- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,171
- مستوى التفاعل
- 44,369
- النقاط
- 113
سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الثانية و الثمانون *٨٢*
*في الطريق إلى المدينة*
في اليوم الثالث سمع أهل مكة صوتآ بدأ من أسفلها ومر حتى خرج من أعلها، وتبعوه فلم يروا شخصه..... يقول :
جزى الله رب الناس خير جزائه
رفقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به
وأفلح من أمسى رفيق محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم
به من الأفعال لا تجارى وسؤدد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد
*سبحان مقلب القلوب*
كان سراقة بن مالك في بداية أمره يريد القبض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلمه لزعماء مكة
لينال الجائزة 100 ناقة.
وإذا بالأمور تنقلب رأساً على عقب ويصبح يرد الطلب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجعل لا يلقى أحدآ من الطلب إلا رده قائلاً : كفيتم هذا الوجه (أي من هذه الجهة والمكان)
فلما اطمأن إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل إلى المدينة المنورة، جعل سراقة يقص ما كان من قصته و قصة فرسه.
وأشتهر ذلك عنه حتى امتلأت به نوادي مكة، فخاف رؤساء قريش أن يكون ذلك سببآ لإسلام بعض أهل مكة.
وكان سراقة أمير بني مدلج ورئيسهم.
*فكتب أبو جهل إليهم*
بني مدلج إني أخاف سفيهكم
سراقة مستغو لنصر محمد
عليكم به ألا يفرق جمعكم
فيصبح شتى بعد عز و سؤدد
*فقال سراقة يرد على أبي جهل*
أبا حكم والله لو كنت شاهدآ
لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت و لم تشكك بأن محمداً
رسول وبرهان فمن ذا يقاومه
عليك فكف القوم عنه فإنني
أرى أمره يوماً ستبدو معالمه
بأمر تود الناس فيه بأسرهم
بأن جميع الناس طرآ مسالمة
________________
وفي الطريق لقيه بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه في سبعين راكباً فأسلم هو و من معه، وصلوا خلفه صلاة العشاء الآخرة.
ولقيهما في بطن ريم ( اسم واد)
الزبير بن العوام رضي الله عنه في ركب من المسلمين كانوا قافلين من الشام، فكساهما الزبير ثيابآ بياضآ.
العهد المدني كان صعب وليس بالسهل أبدا.
لنرى ما الذي واجهه ﷺ عندما هاجر إلى المدينة وكم تحمل نبينا ﷺ في دعوته إلى الله تعالى وفي سبيل الله تعالى.
1- *الحروب بين الأوس والخزرج*
كانت المدينة تموج بالحروب الأهلية بين الأوس والخزرج.
أوس وخزرج إخوة من أم واحدة اسمها " قيلة "
وبرغم من أنهم من سلالة رجل واحد وأم واحدة.
وبينهما تاريخ طويل من الحروب الأهلية عددها أكثر من عشرة حروب .
آخرها كان "حرب بعاث" التي انتهت قبل الهجرة بخمسة سنوات فقط .
أشهر وأدمى معركة بينم والتي أورثت في نفوسهم الكثير من الثارات والاحتقانات .
2- *اليهود*
وجود ثلاثة قبائل يهودية كبيرة في المدينة وهي :
بني قينقاع
وبني النضير
وبني قريظة
وقد قابل اليهود الدعوة الإسلامية بالعداء الشديد .
لأنهم كانوا يطمعون أن يكون نبي آخر الزمان واحد منهم .
ثم كانت المفاجأة القاسية بالنسبة لهم أن يكون نبي آخر الزمان من العرب.
وهم يعلمون صفة رسول الله ﷺ في كتبهم قبل تحريفها بمنتهى الدقة .
قال تعالى .
*الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ .*
الشيء الوحيد الغير موجود في كتبهم :
هو نسب النبي ﷺ هو موجود أن اسمه *محمد* وموجود أن اسمه *أحمد*
وليس مكتوبا أنه :
*محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة إلى أن نصل إلى عدنان إلى أن نصل إلى اسماعيل .*
كان كل الأنبياء بعد إبراهيم عليه السلام من نسل يعقوب ابن اسحق عليهم السلام.
ولكن جاء ﷺ من نسل إسماعيل عليه السلام .
وبالرغم من أن عدد اليهود في المدينة كان كبيرا.....
إلا أنهم كانوا أقل عدداً من "الأوس والخزرج"
ولذلك كان الأوس والخزرج مستعلين على اليهود في المدينة .
وكان يهود المدينة يشعرون بالقهر في مواجهة الأوس والخزرج .
ولذلك كانوا ينتظرون نبي آخر الزمان لينتقم لهم من قهر الأوس والخزرج .
وكانوا دائما يقولون لهم
"قد أظل زمان نبي آخر الزمان نقتلكم به قتل عاد وإرم"
فلما جاء الرسول ﷺ نبي الرحمة للناس كافة.....من نسل إسماعيل عليه السلام، كان الأمر بمثابة الصدمة بالنسبة ليهود المدينة .
ولذلك قرروا معاداة الرسول ﷺ منذ أول يوم لدخوله المدينة .
قال تعالى .
*فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ .*
لذلك كان من أكبر المشاكل التى واجهت الرسول ﷺ هي وجود اليهود في المدينة .
واليهود معروفون بخبثهم ومكرهم ومكائدهم .
3- *المشركين*
وجود عدد كبير من المشركين في المدينة .
صحيح أن أغلبية أهل المدينة كانوا مسلمون ولكن لم يكن كلهم مسلمون .
وكان بعضهم لا يزال على شركه .
ولم يجبر الرسول ﷺ أحد على الاسلام .
وهؤلاء كانوا يكرهون الاسلام ويكرهون المسلمون ويضمرون لهم البغض والعدواة .
4- *المنافقون*
بعد الهجرة ودخول أغلب أهل المدينة في الإسلام.
ظهرت طائفة جديدة "المنافقون"
والمنافق: هو الذي يظهر ما لا يبطن .
وهذه الطائفة لم تكن موجودة في مكة لأن الإسلام كان ضعيفا.
ولكن ظهرت بعد الهجرة وبعد أن أصبح للإسلام دولة .
وخصوصا بعد غزوة بدر
هذه الطائفة أخطر بكثير من المشركين و الكفار.
لأن المشرك معروف بعداوته للإسلام وتستطيع أن تأخذ منه حذرك وأن تواجهه .
بينما المنافق مثل المرض الخفي الذي يفتك بالجسم دون أن تشعر به .
ولذلك عقاب المنافق أعظم من عقاب الكافر .
قال تعالى .
*إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ .*
5- *المشكلة الإقتصادية*
ظهرت في المدينة مشكلة اقتصادية نتيجة هجرة عدد كبير من أهل مكة .
وموارد المدينة محدودة .
ولذلك لم يأمر الرسول ﷺ أصحابه المهاجرين إلى الحبشة بأن يأتوا إليه في المدينة .
6- *مشاكل المهاجرون*
واجه المهاجرين عدد من المشاكل الخاصة .
أولها : مشكلة السكن .
ثانيا : مشكلة اقتصادية .
المهاجرين تركوا مكة وأموالهم وأعمالهم.
والمشكلة أن أهل المدينة كلهم مزارعين وهي مهنتهم الوحيدة .
وهذه المهنة لا يعرفها أهل مكة لأن أهل مكة كان عملهم الأغلب بالتجارة فقط .
وأيضاً شعور المهاجرين بالغربة والحنين لبلدهم مكة .
فأصيب المهاجرين بحالة حزن واكتئاب حتى أن نصفهم أصابته الحمى بعد الهجرة .
اي ما نعرفه الآن بالملاريا.
وكان اسمها قديما "البرداء"
لأن من يصاب بهذا المرض تأتيه رعشة . وعمق انتشار المرض بينهم أحسسهم بالغربة من المدينة .
واختلف على المهاجرين أيضآ العادات والتقاليد .
فنساء المدينة شخصيتهم مع رجالهم فيها جرأة وقوة .
ولم تكن شخصية نساء مكة هكذا مع رجالهم .
لأن زوجات أهل المدينة يعملن في الزراعة مع أزواجهن .
أما نساء مكة لا يعملن لأن عمل أزواجهن التجارة .
وبدأت زوجات المهاجرين يتعلمن من نساء الأنصار وحصلت مشاكل كثيرة في بيوت المهاجرين بسبب ذلك .
وانتشر بين المهاجرين شعر كان يردده بلال رضي الله عنه :يقول
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة
بفخّ وحَوْلي إذخر وجليل
وهل أردنْ يوما مياه مَجِنَّة
وهل يبدون لي شامة وطفيل
دعاء الرسول ﷺ :
*اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد .*
*اللهم وصححها وبارك لنا في مدها وصاعها وانقل حُمَّاها فأجعلها بالجحفة .*
وأجاب الله تعالى دعاءه صلى الله عليه وسلم فاستراح المسلمون من الأمراض، وأحبوا المدينة.
هذا الجزء مهم جداً في السيرة كان لا بد منه لنتعلم جميعاً ماذا فعل رسول الله ﷺ
*السيرة منهاج حياة لكل المسلمين*
ما الذي فعله رسول الله ﷺ لمواجهة هذه المشاكل ؟؟
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....
الحلقة الثانية و الثمانون *٨٢*
*في الطريق إلى المدينة*
في اليوم الثالث سمع أهل مكة صوتآ بدأ من أسفلها ومر حتى خرج من أعلها، وتبعوه فلم يروا شخصه..... يقول :
جزى الله رب الناس خير جزائه
رفقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلا بالبر وارتحلا به
وأفلح من أمسى رفيق محمد
فيا لقصي ما زوى الله عنكم
به من الأفعال لا تجارى وسؤدد
ليهن بني كعب مكان فتاتهم
ومقعدها للمؤمنين بمرصد
*سبحان مقلب القلوب*
كان سراقة بن مالك في بداية أمره يريد القبض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسلمه لزعماء مكة
لينال الجائزة 100 ناقة.
وإذا بالأمور تنقلب رأساً على عقب ويصبح يرد الطلب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
فجعل لا يلقى أحدآ من الطلب إلا رده قائلاً : كفيتم هذا الوجه (أي من هذه الجهة والمكان)
فلما اطمأن إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصل إلى المدينة المنورة، جعل سراقة يقص ما كان من قصته و قصة فرسه.
وأشتهر ذلك عنه حتى امتلأت به نوادي مكة، فخاف رؤساء قريش أن يكون ذلك سببآ لإسلام بعض أهل مكة.
وكان سراقة أمير بني مدلج ورئيسهم.
*فكتب أبو جهل إليهم*
بني مدلج إني أخاف سفيهكم
سراقة مستغو لنصر محمد
عليكم به ألا يفرق جمعكم
فيصبح شتى بعد عز و سؤدد
*فقال سراقة يرد على أبي جهل*
أبا حكم والله لو كنت شاهدآ
لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
علمت و لم تشكك بأن محمداً
رسول وبرهان فمن ذا يقاومه
عليك فكف القوم عنه فإنني
أرى أمره يوماً ستبدو معالمه
بأمر تود الناس فيه بأسرهم
بأن جميع الناس طرآ مسالمة
________________
وفي الطريق لقيه بريدة بن الحصيب الأسلمي رضي الله عنه في سبعين راكباً فأسلم هو و من معه، وصلوا خلفه صلاة العشاء الآخرة.
ولقيهما في بطن ريم ( اسم واد)
الزبير بن العوام رضي الله عنه في ركب من المسلمين كانوا قافلين من الشام، فكساهما الزبير ثيابآ بياضآ.
العهد المدني كان صعب وليس بالسهل أبدا.
لنرى ما الذي واجهه ﷺ عندما هاجر إلى المدينة وكم تحمل نبينا ﷺ في دعوته إلى الله تعالى وفي سبيل الله تعالى.
1- *الحروب بين الأوس والخزرج*
كانت المدينة تموج بالحروب الأهلية بين الأوس والخزرج.
أوس وخزرج إخوة من أم واحدة اسمها " قيلة "
وبرغم من أنهم من سلالة رجل واحد وأم واحدة.
وبينهما تاريخ طويل من الحروب الأهلية عددها أكثر من عشرة حروب .
آخرها كان "حرب بعاث" التي انتهت قبل الهجرة بخمسة سنوات فقط .
أشهر وأدمى معركة بينم والتي أورثت في نفوسهم الكثير من الثارات والاحتقانات .
2- *اليهود*
وجود ثلاثة قبائل يهودية كبيرة في المدينة وهي :
بني قينقاع
وبني النضير
وبني قريظة
وقد قابل اليهود الدعوة الإسلامية بالعداء الشديد .
لأنهم كانوا يطمعون أن يكون نبي آخر الزمان واحد منهم .
ثم كانت المفاجأة القاسية بالنسبة لهم أن يكون نبي آخر الزمان من العرب.
وهم يعلمون صفة رسول الله ﷺ في كتبهم قبل تحريفها بمنتهى الدقة .
قال تعالى .
*الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ .*
الشيء الوحيد الغير موجود في كتبهم :
هو نسب النبي ﷺ هو موجود أن اسمه *محمد* وموجود أن اسمه *أحمد*
وليس مكتوبا أنه :
*محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة إلى أن نصل إلى عدنان إلى أن نصل إلى اسماعيل .*
كان كل الأنبياء بعد إبراهيم عليه السلام من نسل يعقوب ابن اسحق عليهم السلام.
ولكن جاء ﷺ من نسل إسماعيل عليه السلام .
وبالرغم من أن عدد اليهود في المدينة كان كبيرا.....
إلا أنهم كانوا أقل عدداً من "الأوس والخزرج"
ولذلك كان الأوس والخزرج مستعلين على اليهود في المدينة .
وكان يهود المدينة يشعرون بالقهر في مواجهة الأوس والخزرج .
ولذلك كانوا ينتظرون نبي آخر الزمان لينتقم لهم من قهر الأوس والخزرج .
وكانوا دائما يقولون لهم
"قد أظل زمان نبي آخر الزمان نقتلكم به قتل عاد وإرم"
فلما جاء الرسول ﷺ نبي الرحمة للناس كافة.....من نسل إسماعيل عليه السلام، كان الأمر بمثابة الصدمة بالنسبة ليهود المدينة .
ولذلك قرروا معاداة الرسول ﷺ منذ أول يوم لدخوله المدينة .
قال تعالى .
*فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ۚ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ .*
لذلك كان من أكبر المشاكل التى واجهت الرسول ﷺ هي وجود اليهود في المدينة .
واليهود معروفون بخبثهم ومكرهم ومكائدهم .
3- *المشركين*
وجود عدد كبير من المشركين في المدينة .
صحيح أن أغلبية أهل المدينة كانوا مسلمون ولكن لم يكن كلهم مسلمون .
وكان بعضهم لا يزال على شركه .
ولم يجبر الرسول ﷺ أحد على الاسلام .
وهؤلاء كانوا يكرهون الاسلام ويكرهون المسلمون ويضمرون لهم البغض والعدواة .
4- *المنافقون*
بعد الهجرة ودخول أغلب أهل المدينة في الإسلام.
ظهرت طائفة جديدة "المنافقون"
والمنافق: هو الذي يظهر ما لا يبطن .
وهذه الطائفة لم تكن موجودة في مكة لأن الإسلام كان ضعيفا.
ولكن ظهرت بعد الهجرة وبعد أن أصبح للإسلام دولة .
وخصوصا بعد غزوة بدر
هذه الطائفة أخطر بكثير من المشركين و الكفار.
لأن المشرك معروف بعداوته للإسلام وتستطيع أن تأخذ منه حذرك وأن تواجهه .
بينما المنافق مثل المرض الخفي الذي يفتك بالجسم دون أن تشعر به .
ولذلك عقاب المنافق أعظم من عقاب الكافر .
قال تعالى .
*إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ .*
5- *المشكلة الإقتصادية*
ظهرت في المدينة مشكلة اقتصادية نتيجة هجرة عدد كبير من أهل مكة .
وموارد المدينة محدودة .
ولذلك لم يأمر الرسول ﷺ أصحابه المهاجرين إلى الحبشة بأن يأتوا إليه في المدينة .
6- *مشاكل المهاجرون*
واجه المهاجرين عدد من المشاكل الخاصة .
أولها : مشكلة السكن .
ثانيا : مشكلة اقتصادية .
المهاجرين تركوا مكة وأموالهم وأعمالهم.
والمشكلة أن أهل المدينة كلهم مزارعين وهي مهنتهم الوحيدة .
وهذه المهنة لا يعرفها أهل مكة لأن أهل مكة كان عملهم الأغلب بالتجارة فقط .
وأيضاً شعور المهاجرين بالغربة والحنين لبلدهم مكة .
فأصيب المهاجرين بحالة حزن واكتئاب حتى أن نصفهم أصابته الحمى بعد الهجرة .
اي ما نعرفه الآن بالملاريا.
وكان اسمها قديما "البرداء"
لأن من يصاب بهذا المرض تأتيه رعشة . وعمق انتشار المرض بينهم أحسسهم بالغربة من المدينة .
واختلف على المهاجرين أيضآ العادات والتقاليد .
فنساء المدينة شخصيتهم مع رجالهم فيها جرأة وقوة .
ولم تكن شخصية نساء مكة هكذا مع رجالهم .
لأن زوجات أهل المدينة يعملن في الزراعة مع أزواجهن .
أما نساء مكة لا يعملن لأن عمل أزواجهن التجارة .
وبدأت زوجات المهاجرين يتعلمن من نساء الأنصار وحصلت مشاكل كثيرة في بيوت المهاجرين بسبب ذلك .
وانتشر بين المهاجرين شعر كان يردده بلال رضي الله عنه :يقول
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة
بفخّ وحَوْلي إذخر وجليل
وهل أردنْ يوما مياه مَجِنَّة
وهل يبدون لي شامة وطفيل
دعاء الرسول ﷺ :
*اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد .*
*اللهم وصححها وبارك لنا في مدها وصاعها وانقل حُمَّاها فأجعلها بالجحفة .*
وأجاب الله تعالى دعاءه صلى الله عليه وسلم فاستراح المسلمون من الأمراض، وأحبوا المدينة.
هذا الجزء مهم جداً في السيرة كان لا بد منه لنتعلم جميعاً ماذا فعل رسول الله ﷺ
*السيرة منهاج حياة لكل المسلمين*
ما الذي فعله رسول الله ﷺ لمواجهة هذه المشاكل ؟؟
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى.....