- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,201
- مستوى التفاعل
- 44,374
- النقاط
- 113
سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة التاسعة و التسعون *99*
*خروج قريش لبدر .*
عندما وصل خبر خروج النبي ﷺ لأبي سفيان .
أرسل يستغيث بقريش ويستنفرهم لحماية القافلة .
أرسل رجلاً وكان اسمه ضمضم بن عمرو .
المفروض يذهب مسرعاً لقريش ويدخل مكة ويخبر قريش أن قافلتهم وأموالهم في خطر .
ما أن وصل ضمضم إلى مكة :
شق قميصه وجدع أنف بعيره .
"يعني أمسك سيفه وجرح أنف البعير "
ووقف تحت رأس البعير حتى سالت الدماء على رأسه وملابسه ودخل مكة على هذه الهيئة ثم وقف فوق بعيره ببطن الوادي وهو يصرخ .
يااااا معشر قريش .. اللطيمة اللطيمةَ .
"يعني القافلة ولم يكن أحد في قريش إلا وهو مشارك بماله في هذه القافلة"
اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه .
لا أرى أن تدركوها .. الغوث الغوث .
فلما رأت قريش ذلك اشتعلت وهاجت وماجت وثارت .
وقالوا : أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي ؟
كلا : والله ليعلمن غير ذلك .
وبدأ الناس يتجهزون للخروج سريعًا
فتجمع لقريش 1300 مقاتل . فيها 200 فارس
ومعهم عدد كبير من الجمال .
وخرجوا سريعا والمغنيات يضربن الدفوف ويغنين بهجاء المسلمين .
وتردد الكثير من "قريش" في الخروج .
وبرغم أن قريش كانت تعلم بقلة عدد المسلمين .
إلا أن كثير من شرفاء قريش ترددوا في الخروج
ومن هؤلاء "أبو لهب زوج حمالة الحطب عم النبي ﷺ"
خاف من المواجهة لأنه كان متأكداً من صدق ابن أخيه .
وكان يخشى ويعلم أن إبن أخيه محمد ﷺ نبي صادق ولكن *الكفر عناد*
فاستأجر رجل من قريش بـ 400 درهم على أن يكون مكانه محتجآ بأن صحته لا تعينه على الخروج .
ومن الذين ترددوا للخروج أيضا "أمية بن خلف"
والسبب عندما انطلق "سعد بن معاذ" سيد الأوس بعد الهجرة إلى مكة معتمرآ نزل على "أمية بن خلف" وكان صديقا له .
وكان "أمية" إذا ذهب إلى الشام ومر بالمدينة ينزل على "سعد" والعكس .
فقال له أمية : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس طفت بالبيت .
فلما جاء منتصف النهار وبينما سعد بن معاذ يطوف رآه "أبو جهل" فعرفه .
وقال : من الذي يطوف آمناً ؟
فقال سعد : أنا سعد بن معاذ .
فقال أبو جهل : تطوف بالكعبة آمناً وقد آويتم محمد وأصحابه ؟
فصرخ في وجهه سعد
وقال : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام .
وكان أمية واقفاً معهما .
فقال أمية لسعد : يا سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم "اي ابو جهل" فإنه سيد هذا الوادي .
فأمسك أبو جهل بسعد وأمسك سعد بأبي جهل .
فأخذ أمية يبعدهما عن بعضهما ويصرخ في وجه سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم .
و وقف أمية بجانب أبو جهل كالمدافع عنه .
فغضب سعد لأن أمية لم يقف معه .
وكان يجب أن ينصره وهو ضيف عنده .
فقال لأمية : دعنا عنك.
دعنا عنك فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قاتلك.
قال : إياي "انا سيقتلني محمد"
قال . نعم .
فقال أمية : أهو قاتلي في مكة ؟
فقال له سعد . لا أدري . ولكنه قاتلك .
فخاف أمية واصفر وجهه من الخوف.
وقال : والله إن محمدا لا يكذب إذا حدّث .
ورجع أمية إلى بيته يرتجف من الخوف .
فقالت له زوجته : ما الأمر ؟
فقال أمية لها : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي : "قصده سعد"
قالت : وما قال لك ؟
قال : زعم أنه سمع محمداً يزعم أنه قاتلي .
فقالت زوجته : فو الله إن محمد لا يكذب أبدآ.
فلما جاء النفير إلى بدر تذكر أمية هذا الموقف.
فأراد أن يتخلف أمية بن خلف لأنه يعلم صدق النبي ﷺ .
وأراد أن يرسل مكانه رجل مثلما فعل "أبو لهب" فسمع أبو جهل بذلك .
فجاءه وهو جالس في نادي قومه ومعه "عقبة بن أبي معيط"
فكان واحد منهم يحمل مجمرة. والآخر يحمل مكحلة .
فوضعها بين يدي أمية بن خلف
وقال له أبو جهل : إكتحل يا سيد قومه واستجمر .
"اي تطيب بالبخور كالنساء" فإنما أنت مع النساء .
فغضب أمية ورمى المكحلة والمجمرة برجله .
وقال : قبحكم الله وقبح ما جئتم به لتعلمون أني أول من يقاتل .
واضطر للخروج معهم لبدر .
وقد قتل في بدر كما اخبر نبينا وحبيب قلوبنا ﷺ .
وكان ممن خرج مكرها "العباس" عم النبي ﷺ وصديق طفولته.
وقد كان في مكة ويكتم إسلامه.
خرج ووقع في الأسر .
وسيأتي ذكره بالتفصيل لاحقآ. إن شاء الله تعالى.
وكان ممن خرج مكرها أيضاً "أبو العاص بن الربيع" زوج السيدة زينب بنت النبي ﷺ .
وقد كانت رضي الله عنها لا تزال في مكة مع زوجها قبل أن يفرق الإسلام بين الزوجين المؤمن والكافر .
فكان "أبو العاص بن الربيع " يكره محاربة الرسول ﷺ .
ولكنه خرج مكرها حتى لا يتهم بالجبن أو أن يتهم من قريش بأنه يخاف من زوجته .
خرج ووقع بالأسر أيضاً وسيأتي ذكره بالتفصيل لاحقآ إن شاء الله تعالى.
كان ممن خرج كذلك مكرها بعض المسلمين في مكة الذين لم يستجيبوا لأمر الرسول ﷺ بترك مكة والهجرة إلى المدينة لأنهم خافوا على أموالهم وديارهم واختاروا الدنيا على الآخرة .
وهؤلاء حكم الله تعالى على من قتل منهم في المعركة بأنه مات على الكفر .
قال الله تعالى عنهم :
*إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)*
ومن المواقف التي وقعت في هذه الفترة أن "عاتكة بنت عبد المطلب" عمة النبي ﷺ رأت قبل قدوم "ضمضم" إلى مكة بثلاثة أيام رؤيا عجيبة .
رأت راكبا أقبل على بعير حتى وصل مكة وهو ينادي بأعلى صوته .
ألا تنفروا لمصارعكم يا آل غدر .
فاجتمع الناس حوله ثم دخل المسجد ووقف على ظهر الكعبة وصرخ بمثلها .
ثم صعد جبل "أبي قبيس" وصرخ بمثلها .
ثم أخذ صخرة كبيرة فقذف بها فأقبلت تهوي .
حتى إذا كانت بأسفل الجبل تفتت .
فما بقي بيت من بيوت مكة إلا دخلتها منه فلقة إلا بيوت "بني زهرة"
فزعت "عاتكة" من هذه الرؤيا فأرسلت الى أخيها العباس وقصت عليه الرؤيا .
فقال لها : والله إن هذه لرؤيا فاكتميها ولا تذكريها لأحد .
بالمختصر رؤيا "عاتكة" تخبر أن بيوت مكة كلها سيكون منها قتيل .
إلا بني زهرة أخوال النبي ﷺ
وفعلا بني زهرة لم يخرجوا مع قريش لبدر .
فقال لها : والله إن هذه لرؤيا فاكتميها ولا تذكريها لأحد .
ثم خرج العباس فلقي "الوليد بن عتبة بن ربيعة" وكان صديقا له .
فذكرها له.
وقال له : لا تخبر بها أحد .
فذكرها الوليد إلى أبيه "عتبة بن ربيعة"
فانتشر الحديث في كل مكة .
وبينما رهط من قريش يجلسون عند الكعبة يتحدثون في رؤيا "عاتكة" وفيهم أبو جهل .
إذ أقبل "العباس" يطوف بالبيت.
فقال له أبو جهل : يا عباس أما أرضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم .
"يستهزء ويسخر أي حتى نسائكم صاروا أنبياء "
فقال له العباس : وما ذاك ؟
فقال له : الرؤيا التي رأت عاتكة .
فقال له العباس : ما رأت شيئاً.
فقال أبو جهل : والله ياعباس إن تمض ثلاثآ ولم يكن من ذلك شيئا لنكتب كتاباً .
ولم تمر ثلاثة أيام حتى تحققت رؤيا عاتكة .
وجاء "ضمضم بن عمرو الغفاري" يصيح في مكة كما ذكرنا .
خرجت قريش
"يعني خرجوا جميعا لم يتخلف منهم أحد"
النبي ﷺ معه 313 رجل من الصحابة رضي الله عنهم.
خرجت قريش معها 1300 مقاتل .
خرج مع النبي ﷺ فرسان فقط .
خرج مع قريش 200 فرس .
خرج مع النبي ﷺ 70 بعير .
خرج مع قريش 700 بعير وأخرجوا معهم المغنيات والدفوف عشان يعطوا الحماس للرجال .
وأخرج أبو جهل قاتله الله بعير خاص يحمل إناء الخمر يسقي ويشجعهم على القتال .
خرجت قريش بكبريائها تحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وخرج ﷺ بإيمانه وبخشوعه مع أصحابه رضي الله عنهم يريدون أن ينتصروا للحق ولدين الله عز وجل .
سنرى في هذه المعركة الدروس الكثيرة التي نحتاجها اليوم والتي غفل عنها المسلمون .
وسنعرف تماما معنى قوله تعالى :
*إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)*
َ
الأنوار المحمدية......
يتبع بإذن الله تعالى.....
الحلقة التاسعة و التسعون *99*
*خروج قريش لبدر .*
عندما وصل خبر خروج النبي ﷺ لأبي سفيان .
أرسل يستغيث بقريش ويستنفرهم لحماية القافلة .
أرسل رجلاً وكان اسمه ضمضم بن عمرو .
المفروض يذهب مسرعاً لقريش ويدخل مكة ويخبر قريش أن قافلتهم وأموالهم في خطر .
ما أن وصل ضمضم إلى مكة :
شق قميصه وجدع أنف بعيره .
"يعني أمسك سيفه وجرح أنف البعير "
ووقف تحت رأس البعير حتى سالت الدماء على رأسه وملابسه ودخل مكة على هذه الهيئة ثم وقف فوق بعيره ببطن الوادي وهو يصرخ .
يااااا معشر قريش .. اللطيمة اللطيمةَ .
"يعني القافلة ولم يكن أحد في قريش إلا وهو مشارك بماله في هذه القافلة"
اللطيمة اللطيمة أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمد في أصحابه .
لا أرى أن تدركوها .. الغوث الغوث .
فلما رأت قريش ذلك اشتعلت وهاجت وماجت وثارت .
وقالوا : أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي ؟
كلا : والله ليعلمن غير ذلك .
وبدأ الناس يتجهزون للخروج سريعًا
فتجمع لقريش 1300 مقاتل . فيها 200 فارس
ومعهم عدد كبير من الجمال .
وخرجوا سريعا والمغنيات يضربن الدفوف ويغنين بهجاء المسلمين .
وتردد الكثير من "قريش" في الخروج .
وبرغم أن قريش كانت تعلم بقلة عدد المسلمين .
إلا أن كثير من شرفاء قريش ترددوا في الخروج
ومن هؤلاء "أبو لهب زوج حمالة الحطب عم النبي ﷺ"
خاف من المواجهة لأنه كان متأكداً من صدق ابن أخيه .
وكان يخشى ويعلم أن إبن أخيه محمد ﷺ نبي صادق ولكن *الكفر عناد*
فاستأجر رجل من قريش بـ 400 درهم على أن يكون مكانه محتجآ بأن صحته لا تعينه على الخروج .
ومن الذين ترددوا للخروج أيضا "أمية بن خلف"
والسبب عندما انطلق "سعد بن معاذ" سيد الأوس بعد الهجرة إلى مكة معتمرآ نزل على "أمية بن خلف" وكان صديقا له .
وكان "أمية" إذا ذهب إلى الشام ومر بالمدينة ينزل على "سعد" والعكس .
فقال له أمية : انتظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس طفت بالبيت .
فلما جاء منتصف النهار وبينما سعد بن معاذ يطوف رآه "أبو جهل" فعرفه .
وقال : من الذي يطوف آمناً ؟
فقال سعد : أنا سعد بن معاذ .
فقال أبو جهل : تطوف بالكعبة آمناً وقد آويتم محمد وأصحابه ؟
فصرخ في وجهه سعد
وقال : والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت لأقطعن متجرك بالشام .
وكان أمية واقفاً معهما .
فقال أمية لسعد : يا سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم "اي ابو جهل" فإنه سيد هذا الوادي .
فأمسك أبو جهل بسعد وأمسك سعد بأبي جهل .
فأخذ أمية يبعدهما عن بعضهما ويصرخ في وجه سعد لا ترفع صوتك على أبي الحكم .
و وقف أمية بجانب أبو جهل كالمدافع عنه .
فغضب سعد لأن أمية لم يقف معه .
وكان يجب أن ينصره وهو ضيف عنده .
فقال لأمية : دعنا عنك.
دعنا عنك فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قاتلك.
قال : إياي "انا سيقتلني محمد"
قال . نعم .
فقال أمية : أهو قاتلي في مكة ؟
فقال له سعد . لا أدري . ولكنه قاتلك .
فخاف أمية واصفر وجهه من الخوف.
وقال : والله إن محمدا لا يكذب إذا حدّث .
ورجع أمية إلى بيته يرتجف من الخوف .
فقالت له زوجته : ما الأمر ؟
فقال أمية لها : أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي : "قصده سعد"
قالت : وما قال لك ؟
قال : زعم أنه سمع محمداً يزعم أنه قاتلي .
فقالت زوجته : فو الله إن محمد لا يكذب أبدآ.
فلما جاء النفير إلى بدر تذكر أمية هذا الموقف.
فأراد أن يتخلف أمية بن خلف لأنه يعلم صدق النبي ﷺ .
وأراد أن يرسل مكانه رجل مثلما فعل "أبو لهب" فسمع أبو جهل بذلك .
فجاءه وهو جالس في نادي قومه ومعه "عقبة بن أبي معيط"
فكان واحد منهم يحمل مجمرة. والآخر يحمل مكحلة .
فوضعها بين يدي أمية بن خلف
وقال له أبو جهل : إكتحل يا سيد قومه واستجمر .
"اي تطيب بالبخور كالنساء" فإنما أنت مع النساء .
فغضب أمية ورمى المكحلة والمجمرة برجله .
وقال : قبحكم الله وقبح ما جئتم به لتعلمون أني أول من يقاتل .
واضطر للخروج معهم لبدر .
وقد قتل في بدر كما اخبر نبينا وحبيب قلوبنا ﷺ .
وكان ممن خرج مكرها "العباس" عم النبي ﷺ وصديق طفولته.
وقد كان في مكة ويكتم إسلامه.
خرج ووقع في الأسر .
وسيأتي ذكره بالتفصيل لاحقآ. إن شاء الله تعالى.
وكان ممن خرج مكرها أيضاً "أبو العاص بن الربيع" زوج السيدة زينب بنت النبي ﷺ .
وقد كانت رضي الله عنها لا تزال في مكة مع زوجها قبل أن يفرق الإسلام بين الزوجين المؤمن والكافر .
فكان "أبو العاص بن الربيع " يكره محاربة الرسول ﷺ .
ولكنه خرج مكرها حتى لا يتهم بالجبن أو أن يتهم من قريش بأنه يخاف من زوجته .
خرج ووقع بالأسر أيضاً وسيأتي ذكره بالتفصيل لاحقآ إن شاء الله تعالى.
كان ممن خرج كذلك مكرها بعض المسلمين في مكة الذين لم يستجيبوا لأمر الرسول ﷺ بترك مكة والهجرة إلى المدينة لأنهم خافوا على أموالهم وديارهم واختاروا الدنيا على الآخرة .
وهؤلاء حكم الله تعالى على من قتل منهم في المعركة بأنه مات على الكفر .
قال الله تعالى عنهم :
*إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (97)*
ومن المواقف التي وقعت في هذه الفترة أن "عاتكة بنت عبد المطلب" عمة النبي ﷺ رأت قبل قدوم "ضمضم" إلى مكة بثلاثة أيام رؤيا عجيبة .
رأت راكبا أقبل على بعير حتى وصل مكة وهو ينادي بأعلى صوته .
ألا تنفروا لمصارعكم يا آل غدر .
فاجتمع الناس حوله ثم دخل المسجد ووقف على ظهر الكعبة وصرخ بمثلها .
ثم صعد جبل "أبي قبيس" وصرخ بمثلها .
ثم أخذ صخرة كبيرة فقذف بها فأقبلت تهوي .
حتى إذا كانت بأسفل الجبل تفتت .
فما بقي بيت من بيوت مكة إلا دخلتها منه فلقة إلا بيوت "بني زهرة"
فزعت "عاتكة" من هذه الرؤيا فأرسلت الى أخيها العباس وقصت عليه الرؤيا .
فقال لها : والله إن هذه لرؤيا فاكتميها ولا تذكريها لأحد .
بالمختصر رؤيا "عاتكة" تخبر أن بيوت مكة كلها سيكون منها قتيل .
إلا بني زهرة أخوال النبي ﷺ
وفعلا بني زهرة لم يخرجوا مع قريش لبدر .
فقال لها : والله إن هذه لرؤيا فاكتميها ولا تذكريها لأحد .
ثم خرج العباس فلقي "الوليد بن عتبة بن ربيعة" وكان صديقا له .
فذكرها له.
وقال له : لا تخبر بها أحد .
فذكرها الوليد إلى أبيه "عتبة بن ربيعة"
فانتشر الحديث في كل مكة .
وبينما رهط من قريش يجلسون عند الكعبة يتحدثون في رؤيا "عاتكة" وفيهم أبو جهل .
إذ أقبل "العباس" يطوف بالبيت.
فقال له أبو جهل : يا عباس أما أرضيتم أن يتنبأ رجالكم حتى تتنبأ نساؤكم .
"يستهزء ويسخر أي حتى نسائكم صاروا أنبياء "
فقال له العباس : وما ذاك ؟
فقال له : الرؤيا التي رأت عاتكة .
فقال له العباس : ما رأت شيئاً.
فقال أبو جهل : والله ياعباس إن تمض ثلاثآ ولم يكن من ذلك شيئا لنكتب كتاباً .
ولم تمر ثلاثة أيام حتى تحققت رؤيا عاتكة .
وجاء "ضمضم بن عمرو الغفاري" يصيح في مكة كما ذكرنا .
خرجت قريش
"يعني خرجوا جميعا لم يتخلف منهم أحد"
النبي ﷺ معه 313 رجل من الصحابة رضي الله عنهم.
خرجت قريش معها 1300 مقاتل .
خرج مع النبي ﷺ فرسان فقط .
خرج مع قريش 200 فرس .
خرج مع النبي ﷺ 70 بعير .
خرج مع قريش 700 بعير وأخرجوا معهم المغنيات والدفوف عشان يعطوا الحماس للرجال .
وأخرج أبو جهل قاتله الله بعير خاص يحمل إناء الخمر يسقي ويشجعهم على القتال .
خرجت قريش بكبريائها تحاد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
وخرج ﷺ بإيمانه وبخشوعه مع أصحابه رضي الله عنهم يريدون أن ينتصروا للحق ولدين الله عز وجل .
سنرى في هذه المعركة الدروس الكثيرة التي نحتاجها اليوم والتي غفل عنها المسلمون .
وسنعرف تماما معنى قوله تعالى :
*إِن يَنصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ ۖ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ ۗ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)*
َ
الأنوار المحمدية......
يتبع بإذن الله تعالى.....