- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,201
- مستوى التفاعل
- 44,374
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الحادية عشر بعد المائة *111*
*استشارة أصحابه ﷺ في أسرى بدر .*
سيق الأسرى
ووصل رسول الله ﷺ للمدينة المنورة.
فلما جمعوا الأسرى بساحة المسجد النبوي.
*ولم تكن آيات الحجاب قد فرضت بعد*
خرج الرجال والنساء من المهاجرين من قريش يشهدون من يوجد بالاسرى.
فكانت سودة بنت زمعة
"زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين رضي الله عنها
صاحبة الهجرتين ، الهجرة الأولى إلى الحبشة وقد ترملت.
والهجرة الثانية للمدينة.
تزوجها النبي ﷺ بعد موت السيدة خديجة" رضي الله عنها
أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها :
ذات قدم راسخة في الإسلام ولكن "لكل جواد كبوة"
ومن شرف العبد الخطأ .
اللهم إلا أن يصر عليه.
خرجت أم المؤمنين سودة رضي الله عنها ونظرت في الأسرى فوقع بصرها على "سهيل بن عمرو"
وما سهيل من سودة ؟؟
إنه أخو زوجها السابق .
وأخو الزوج يسمى عند العرب الحمو.
وعندما سأل الصحابة رضي الله عنهم : النبي ﷺ : عن الحمو يأتي بيت أخيه في غيابه.
قال ﷺ : الحمو . الموت "
فلما رأت سودة رضي الله عنها سهيل بن عمرو حنت إليه لأنه أخو زوجها .
فقالت : أسهيل ؟
يعني أنت سهيل بن عمرو .
أسهيل : هل لا متم كراماً و خيرآ من أن تعطوا أيدكم للأسر .
"يعني لماذا تقع بالأسر ليش ما قاتلت وتموت أشرف لكم"
أرادت أن تواسيه بجملة.
والنساء عندما تتحكم بهم العواطف يرون الأمور كما هي.
هكذا ظنت نفسها تواسي سهيل وأن هذا لا يضر بالدين شيء رضي الله عنها .
تقول سودة رضي الله عنها : فما راعني إلا ورسول الله ﷺ يقول بملء فمه رافعاً صوته :
يااا سودة : أعلى الله ورسوله تحرضين ؟
وكعادة النساء تقول : فصكت وجهها.
"يعني لطمت ضربت أيديها على خدها"
رضي الله عنها ما أطيب قلبها
وقالت : معذرة يا رسول الله .
والله ما أدري ما قلت حين رأيت سهيل بينهم استغفرلي يارسول الله .
فقال لها : يغفر الله لك.
جلس المسلمون حول النبي ﷺ فاستشارهم في موضوع الأسرى
بين أيدينا سبعين من صناديد قريش.
ولم يكن هناك تشريع يوضح كيفية التعامل مع أسرى الحرب .
فجمع الرسول ﷺ بعض صحابته رضي الله عنهم وتشاور معهم في هذا الأمر .
نظر في أصحابه رضي الله عنهم.
وقال : ماذا تقولون في هؤلاء الأسرى ؟
فقال : أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله :
هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان .
وإني أرى *أن تأخذ منهم الفدية*
لعل الله أن يهديهم بك .
فان منّنت فهو ُخلقك .
وإن قبِلت الفداء استغنى به الفقراء .
لأن كل أسير أسره واحد.
فمن أسر أسيراً فله فداءه .
فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار .
وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدا.
كان رأي أبو بكر الصديق فيه جانب الرحمة فهو يرى أنهم بنو العم والعشيرة والدولة في حاجة إلى ما سيؤخذ من أموالهم.
*وربما يؤمنون بعد ذلك وهذا خير من أن يموتوا على الكفر*
وقد كانت اختياراته قريبة من اختيارات رسول الله صلى الله عليه وسلم
نظرا لتقارب طبيعتي الرسول وأبي بكر الصديق رضي الله عنه
فكان يغِلّب جانب الرحمة على جانب القوة كما كان رسول الله ﷺ يصف الصديق .
ويقول *ْأرحم أمتي بأمتي . أبو بكر .* رضي الله عنه.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : والله ما أرى ما رأى أبو بكر :يا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هؤلاء أئمة الكفر وصناديد قريش كذبوك وآذوك وأخرجوك وقاتلوك .
فإني أرى أن تشرد بهم من ورآئهم .
"يعني الفعلة التي تفعلها فيهم تلقي الرعب في قلوب من ورائهم"
قال : دعني اضرب عنق ابن عمي فلان .
ثم قل لعمك "حمزة" فليضرب عنق أخيه العباس .
ثم قل لإبن أخيك "علي" أن يضرب عنق أخيه عقيل.
ولا تبالي بما فعلته بهم بعد ذلك.
حتى يعلم الله تعالى أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين .
كان رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه *شديد الحسم*
ففي رأيه أن يقتل السبعون .
وعلى أن يقتل كل قريب قريبه حتى يُظِهر كل مسلم ُحبه لله تعالى.
وأنه ليس في قلبه ولاء لأي مشرك مهما كان حتى وإن كان أقرب الناس إليه.
فهذان رأيان وكلاهما مبني على الحب الكامل لله تعالى ولأمر الدعوة والدولة الإسلامية.
لكن كلا منهما له طريقته. وكلاهما مختلف تمام الإختلاف عن الآخر.
أحدهما يقول : نأخذ الفدية .
والآخر يقول : نقتل الأسرى .
نزل القرآن الكريم بعد ذلك يؤيد رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأيد عمر جماعة رضي الله عنهم
وأيد أبو بكر جماعة رضي الله عنهم
فتركهم النبي ﷺ ودخل إلى بيته فغاب عنهم ساعة ثم خرج.
فقال : إنما مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم عليه السلام .
قال تعالى :
*رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (36)*
وإنما مثلك يا عمر كمثل نوح عليه السلام :
*وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)*
وشبه النبي ﷺ الرجلين بأنبياء من أولي العزم عليهم الصلاة والسلام.
ثم قال : إنكم عيلا "أي فقراء" وأرى أن تقبلوا فيهم الفداء تستعينون به ويكن لكم يد في قريش .
وشاع الخبر لقريش في قبول الفداء .
فكان قبول الفداء بنسبة غنى الرجل وفقره .
"يعني الأسير الغني غير الأسير الفقير"
لم يجعلهم النبي ﷺ في رتبة واحدة .
فكان أعلى فداء 4000 درهم من الفضة .
و أدناها كانت 1000 درهم .
ثم قال النبي ﷺ لمن لا يملك
لا هذه ولا تلك.
قال : ومن لا يجد فداء ويعلم القراءة والكتابة :
فليُعلم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة .
ومن كان لا يعرف فهو طليق.
فكان أول من شرع محو الأمية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة الحادية عشر بعد المائة *111*
*استشارة أصحابه ﷺ في أسرى بدر .*
سيق الأسرى
ووصل رسول الله ﷺ للمدينة المنورة.
فلما جمعوا الأسرى بساحة المسجد النبوي.
*ولم تكن آيات الحجاب قد فرضت بعد*
خرج الرجال والنساء من المهاجرين من قريش يشهدون من يوجد بالاسرى.
فكانت سودة بنت زمعة
"زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين رضي الله عنها
صاحبة الهجرتين ، الهجرة الأولى إلى الحبشة وقد ترملت.
والهجرة الثانية للمدينة.
تزوجها النبي ﷺ بعد موت السيدة خديجة" رضي الله عنها
أم المؤمنين سودة بنت زمعة رضي الله عنها :
ذات قدم راسخة في الإسلام ولكن "لكل جواد كبوة"
ومن شرف العبد الخطأ .
اللهم إلا أن يصر عليه.
خرجت أم المؤمنين سودة رضي الله عنها ونظرت في الأسرى فوقع بصرها على "سهيل بن عمرو"
وما سهيل من سودة ؟؟
إنه أخو زوجها السابق .
وأخو الزوج يسمى عند العرب الحمو.
وعندما سأل الصحابة رضي الله عنهم : النبي ﷺ : عن الحمو يأتي بيت أخيه في غيابه.
قال ﷺ : الحمو . الموت "
فلما رأت سودة رضي الله عنها سهيل بن عمرو حنت إليه لأنه أخو زوجها .
فقالت : أسهيل ؟
يعني أنت سهيل بن عمرو .
أسهيل : هل لا متم كراماً و خيرآ من أن تعطوا أيدكم للأسر .
"يعني لماذا تقع بالأسر ليش ما قاتلت وتموت أشرف لكم"
أرادت أن تواسيه بجملة.
والنساء عندما تتحكم بهم العواطف يرون الأمور كما هي.
هكذا ظنت نفسها تواسي سهيل وأن هذا لا يضر بالدين شيء رضي الله عنها .
تقول سودة رضي الله عنها : فما راعني إلا ورسول الله ﷺ يقول بملء فمه رافعاً صوته :
يااا سودة : أعلى الله ورسوله تحرضين ؟
وكعادة النساء تقول : فصكت وجهها.
"يعني لطمت ضربت أيديها على خدها"
رضي الله عنها ما أطيب قلبها
وقالت : معذرة يا رسول الله .
والله ما أدري ما قلت حين رأيت سهيل بينهم استغفرلي يارسول الله .
فقال لها : يغفر الله لك.
جلس المسلمون حول النبي ﷺ فاستشارهم في موضوع الأسرى
بين أيدينا سبعين من صناديد قريش.
ولم يكن هناك تشريع يوضح كيفية التعامل مع أسرى الحرب .
فجمع الرسول ﷺ بعض صحابته رضي الله عنهم وتشاور معهم في هذا الأمر .
نظر في أصحابه رضي الله عنهم.
وقال : ماذا تقولون في هؤلاء الأسرى ؟
فقال : أبو بكر الصديق رضي الله عنه : يا رسول الله :
هؤلاء بنو العم والعشيرة والإخوان .
وإني أرى *أن تأخذ منهم الفدية*
لعل الله أن يهديهم بك .
فان منّنت فهو ُخلقك .
وإن قبِلت الفداء استغنى به الفقراء .
لأن كل أسير أسره واحد.
فمن أسر أسيراً فله فداءه .
فيكون ما أخذناه قوة لنا على الكفار .
وعسى أن يهديهم الله فيكونوا لنا عضدا.
كان رأي أبو بكر الصديق فيه جانب الرحمة فهو يرى أنهم بنو العم والعشيرة والدولة في حاجة إلى ما سيؤخذ من أموالهم.
*وربما يؤمنون بعد ذلك وهذا خير من أن يموتوا على الكفر*
وقد كانت اختياراته قريبة من اختيارات رسول الله صلى الله عليه وسلم
نظرا لتقارب طبيعتي الرسول وأبي بكر الصديق رضي الله عنه
فكان يغِلّب جانب الرحمة على جانب القوة كما كان رسول الله ﷺ يصف الصديق .
ويقول *ْأرحم أمتي بأمتي . أبو بكر .* رضي الله عنه.
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : والله ما أرى ما رأى أبو بكر :يا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هؤلاء أئمة الكفر وصناديد قريش كذبوك وآذوك وأخرجوك وقاتلوك .
فإني أرى أن تشرد بهم من ورآئهم .
"يعني الفعلة التي تفعلها فيهم تلقي الرعب في قلوب من ورائهم"
قال : دعني اضرب عنق ابن عمي فلان .
ثم قل لعمك "حمزة" فليضرب عنق أخيه العباس .
ثم قل لإبن أخيك "علي" أن يضرب عنق أخيه عقيل.
ولا تبالي بما فعلته بهم بعد ذلك.
حتى يعلم الله تعالى أنه ليست في قلوبنا هوادة للمشركين .
كان رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه *شديد الحسم*
ففي رأيه أن يقتل السبعون .
وعلى أن يقتل كل قريب قريبه حتى يُظِهر كل مسلم ُحبه لله تعالى.
وأنه ليس في قلبه ولاء لأي مشرك مهما كان حتى وإن كان أقرب الناس إليه.
فهذان رأيان وكلاهما مبني على الحب الكامل لله تعالى ولأمر الدعوة والدولة الإسلامية.
لكن كلا منهما له طريقته. وكلاهما مختلف تمام الإختلاف عن الآخر.
أحدهما يقول : نأخذ الفدية .
والآخر يقول : نقتل الأسرى .
نزل القرآن الكريم بعد ذلك يؤيد رأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وأيد عمر جماعة رضي الله عنهم
وأيد أبو بكر جماعة رضي الله عنهم
فتركهم النبي ﷺ ودخل إلى بيته فغاب عنهم ساعة ثم خرج.
فقال : إنما مثلك يا أبا بكر كمثل إبراهيم عليه السلام .
قال تعالى :
*رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ ۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ۖ وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (36)*
وإنما مثلك يا عمر كمثل نوح عليه السلام :
*وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا (26) إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا (27)*
وشبه النبي ﷺ الرجلين بأنبياء من أولي العزم عليهم الصلاة والسلام.
ثم قال : إنكم عيلا "أي فقراء" وأرى أن تقبلوا فيهم الفداء تستعينون به ويكن لكم يد في قريش .
وشاع الخبر لقريش في قبول الفداء .
فكان قبول الفداء بنسبة غنى الرجل وفقره .
"يعني الأسير الغني غير الأسير الفقير"
لم يجعلهم النبي ﷺ في رتبة واحدة .
فكان أعلى فداء 4000 درهم من الفضة .
و أدناها كانت 1000 درهم .
ثم قال النبي ﷺ لمن لا يملك
لا هذه ولا تلك.
قال : ومن لا يجد فداء ويعلم القراءة والكتابة :
فليُعلم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة .
ومن كان لا يعرف فهو طليق.
فكان أول من شرع محو الأمية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الأنوار المحمدية.....
يتبع بإذن الله تعالى....