أداة تخصيص استايل المنتدى
إعادة التخصيصات التي تمت بهذا الستايل

- الاعلانات تختفي تماما عند تسجيلك
- عضــو و لديـك مشكلـة فـي الدخول ؟ يــرجى تسجيل عضويه جديده و مراسلـة المديــر
او كتابــة مــوضـــوع فــي قســم الشكـاوي او مـراسلــة صفحتنـا على الفيس بــوك

السيره النبويه الدرس الثالث عشر بعد المئه

الرااااكد

رئيس قسم الاقسام الاخبارية
طاقم الإدارة
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
313,201
مستوى التفاعل
44,374
النقاط
113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثالثة عشر بعد المائة *113*
*صهر النبي ﷺ من أسرى بدر .*
*أبو العاص بن الربيع .*

نموذج آخر من فداء الأسرى وهو "أبو العاص ابن الربيع"
صهر النبي ﷺ زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم أكبر بناته رضي الله عنهن.
خالته أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها .

كان أبو العاص رجلا شهماً مشهور بالأمانة وكان يعرف في قريش بأنه رجل أمين .
وكان أول صهر للنبي ﷺ و قد تزوج من زينب قبل البعثة .
كان أبو العاص يحب زينب حباً كبيراً .
وكذلك زينب بنت النبي ﷺ كانت تحبه.
وفي هذا الجزء سأبين لكم هذه المحبة وكيف فدته زينب من الأسر .
فأعذروني على الإطالة :

لما جاء الوحي وبعث النبي ﷺ
سعت قريش في عداوتها للنبي ﷺ وقالوا ردوا عليه بناته .
كانت " رقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم : زوجتان لأولاد عمه أبو لهب .
فأمرته زوجته "حمالة الحطب " بأن يطلق البنتين فقاما بتطليقهما فورا.

وكان زوج إبنته الكبيرة زينب "ابو العاص" في تجارته للشام .
رجع من سفره فذهبت قريش كلها إلى "أبي العاص" لكي يقنعوه أن يطلق زينب .
"من باب التضييق على النبي صلى الله عليه وسلم ومحاربته"

فقال أبو العاص : لا ورب هذه البنية "أي الكعبة" لا افارق صاحبتي .
فليس بيني وبينها ما يدعو ذلك . ولم أرى من محمد إلا خيراً .
أنا لست على دينه ولكني لا افارق ابنته.
فقالوا له : فارقها ونحن نزوجك بأي امرأة من قريش شئت.
قال : لا والله .
وما أحب أن لي بامرأتي امرأة من قريش .
"عندي زينب بنساء قريش كلها"
ورجع لبيته فوجد في استقباله زوجته وحبيبته "زينب وأولاده علي وبنته أمامة "
فحمل أولاده واقترب من زينب وابتسم وقال لها : لاعليك لن ينال مما بيننا يا زينب أن تكوني على دينك وأثبت أنا على ديني .
تمسك بزينب من شدة حبه لها .

فلما هاجر النبي ﷺ وهي مؤمنة تتبع دين أبيها أمسكها ومنعها من الهجرة "محبة بها"
ولما هاجرت بنات النبي صلى الله عليه وسلم مع أهل البيت امتنع أبو العاص أن يأذن لزينب رضي الله عنها بالهجرة فبقيت في مكة.
ولما كانت بدر خرج مع قومه مكرهاً فوقع بالأسر.

فرآه النبي ﷺ بين الأسرى وهو يعرف حسن مصاهرته.
"ولكن سيف الميزان والعدل قائم"

"مرحباً بصهرنا .ولكن كان قد سل سيفه علينا"
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يفدي نفسه .
فأرسل إلى قريش يطلب فداء نفسه.
وصل الخبر إلى زينب رضي الله عنها.
دخلت عليها عمتها عاتكة تخبرها بانتصار أبيها في بدر فسجدت شكراً لله تعالى.
ثم سألت عمتها وماذا فعل زوجي ؟
فقالت لها لم يقتل زوجك ولكنه أسير ويطلب الفداء .
فقامت زينب رضي الله عنها على الفور وجمعت ما معها من مال فلم يكفي للفداء
فنزعت قلادتها من عنقها و وضعتها على المال .
"وهذه القلادة لها تاريخ وقصة"

زينب كانت أول بنت لرسول الله تتزوج قبل نزول الوحي .
أمها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها صاحبة التجارة التي اتجر لها النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يتزوجها وسيدة قريش .
فلما تزوجت بنتها "اعتبرتها مناسبة جميلة وجليلة"
فلما أرادت أن تزف العروس لزوجها "مثل أي أم بنتها الكبيرة و أول فرحة ستتزوج بنتها" لم تجد أكرم من أن تنزع قلادتها من عنقها وتلبسها لبنتها العروس.
والنبي ﷺ يعرف قلادة خديجة رضي الله عنها.
وخديجة أحب الزوجات إلى قلبه ﷺ .

فلما جاء المرسال ليفدي أبا العاص وضع المال بين يدي النبي ﷺ فداء لأبي العاص بن ربيع زوج زينب بنت النبي صلى الله عليه وسلم.
نظر النبي صلى الله عليه وسلم في المال فوقع نظره على قلادة خديجة رضي الله عنها
فخفق قلبه ﷺ .

أي أب سيعرف هذه المشاعر وجد صورة إبنته وزوجته بهذه القلادة"
تذكر محبته وشوقه لخديجة رضي الله عنها .
تذكر خديجة رضي الله عنها كيف كانت مسرورة بزواج بنتها عندما أعطتها القلادة.

فلم يملك نفسه ﷺ فبكى وذرفت عينه الدموع شوقاً لخديجة أولاً
وتذكر بنته زينب وكيف معزة الزوجة للزوج لم ترسل رسالة لأبيها تستشفع لأبي العاص .

"يجري عليها ما يجري على الجميع"

فلما ذرفت عين النبي صلى الله عليه وسلم سأله أصحابه رضي الله عنهم : ما يبكيك يا رسول الله ؟
فكفكف دمعه بكم قميصه
وقال : لقد تذكرت هذه القلادة لأمكم الأولى خديجة رضي الله عنها ألبستها لزينب ليلة زفافها.
فقالوا : ماذا ترى يا رسول الله ؟؟
قال : إن شئتم فاقبلوا الفداء .
وإن شئتم اطلقوا زوجها وردوا عليها قلادتها.
"يعني خذوا باقي المال وخلوا القلادة إذا أردتم "
فقال الصحابة رضي الله عنهم نفعل يا رسول الله.
فأطلقوه وحملوه القلادة هدية لزينب رضي الله عنها.

وقبل أن ينطلق استوقفه النبي ﷺ .
وقال له :يا أبا العاص
لقد فرق الله بين المؤمنين والكافرين
فزينب لا تحل لك زوجة بعد اليوم فإذا بلغت مكة فأرسلها إلينا فقال له : نعم
ثم استدار عائدآ إلى مكة وهو لا يدري كيف يرجع زينب وهو لا يستطيع أن يفارقها .
خرجت زينب تستقبل أبا العاص على أبواب مكة.
فلما رآها قال لها بألم : يا زينب عودي إلى أبيك .
ثم جهز لها زادها وراحلتها
وأخبرها بأن رسل أبيها ينتظرونها غير بعيد عن مكة.
فلقد أرسل رسول الله ﷺ زيد بن حارثة ورجل من الأنصار ليصطحبوها للمدينة .

ومن شدة حبه لها لم يتمالك نفسه بأن يوصلها إلى أطراف البادية ويودعها .
فطلب من أخوه عمرو أن يرافقها ويسلمها في أطراف البادية لزيد بن حارثة .
وقال لأخيه :يا أخي إنك لتعلم موضعها من نفسي، فما أحب أن لي امرأه من قريش غيرها .
وإنك لتعلم ألا طاقة لي بأن أفارقها .
فاصحبها عني إلى طرف البادية حيث ينتظر رسولا محمد صلى الله عليه وسلم.
وارفق بها في السفر وارعها رعاية الحرمات.
وإياك أن يقترب منها أحد.

تنكب أخوه عمرو قوسه وحمل كنانته وجعل زينب في هودجها .
وخرج بها من مكة جهارآ نهاراً على مرأى من قريش .
فهاج القوم وماجوا ولحقوا بهما حتى أدركوهما غير بعيد .
خافت زينب رضي الله عنها وفزعت من قريش .
فوقف عمرو وأخذ سهمه وقوسه.
وقال : والله لا يدنو رجل منها إلا وضعت سهماً في نحره .
"وكان راميا لا يخطئ له سهم"
فأقبل عليه أبو سفيان بن حرب سيد قريش
وقال له : يا بن أخي .
كف عنا نبلك حتى نكلمك
"يعني نزل سلاحك حتى نعرف نتكلم معك"
فكف عنهم :
فقال له أبو سفيان : إنك لم تصب فيما صنعت
فلقد خرجت بزينب علانية على رؤوس الناس وعيوننا ترى .
وقد عرفت العرب جميعها أمر نكبتنا في بدر وما أصابنا على يدي أبيها. صلى الله عليه وسلم.
"يعني الناس في مكة تبكي وتنوح على قتلى بدر وأنت خرجت أمامهم بزينب بنت محمد عدوهم راعي مشاعرهم يا أخي.

فإذا خرجت بإبنته علانية كما فعلت رمتنا القبائل بالجبن ووصفتنا بالهوان والذل.
فأرجع بها واستبقها في بيت زوجها أياما حتى إذا تحدث الناس بأننا رددناها فسلها من بين أظهرنا سراً يعني أخرجها بالسر"

وألحقها بأبيها فما لنا بحبسها عنه حاجة بعد أيام معدودات.

فرضي عمرو بذلك وأعاد زينب إلى مكة.
ثم ما لبث أن أخرجها منها ليلاً وأسلمها إلى رسل أبيها يدآ بيد كما أوصاه أخوه .

ظلت زينب ترفض الخطاب لمدة ست سنوات على أمل أن يعود إليها زوجها وأبو ولديها مسلما.
وكان أبو العاص يوما في تجارة لقريش للشام.
وعند عودته التقته سرية من المسلمين فأصابوا كل ما معهم .
وهرب هو منهم وتسلل حتى وصل إلى المدينة لبيت زينب
فلما رأته ظنت أنه قد أسلم
سألته بلهفة أجئت مسلما ؟؟
قال لها : لا بل جئت هارباً مستجيراً .
فقالت له : لا تخف مرحبًا بابن الخالة .
مرحبا بأبي علي وأمامة .
لما خرج الرسول ﷺ لصلاة الفجر .
"لم يكن يعلم أن أب العاص استجار بزينب "
فلما استوى قائما في المحراب وكبر للإحرام وكبر الناس بتكبيره .
صرخت زينب من صفة النساء وقالت :
أيها الناس "أنا زينب بنت محمد وقد أجرت أبا العاص فأجيروه "
فلما سلم النبي ﷺ وانتهى من الصلاة.
التفت إلى الناس وقال : هل سمعتم ما سمعت ؟
قالوا : نعم يا رسول الله .
فقال ﷺ :أما والذى نفس محمد بيده .
ما علمت بشيء من ذلك حتى سمعت ما سمعتم .
وصمت ﷺ فجاءت إليه زينب بنته رضي الله عنها
وقالت : يا رسول الله إن أبا العاص إن بعُد فابن الخالة .
وإن قرب فأبو الولد وقد أجرته يا رسول الله .

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أيها الناس إن هذا الرجل ما ذممته صهرا
وإن هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي .
فإن قبلتم أن تردوا إليه ماله وأن تتركوه يعود إلى بلده فهذا أحب إلي.
وإن أبيتم فالأمر إليكم والحق لكم ولا ألومكم عليه .
فقال الناس : بل نعطه ماله يا رسول الله
فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد أجرنا من أجرت يا زينب .
ثم ذهب إليها عند بيتها
وقال لها : يا زينب أكرمي مثواه فإنه ابن خالتك وإنه أبو العيال .
ولكن لا يقربنك فإنه لا يحل لك .
فقالت : نعم يا رسول الله .

فلما ذهب لمكة وقف أمام الكعبة .
وقف أبو العاص يوزع أموال التجارة الرابحة على أصحابها .
وبعد أن فرغ
قال : يا معشر قريش هل بقي لأحد منكم عندي مال لم يأخذه ؟
فقالوا : لا .. جزاك الله خيرا فقد وجدناك وفيا كريما .
فنظر إليهم ورفع صوته قائلاً
إذآ فأنا : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
ثم رجع دخل المدينة فجراً وتوجه إلى النبي ﷺ .
وقال : يا رسول الله أجرتني بالأمس واليوم جئت أقول أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .
ثم قال : يا رسول الله هل تأذن لي أن أراجع زينب ؟ فأخذه النبي ﷺ
وقال : تعال معي .
ووقف على بيت زينب وطرق الباب .
وقال يا زينب إن ابن خالتك جاء لي اليوم يستأذنني أن يراجعك فهل تقبلين ؟
فأحمّر وجهها وابتسمت رضي الله عنهما .

عاش أبو العاص مع زينب عامًا بعد أن زوجه النبي صلى الله عليه وسلم إياها من جديد .

وكما قلنا كان لهما من الأولاد علي بن أبي العاص وقد توفي وهو صغير .
أما أمامة رضي الله عنها عاشت إلى خلافة معاوية رضي الله عنه .
أمامة هي التي كان النبي ﷺ يحملها أثناء الصلاة وهي طفلة صغيرة .
فإذا سجد وضعها وإذا قام حملها .
كان ﷺ يحبها جداً ويعطف عليها .
وفي يوم أهدي لرسول الله ﷺ قلادة من خرز ملمعة بالذهب
ونساؤه مجتمعات في بيت كلهن وأمامة بنت أبي العاص جارية صغيرة تلعب في جانب البيت بالتراب والرسول الله ﷺ ينظر إليها بحب وحنان .

ابتسم ﷺ وقال :كيف ترين هذه .
فنظرن إليها فقلن :يا رسول الله ما رأينا أحسن من هذه ولا أعجب .
فقال : أرددنها إلي "احضروها لي"
فلما وضعها في ِحجره قال والله لأضعن هذه القلادة في رقبة أحب أهل البيت إلي .
تقول عائشة رضي الله عنها فأظلمت علّي الأرض بيني وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيري منهن.
"من شدة غيرة عائشة رضي الله عنها اسودت الدنيا بعيونها خافت يحطها برقبة وحدة من زوجاته"

ولا أراهن إلا قد أصابهن مثل الذي أصابني فوجمنا جميعاً
"يعني : حتى كل زوجاته شعروا بنفس شعوري
وجمنا يعني : تجمدنا بأرضنا ننتظر النتيجة"
ثم قام بوضعها في رقبة أمامة بنت أبي العاص.
ُسرِي عنّا "لما وضعها برقبة أمامة ارتاحنا "

ماتت زينب رضي الله عنها وأرضاه بنت النبي ﷺ فبكاها زوجها أبو العاص بكاء شديداً .
ورغم حزن النبي ﷺ على فراق بنته أخذ يهون على أبو العاص حزنه لأنه فجع بزينب لشدة محبته لها .

وأخذ ﷺ يهون عليه ويمسح بيده الشريفة عليه
وأبو العاص يبكي ويقول
"والله يا رسول الله ما عدت أطيق الدنيا بغير زينب"
فمات بعد سنه من موت زينب لم يتحمل فراقها.
رضي الله عن الجميع.
وجمعنا بهم في جنات النعيم يارب يارب يارب.
✨✨✨✨✨✨
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....
 

بنت العز

سَحَآبةٌ تُمّطِرُ نقآإءً
إنضم
10 يونيو 2014
المشاركات
68,815
مستوى التفاعل
66,675
النقاط
113
العمر
30
جزاك الله خير
 

الذين يشاهدون الموضوع الآن 1 ( الاعضاء: 0, الزوار: 1 )