- إنضم
- 20 أغسطس 2022
- المشاركات
- 313,201
- مستوى التفاعل
- 44,374
- النقاط
- 113
*سيرة الحبيب المصطفى ﷺ .*
الحلقة الخامسة عشر بعد المائة *115*
*محاولة قتل النبي ﷺ أثناء فداء الأسرى .*
من الأحداث التي وقعت بعد معركة بدر أيضاً .
أثناء فداء الأسرى ونختم بها حديثنا عن بدر.....
هي محاولة قتل النبي ﷺ .
*عمير بن وهب .*
من أشد قريش عداوة للإسلام وكان من أشدهم إيذاءاً للمسلمين وللرسول ﷺ قبل الهجرة .
وقد اشترك "عمير بن وهب" في بدر واشترك كذلك ابنه "وهب بن عمير بن بن وهب"
وكانت هزيمة لقريش وهرب "عمير بن وهب" عائدا إلى مكة .
بينما وقع إبنه "وهب بن عمير" في الأسر .
"عمير بن وهب" يعرف في قريش بلقب "شيطان قريش"
"يعني ماعجزت عنه قريش كلها يمكن أن يدبره "عمير بن وهب"
وهو الذي جال بفرسه يوم بدر فحزر عدد المسلمين فقال 300 ينقصون قليلاً أو يزيدون قليلاً فكانوا 313.
"عمير بن وهب" في مكة حزين مهموم بعد بدر .
ذهب للكعبة فوجد صديقه يجلس في حجر الكعبة
اسمه "صفوان بن أمية"
"صفوان بن أمية" أبوه قتيل في بدر "أمية بن خلف"
وهو الذي انتفخ سريعاً وتفسخ بالدرع فلم يستطيعوا أن يحملوه .
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بردمه في مكانه فردموه بالحجارة والتراب.
إبنه صفوان كان من الفارين الناجين يوم بدر وقد رأى مصرع أبيه.
جلس "عمير بن وهب" مع صديقه "صفوان بن أمية" في حجر الكعبة يتحدثون عن مصابهم في بدر .
وكان أبوصفوان وأخوه قد قتلا في بدر .
فقال صفوان بن أمية والله ما في العيش بعدهم خير .
فقال عمير : صدقت والله .
أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء وعيال أخشى عليهم الضَّيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله .
فإن لي عنده أسير اتحجج به وأقتل محمد غيلة بين أصحابه.
فأنتهزها صفوان قال : أي عمير .
دينك على وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء ويعجز عنهم فانفذ ما تقول.
قال : إذن اكتم علي !!
فقال : قد فعلت!!
فتعاهدا عند الكعبة على ألا يعلم بحديثهم ثالث أبداً.
فانصرف "صفوان" وقام "عمير بن وهب" فوراً إلى داره فأتى غرفة واختلى بها "معزولة"
جهز "عمير بن وهب" سيفه وشحذه وسمَّه .
اي جهز سيفه وسقاه السم حتى إذ لم يكن قاتل وجرح النبي ﷺ سرى السم في النبي صلى الله عليه وسلم فمات بعد أيام.
وتوشح سيفه وركب دابته ثم انطلق حتى قدم المدينة وأناخ راحلته على باب المسجد وهو متقلد سيفه .
فرآه "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه وأرضاه.
عمر رضي الله عنه صاحب الفراسة الكاملة .
النبي ﷺ يقول *اتقوا فراسة المؤمن . فإنه ينظر بنور الله .*
فكيف بفراسة عمر رضي الله عنه
نظر عمر رضي الله عنه في عمير فقال لمن حوله : هذا شيطان قريش .
والله ما جاء إلا لشر .
قالوا : يا عمر إن له أسيرا !!
قال : والله ما لهذا قدم !!
فدخل عمر رضي الله عنه على النبي ﷺ وقال له : يا رسول الله هذا "عمير بن وهب" شيطان قريش ينيخ بباب المسجد .
قال : ادخله علي يا عمر .
فجاء عمر رضي الله عنه إلى عمير وقال : ما الذي جاء بك ؟؟
قال : جئت في هذا الأسير الذي عندكم لعلكم تحسنون فيه .
فأمسك به عمر رضي الله عنه وأخذ منه سيفه وعلقه في عنقه
وجذبه عمر جذبة شديدة ودخل به إلى المسجد.....
وأدخله على رسول الله ﷺ بهذه الهيئة فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم متمكن منه
قال : أرسله يا عمر ادنو يا عمير
فلما اقترب عمير قال : أنعم صباحا .
"وكانت هذه تحية أهل الجاهلية"
فقال له النبي ﷺ *قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة .*
ثم قال له النبي ﷺ *ما جاء بك يا عمير ؟*
قال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه .
قال ﷺ *بل اصدقني يا عمير لماذا جئت ؟*
قال : ما جئت لغير هذا .
قال ﷺ *فما بال السيف الذي في عنقك ؟*
قال : قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنا بالأمس شيئاً "أي ببدر" إنه سلاح المسافر .
فنهض النبي ﷺ على ركبتيه وجذبه من ثيابه
ورضه على الأرض على ركبتيه .
وصاح به وقال . *اجلس امامي واصدقني لما جئت ؟*
قال : ما جئت يا محمد إلا لهذا .
قال : *بل أنا اخبرك بما جئت .*
*بل قعدت أنت و "صفوان بن أمية" في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش .*
*ثم قلت : لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا .*
*فتحمل لك صفوان بن أمية بدينك وعيالك على أن تقتلني له والله حائل بينك وبين ذلك.*
"أعاد عليه ﷺ الكلام و كأنه كان جالساً معهم"
فقال عمير : أشهد أنك رسول الله لقد كنا نكذبك يا رسول الله
بالخبر يأتي من السماء لاننا لا نعرفه .
أما هذا فوالله الذي لا إله غيره ، ما اطلع عليه ثالث.
ما كنت غير أنا وصفوان فمن أنبأك به إلا الله فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .
فمسح النبي صلى الله عليه وسلم بيده على صدره
وقال : فقهوا أخاكم في دينه واطلقوا له أسيره .
ذهب "عمير بن وهب" مع الصحابة رضي الله عنهم وعلموه الصلاة والقرآن .
ثم ذهب "عمير بن وهب" إلى النبي ﷺ وقال : يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله .
فأذن لي يا رسول الله أن أقدم مكة وأدعوهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم .
وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم .
فاذن له النبي ﷺ فانطلق إلى مكة .
وهكذا أصبح "عمير بن وهب" هو الحالة الوحيدة والمسلم الوحيد الذي أذن له ﷺ أن يظل في مكة بعد الهجرة.
وفي مكة كان "صفوان بن أمية" الذي اتفق مع "عمير بن وهب" على قتل رسول الله يقول لأهل مكة أبشروا بوقعة تأتيكم في أيام تنسيكم وقعة بدر.
وكان "صفوان" يسأل الركبان عن "عمير بن وهب" حتى قدم راكب
وأخبره عن إسلام "عمير بن وهب" فأنصعق صفوان .
ووصل "عمير بن وهب" إلى مكة وأخذ يدعو إلى الإسلام
كان رجل قوي شجاع وقبيلته قوية لذلك لا أحد يقربه .
وأسلم على يده الكثير من قريش، وظل كذلك حتى فتح مكة فأسلم على يده بعد فتح مكة صديقه القديم "صفوان بن أمية" رضي الله عنهم أجمعين.
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....
الحلقة الخامسة عشر بعد المائة *115*
*محاولة قتل النبي ﷺ أثناء فداء الأسرى .*
من الأحداث التي وقعت بعد معركة بدر أيضاً .
أثناء فداء الأسرى ونختم بها حديثنا عن بدر.....
هي محاولة قتل النبي ﷺ .
*عمير بن وهب .*
من أشد قريش عداوة للإسلام وكان من أشدهم إيذاءاً للمسلمين وللرسول ﷺ قبل الهجرة .
وقد اشترك "عمير بن وهب" في بدر واشترك كذلك ابنه "وهب بن عمير بن بن وهب"
وكانت هزيمة لقريش وهرب "عمير بن وهب" عائدا إلى مكة .
بينما وقع إبنه "وهب بن عمير" في الأسر .
"عمير بن وهب" يعرف في قريش بلقب "شيطان قريش"
"يعني ماعجزت عنه قريش كلها يمكن أن يدبره "عمير بن وهب"
وهو الذي جال بفرسه يوم بدر فحزر عدد المسلمين فقال 300 ينقصون قليلاً أو يزيدون قليلاً فكانوا 313.
"عمير بن وهب" في مكة حزين مهموم بعد بدر .
ذهب للكعبة فوجد صديقه يجلس في حجر الكعبة
اسمه "صفوان بن أمية"
"صفوان بن أمية" أبوه قتيل في بدر "أمية بن خلف"
وهو الذي انتفخ سريعاً وتفسخ بالدرع فلم يستطيعوا أن يحملوه .
فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بردمه في مكانه فردموه بالحجارة والتراب.
إبنه صفوان كان من الفارين الناجين يوم بدر وقد رأى مصرع أبيه.
جلس "عمير بن وهب" مع صديقه "صفوان بن أمية" في حجر الكعبة يتحدثون عن مصابهم في بدر .
وكان أبوصفوان وأخوه قد قتلا في بدر .
فقال صفوان بن أمية والله ما في العيش بعدهم خير .
فقال عمير : صدقت والله .
أما والله لولا دين علي ليس له عندي قضاء وعيال أخشى عليهم الضَّيعة بعدي لركبت إلى محمد حتى أقتله .
فإن لي عنده أسير اتحجج به وأقتل محمد غيلة بين أصحابه.
فأنتهزها صفوان قال : أي عمير .
دينك على وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا لا يسعني شيء ويعجز عنهم فانفذ ما تقول.
قال : إذن اكتم علي !!
فقال : قد فعلت!!
فتعاهدا عند الكعبة على ألا يعلم بحديثهم ثالث أبداً.
فانصرف "صفوان" وقام "عمير بن وهب" فوراً إلى داره فأتى غرفة واختلى بها "معزولة"
جهز "عمير بن وهب" سيفه وشحذه وسمَّه .
اي جهز سيفه وسقاه السم حتى إذ لم يكن قاتل وجرح النبي ﷺ سرى السم في النبي صلى الله عليه وسلم فمات بعد أيام.
وتوشح سيفه وركب دابته ثم انطلق حتى قدم المدينة وأناخ راحلته على باب المسجد وهو متقلد سيفه .
فرآه "عمر بن الخطاب" رضي الله عنه وأرضاه.
عمر رضي الله عنه صاحب الفراسة الكاملة .
النبي ﷺ يقول *اتقوا فراسة المؤمن . فإنه ينظر بنور الله .*
فكيف بفراسة عمر رضي الله عنه
نظر عمر رضي الله عنه في عمير فقال لمن حوله : هذا شيطان قريش .
والله ما جاء إلا لشر .
قالوا : يا عمر إن له أسيرا !!
قال : والله ما لهذا قدم !!
فدخل عمر رضي الله عنه على النبي ﷺ وقال له : يا رسول الله هذا "عمير بن وهب" شيطان قريش ينيخ بباب المسجد .
قال : ادخله علي يا عمر .
فجاء عمر رضي الله عنه إلى عمير وقال : ما الذي جاء بك ؟؟
قال : جئت في هذا الأسير الذي عندكم لعلكم تحسنون فيه .
فأمسك به عمر رضي الله عنه وأخذ منه سيفه وعلقه في عنقه
وجذبه عمر جذبة شديدة ودخل به إلى المسجد.....
وأدخله على رسول الله ﷺ بهذه الهيئة فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم متمكن منه
قال : أرسله يا عمر ادنو يا عمير
فلما اقترب عمير قال : أنعم صباحا .
"وكانت هذه تحية أهل الجاهلية"
فقال له النبي ﷺ *قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير بالسلام تحية أهل الجنة .*
ثم قال له النبي ﷺ *ما جاء بك يا عمير ؟*
قال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم فأحسنوا فيه .
قال ﷺ *بل اصدقني يا عمير لماذا جئت ؟*
قال : ما جئت لغير هذا .
قال ﷺ *فما بال السيف الذي في عنقك ؟*
قال : قبحها الله من سيوف وهل أغنت عنا بالأمس شيئاً "أي ببدر" إنه سلاح المسافر .
فنهض النبي ﷺ على ركبتيه وجذبه من ثيابه
ورضه على الأرض على ركبتيه .
وصاح به وقال . *اجلس امامي واصدقني لما جئت ؟*
قال : ما جئت يا محمد إلا لهذا .
قال : *بل أنا اخبرك بما جئت .*
*بل قعدت أنت و "صفوان بن أمية" في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش .*
*ثم قلت : لولا دين علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا .*
*فتحمل لك صفوان بن أمية بدينك وعيالك على أن تقتلني له والله حائل بينك وبين ذلك.*
"أعاد عليه ﷺ الكلام و كأنه كان جالساً معهم"
فقال عمير : أشهد أنك رسول الله لقد كنا نكذبك يا رسول الله
بالخبر يأتي من السماء لاننا لا نعرفه .
أما هذا فوالله الذي لا إله غيره ، ما اطلع عليه ثالث.
ما كنت غير أنا وصفوان فمن أنبأك به إلا الله فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله .
فمسح النبي صلى الله عليه وسلم بيده على صدره
وقال : فقهوا أخاكم في دينه واطلقوا له أسيره .
ذهب "عمير بن وهب" مع الصحابة رضي الله عنهم وعلموه الصلاة والقرآن .
ثم ذهب "عمير بن وهب" إلى النبي ﷺ وقال : يا رسول الله إني كنت جاهداً على إطفاء نور الله شديد الأذى لمن كان على دين الله .
فأذن لي يا رسول الله أن أقدم مكة وأدعوهم إلى الإسلام لعل الله أن يهديهم .
وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم .
فاذن له النبي ﷺ فانطلق إلى مكة .
وهكذا أصبح "عمير بن وهب" هو الحالة الوحيدة والمسلم الوحيد الذي أذن له ﷺ أن يظل في مكة بعد الهجرة.
وفي مكة كان "صفوان بن أمية" الذي اتفق مع "عمير بن وهب" على قتل رسول الله يقول لأهل مكة أبشروا بوقعة تأتيكم في أيام تنسيكم وقعة بدر.
وكان "صفوان" يسأل الركبان عن "عمير بن وهب" حتى قدم راكب
وأخبره عن إسلام "عمير بن وهب" فأنصعق صفوان .
ووصل "عمير بن وهب" إلى مكة وأخذ يدعو إلى الإسلام
كان رجل قوي شجاع وقبيلته قوية لذلك لا أحد يقربه .
وأسلم على يده الكثير من قريش، وظل كذلك حتى فتح مكة فأسلم على يده بعد فتح مكة صديقه القديم "صفوان بن أمية" رضي الله عنهم أجمعين.
الأنوار المحمدية....
يتبع بإذن الله تعالى....