- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثامنة و الأربعون
*الهجرة الثانية إلى الحبشة ..*
لما رأى النبي ﷺ أنه في حماية من أهله وعشيرته .
خاف ﷺ على المستضعفين من المسلمين فأمرهم بالهجرة إلى الحبشة وكانو 83 رجل وبضع وعشرة امرأة .
الذين هاجروا في المرة الأولى عادوا عندما علموا بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وظنوا أن الأمور تحسنت في مكة فوجدوا أن الأمور أسوأ فذهبوا في الهجرة الثانية .
النبي ﷺ وأصحابه في شعب أبوطالب بالمقاطعة .
استمرت المقاطعة 3 سنوات حتى أكل فيها النبي ﷺ من ورق الشجر .
سنتكلم الآن عن الهجرة الثانية إلى الحبشة ولاحقآ نتكلم عن حصار المسلمين في شعب أبوطالب.
هاجر الصحابة رضي الله عنهم إلى الحبشة وقد جعل النبي ﷺ أميرآ عليهم جعفر بن أبي طالب .
عاشوا في الحبشة ومنهم من عمل بالزراعة ومنهم من عمل بالصناعات الجلدية .
كانت أخلاقهم رفيعة ومعاملتهم طيبة واحترموا قوانين البلاد .
فأحبهم الناس وعاملوهم معاملة طيبة .
وصلت إلى مكة أنباء أن المسلمين في الحبشة في أمن واستقرار وحياة طيبة .
كما وصلت إلى قريش قصيدة من أحد المهاجرين المسلمين يتحدث فيها عن سعادتهم ورفاقه في الحبشة .
فاغتاظت قريش وقالوا : لقد أصبح لمحمد قواعد خارج مكة .
فاجتمعوا وعقدوا مؤتمر يدرسون فيه ماذا يفعلون .
ماذا نصنع وما العمل مع من هاجر من أصحاب محمد .
قالوا نرسل رجلين يحسنان السياسة إلى النجاشي ملك الحبشة .
"النجاشي لقب لمن يحكم الحبشة وليس اسمآ له .
إسمه أصحمه بن أبجر .
*ملاحظة*
النجاشي : لقب لملك الحبشة .
قيصر : لقب على من ملك الروم .
كسرى : لقب لملك الفرس .
المقوقس : لقب لملك مصر .
قرروا إرسال رجلين من دهاتهم إلى الملك النجاشي .
يحملون الهدايا لمحاولة إقناعة بطرد المسلمين وإعادتهم إلى مكة مرة أخرى .
اختاروا لهذه المهمة عمر بن العاص و عبدالله بن ربيعة .
عمر بن العاص كانت له علاقه قوية مع النجاشي .
قالت لهم قريش : أعطوا الهدايا أولاً للبطارقة قبل النجاشي.
وبعد أن يرضوا قولوا لهم نريد مقابلة النجاشي من أجل السفهاء من قومنا الذين جاؤوا إلى بلادكم .
وصلوا الحبشة ووزعوا الهدايا على البطارقة .
قالوا للبطارقة :
إن هؤلاء سفهاء من قومنا فارقوا ديننا ونريد أن نكلم النجاشي بهم .
وأنتم أقنعوه أن يسلمهم لنا دون أن يستقبلهم ويسألهم .
قالوا : ولماذا دون أن يسألهم .
قالوا لهم لأن محمد وصحبة يعملون بالسحر وإذا قابلوه سحروه فلا يسمع لأحد .
نفذ الخطة عمر بن العاص مع البطارقة .
ولما اجتمع عمر بن العاص والبطارقة بالنجاشي وقدموا له الهدايا .
قال له : ما الأمر ياعمر تكلم .
قال عمر : إن فينا سفهاء خرجوا عن دين الآباء والأجداد .
فلا هم بقوا على ديننا ولا دخلوا في دينك أيها الملك وابتدعوا دينآ لانعرفه نحن ولا أنت.
"عمر بن العاص داهية : لاحظتم اسلوبه بالكلام"
وقد أرسلنا أشراف قومنا حتى تردهم إلينا .
فأهلهم أعلم بهم وهم بهم أولى .
صاح البطارقة بصوت واحد . نعم صدق أيها الملك .
فصاح الملك العادل : بئس ما شهدتم به .
كيف أحكم بنعم قبل أن أسمع الطرف الآخر . بئس ما شهدتم به .
ثم صاح بالجند . أرسلوا إليهم حتى أسمع منهم .
فإذا سمعت قضيت بأنهم صادقون أو غير صادقين .
فلما أرسل النجاشي في طلبهم قالوا لبعضهم ماذا نقول .
فقال جعفر نقول الصدق وما أنزل على نبينا .
قالوا يا جعفر كن أنت المتكلم فينا .
فتقدم جعفر ووقف المسلمون خلفه .
ولما حضر النجاشي ركع الجميع إجلالآ له إلا المسلمون بقوا واقفين .
نظر النجاشي إليهم وقال : ألا تركعون لنبيكم .
قالوا : لا لقد علمنا نبينا أن لا نركع إلا لله تعالى .
قال النجاشي : كيف تسلمون على نبيكم .
قالوا : نقول له السلام عليك أيها النبي .
سكت النجاشي ثم نظر إلى عمر بن العاص .
وقال له : هات ما عندك يا عمر .
فأخبره بما قاله للبطارقة . حتى انتهى .
قال النجاشي للصحابه : وأنتم من يتكلم فيكم .
فتقدم جعفر بن عبدالمطلب وقال :
أيها الملك .
كنا قومآ أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء إلى الجوار ويأكل القوي فينا الضعيف وندفن البنات أحياء ونأتي كل الموبقات .
حتى بعث الله إلينا رسولآ نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه .
دعانا لنعبد الله ونوحده ونخلع ماكنا نعبد وآباؤنا من دونه من الأصنام والأوثان .
أمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانه وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء.
وأمرنا أن نعبد الله لانشرك به شيئا .
ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات .
فتعدى علينا قومنا فعذبونا وضيقوا علينا حتى قال لنا نبينا اذهبوا إلى الحبشة .
قال النجاشي : ولم اختار نبيكم الحبشة .
قال جعفر : قال لنا نبينا إن فيها رجل لا يظلم عنده أحد .
قال النجاشي : وهل تحفظ شيء مما أنزل على نبيكم .
قال جعفر : نعم .
وقرأ عليه شيء من القرآن .
فدمعت عين النجاشي ودمعت عيون البطارقة.
وقد وصفهم الله تعالى في القرآن الكريم .
*لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)*
سورة المائدة .
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة الثامنة و الأربعون
*الهجرة الثانية إلى الحبشة ..*
لما رأى النبي ﷺ أنه في حماية من أهله وعشيرته .
خاف ﷺ على المستضعفين من المسلمين فأمرهم بالهجرة إلى الحبشة وكانو 83 رجل وبضع وعشرة امرأة .
الذين هاجروا في المرة الأولى عادوا عندما علموا بإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه وظنوا أن الأمور تحسنت في مكة فوجدوا أن الأمور أسوأ فذهبوا في الهجرة الثانية .
النبي ﷺ وأصحابه في شعب أبوطالب بالمقاطعة .
استمرت المقاطعة 3 سنوات حتى أكل فيها النبي ﷺ من ورق الشجر .
سنتكلم الآن عن الهجرة الثانية إلى الحبشة ولاحقآ نتكلم عن حصار المسلمين في شعب أبوطالب.
هاجر الصحابة رضي الله عنهم إلى الحبشة وقد جعل النبي ﷺ أميرآ عليهم جعفر بن أبي طالب .
عاشوا في الحبشة ومنهم من عمل بالزراعة ومنهم من عمل بالصناعات الجلدية .
كانت أخلاقهم رفيعة ومعاملتهم طيبة واحترموا قوانين البلاد .
فأحبهم الناس وعاملوهم معاملة طيبة .
وصلت إلى مكة أنباء أن المسلمين في الحبشة في أمن واستقرار وحياة طيبة .
كما وصلت إلى قريش قصيدة من أحد المهاجرين المسلمين يتحدث فيها عن سعادتهم ورفاقه في الحبشة .
فاغتاظت قريش وقالوا : لقد أصبح لمحمد قواعد خارج مكة .
فاجتمعوا وعقدوا مؤتمر يدرسون فيه ماذا يفعلون .
ماذا نصنع وما العمل مع من هاجر من أصحاب محمد .
قالوا نرسل رجلين يحسنان السياسة إلى النجاشي ملك الحبشة .
"النجاشي لقب لمن يحكم الحبشة وليس اسمآ له .
إسمه أصحمه بن أبجر .
*ملاحظة*
النجاشي : لقب لملك الحبشة .
قيصر : لقب على من ملك الروم .
كسرى : لقب لملك الفرس .
المقوقس : لقب لملك مصر .
قرروا إرسال رجلين من دهاتهم إلى الملك النجاشي .
يحملون الهدايا لمحاولة إقناعة بطرد المسلمين وإعادتهم إلى مكة مرة أخرى .
اختاروا لهذه المهمة عمر بن العاص و عبدالله بن ربيعة .
عمر بن العاص كانت له علاقه قوية مع النجاشي .
قالت لهم قريش : أعطوا الهدايا أولاً للبطارقة قبل النجاشي.
وبعد أن يرضوا قولوا لهم نريد مقابلة النجاشي من أجل السفهاء من قومنا الذين جاؤوا إلى بلادكم .
وصلوا الحبشة ووزعوا الهدايا على البطارقة .
قالوا للبطارقة :
إن هؤلاء سفهاء من قومنا فارقوا ديننا ونريد أن نكلم النجاشي بهم .
وأنتم أقنعوه أن يسلمهم لنا دون أن يستقبلهم ويسألهم .
قالوا : ولماذا دون أن يسألهم .
قالوا لهم لأن محمد وصحبة يعملون بالسحر وإذا قابلوه سحروه فلا يسمع لأحد .
نفذ الخطة عمر بن العاص مع البطارقة .
ولما اجتمع عمر بن العاص والبطارقة بالنجاشي وقدموا له الهدايا .
قال له : ما الأمر ياعمر تكلم .
قال عمر : إن فينا سفهاء خرجوا عن دين الآباء والأجداد .
فلا هم بقوا على ديننا ولا دخلوا في دينك أيها الملك وابتدعوا دينآ لانعرفه نحن ولا أنت.
"عمر بن العاص داهية : لاحظتم اسلوبه بالكلام"
وقد أرسلنا أشراف قومنا حتى تردهم إلينا .
فأهلهم أعلم بهم وهم بهم أولى .
صاح البطارقة بصوت واحد . نعم صدق أيها الملك .
فصاح الملك العادل : بئس ما شهدتم به .
كيف أحكم بنعم قبل أن أسمع الطرف الآخر . بئس ما شهدتم به .
ثم صاح بالجند . أرسلوا إليهم حتى أسمع منهم .
فإذا سمعت قضيت بأنهم صادقون أو غير صادقين .
فلما أرسل النجاشي في طلبهم قالوا لبعضهم ماذا نقول .
فقال جعفر نقول الصدق وما أنزل على نبينا .
قالوا يا جعفر كن أنت المتكلم فينا .
فتقدم جعفر ووقف المسلمون خلفه .
ولما حضر النجاشي ركع الجميع إجلالآ له إلا المسلمون بقوا واقفين .
نظر النجاشي إليهم وقال : ألا تركعون لنبيكم .
قالوا : لا لقد علمنا نبينا أن لا نركع إلا لله تعالى .
قال النجاشي : كيف تسلمون على نبيكم .
قالوا : نقول له السلام عليك أيها النبي .
سكت النجاشي ثم نظر إلى عمر بن العاص .
وقال له : هات ما عندك يا عمر .
فأخبره بما قاله للبطارقة . حتى انتهى .
قال النجاشي للصحابه : وأنتم من يتكلم فيكم .
فتقدم جعفر بن عبدالمطلب وقال :
أيها الملك .
كنا قومآ أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء إلى الجوار ويأكل القوي فينا الضعيف وندفن البنات أحياء ونأتي كل الموبقات .
حتى بعث الله إلينا رسولآ نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه .
دعانا لنعبد الله ونوحده ونخلع ماكنا نعبد وآباؤنا من دونه من الأصنام والأوثان .
أمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانه وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء.
وأمرنا أن نعبد الله لانشرك به شيئا .
ونهانا عن الفواحش وقول الزور وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات .
فتعدى علينا قومنا فعذبونا وضيقوا علينا حتى قال لنا نبينا اذهبوا إلى الحبشة .
قال النجاشي : ولم اختار نبيكم الحبشة .
قال جعفر : قال لنا نبينا إن فيها رجل لا يظلم عنده أحد .
قال النجاشي : وهل تحفظ شيء مما أنزل على نبيكم .
قال جعفر : نعم .
وقرأ عليه شيء من القرآن .
فدمعت عين النجاشي ودمعت عيون البطارقة.
وقد وصفهم الله تعالى في القرآن الكريم .
*لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ ۖ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83)*
سورة المائدة .
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....