي الذي تكلمنا عنه وهي
اللات والعزى ومناة .
"العزى" اسم اشتقوه من اسم الله تعالى "العزيز" ولذلك كانوا يسمون "عبد العزى"
وبلغ من تعظيم العرب للعزى أن جعلوا له حرمآ مثل حرم مكة
فأرسل النبي ﷺ خالد بن الوليد رضي الله عنه في 25 من رمضان على رأس 30 فارسآ لهدم هذا الصنم على رؤوس الأشهاد
فوصل إليها خالد رضي الله عنه فكسر الصنم وهدم البيت الذي كانت فيه وهو يردد ويقول :
كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك .
قبس من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم....
يتبع بإذن الله تعالى....